وفاؤكَ بذرٌ

الى ابي الفضل العباس (عليه السلام )

تَمَهَّلْ.. فَقَدْ تَحْتَاجُ طَفًّا مُؤَجَّلَا   وَ نَهْرًا يُحِسُّ الْمَــــاءَ لَوْنًا مُؤَوَّلَا

وَقُمْ يَاوُضُوْحَ الظِّلِّ يَاظِلَّ ظَامِئٍ   فَقَدْ شَرِبَتْكَ الْأرْضُ دَهْرًا لِتَكْمُلَا

وَقَدْ عَانَقَتْكَ الشَّمْسُ حَتَّى تَعَلَّمَتْ   بِأَنَّ انْصِهَارَ الرُّوحِ يَحْتَاجُ كَرْبَلَا

أَيَكْتَمِلُ الشَّهرُ الَّذِي كُنْتَ بَــدْرَهُ  وَيَسْتَأْنِفُ التَّالِي هِلَالًا لِيُقْتَـــــلَا

 

أَ تَسْتَوْعِبُ الْأَنْهَارُ جُوْدًا مُحَمِّلًا   جَدَاوِلَ جَفَّتْ بِالْحُسَيْنِ تَــــــأمُّلَا

نَزَلْتَ فَصَارَتْ حَفْنَةٌ أُمَــــــــوِيَّةٌ   وَكَانَتْ مَسَافَاتُ الْأَمَانِيِّ أَطْــوَلَا

وَهَمَّ الْفُرَاتُ الْعَذْبُ فَوْرًا بِقِرْبَــةٍ   وَهَمَّتْ بِــــهِ رَفْضًا فَخَرَّ تَوَسُّلَا

 

سَتَهْوَى وَ تَهْوِي وَالْوُعُوْدُ سَكِيْنَةٌ   بكَفَّيْكَ حَتَّـى تَسْتَــــحِيْلَ فَتَخْجَلَا

وأَيبَسُ مَا فِي الْكَوْنِ رِيقٌ بِجَنْبِــهِ   يَدانِ تُرِيدَانِ الْمِيَاهَ لِتَرْحَــــــــلَا

أَنا أمُّكَ الأَنْقَى مِنَ المَاءِ فِكْــرَةً  سَأُهْدِيْكَ حَتَّى يَنْوِيَ الْمَاءُ مُنْزَلَا

سَأُعْطِيْكَ وَالْكَفَّانِ لَارَيْبَ فِيْـهِمَا   وَلَكِنْ إذَا لَمْ تُقْطَعَا سَوْفَ أُبْتَلَــى

فَآثَرْتُ حَتَّى بَلَّلَ الجُوْدُ مُهْجَتِــي  وَسَلَّمْتُ عبَّاسًـا بِجُودِي مُبَلَّــــلَا

المرفقات

شاعر : رسول باقر