(قال أبو مخنف: ثمّ إنّ العبّاس حمل على الفرات وملأ القربة وشدّها، وغرف بيده من الماء غرفةً وهمّ أن يشرب فذكر عطش الحسين (عليه السلام)، فرمى الماء من يده، ثمّ ارتقى الفرات فأخذه النبل من كل جانب وناحية، وأحدقت به الأسنّة، ولم يزل يدفعهم عن نفسه والقربة على ظهره. فلمّا رأى عمرو بن الحجّاج ذلك نادى: يا ويلكم من هذا صاحب القربة؟ فقالوا: هذا العبّاس بن علي (عليهما السلام). فقال لهم عمر بن سعد: عاجلوه وأوفوا بيعة يزيد بن معاوية لئن شرب الحسين الماء شربة واحدة أبادكم عن آخركم، أما هو الفارس بن الفارس، والقرم الممارس، والبطل المذكور، والفتى المشهور، والمؤيّد المنصور، ابن علي بن أبي طالب.
قال فحمل القوم على العبّاس حملة رجل واحد وأخذته السهام من كلّ جانب ومكان، فكمن له ملعون فضربه على يمينه فقطعها فتكاثر عليه الفرسان ..).
من مخطوطة السبع المثاني للتقي الهروي الحائري ت1299هـ.
اترك تعليق