الجواليقي الكوفي (توفي ٣٨٤ هـ / 994 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
أبكِ حسيناً ليومِ مصرعِهِ بـ(الطفِّ) بينَ الكتائبِ الخُرُسِ
تعـــدو عليهِ بسيفِ والدِهِ أيـــــــــــدٍ طوالٍ لمعشرٍ نُكس
تاللهٍ مـــا إن رأيتُ مثلهمُ في يومِ ضَــــنْك قماطرٍ عَبِس (1)
الشاعر
محمد بن علي الجواليقي، في طليعة الشعراء الذين غبنهم التاريخ وأضاع شعرهم، حيث ذكر ابن النديم أن شعره: خمسون ورقة (2) ولكن لم يبق منه سوى سبعة أبيات، ولعل ما يكشف عن سر هذا التضييع أنه كان (يتشيّع) (3)
ومثلما أضيع شعره فلم تحمل ترجمته سوى هذه الصفة وتاريخ وفاته، وقد نشر موقع دوحة الشعر موضوعاً حول الشعر الضائع في العصر العباسي نستشف منه حجم الشعر الضائع للجواليقي ونقتطف منه ما يخصه حيث قال الكاتب:
(حرصت على ذكر ما قام المحققون في العصر الحديث من جمعه وتحقيقه من هذه الدواوين الضائعة، مع ذكر عدد الأبيات والقصائد التي تمكنوا من جمعها، للمقارنة بين حجم الديوان الأصلي وبين ما وصلنا من شعره متفرقاً في كتب الأدب، تمهيداً لإحصاء عدد الشعر العربي الضائع في أهم حقبة من تاريخ الإسلام،. وبدا لي أن د. فؤاد سوزكين أسس مشروعه على هذه الورقات وجعلها عمدة بحوثه فيما يخص العصر الذي تناولته في كتابه (تاريخ التراث العربي) قارن كمثال على ذلك تسلسل تراجم الشعراء الموصليين في الكتابين، سوزكين (4/ 231) و(الفهرست: ص195 طبعة طهران) وسوف أشير إلى ملاحظاته على معظم هذه التراجم معتمداً نشرة وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية (1304هـ 1983م). قال ابن النديم: (قد قلنا في أول هذه المقالة إنا لا نستحسن أن نطبّق الشعراء لأنه قد قدمنا من العلماء والأدباء من فعل ذلك، وإنما غرضنا أن نورد أسماء الشعراء ومقدار حجم شعر كل شاعر منهم، سيما المحدثين والتفاوت الذي يقع في أشعارهم، ليعرف الذي يريد جمع الكتب والأشعار ذلك، ويكون على بصيرة فيه. (فإذا قلنا: إن شعر فلان عشر ورقات فإنا إنما عنينا بالورقة أن تكون سليمانية ومقدار ما فيها عشرون سطراً أعني في صفحة الورقة فليعمل على ذلك في جميع ما ذكرته من قليل أشعارهم وكثيره. وعلى التقريب قلنا ذلك، وبحسب ما رأيناه على مر السنين، لا بالتحقيق والعدد الجزم). (4)
وعلى هذا التقدير فإن شعر الجواليقي يقع في (1000) بيت على الأقل وهو حجم ديوان، وبلا شك سيكون أغلبه في أهل البيت (عليهم السلام) وقد جاء تسلسله بين الشعراء الذين ضاع شعرهم (172) وفيه يذكر الدكتور فؤاد سوزكين بأنه كان علوياً حيث يقول في ترجمته: (علوي من الكوفة، من المحتمل أنه عاش في بداية القرن الثالث) (5)
وقد لقب بـ(الجواليقي) كثير من الأعلام في الأدب العربي منهم: أبو منصور موهوب بن أبي طاهر أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسين الجواليقي البغدادي: (466 ــ 539 هـ / 1073 ــ 1144م) صاحب كتاب (شرح أدب الكاتب) ووالده أَحمد بن محمد الجواليقي البغدادي الذي كان شيخ أهل اللغة في عصره، وأبو محمد الجواليقي الشرابي محمد بن أحمد بن عبد الله، وأبو الحسن الجواليقي التميمي.
والجواليقي نسبة إلى الجواليق، وهي جمع جُوالق، كلمة معربة عن الفارسية (كَواله)، وتعني: العِدْل الكبير، وبالعربية الغِرارة وهي وعاء من الخيش توضع فيه الحبوب. (6)
ولعل أحد أجداده كان يصنعها أو يبيعها أو يسكن في محلة تعرف بصناعتها.
شعره
قال في السبعة أبيات التي تبقت من شعره
أمِن رســـــــومِ المنازلِ الدُرُسِ وسجْعُ وُرْقٍ سجعنَ في الغَلسِ
هتكتَ سِجْفَ العزاءِ عن طربٍ شـــــــــــــاقكَ مُعتاده إلى أنسِ
وفيها يقول:
أبــــــــكِ حسيـناً ليومِ مصرعِهِ بـ(الطفِّ) بينَ الكتائبِ الخُرُسِ
تعـــدو عـــــــــليهِ بسيفِ والدِهِ أيــــــــــــدٍ طوالٍ لمعشرٍ نُكسِ
تاللهٍ مـــا إن رأيـــــــــتُ مثلهمُ في يـومِ ضَــــنْك قماطرٍ عَبِس
أحـــسنَ صبراً على البلاءِ وقد ضيّــقتِ الحربُ مجرعَ النفسِ
أضحــــــى بناتُ النبيِّ إذ قُتلوا فــــي مأتمٍ والسباعُ في عرسِ
.........................................................
1 ــ معجم الشعراء ــ المرزباني ج 1 ص 484 / أدب الطف ج 1 ص 339
2 ــ الفهرست ج 1 ص 200
3 ــ الوافي بالوفيات ــ الصفدي ج 4 ص 213 / معجم الشعراء ــ المرزباني ج 1 ص 484 / أعيان الشيعة ج 9 ص 433 / أدب الطّف جواد شبر ج 1 ص 339
4 ــ موقع مجلس: دوحة الشعر / موضوع النقاش: مئات الدواوين العراقية الضائعة في العصر العباسي بتاريخ 18 / 6 / 2005
5 ــ تاريخ التراث العربي ج 4 ص 103
6 ــ تاج العروس للزبيدي ج ١٣ ص ٦٢
اترك تعليق