عبد المحسن الجمري (ولد 1375 هـ / 1965 م)
قال من قصيدة في ولادة السيدة أم البنين (عليها السلام):
بــــــــعباسِ ذكرُكِ فخراً علا وأخــوانِهِ الغرِّ بين الملا
وطالَ السماواتِ من (كربلا) بهمْ أنتِ بالفخرِ أمُّ البنينْ
الشاعر
الشيخ عبد المحسن بن ملا عطية بن علي بن عبد الرسول بن محمد بن حسين بن إبراهيم بن مكي بن الشيخ سليمان البحراني الجمري، شاعر وفقيه وخطيب، ولد في المنامة بالبحرين، وهو نجل الشاعر والخطيب الكبير الملا عطية الجمري صاحب ديوان (الجمرات الوديّة في المودة الجمرية).
نشأ الجمري في ظلّ أبيه الذي مهّد له سبل الخطابة وهيّأ له ارتقاء المنبر، كما استفاد في هذا المجال من أخويه الملا يوسف والشيخ محمد صالح وأستاذه الدكتور السيد عدنان البكاء.
أكمل الجمري دراسته الرسمية فيها، ثم انتقل إلى النجف عام (1977) ودرس في حوزتها العلمية حتى أنهى بعض السطوح على يد عدد من الأساتذة منهم: السيد حسن بحر العلوم في المنطق والاصول، والشيخ علي بن عبد الله الستري في الفقه والنحو.
كما التقى وحضر مجالس كبار علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ثم انتقل الجمري إلى قم المقدسة وتابع دراسته هناك ليعود إلى البحرين فأسس مع مجموعة من الطلاب مشروعاً للتعليم الحوزوي في البحرين
وقد نال الجمري وكالات عدة من عدد من المراجع العظام منهم: السيد محمد الروحاني، والشيخ الغروي، والسيد الشاهرودي، والسيد محمد سعيد الحكيم.
شارك الجمري في العديد من البرامج الإعلامية والندوات التلفزيونية من خلال تلفزيون دولة البحرين، وله مشاركات صحفية ومؤتمرات في البحرين والكويت في نشر الوعي الإسلامي وبيان الأحكام الفقهية والتصدي بمضمون الوكالات الشرعية التي بحيازته
له من المؤلفات: (كتاب الندوة الحسينية)، (بحث في الولاية على الذات)، (بحث في ميراث الأنبياء)، (كتيب عن عمل الزوجة في البيت)، (كتاب أيامي ــــ يتضمن مذكراته وتجربته المنبرية)، (كتاب عن حياة والده ملا عطية الجمري أسماه: رحلة العناء)، (كتاب الثقافة الإسلامية: أكثر من جزء وهو عبارة عن محاضرات رمضانية ألقاها خلال سنين متعددة).
وفي مجال الشعر له: (ديوان النفحات الودية في المودة الجمرية، وهو ديوان خاص بولادات أئمة أهل البيت الطاهرين والمناسبات الشيعية)، (ديوان شعر الفصيح ويتضمن رثاء مصائب اهل البيت ومناسبات اجتماعية وتواريخ أدبية)، (ديوان خاص بعاشوراء ويتضمن قصائد رثائية مرتبة على أيام العشرة)، (ديوان باللغة الدارجة والشعر النبطي في مراثي أهل البيت عليهم السلام).
وقد كتب الناقد الأستاذ محمد رضا الفردان مقدمة لديوان (النفحات الودية في المودة الجمرية) قال منها: (ثمة بروز لشعراء مجيدين بين الفينة والأخرى يعيدون جلالة المنبر إلى نصابه ويأخذون بسفينة المدح والرثاء إلى شواطئ الأمان، ومنهم الشاعر المجيد والأستاذ الخطيب المبدع سماحة الشيخ عبد المحسن ملا عطية الجمري، حين أثرى المنبر مؤخّراً في كثير من المناسبات الدينية بجميل قوافيه وبديع نظمه، حيث وجد الخطباء والراثون فيها ضالتهم، فصاروا يتداولونها مسارعين مبادرين، وقد جُمعت هذه القوافي في ديوان هو بين يديك أسماه ناظمه: (النفحات الودية في المودة الجمرية) وسترى أنه كأبيه شاعر ملهم وصاحب حس رفيع قد أبدع كعادته في رصف درره، تطاوعه الكلمات، وتُذلل له القوافي باختلاف مضامينها مدحاً ورثاءً....) (1)
شعره
خصّ الجمري ديوانه النفحات الودية بمواليد المعصومين الأربعة عشر (عليهم السلام) وقد استعرض في مقدمة الديوان نماذج لشعراء قدامى في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) على طريقة الرباعيات ثم الصلاة والتسليم عليه في الشطر الأخير كابن الجنان الأندلسي، وابن الصباغ الجذامي، وعبد الرحيم البرعي، ويوسف النبهاني. ثم يقول: (إن جميع هذه القصائد فيها إجحاف بالنبي في ذكر الصلاة عليه مع كثرة الأخبار حول إلحاق آله بالصلاة عليهم معه في سياق واحد...) (2)
ثم ينوّه إلى عمله في هذا المجال بالقول: (فدفعني ذلك دفعاً شديداً على أن أكتب شيئاً جديداً في مولد النبي (صلى الله عليه وآله) لم يسبقني إليه أحد وفكرت في الصيغة المناسبة أدبياً لإدراج الآل...) (3)
ولم تقتصر القصائد على مدح النبي (صلى الله عليه وآله) بل تناول الشاعر جميع ما يخص احتفالات الشيعة في مواليد الأئمة وأبنائهم حيث يقول: (فقررت أن أغطي بهذه الصيغة جميع ما يحييه الشيعة من مناسبات المواليد كمولد النبي والأئمة وأبناء وبنات الأئمة أمثال فاطمة بنت الإمام الكاظم (عليها السلام) وغيرها من المقدسات من النساء كأم البنين (عليها السلام). وقد اخترنا نماذج من قصائده فيهم (صلوات الله عليهم)
يقول في قصيدته في مولد النبي (صلى الله عليه وآله) وتبلغ (60) بيتاً مع خاتمة بعد كل بيتين بقوله (بجماله صلوا عليه وآله):
مـا أنجبتْ أمٌّ ولـيداً في الورى في الأمهّاتِ فتىً جميلاً نيِّرا
مثلَ الذي شرفـتْ به أمُّ القرى فـــــي حسنِه وجمالِه وفعالِه
بجماله صـــــــــلّوا عليهِ وآله
صلّى عليهِ اللهُ من فوقِ السما ومــــليكُه صلّى عليه وسلّما
وأتى به للخلقِ مـــــنه تكرُّما مِن منِّــــــــه وعطائهِ ونوالهِ
بجمالِه صلّوا علــــــــيهِ وآله
بشراكِ آمنة بصفــــــــوةِ آدمِ بشرى قريشٍ بالفتيِّ الهاشمي
مِن خيرِ نسلٍ فهوَ أكـرمُ قادمِ للكونِ مِن شــــــرقيّهِ وشمالِه
بجمالِه صلّوا عليهِ وآلــــــــه
ويقول من قصيدة في المبعث النبوي الشريف وتبلغ (34) بيتاً يختم كل بيتين منها بقوله: (صلّوا على خيرٍ الأنامٍ وآله):
لولا شعـاعُ محمدٍ كشفَ الدُّجى واستبدلَ الجهلَ الملبَّدَ بالحِجى
لـــولاهُ مَـن للخلقِ طرَّاً مُلتجى مَـن للدجى يمحو ظلامَ ضلالِه
صلّوا عـلى خيــــرِ الأنامِ وآله
لازالَ فـي أصلابِ خــيرةِ آدمِ مِن عهدِ آدمَ نــحوَ دوحةِ هاشمِ
عبــــدوا الإلهَ على ممرِّ العالمِ مَـــن نالَ في الثقلينِ مثلَ منالِه
صـلّوا على خيرِ الأنــــامِ وآله
طهرتْ جيوبُ الأمَّهاتِ بنورِه وأزالَ وحـــــشةَ قلبِه بسرورِه
وبدا لمـــوسى نورُه في طورِهِ خلعَ الكليمُ وأحـــــــــمدٌ بنعالِه
صـلّوا على خيــــرِ الأنامِ وآلِه
وقال من قصيدة في الإسراء والمعراج تبلغ (26) بيتاً:
والنــــجمِ والليلِ البهــــيمِ إذا سجا نورُ الحقيقةِ في الحبيبِ تبلّجا
ورقى به ربُّ البريـــةِ في الدجى أتـرى يجيءُ فتىً على منوالِه
صلّوا عـــــلى خـــيرِ الأنامِ وآله
قسماً عظيمـــــاً بالسما والطارقِ حـــــقٌّ أحاديثُ البراقِ البارقِ
هبطَ الأمينُ على الأمينِ الصادقِ نحــوَ السماءِ دعاهُ في ترحالِه
صلّوا على خــــــــيرِ الأنامِ وآله
خيرُ الخليقةِ فــوقَ أعظمِ مركبِ حفّت به نحوَ الفضاءِ الأرحبِ
بإزاءِ جبريلَ العظيمِ المـــــرهبِ سـارتْ بفضلِ عطائِه وجلالِه
صلّوا على خيـــــــرٍ الأنامٍ وآله
وقال من قصيدة (محمد):
محمدٌ خاتمُ الأديـــــــانِ والكتبِ محمدٌ مطلعُ الأزمانِ والحُقُبِ
محمدٌ كاشفُ الشــدَّاتِ والكربِ مــــحمدٌ منقذُ الهلّاكَ مِن سقرِ
محمدٌ سيدُ الأمـــــــلاكِ والبشرِ
محمدٌ سرُّ نورِ الــشمسِ والقمرِ
محمدٌ فيضُ لطـــفٍ دائمٍ المِننِ محمــدٌ كفُّ غيثٍ هاطلٍ هتنِ
محمدٌ شمسُه شعَّتْ على الزمنِ محمدٌ أفــــــقٌ قد جادَ بالمطرِ
محمدٌ سيِّدُ الأمــــــلاكِ والبشرِ
محمدٌ سرُّ نورِ الشـمسِ والقمرِ
محمدٌ شرَّفَ الدنيا بــــــمقدمِهِ محمدٌ عبقُ الأزهـــارِ مِن فمِه
محمدٌ كلُّ خيرٍ من تــــــكرِّمِه محمدٌ رقيةٌ للسمـــــعِ والبصرِ
محمدٌ سيِّدُ الأمـــــلاكِ والبشرِ
محمدٌ سرُّ نورِ الشمسِ والقمرِ
وقال فيه (صلى الله عليه وآله):
هوَ البدرُ حفّته النجومُ الثواقبُ وأفضلُ مَن شُدَّتْ إليهِ النجائبُ
له طلعةٌ تمتارُ مـــنها الكواكبُ تـــــغنّى بذكراهُ الحمامُ بضالِه
صلاتي وتسليــــمي عليه وآله
وقال في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام):
قد أقبلتْ من نسلِ هـــاشمَ لبوةٌ لا لمْ تجـــــرها في الولادةِ ربوةٌ
ولها عليٌّ في الحـــشاشةِ سلوةٌ هــــــــــوَ منهجٌ هو للبريةِ حبوةٌ
جاءتْ به للكونِ أعـــظمَ مغنمِ
صلِّ على صهـــرِ النبيِّ وسلمِ
هذا عليٌّ وهوَ في طورِ الحشا قد هزَّ ركنَ المستجارِ وما خشى
هذا فكيفَ إذا تخطّى أو مشى أمْ هل يُقاسُ إذا تـــرعرعَ أو نشا
ميلادُه يدعو البريةَ أســــلمي
صلِّ على صهرِ النبيِّ وسـلّمِ
وقال من قصيدة في يوم الغدير تبلغ (54) بيتاً:
هل أتى في الأصحابِ (بلّغ) (وإن لمْ) حـــــيثُ أنَّ الخطابَ زجرٌ شديدُ
ودعـــــــــــــــا الحقَّ أن تعودَ المطايا حيث نادى داعي الحقيقةِ عودوا
وغدا سيدُ النبييــــــــــــــــــــــــنَ طه صاعـــداً والصعودُ نعم الصعودُ
مرسلاً صوتَه صــــــــــــــــــداهُ إلينا يملأ الأفــــــــــقَ والهوى ويزيدُ
معلناً في الأجيــــــالِ (مَن كنتُ مولا هُ) فراحتْ تعـــــــجُّ تلكَ الحشودُ
وتعالتْ هواتفُ البــــــــــــشرِ بالبشـ ـرِ وفي النصبِ لعــــــــلعَ التنديدُ
بخبخَ القومُ ثمَّ كــــــــــــــادوا وقالوا يا شعيبُ أنــــــــتَ الحليمُ الرشيدُ
بايعوهُ يومَ الغديـــــــــــــــــرِ فما زا لَ يفيضُ الغديرُ والــــــــــــتوحيدُ
وإلى الآنَ مُذ تفجَّــــــــــــــرَ يجري في عروقي صفــــــــاؤه المعهودُ
وإلى الآنَ يهتــــــــــــــفُ الدينُ فينا إنَّ يومَ الغديرِ عيدٌ ســـــــــــــعيدُ
وعلى قبَّةِ الزمــــــــــــــــــــانِ بخمٍّ لاحَ يزهو لــــــــــــــواؤه المعقودُ
وقال في مولد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) من قصيدة تبلغ (40) بيتاً:
ما أطيبَ النادي بذكـــرِ الهـادي وبمولدِ الزهراءِ عجَّ النـــــــــــادي
وعــلتْ أهازيجُ الـــهناءِ تنـادي وتجاوبتْ أرجاءَ تلــــــــــــكَ الدارِ
صلّوا عــــــليه وآلهِ الأطــــهارِ
يا غايةَ الورَّادِ والـــــــــــــروَّادِ ومنهلَ الـــــــــــــــــروَّادِ والورَّادِ
يا دوحةَ الآمـــــــالِ للأمــــجادِ ما زالَ يـــــــهتفُ حبُّكمْ في داري
صلّوا عليه وآلهِ الأطــــــــــهارِ
قلبي المتيَّمُ في هوى أهـلِ العبا ولـــقد رُضعتُ الحبَّ هذا في اللبا
ما ذقتُ أبردَ من هواهمْ مشربا صوتُ المؤذّنِ في عروقي جاري
صلّوا عليه وآلِهِ الأطـــــــــهارِ
وقال في مولد الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام):
ولــــدَ الزكيُّ فيا سماواتُ امطري وبعطرِ مــولدِهِ الزكيِّ تعطّري
وهبي السماواتِ العوالي وانشري مـــــــــــن طيبهِ وبهائِه ونوالِه
صلّــــــــــى الإله على النبيِّ وآله
وِلِدَ الزكـــــــيُّ فيا حمامُ المنحنى طيري على حرمِ الهدايةِ والهنا
وهناكَ طيـــــري بـالهديلِ وبالغنا غنّي أناشيدَ المــــــــحبِّ الوالِهِ
صلّى الإلهُ على النـــــــــبيِّ وآلِه
وقال في مولد الإمام الحسن (عليه السلام) من قصيدة تبلغ (25) بيتاً:
يا بــهجةَ الحقِّ يا نبراسةَ الأزلِ يا نورَ ديجورِنا يا مضربَ المثلِ
يا ابنَ الميامينَ يا أسرارَ فاطمةٍ بفاطــــمِ الفخرُ في أنسابِها وعلي
الفخرُ والـــــديُن والدنيا برمَّتِها والكلُّ بــالحقِّ عنكم غير منفصلِ
وقال في مولد الإمام الحسين (عليه السلام):
نــزلتْ بشـاراتُ السماءِ مِن السما كـادتْ نـــجومُ الأفقُ أن تتكلّما
يا مُنكراً فضـلَ الحسينِ لكَ العمى في حـــملِه ورضاعِهِ وفصالِه
صـــــــلّوا علـى جدِّ الحسينِ وآله
بـــــشراكِ أمُّ الفضلِ لالا تحزني رؤيــاكِ ميموناً فقرِّي واسكني
قد فــزتِ أمُّ الفضلِ بالنورِ السني كتبَ السماءُ على هلالِ ظلالِه
صلّـــــــوا على جدِّ الحسينِ وآله
نزلَ الأمــيـنُ على الأمينِ مُبشّرا وبفضلِهِ شــعبانُ فاقَ الأشهرا
وهلالُه أحــــــــرى به أن يفخرا فهلالُ شعبــــــــانٍ أتى بهلالِه
صلّوا على جــــــدِّ الحسينِ وآله
وقال في مولد الإمام زين العابدين (عليه السلام):
هذا وليدٌ من ســــــــــلالةِ أحمدِ مِن خيرِ خلقِ الواحدِ المُتفرِّدِ
زينُ الــــــعبادِ أنارَ وجهَ الفرقدِ وأضــاءتِ الدنيا بنورِ هلالِه
صــــلّوا على البدرِ التمامِ وآله
يا نورَ مِن نورِ الوصي الأمجدِ مُتواصِـلٌ بضياءِ وجهِ محمدِ
إن قيلَ كسرى قلـــتُ لالا تبعدِ لا فخرَ إلّا أحـــــمدٌ بخصالِه
صلّوا على البدرِ الــــتمامِ وآلِه
زيــنُ العبادِ به الوجودُ تعطّرا وبيومِ مولدِهِ استنــارَ وأزهرا
قـد أنجبته مصطفاةٌ في الورى لمحمدٍ مسكتْ بفضــلِ حباله
صـــلّوا على البدرِ التمامِ وآله
وقال في مولد الإمام الباقر (عليه السلام):
مِـــــــن فاطمٍ نَسَلَ الإمـامُ الباقرُ نورُ الإمامةِ في لبـــــــاهُ ظاهرُ
مِن منهلِ الزهراءِ أشـرفَ زائرُ بَهَرَ الوجودَ بحــــــسنِه وجمالِه
صلّوا عـــــلى طه البـشيرِ وآله
مِن فاطمٍ بنــــــتِ النـبيِّ وفاطمِ بنتِ الزكيِّ كــــريمِ دوحةِ هاشمِ
يا لائمي في حبِّــــــه يـا لائمي نطقَ الجــــــــلالُ بقدرِه وجلالِه
صلّوا على طه البشـــــيرِ وآله
هتفَ الهناءُ بفاطمٍ بنتِ الحسنْ خيرِ النساءِ بوجهِها تُجلى المِحنْ
بنوالِها وفعالِها شهدَ الـــــزمنْ ولـــــــــها كراماتٌ بفضلِ كمالِه
صلّوا على طهَ البشيرِ وآلِــــه
وقال في مولد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):
الــــــحقُّ يعلو ليسَ يُعلى لا ولا فــالحقُّ أعلى من سماواتِ العُلى
والحقُّ جعفرَ حيث شرَّفنا انجلى رينُ الصدى زالَ العمى بزوالِه
صلّـــــوا على بدرِ الجمالِ وآله
عابوا عـــــــــليَّ بأنني متجعفرُ والحقُّ في مَن طُهِّروا وتطهَّروا
اللهُ أكبرُ فضلُ جـــــعفرَ أنكروا ولـــــــسوفَ أبقى مُمسكاً بحباله
صلّوا على بدرِ الجـــــلالِ وآله
طيبُ الديانةِ مِن نقـــاءِ العنصرِ إن عابني ذاكَ الكذوبُ المُفتري
فليشهدِ الثقلانُ إنّي جــــــعفري أهوى ابـنَ مَن وطأ السما بنعالِه
صلّوا على بدرِ الجــــلالِ وآله
وعلى هذا النسق احتوى الديوان على قصائد في مواليد باقي الأئمة الأطهار حتى الإمام صاحب الزمان (عليه السلام)، كما احتوى الديوان على تخاميس وتشاطير ومجاراة وقصائد في مواليد العباس بن أمير المؤمنين وعلي الأكبر بن الإمام الحسين والسيدة زينب بنت أمير المؤمنين والسيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام الكاظم والسيدة ام البنين (عليهم السلام) وقصيدة في حب آل محمد ثم يختم الديوان بقصيدة في أصالة البحرين في التشيع وحب أهل البيت (عليهم السلام)
وللجمري قصيدة في ذكرى هدم قبور الأئمة (عليهم السلام) يقول فيها:
إذا تجاوزتَ نجداً فالطــــــــريقُ هنا هناكَ مِن بعدِ وعثاءِ السرى وعنا
يا سابقَ الريحِ غربيَّ الهضـابِ على مــيمونةٍ سبقتْ في سيرِها الزمنَا
خلِّ الهضابَ وجُزْ نحوَ الحجازِ فإن جــاوزتَ بـالحُرَّةِ الحرَّاءِ والحَزَنا
قِفْ وابكِ آلَ رســـولِ اللهِ قد هُدِمتْ قبابُــــــــهمْ وغدتْ تستنطقُ الدِّمنا
قــــــــــــــبورُ آلِ رسـولِ اللهِ دنَّسَها حقدُ الألى نــصبوا بغضاءَهم علنا
ويلٌ لهمْ هدموا تلكَ القبابَ جـــــــفاً ماذا ترى غيّــهم لو أدركوا الحسنا
أو أدركوا زمنَ السجَّادِ لانـتــــهكوا مقامَه وأذاقوا آلــــــــــــــــه الإحنا
وباقرَ العلمِ لو لاقوهُ لامتعضـــــــوا وكــــــفّروه وقالوا الشركُ منه دنا
ولو رأوا جــــــعفراً في كفِّهِ شـرفاً قضيبُ طــــــــــه لقالوا يعبدُ الوثنا
يا زائراً طيبةً فالــــــخيرُ فـي قُـببٍ كانتْ مُشيَّدةً تقــــــــري الأنامَ سنا
واليوم تربتها تقري الأنـــــامَ هدىً وتنعشُ الفكــــــرَ والأرواحَ والبدنا
زُرْ في البقيــــعِ قبوراً جَلَّ رافعُها سرُّ الوجودِ بهـــــا لا ترهبُ الزمنا
تمرُّ من تحتِهــــــا الأجيالُ خاشعةً سيَّانَ تقري هدىً مَن حَلَّ أو ضعنا
مثوى الأئمةِ مِن أبـــــناءِ أحمدَ لو هجرتُ في حبِّهـــا الأهلينَ والوطنا
لكنتُ أعجزُ عن تقديــــــرِ رتبتِها أنّا وتربتُها قد فاقــــــــــــــتِ السُّننا
لا ينكرُ الفضلَ إلّا مَن تـــسيرُ بهِ ركبانُه نحوَ إلحادٍ له وخــــــــــــــــنا
سيَّانَ مَن فارقَ القربى ونـاصبَهم صلّى وحجَّ وزكّـــــى أو هوى وزنا
..........................................
1 ــ النفحات الودية في المودة الجمرية ص 10 ــ 11
2 ــ النفحات الودية في المودة الجمرية / المقدمة
3 ــ نفس المصدر
اترك تعليق