728 ــ حسن يحيى العذاري (ولد 1388 هـ / 1968 م)

حسن يحيى العذاري (ولد 1388 هـ / 1968 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):

هذي تذودُ عن الذبيحِ بـ (كربلا)     درعــــــاً تكونُ لسيّدِ الشهداءِ

ظمأً تئنُّ وما اشتــــــكتْ ظمأً له     ومشتْ وما لهثتْ من الإعياءِ

خافتْ إذا شعرَ الحسيـنُ بجهدِها     تركُ اللجــامَ صـنيعةَ الرحماءِ

قال من قصيدة (مشاهد كربلائية):

أيا نــــهرَ الفراتِ اتيتَ أمراً     فــحدِّث علّني أعطيكَ عُذرا

قـــرأنا (كربلا) والظنُّ حتماً     بأنَّكَ في حكايا الطفِّ أدرى

مررتُ عليكَ أرجو منكَ ردَّاً     فدمـــعي يملأ الأجفانَ قهرا

ومنها:

رأيتُ الماءَ إنســــــاناً يُحاكي     ظهيرةَ (كربلا) والقولُ يُترى

هنا في ســــالفِ الأيّـامِ أهدى     إمــامُ الصبرِ للأرجاءِ: عطرا

هنا دارتْ جيوشُ الكفرِ تبغي     قتالاً للـــــــــهدى ظلماً وكفرا

وقال من أبيات يؤرّخ فيها تنصيب وافتتاح شباك أبي الفضل العباس (عليه السلام):

قِفْ عنــدَ مَنْ بذلَ الغوالي كلها     وغدا بِسِبْطِ المُصـــــطَفَى مُتَمَثِّلا

يَسْقيك من كأس المروءةِ شُربةً     فيها الهنا ساقي عَطاشى (كربلا)

وارفعْ أَكُفّـــــــاً بالدعاءِ مُؤرِّخاً     (عباسُ ذا شُبّـــــاكُ داعٍ قد علا)

وقال من أبيات:

إن قلتَ مكّةَ قلتُ هذي (كربلا)      فخراً سمتْ في عالمِ التكوينِ

ســـــلها إذا أشرفتَ في أعتابِها     أينَ الحسينُ بعبرةٍ وشجـونِ؟

ستجيـــــبُ ما قد نالها وأصابها    مِن بعــــــدِه أعداؤهُ حرقوني

الشاعر

حسن بن يحيى بن إبراهيم بن خضير بن جواد العذاري الشمري، ولد في ناحية الإمام التابعة لقضاء المحاويل في الحلة، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس من كلية الآداب / قسم اللغة العربية في الجامعة المستنصرية عام 1990، وعين مدرسا للغة العربية في السماوة ثم انتقل إلى المحاويل.

نشر قصائده في الصحف والمجلات العراقية والعربية، وصدرت له مجموعة شعرية عام 1998 بعنوان: (كلمات الفم الصادح).

شعره

قال من قصيدة مشاهد كربلائية:

أيا نهرَ الفراتِ وكيفَ تجري     وقلـــــبُ السبطِ يلهبُ منكَ جمرا

بربِّـــكَ يا فراتُ أجِبْ سؤالي     أعدْ لي من طفوفِ السبطِ ذكرى

فكشَّــفَ عن خبايا الماءِ حتى     رأيتُ الــــحزنَ بالأعماقِ أزرى

وخاطبـــــــــــــني وآلمني بآهٍ      فصحتُ بـــــه: ألا يا نهرُ صبرا

وقامَ النهرُ والأمـــواجُ تحكي     أقاصيصَ الــــــهدى نزراً فنزرا

وقالَ وقد تـــــراءى لي بخلقٍ     يفوقُ جماله ذي النـــــــاسِ طرَّا

وقال من قصيدة (في الطريق إلى كربلاء):

لسبطِ طه الحسيــــــنِ الطهرِ مِن لهفٍ     أمشي علـى أُمِّ رأسي لا على قدمي

أمشي وصوتي كصوتِ الروحِ أسمعُه      ظننتُ نبضي يجوزُ القلبَ نحوَ فمي

يمرُّ بي من ظلالِ النـــــــــاسِ مؤتلفٌ     أسيحُ ربِّي عـــــــلى الأيمانِ والنعمِ

يصاحبونَ شروقَ الشمسِ فـــي عجلٍ     حتى الغروبَ بلا ضــــجرٍ ولا سأمِ

تراهمُ مِن صغارِ القومِ تحسبـــــــــهمْ     إذ يلحقونَ الورى بالقــــــدرِ كالخدمِ

فمنْ صغيرٍ يحابي النــــــاسَ في دعةٍ     ومِن كبيرٍ يشدُّ الناسَ كالــــــــــهرَمِ

تسابقوا رغمَ أنفِ الموتِ يــــــــتبعهمْ     نبضٌ لقلبٍ يـــــــدوفُ العزمَ بالكرمِ

أولاءُ شعبي وكلُّ الكونِ يــــــــعرفهمْ     فهلْ تجدْ مثلهمْ فــــــــي سائرِ الأممِ

يذيبُ روحاً عليها العزُّ منعــــــــــــقدٌ     لديلمٍ للذي في الغربِ لــــــــــــلعجمِ

كلٌّ يريدُ الحسينَ الطهـــــــــــرَ يبعده     في يومِ حشرٍ عن النيرانِ والحِــــممِ

وقال في أبي الفضل العباس (عليه السلام)

اقصدْ أبا الفضلِ الكريمَ فإنّهُ     عن زائرٍ رُغْم المنــيَّةِ ما سَلا

فهو الشريفُ إذا أتيْتَ بطلبةٍ     وهوَ الكريمُ عليكَ لا لن يَبْخلا

 يُدنيكَ من ربِّ الأنامِ وَلطْفِهِ     فلهُ مقامُ قد علا بيــــــن الملا

وقال في استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام):

كُوْفَانُ يَا بَـلَدَ الهُدَى     مَا بَالُ دَمْعِكِ يُسْكَبُ

مَا بَالُ فُجْرِكِ مُظْلِمٌ     وَالوَضْعُ فِيْكِ مُقَــلَّبُ

قَالَتْ وَفِـــي أجْفَانِهَا     رِقْرَاقُ دَمْعٍ يَهْــرُبُ

أنَّـــــى يَكُونُ لِعِيْدِنَا     طَعْمٌ وَلَوْنٌ يُطْـــرِبُ

وَالْمُرْتَضَى مِحْرَابَهُ     يبكِي عليْهِ وَيَنْـــحَبُ

أبْكَى عُيونَا تُـرتَجى     فَكَّ الْبَلَى إذ يَـصْعَبُ

يَبْكِيْهِ آلُ الْمُصْطَفى     حُزْنَاً وَتَـــبْكِي زَيْنَبُ

لَبَسَت لأجْلِ مُصَابِهِ     ثَوْبَ الْحَـزَانى يَثْرٍبُ

يَا قَاتِلَ الْكَـــرَّارِ إنَّ     دِمُـــــوعَنَا لَا تَنْضِبُ

هَذَا وَصِيُّ مُــــحَمَّدٍ     هَذَا الْهِزَبْرُ الأصْعَبُ

وقال في استشهاد الإمام الحسن السبط الزكي (عليه السلام):

سمعتُ الصوتَ من بدرٍ وشمسِ     أنــــا الزهراءُ يا دنيــــاي يكفي

لـــــــــــيَ القدحُ المعلّى من نبيٍّ     وخلفَ البابِ بالمــــسمارِ حتفي

وبعد الحــتفِ يُقتلُ صنوَ روحي     عليُّ المرتضــــى والحقُ مخفي

وفي أرضِ الـعراقِ شموسُ حقٍّ     وظامٍ قــــــــد قضى ذبحاً بطفِّ

فنِصْفٌ بالطفـــوفِ قضى شهيداً     ومِن غـــدرٍ قضى بالسُّمِّ نصفي

على المسمومِ حُزني في عيوني     دماً وعــــلى الذبيحِ الحزنُ لهفي

وأيْنّعَتِ الحـــــروف بنبْضِ قَلْبٍ     وصاحتْ بالورى قد حانَ قطفي

فللحسنِ الكريمِ اليـــــــــومَ قولي     فذكرُ المجتبى للجرحِ يــــــشفي

نسختُ القولَ مِن دمعٍ تــــجارى     لسبطِ المصطفى أهديتُ حــرفي

وقال من قصيدة (يا فرج الله) وهي في التفجير الإرهابي الذي طال مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام)

هدموا قباباً للهداةِ ببغــــــــــــيهم     يا ويحَ بغيٍ للنواصبِ ما جنى

قُمْ يا إماماً للغيـــــــارى ما ترى     فعــــلَ الزنادقِ بالقبابِ وبالبنا

وانظر لسامرّا بطــــــرفٍ هاملٍ     تنبيكَ عـمّا قد جرى هذي الدنا

قم واسترد مــــــنّا الأمانةَ سيِّدي     فالحمــــلُ أثقلَ كاهلاً لم يُذعنا

فهناكَ طـــــاسٌ للإمامةِ غاضبٌ     سيفٌ تجـرَّدَ من شجونٍ ها هنا

فانهضْ وخُذ بالثأرِ يا نسلَ الألى     شادوا الـديانةَ بالسيوفِ وبالقنا

واحكم بشــرعِ اللهِ فيمن أجرموا     والموتُ حــــكمُ اللهِ في أعدائنا

وقال من قصيدة (بطل العلقمي):

ما راغَ عن وخزِ القنا أو خـــافا     بطلٌ حوى من هاشـــمٍ أوصافا

أسدٌ تورَّث عن عــــــــــليٍّ همِّةً     فيها العلا لو قُسِّمـــــت أنصافا

ورثَ الشجاعةَ إذ تراهُ بـجمعهم     فرداً يصولُ فَيُــــــرهبُ الآلافا

ملكَ الشريعةَ والفــــراتَ وماؤهُ     عذبٌ أبانَ صفاؤهُ الأصـــــدافا

لمّا دنا للماءِ همَّ بشربـــــــــــــةٍ     لِيُبِلَ قلباً ظـــــــــــــامئاً وشغافا

ذكرَ العطاشى والحسينَ وصبيةً     فرمى المياهَ عنِ الكفوفِ وعافا

ملأَ القرابَ وعادَ يُعمِلُ سيــــفهُ     حزَّ الـــــرؤوسَ فعافتِ الأكتافا

ذُهِلت أعاديه التي كانت تـــرى     سهمَ المنــــونِ بجمعهم قد طافا

وقال:

هذي خيــــامُ بني النبيِّ محمدٍ     بالطــفِّ حصناً شُيِّدتْ للدينِ

قد خصَّها الباري بكلِّ فضيلةٍ      شـرفاً سمتْ لم تقترنْ بقرينِ

إن قلتَ مكّةَ قلتُ هذي كربلا     فخراً سمتْ في عالمِ التكوينِ

سـلـها إذا أشرفتَ في أعتابِها     أينَ الحــسينُ بعبرةٍ وشجونِ

ستـجيبُ ما قد نالها وأصابها      مِن بعده أعـــــداؤه حرقوني

وقال:

صَوَّرتُ حالي إذ أُعدَّ المُــتــــــكى     وإذا الحسينُ أمامَ ربِّي قد حكى

ظامٍ قضيتُ ووردُ غـيري حـاضرٌ     عذبٌ لباقي الخلقِ مـشربُه زكا

فتساءلَ الرحمنُ كــيـفَ شرابــــكمْ     والماءُ قي قتلِ الهدايـــةِ أُشرِكا

فرفـعــتُ كـفّــي عنـــد ربّي باكـياً     والروحُ مني من حيــــاءٍ أُنـهكا

فأجــبــتـهُ والعينُ خـــجـلى من دمٍ     ظلماً أريقَ وللجــنـانِ تــمـلَّـــكا

لا مــا شربْــتُ المــــاءَ رَدَّاً للظما     لكنَّما شحَّـــت دموعي بالـــبـكـا

فشربتُ مِن نهرِ الحزانى كي أرى     دمعي إذا سبط الهدى ظمأ شكا

وقال:

يمّــَمتُ وجهي لـــلحسينِ مسلماً     أرجو الشفاعةَ من عزيزِ المصطفى

ورفعتُ كفي بـــالدعاءِ لحضرةٍ     مِــــــــن قدسِها جعلَ اﻹلهُ بها الشفا

أمِن المقصـــرُّ عندَ سبطِ محمدٍ     وتهالـــــــــــــــكتْ أنـفاسُه حتى غفا

فرأى حـــسيناً في المنامِ يزورُه     ويُخيط ثوباً مِــــــــن عفافٍ زُخرفا

ويصيحُ ما بين الخلائقِ شيعتي     في كلِّ نازلةِ البلاءِ هـــــــــــمُ الوفا

فاغـــــفرْ إلهَ الكونِ ذنبَ مُحبِّنا     فله الفؤادُ بــــــــــــــــحبِّنا حقَّا صفا

......................................................

ترجم له:

الدكتور سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 23

الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 400

كاتب : محمد طاهر الصفار