محمد سامي الصكر (ولد 1411 هـ / 1991 م)
قال من قصيدة (ابتكارٌ سماويُّ) وهي في الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) وهو يضع حجر الضوء الأساس لملحمة عاشوراء ليكون أول شهيد طفّي:
أعمارنا (كربلاء)اتٌ مــــضمَّخةٌ بِالدمعِ وَالعَطشِ الكَـــــونيِّ وَالضَــعَنِ
نحنُ العطاشى وهذا الماءُ نكرمهُ لذا سنسألُ عــــــــــن سمٍّ وعن لبنِ ؟!
وانْ نقول: لمـاذا في جنــــــازتهِ رشق السهام لها؟ هل كان في السننِ؟! (1)
وقال من قصيدة (لسيدة الضوء زينب عليها السلام):
نـامتْ على شاطي الوداعِ ظنونها ونمــا العتابُ بها ؛ وتاهَ الموعدُ
فالعاشقون ت(كربل)ـتْ أسماؤهم والــــــــــدمعُ في أحزانها يتمدَّدُ
سَــــــجدتْ على رملٍ أذلَّ رجالهُ حتى أستعــادَ بها الآذانَ المَسجدُ
الشاعر
محمد سامي محمد كاظم الصكر، ولد في محافظة بابل، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس ــ هندسة مدنية وحاصل على شهادة الدبلوم العالي في الهندسة المدنية منشآت هيدروليكية.
شعره
قال من قصيدة (لوحة من متحف الطف)
كَيْ لا يُرى وجهُ الـرسـالـةِ أَصــفــــرا وَالديـنُ مِـنْ فَرطِ التـمـادي أحمرا
كَيْ لا يُرى جَـسـدُ الـخِـلافـــةِ مُـذْنــبــاً فـيَـصيـرُ فَـــانـوسُ الـنبوَّة مُنْكــرا
وَفَنارُ آلِ الـبـيتِ يَـصْـبِــــحُ خَــــافِـتَـــاً والليلُ فِيْ جَـوفِ الضَــمائرِ مُثْمرا
تُـمـسـيْ خَـفـافـيـشُ الـــظـلامِ كَــســـادةٍ وَالقتلُ نَـافذةُ الـخـلاصِ، لهُ أنْبَرى
حتَّى نَـــــرى كُلَّ الـــوجـوهِ بِـلـحـــظـةٍ مَن بَاعَ دَمـعَ الغيمِ مَـن ذا إشْترى؟
بَـذَرَ الـنـجـومَ عـلــى تُـرابٍ بَــاهــــتٍ وَمَضى عَلـى جَـمرِ الــخيـامِ مُكبِّرا
إنَّ الـخـيــامَ بِــهـــا عَـلـيـلٌ سَــــــاجــدٌ مَرسى بِصَبْرهِ مَا تَنـــــازلَ لِلذُرى
نَـحـوَ الـشَـريـعـةِ ظَلَّ مُتَّجـــهــــاً وَفِـي أحُزانهِ اليَــاقوتُ صَــار مُـــــبعثرا
يَرنو إلى الـقـمرِ المضيءِ عَـلــى الحَيا ةِ وَجودهُ المَثـقـوبُ يَسقي ٱلمَحشرا
وَيَعودُ صَـــوبَ خــيامهِ، الــكفُّ الـتـي تَسْقي الحَياةَ جَزائها انْ تُبْــــترا ؟!
هي حـنـطةٌ، وَالـنـاسُ تَـعـرفــــها وَتَعـ ـرفُ خُبْزها والجودُ أمْــسى كوثراْ
مَـهـيـوبـةٌ كـفّـاهُ كَـمْ حَــمَــلـــــتْ تَـــفا صيلَ الشِروقِ لأجـلـنا كيْ تُـنْذرا ؟
هي مِـحـــنـةٌ، كَيفَ الـسَـبـايا سـادةٌ ؟! والـدمـعُ فـيْ لُـغةِ الضَـــحايا أَمْطرا
وَالأدعــيــاءُ وِلاةُ أمــرِ الــمُــسْــلـمـيـ ـنَ جَــمـيـعُـهمْ والدينُ بَاتَ مُهَدَّرا ؟
فــالـكَـونُ جُـنـديٌّ جَـبـانٌ والــطُــــغـا ةُ تَـكـاثـروا وَالـلـيـلُ يَـهوى المُقْمرا
كَيْ لا يُرى بـفـضـاءِ مَــسْـجدِ أحــمـدٍ قِـرداً، وَفـيْ كـفِّ الـغـوانـي مِـنْـبرا
مِنْ أجـلِ طِـفـلٍ شَـاهـقٍ لـمْ يَـقْـــترفْ ذَنْباً وَقـمـحُ صَـــلاتهِ الـمُـثلى قُـرى
صَـاغَ الـوريـدَ لَـهـمْ كَـنَـهـرٍ هـائـــــمٍ حـتّـى جَرى في الطفِّ شَوقاً أسْمـرا
وَنَـمـا بِـجِـسْـمـهِ ألـفُ نَـبـلٍ مُــغْــــرمٍ لا روحَ عِندَ الـنَـبـلِ كـيــفَ تَجَــذّرا
وَيَــســيــل مـنـه دَمٌ وَقــارهُ مُــحـــكـمٌ قُـلْ هَـلْ رَأيـــتَ دَمـاً يـقـاتــلُ أبْـترا
دَاستْ عـلـى صَدرِ الغريـبِ حَـــوافِـرٌ فـكـفـى بـجـســمـهِ إذ تـنـاثرَ جَوهَرا
صـلّـى كـثـيـراً، رأسـهُ فَـوق الـــقــنـا فـالـحـربُ شـيـطـانٌ وبعْثرَ سُــــكَّرا
صـلّـى، وَطـفلهُ ذابَ منْ عَطــشٍ وَقَدْ يَـمـضـي، بِـسَـهـمٍ حَـاقـدٍ كـيْ يَكْبرا
وَسرى دَمُ الطفلِ الرضيعِ فَــهَلْ سَيَجْـ ـري فَوقَ رَملٍ أمُ سَيَصعدُ مُبـْــحرا
نَـحـوَ الـسَـمـاواتِ الّـتي عَـشقتْ طِلو عَـهُ ذاتَ طـفٍّ كــيْ يَـظـلَّ مُـحـرِّرا
فـالـكـلُّ فـي رقٍّ مُـمــيــتٍ جــامــــحٍ وَالـقـيـدُ يـشْهـدُ وَالـــلـئـيـمُ تـأمَّـــــرا
قَــدْ عَـــانقَ الأصــحاب مَوتاً عَاجِزاً هَلْ شَاهَدَ ٱلأنسانُ مَــوتــاً أخْضرا ؟
مِـنْ أيـنَ يَـأتـي الـمَوتُ مَا وَجُهُ البَلا غَـةِ فِـيْ قِـدومـهِ حَـافِـيـاً مُـسْـــتـنـفرا
فَــالمَوتُ فِيْ لُغَـــةِ الرِجـالِ الـحَامليـ ـنَ الصُــبحَ فِيْ كَـفِّ الدُعـــاءِ تَكَرّرا
شَـــربوا مَسافـــاتِ الرحيلِ بِضحْكةٍ هُمْ أدْرَكوا أقْصى الكَـواكِـبِ بِالثـرى
فالدينُ: يَـعـنـي لا ركــوعَ لـحـاكـــمٍ مـهـمـا تـغـطـرسَ بـالـدمــاءِ وبـــذَّرا
إذ لا سمــاحَ لـظـالـمٍ مُـتَـجـبـــــــــرٍ يهوى الأنا، أنْ يُستطيـلَ على الورى
فالديـنُ أولـى مـن عـشـيـرتـهِ الّـتـي خـاضـتْ غـمارَ الحربِ لا لن تهـجرا
هيَ أمَّــةٌ مـاتـتْ وأحــيــاهـــــــا دمٌ هـيَ أمَّــةٌ تَـنـجـو لِـتَـعـبـرَ أنْــــــهُـرا
لـكـنَّـهـا إذ كـلَّـمـا عَــــــبَـرتْ قــــوا مـيـسَ الـسـياسـةِ والـلظـى لنْ تشكرا
إذ كـلَّـمـا شـاروا لـهـا نـحـو الـصَلا حِ بِـخُـنْـصرٍ قـامـتْ تـحـزُّ الـخنْصرا
هـذا جـزاءُ الـمُـحـسـنـيـنَ وأهــلــهِمْ رأسُ الامـامـةِ بـالـسـيـوفِ مـطـبّــرا
جفَّ الـضـيـاءُ هـنـا، فـأينعَ ضَوؤهمْ فـي الـطـفِّ وجهُ الدينِ أمسى مُبْهرا
قدْ جـسَّـدَ الـمـعـنـى بـلا شـرحٍ فـكـا ن الـحـرفُ في شرحِ الشهادةِ مَنْحرا
وقال في الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً:
مُـــــــــــحَشَّدٌ بِالخَــرابِ الآنَ أَسْكُبـــني مِنْ ألفِ يُتمٍ وَلِلمَعنى سَأَدْفَــــــــــــعُني
من ألفِ حَرْبٍ عَلى لا شَيءَ نَصْنعـــها فَتَمضغُ الوَقْتَ فِيْ كَـــــــفّي وَتَمْضَغُني
عَلى ضَــــريحِكَ يَا مَولايَ مِنْ تَـــعَـبي سَأرتَمي حَيثُما يَكفي .. لتَسْـــــــــمَعُني
سَـــــأَرتَمــــي كـ دمٍ قَدْ ذَابَ فَـــي طَلَلٍ وَكانَ فِي النَهرِ مَا يَـهــــــوى فَيَشْرَبُني
عَنْ مَا تَبذَّرَ يـــــــا مَولايَ مِــنْ بَـلَـدي أَشْكو قَنابِلَ حَــــــــــــــتْفي إذْ تُرَاوِدُني
فَربّما منْ ضَجيجِ الــــــــــعُمـرِ تَقْـبَلُني وَربَّمــــــــــا بَعدَ نَوحـيْ، مَا سَـتَتْركُني
فيْ داخلي مُدنٌ لا ضَـــوءَ يَـــــــسْكنها قَـدْ جِئتُ مُشْكاتَكَ المُثْلى فتَرْسُمُــــــني
أنَــا ضعيفٌ وَكُــــــــلُّ المِلْحِ فِي رِئَتي وَمؤسفٌ إنَّ جرحي ظَلَّ يَـــــــــنْزفني
مَنْ يقنعُ الناسَ إنَّ اللحنَ محضُ صدىً مَا في الرئاتِ وَلا نَــــــــايٌ سَيَعزِفُني
كَمْ لا أَزَالُ وَأحْلامُ الطِفـــــــــــولـةِ قَيـ ـدَ الأنتِظارِ وَقــــــــــدْ شَاختْ لِتخْذلني
ظلّتْ بقايايَ في جَـمــــــــــــرٍ تُقَلِّــبني يدٌ بها خنجرٌ في الــــــــــفَـجرِ يَذْبحني
فَتَّشْتُ في دَوحَةِ التُفَّاحِ عنْ جَـــــسَدي لا لستُ في البيتِ كي آتي وأعرِفُـــني
مُشتَّتٌ بالجهــــــــــاتِ البيضِ أَلـعَنهـا مَا قيمةُ العُمرِ فيْ مَنفى يُبَـعثــــــرني؟
مُحمَّلٌ بالعذاباتِ الــــــــــــوريْـثُ لها أخْطـاءُ بعضُ الرَصاصِ الفجِّ تَكسُرُني
مُعبَّأٌ بالضَياعِ الــــــــــــــمرِّ مُـنْكسراً بَــــــــــوحُ المسـافاتِ في دمعٍ يُفسَّرُني
لا لنْ أُحاوِلَ أنْ آوي إلى جَـــــــــبَـلٍ أنتَ الــسَــــــــفينةُ يَا مولايَ تُعْصِـمُني
جُرحي عَميقٌ وَكمْ صَاغَ الدَموعَ دَماً أحْبو إليـــكَ وَعَــــــــشقي فِيكَ يَجْمَعني
أرجوكَ يا مبدعَ الــــطفِّ الأثير هـنا خذني إلى حـــيثُ وجــــــهُ اللّهِ يمنحني
تأشيرةً للعبـورِ الحقِّ مـــــــــن زمنٍ عبرَ الصراطِ الّــذي مَـا زالَ يَـــعبرني
ففي الثرى كلُّ أحْلامي غَفـــــتْ تعباً فَكيفَ أعبرُ وَحْـــديْ؟ هل سَتُمْــــسُكَني
وقال من قصيدة (ابتكارٌ سماويُّ):
مِيلادهُ فكرةٌ للحقِّ فــــــــــــــــي زمنِ جلُّ الخطاباتِ قَدْ تَدْعـــــو إلى الوَثنِ
هَو الصِمودُ، وَمَشْــــروعُ السماءِ لكي تَبقى رِسَالتُها فِـــــــــي صورةِ العَلنِ
معنى الفضيلةِ، سُلطــانُ الوِجودِ هدى معنى السلامَــــــــةِ بِالطوفانِ كالسُّفُنِ
في دارِ فاطمةَ القدسيِّ بَســــــــــــملةٌ وَالأرضُ تـــــلْهَجُ يَا مــولايَ بالحَسَنِ
مِنْ نَفْحةِ العِالمِ العــــــــــلويِّ جَاءَ لنا سبطٌ سَيَنفي بَقايَا الـــــــشَكِّ وَالفِــــتَنِ
كلُّ الخِطَاباتِ عَن خوفٍ وَعـــن قلقٍ فَكانَ صوتاً مِن الفِــردوسِ، مِن عَدنِ
قَدْ جاءَ يَحْملُ مِشْكاةً تضـــــيءُ وَفي أعْماقِهِ يَقْظةٌ للعــــــــــــــــدلِ وَالسُنَنِ
يَمْشي وَيَرسمُ درْباً لـــــــلطفوفِ دماً فَكيف يَرضَى خَـرابَ الدينِ وَالمدنِ؟!
يمشي وَدرْبهُ بــــــــالخذلانِ متَّصِفٌ كم فهرسَ الكـــــونَ بين الجدِّ والرَهنِ
هو الـــــــــــعدالةُ دُسْتورُ التقى تَرفاً إذ حَيثُما كُنـــــتَ لا تَلقى سِوى السَكَنِ
فَكانَ يَعْبرُ ضَوضَاءَ الخَــــرابِ تُقى وَكــــــــــــــمْ يَحاولُ رَفد اليتمِ بالمؤنِ
كَفُّ النُبوّةِ قَدْ كَــــــــــــانَتْ تُلازمُهُ والوَصلُ أحلى صفاتِ العِشقِ والشَجَنِ
سبطٌ يُــــــــــحاولُ مَنْحَ الناسِ نافلةً لكي يِقولَ لَــــــــــــهمْ: كونوا بِلا دَرَنِ
لا تَـــــسمحوا أنْ يمرَّ العمرُ مهزلةً كونوا جنوداً لِدينِ اللهِ فِـــــــــي المَحنِ
كونـوا ضِياءً لِمنْ هَاموا وَمَنْ تَعِبوا قَالوا: فَـهذا كَـــــــــــــــلامٌ غيرُ متَّزنِ
كانـت شعوبٌ بوجه الحقَّ قد وقفت قـــــد أدمـــنتْ لعنةَ الـفوضى كمرتهنِ
فَـــــفِي زَمَانهِ وَعيُ النَاسِ مُقْتصرٌ على الــــخِلافةِ .. فِي أرْجـوحةِ الوَهنِ
سبطٌ رســـــــــاليَّةٌ كلُّ الصفاتِ بهِ فكيف يَرضى جحودُ الأرضِ بـالمزنِ؟
تَـسبيحــــهُ النورُ يَمحو لَيلَ غُربتنا فغربةُ الـــــــــــروحِ موتٌ دونَمـا ثَمَنِ
فِي إثْــرِ خَطْوتهِ يَنمو السَــلامُ هنا والبعضُ في عُتْـــــمةِ المعنى كَمُـقترنِ
نـــحتاجه الآن يمحو القبحَ سَاعدهُ وَيَحملُ الخُبزَ فَوق الــــــــــكتفِ لـليمنِ
نحتاجه الآن كـــي يُعطي لنا أملاً كي لا نَضيع شُعوباً سَاعة الــــــــوَسَنِ
أعمارنا كـــــــربلاءاتٌ مضمَّخةٌ بِالدمعِ وَالعَطشِ الــــــكَونيِّ وَالضَـــعَنِ
نحنُ العطاشى وهذا الماءُ نكرمهُ لذا سنسألُ عن سمٍّ وعــــــــــــن لـبنِ؟!
وانْ نــــــقول: لمـاذا في جنازتهِ رشق السهام لها؟ هل كان في الـسننِ؟!
...................................................
1 ــ زودني الشاعر بترجمته وشعره عبر الانترنيت
اترك تعليق