في حضرة استشهاد عليّ الأكبر عليه السّلام
توسّد التُّربَ حتّى صاح يا أبتي إنّي سُقيتُ بكأسٍ طابَ كاللّبنِ
فهبّ يُسرِعُ والدّمْعاتُ تسبقهُ لا حولَ فيهِ ولا قدْرٌ من المُنَنِ
حنا عليه وآوى خدّهُ ولِهاً بُعداً لعيشٍ بلا مرآكَ يا سكني
قد هوّنَ الصّبرُ عندي كلَّ نازلةٍ إلّا مصابَكَ أشجى القلبَ بالشّجنِ
فافترّ وجهُ عليٍّ عندَ مصرعِهِ تلقاهُ فاطمُ بالتَّرحابِ والحُضُنِ
أبناءَ هاشمِ، نادى السّبطُ مكتئباً هُبّوا لحملِ شهيدِ الحقِّ واليُمنِ
إذا بزينبَ نحو النّعشِ مقبلةٌ ليلى تنوحُ أيا عوني ويا حصُني
حسينُ يملأ في كفّيهِ من دمِهِ للهِ يُرفعُ، ربِّ العزِّ والمِننِ
قربانُ بَذْلٍ بعرْشِ اللهِ متّصِلٌ ما ارتدّ منه إلى الأرضينَ، لم يبِنِ
هذي مواسمُ عشقٍ للأُلى عشقوا دارَ البقاءِ وجنّاتٍ من العدَنِ
قد خلّدتْ كربلا ذكرى شهامتِهم واستودَعوا الخُلدَ مهديًّا كمؤتمَنِ
اترك تعليق