817 ــ خالد بن المهاجر (توفي 91 هـ / 709 م)

خالد بن المهاجر (توفي 91 هـ / 709 م)

قال في استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يخاطب الأمويين:

أبني أمية هل علمتم إنني      أحصيتُ ما بـ (الطفِّ) من قبرِ

صبَّ الإلهُ عـليكمُ غضباً     أبنـــــــــــاءَ جيشِ الفتحِ أو بدرِ (1)

خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي، وأمه مريم بنت لجأ بن عوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة (2)

 كان أبوه المهاجر من فرسان قريش الشعراء وشجعانهم، وكان من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته، وشهد معه يوم الجمل وفقئت عينه، واستشهد في صفّين. (3) فنشأ خالد على نهج والده.

قال السيد محسن الأمين في ترجمته: (هو حفيد خالد بن الوليد الصحابي المشهور الذي أسلم قبيل الفتح، وكان المهاجر والد خالد مع علي (عليه السلام) بصفين وكان خالد على رأي أبيه هاشمي المذهب ودخل مع بني هاشم الشِعب ــ يعني أيام ابن الزبير حين حصرهم فيه وأراد إحراقهم إن لم يبايعوه ــ وكان عمه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد مع معاوية بصفين ولهذا كان خالد بن المهاجر أسوأ الناس رأياً في عمه). (4)

وكان لهذا الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) ضريبته من قبل أعدائهم فقد ذكر البغدادي: (إن ابن الزبير حين حصر بني هاشم في الشعب وأراد إحراقهم ان لم يبايعوه وكان فيهم خالد، فاضطغن ذلك ابن الزبير عليه يعني حبه لبني هاشم فألقى عليه زق خمر وصب بعضه على رأسه وشنع عليه بأنه وجده ثملاً من الخمر فضربه الحد وكان عمه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد مع معاوية في صفين ولهذا كان خالد بن المهاجر أسوأ الناس رأيا في عمه..

ثم يقول البغدادي: ثم أن معاوية لما أراد أن يظهر العهد ليزيد قال لأهل الشام:

إني قد كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي وأريد ان استخلف عليكم فمن ترون؟

فقالوا: عبد الرحمن بن خالد.

فسكت وأضمرها ودس إلى ابن أثال الطبيب فسقاه سماً فمات.

وبلغ ابن أخيه خالد بن المهاجر خبره وهو بمكة فقال له عروة بن الزبير أتدع ابن أثال يفني أوصال عمك بالشام وأنت بمكة مسبل إزارك تجره وتخطر فيه متخايلاً

فحمي خالد ودعا مولى له يدعى نافعاً فاعلمه الخبر وقال له لا بد من قتل ابن أثال فخرجا حتى قدما دمشق وكان ابن أثال يمسي عند معاوية فجلس له في مسجد دمشق إلى أسطوانة وجلس غلامه إلى أخرى فلما حاذاه وثب إليه خالد فقتله وثار به من كان معه فحملا عليهم فتفرقوا حتى دخل خالد ونافع زقاقاً صيقاً ففاتا القوم.

فبلغ معاوية الخبر فقال: هذا خالد بن المهاجر اقلبوا الزقاق الذي دخل فيه فأتي به

فقال له معاوية: لا جزاك الله من زائر خيراً قتلت طبيبي

فقال خالد: قتلت المأمور وبقي الآمر

فقال عليك لعنة الله، والله لو كان تشهد مرة واحدة لقتلتك به أمعك نافع؟

قال لا

قال بلى والله ما اجترأت إلا به.

ثم أمر بطلبه فأتي به فضربه مائة سوط وحبس خالداً والزم بني مخزوم دية ابن أثال اثني عشر ألف درهم) (5)

وقال ابن عساكر: (إن خالداً قتل ابن أثال بدمشق، وأن معاوية ضربه مئتين أسواطاً، وحبسه، وأغرمه ديتين ألفي دينار، فألقى ألفاً في بيت المال، وأعطى ورثة ابن أثال ألفاً، ولم يخرج خالد من الحبس حتى مات معاوية). (6)

قال عنه الذهبي: (وكان شاعراً شريفاً) (5) وذكره ابن حبان في (الثقات) (6)

..........................................................

1 ــ تاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٢١٤ / نسب قريش لمصعب بن عبد الله الزبيري ص 327 / تهذيب الكمال للمزي ج 8 ص 175 / زفرات الثقلين للمحمودي ج 1 ص 169 / أدب الطف ج 1 ص 150 / أعيان الشيعة ج 6 ص 299 / ديوان القرن الأول ص 226 / الحسين في طريقه الى الشهادة ص 140 / أصحاب محمد الذين أحسنوا الصحبة لفوزي آل سيف ج 1 ص 185 / الشعائر الحسينية في العصرين الأموي والعباسي لمحمد باقر موسى جعفر ج 1 ص 158

2 ــ كتاب نسب قريش ص 327

3 ـــ الإصابة لابن حجر ج ٦ ص ٢٠٩ / الاستيعاب لابن عبد البر ج ٤ ص ١٤٥٤

4 ــ أعيان الشيعة ج ٦ ص ٢٩٩

5 ــ خزانة الأدب ج 2 ص 202 ــ 205

6 ــ تاريخ مدينة دمشق ج ١٦ ص ٢١٥

7 ــ تاريخ الإسلام ج 3 ص 362

8 ــ ص 55

كما ترجم له:

الذهبي / سير أعلام النبلاء ج 4 ص 415

ابن حزم الأندلسي / جمهرة أنساب العرب ص ١٤٧

ابن أبي حاتم الرازي / الجرح والتعديل ج 3 ترجمة 1585

الكلبي / جمهرة النسب ج 1 ص 18

ابن حجر العسقلاني / تهذيب التهذيب ج 3 ص 120

أبو الفرج الأصفهاني / الاغاني ج 16 ص 194

السيد جواد شبر / أدب الطف ص 150 ــ 151              

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار