دعا ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، العوائل الى ضرورة تنمية وتطوير مهارات وثقافة اطفالهم ليكونوا عناصر اساسية للمساهمة بارتقاء المجتمع علميا بين الامم، جاء ذلك خلال كلمة ألقاها اليوم السبت (28 آيار 2022)، في مهرجان التكليف الشرعي لطالبات مجموعة مدارس الوارث للبنات، التابعة لقسم التربية والتعليم في العتبة الحسينية المقدسة.
وقال الشيخ الكربلائي خلال كلمة له في الحفل، إن "الهدف من إنشاء هذه المدارس هو اعتقادنا أن تعليم ابنائنا يجب أن يكون على المنهج الصحيح لبناء الطالب والإنسان ويعتمد هذا على ركنيين أساسيين هما التعليم الأكاديمي الرصين والصحيح، والركن الثاني لا يقل أهمية عن الأول وهو يتمثل بالبناء الأخلاقي والتربوي للطالب حيث أننا نحتاج الى وعي فكري في كيفية هذا البناء الديني والأخلاقي والتربوي للطالب".
وأوضح أن "هنالك مراحل عديدة ومراحل حساسة جدا يمر بها الطالب تستدعي من العوائل الانتباه واليقظة، لافتا الى ان مسؤولية هذا الامر تقع على عاتق الجميع صغاراً وكباراً، مؤكدا على ضرورة ان يفهم الجميع رسالته في الحياة وأن يعرف فلسفة الحياة، وما هي وظيفته الأساسية في الحياة".
وأضاف ان "طلبة المدارس هم أمانة الله، وهي أمانة في أعناقنا وفي أعناق الأسرة وكذلك إدارات المدارس ومؤسسات الدولة والمجتمع ولابد من يعطى لهذه الأمانة حقها، فان لهذا الطفل حقوق وواجبات علينا، ومن جملة تلك الحقوق أن نعرفه منذ الصغر كيف يبنى نفسه بالبناء الصحيح، واهم هذا البناء يأتي منذ بلوغ سن التكليف الشرعي للبنات الذي يبدأ من تسع سنوات هلاليه".
وتابع أن "هنالك مجموعة من التكاليف والواجبات التي يجب اتباعها لمصلحة النفس، ومصلحة المجتمع، وان مرحلة التكليف تمثل انتقالة في الحياة وتعني ان الشخص منذ هذه اللحظة أكتمل عنده النضج العقلي، والنفسي، والاجتماعي والثقافي وعليه الابتعاد عن أمور عدة أهمها المحرمات، والمعاصي".
وبين أن "هذه المسؤولية الصعبة تقع على عاتق الأسرة وإدارة المدرسة والمجتمع، ويجب علينا استخدام الآلية المناسبة لنشعر الطفل بانه أصبح الان مسؤولا أمام الله تعالى، وأمام نفسه، وامام المدرسة، والمجتمع في أن يبني نفسه بالبناء الصحيح للحاضر والمستقبل".
وأشار الى ان من الضروري" أن يتعلم الطفل كيف يسعى حتى يصل إلى المرحلة العلمية والفكرية والاكاديمية الصحيحة، وعلينا أن نعرفه بأنه الآن اصبح مسؤولا عن نفسه، وكلامه، وأصبح مسؤولا في تعامله مع الناس والمجتمع من خلال السلوكيات والتصرفات التي تصدر منه".
ونوه أن "هذه المجموعة من المسؤوليات تعني بأن يصل إلى التكامل والنضج، وعليه أن يتعلم كيف يخدم الناس، والمجتمع، والوطن، واهم هذه النقاط هي حب الله تعالى، وكيف يستطيع أن يخدم المجتمع ليكون عنصراً أساسياً وناجحا في الحياة".
ودعا ممثل المرجعية العليا، الأسر وإدارات المدارس بأن "يتبنون التوجيه والعمل على مبادئ صحيحة للطلبة".
واستدرك في حديثه "احب أن أخاطب الأسر الكريمة، ومنهم الآباء، والأمهات لهؤلاء الفتيات وأقول لهم باننا بحاجة إليكم، في تنمية وتطوير مهارات وثقافة الاطفال حتى نصل الى الربح الكبير، وهو أن نجعل الطفل يفتخر بنفسه امام المجتمع في بناءً نفسه بالشكل الصحيح لذلك علينا أن نربي اولادنا وبناتنا بالشكل الصحيح ليكونوا عناصر أساسية في المجتمع حتى نرتقي علميا بين الأمم".
اترك تعليق