غديرُ الظامئين

وقفَت قوافي الشعرِ حائرةَ الخُطى     وتـقهقـرَ المعنى وعـادَ كما بدا

يا عنفوانَ الشعرِ في إطلاقهِ     يكفيكَ فخراً أن تظلَّ مُقـيَّدا

فلقد وقفتَ أمامَ بحرٍ زاخرٍ     لم تعرفِ الدنيا لآخرهِ مدى

ماذا تقولُ وهل تُجاري قطرةٌ     بحرَ البلاغةِ والبسالةِ والندى

إنَّ اعترافَكَ بالهزيمةِ حينما     قابلـتَهُ ، لَيُـعَـدُّ نصراً أمـجدا

هذا إمامُ العارفينَ وكلُّ مَن     والاهُ قد والى النبيَّ محمدا

هـذا غـديرُ الظامئـينَ إذا أتـوا     وقلوبهمْ بالشوقِ يحرقُها الصدى

لاذوا بهِ لوذَ الحَمامِ من الظما     ورأوهُ ظلّاً في الهجيرِ وموردا

يا سيدي تهـفو إليكَ قوافلُ الـ     أرواحِ مُذ وجدَتكَ عشقاً سرمدا

وإليكَ حَـجَّ العاشونَ فكم أتوا     من كُـلِّ فَــجٍّ بالـدمـاءِ تَـعـبَّـدا

حملوا إليكَ مهنـئينَ ، قلوبَـهم     أزهـارَ تعـبقُ بالـولاءِ وبالـهُـدى

قد بايعوكَ اليومَ واستـلموا بهِ     كـفَّ الولاءِ فكـانَ يوماً أسـعدا

: جاسم محمد الزيادي