722 ــ جبار الكواز (ولد 1367 هـ / 1948 م)

جبار الكواز (ولد 1367 هـ / 1948 م)

قال من قصيدة (لقاء الخلد) وتبلغ (36) بيتاً:

يا (كربلاء) وهـلْ ما زلتِ باكيةً    بالطــفِّ إذ فتيةٌ راياتهمْ شُرعا

حين استفزَّ بهمْ رملُ العراقِ دماً    فكلّـــهمْ رسموا للدينِ مُشترعا

عباسُ يا قمراً بالــــــطهرِ رايتُه    تعلو فداءً وكمْ ضحِّيتَ مُرتفعا (1)

الشاعر

جبار بن عبد الحسين بن رضا بن فيروز بن عبد الله بن مهدي بن صالح بن مهدي بن حمزة الكواز الخضيري الشمري، ولد في الحلة من أسرة أدبية فهو الحفيد الرابع للشاعر الكبير صالح الكواز، الذي كان ــ مع أخيه الشاعر حمادي الكواز ــ من أشهر شعراء العراق ومن المساهمين في بواكير النهضة العراقية في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.

نشأ الكواز نشأة علمية ــ أدبية وتخرج من كلية التربية / جامعة بغداد ــ قسم اللغة العربية عام (1970) وعمل في التعليم والإشراف التربوي حتى أحيل على التقاعد عام (1997) كما عمل مدرساً في الجزائر وليبيا.

نشر قصائده في الصحف العراقية والعربية وشارك في العديد من المهرجانات والندوات داخل العراق وخارجه

حصل على الوسام الذهبي في مسابقة الشعر في مهرجان الشباب العربي الثالث في بغداد عام (1976) وانتخب رئيسا لاتحاد أدباء بابل لخمس دورات، ورئيسا للجنة الثقافية في دائرة الإعلام الداخلي لمدة عشر سنوات ورئيسا للجنة الإستشارية للثقافة والفنون في بابل.

من المؤسسين لجمعية الرواد الثقافية المستقلة في بابل عام (2004) مع مجموعة من أدباء الحلة.

انتخب عضواً في المكتب التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عام (2013) (2)

كما مثل العراق ــ شاعرا ــ في الكويت واليمن والاردن وسوريا ومصر وليبيا والجزائر ولبنان وإيران والولايات المتحدة الامريكية.

وترجمت نصوصه إلى الإنكليزية والفرنسية والايطالية والاسبانية والصينية والتركية والفارسية والعبرية

أصدر العديد من المجاميع الشعرية منها:

غزل عراقي ــ 1983

حمامة الروح ــ 1988

دفاعاً عن الظل ــ 1995

ورقة الحلة ــ 2003

أقول أنا وأعني أنت ــ 2015

من الضاحك في المرآة ــ 2016

ما اضيق الغابة ما أوسع الظلال ــ 2017

صعوداً إلى ثريا الأنهار ــ 2017

أراك حيث لن تكوني هناك ــ 2017

أحزان صائغ الطين 2018

ذاكرة الخندق، ذاكرة الورد 1986

رجال من طراز خاص 1982

سيدة الفجر ــ 1978

على جرحه تستفيق البروق

عصاي خرساء ودليلي أعمى ــ 2020

فوق غابة محترقة ــ 2021

لا ضوء في قناديل الحروب ــ 2021

وله من المؤلفات:

عبد الرضا عوض ــ باحثاً ومؤرخاً ــ 2011

عالم سبيط النيلي، شعره مع مقدمة نقدية ــ 2015 (3)

قال عنه الناقد محمد جودة العميدي: (اختار الشاعر جبار الكواز ألفاظاً شعرية شفافة ذات الأثر الفني البليغ ليضع المتلقي في أجوائه الشاعرية التي يستطيع من خلالها أن يحقق قراءة ماتعة للنصوص، استطاع من خلال درايته وخبراته اللغوية أن يطوّع ألفاظه بما يلائم النص الشعري وثيمته ... تشكل الخلفية الثقافية للشاعر المنهل الأول لخطابه الشعري، فهو يكتب نصوصه الشعرية بوعي عال لأنه يمتلك أحاسيسه وأدواته الكتابية الخاصة به). (4)

شعره

قال في قصيدته:

ما اهتزَّ قلبُكَ حينَ الحــــــزنُ قد وقعا    ولا جرى في رُبـــاكَ الدمعُ مُنقطعا

وكــــلّما ازددتَ هــــــمَّاً كنتَ مُدَّرِعاً    باللهِ تــــــــدري بأنَّ الأمرَ قد صَدعا

تلك الـليالي الـــــــتي ظلّتْ تصارعُها    همومُكَ الكـثرُ بالآمالِ مُــــــــــقتنعا

وكيفَ تـحملُ حزناً لمْ يطقه فـــــــضا    ولمْ تكنْ أرضُ هـذا الــــكونِ مُتّسِعا

ما كنتُ أــحسبُ أنَّ النقعَ مُـــــــزدحمٌ    والجرحُ مِن آلِ فهـــــرٍ غصنُه فُجِعا

يا (كربلاء) وهــلْ ما زلتِ بـــــــاكيةً    بالطفِّ إذ فـــــــــــتيةٌ راياتهمْ شُرعا

حين استفزَّ بهمْ رملُ العــــــــراقِ دماً    فــــــــــــكلّهمْ رسموا للدينِ مُشترعا

عــــــــباسُ يا قمراً بالطــــــهرِ رايتُه    تعلو فداءً وكمْ ضحِّيتَ مُـــــــــرتفعا

أنتِ الذي من ظبا كفَّيهِ مُـــــــــــورقةٌ    نهرُ الفراتِ يزخُّ الفجرَ مــــــــا نبعا

للهِ كـمْ ثُكلتْ أيَّــــــــــــــــــــــامُ واترِهِ    فالجاهليةُ في أحشـــــــــــــائهِ زرعا

ظلّوا صديداً لذاكَ الكفرِ مـــــــا بقـيتْ    فالأرضُ منهم ذئابٌ تفرسُ الضَّرعا

وإذ أتى الأكبرُ المــــــــأمولُ في شـبهٍ    من الرســـــــــولِ بحسٍّ كلّما سطعا

قد قامَ مُمتــــــــثلاً بعدَ الصلاةِ وكــــمْ    صــــــلّى عليهِ ملاكُ الكونِ مُجتمعا

يا ثابتاً عزمُه مِن عــــزمِ جـــــــــدّهمُ    محمدِ المصطفى في القلبِ ما جزعا

للهِ أنتـمْ وكمْ ثأراً يطــــــــــــــــــالبكمْ    مِن بدرَ، مِـــن أحُدٍ، مِن خيبرٍ فسعى

كأنَّ ثاراتِ هذا الكونِ قد جُمـــــــعتْ    في الطفِّ تقــطفُ أرواحاً وهُمْ شُفعا

كأنَّ سيفاً حقوداً ظلَّ يشــــــــــــــحذه    باللؤمِ والكفرِ مــــــِن سفيانَ قد طمعا

حتى إذا اختــــــــــرقَ البيداءَ مُبتـهلاً    الهاشمـــــــيُّ الــفتـى للموتِ إذ طلعا

القاســـــــــمُ المرتجى في ليلِ حقدهمُ    كــــــــــأنما عرسُـــه بالنقعِ قد شرعا

وضاقَ في عينِ جمعِ الشركِ مُؤتملاً    أنَّ السيوفَ بـــهمْ صــرعـى ومُدّرعا

فــــــانهالَ بالسيفِ ضرباً لو تساعده    يدُ الزمانِ أزالَ الشـــــــــركَ وانقشعا

لكنّـــــــــــــــما اللهُ في عليائهِ طلعتْ    أنوارُ فجــــــرٍ تصلّـي المــجدَ مرتفعا

أبكيكَ لو كانَ سيـــفُ الـحقِّ مُنكسِراً    لكنه الـــــــــــحقُّ شـمساً حــقله شسعا

داروا به كالذئابِ الســــــودِ ترهبُهم    جـــــــلالةُ الروحِ مِـن حقٍّ بهِ رضــعا

مَن جدُّه؟ مَن أبوهُ؟ مِن مشـــــارقِهم    مَن عمُّه؟ وهم الــــــــــتوحيدُ إذ زرعا

مَن أمُّه نفحةُ الزهـــــــــراءِ فـاطمةٌ    خديجــــــــــــــــــةٌ أمُّها تترى إذا طلعا

(كأن جسمَكَ موسى مذ هوى صعقا    وإن رأسَـــــــــــــكَ روحُ اللهِ مُذ رفعا) (5)

وما عليهِ إذا ما رأسُه قُطــــــــــعتْ    وما عليهِ إذا بالـــــــــــــــــرمحِ مُدّرعا

كأنهمْ قتلوا الإسلامَ أجمــــــــــــــعَه    وهلْ دروا أن ذاكَ الــــرأسَ ما ضرعا

ولو رآكَ نبيُّ الطــــــــــــهرِ أفجعه    مبكى الرمالِ السوافي فـــيكَ مضطجعا

فليسَ فاجعةٌ نبكيــــــــــــــكَ يا أملاً    لأنَّ مِــــــــن جرحِكَ المأمـــولِ مـُطّلعا

وكلّما مرَّ يومُ الطـــــــــــفِّ نحملها    في القلبِ رايـــــةَ هذا الدينِ مــــا فزعا

لأنَّكَ الدينُ والدنيا وما جــــــــمعتْ    آلُ النبوَّةِ مِن هـــــــــــــديٍ بما ورعـــا

لنملأ الأرضَ حزناً من صــوارمِنا    فذاكَ ناعي حسينٍ في السمـــــــــاءِ نعى

ما كلُّ دمعٍ بكى يودي إلى دعـــــةٍ    إلا بكاءُ حسينِ السبـــــــــــطِ مُــــرتجعا

فكلُّ دمعةِ حزنٍ نحـــــــــنُ نسكبُها    حبَّاً له في لقاءِ الخـــــــــــــلدِ قد شــــفعا

......................................................................

1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 133 ــ 134

2 ــ نفس المصدر ص 131 ــ 132

 3 ــ الشاعر جبّار الكوّاز في حوارٍ أدبي / جلال طالب عبد حسون، موقع الاتحاد العام للأدباء ــ وكالة الأديب العراقي بتاريخ 16/ 5 / 2021

4 ــ الاختزال اللغوي والتكثيف الدلالي في مجموعة: لا ضوء في قناديل الحروب للشاعر جبار الكواز بتاريخ 10 / 4 / 2021

5 ــ البيت للشاعر صالح الكواز (1233 ــ 1290هـ / 1818 ــ 1873 م) وقد ضمنه الشاعر في قصيدته.

ترجم له وكتب عنه:

سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ج 1 ص 32

سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 22

الشيخ محمد صادق الكرباسي / معجم المقالات الحسينية ج 3 ص 20

داود السلمان / القلق الوجودي في (أيُّها الترابيُّ) للشاعر جبار الكواز / الحوار المتمدن بتاريخ 25 / 6 / 2021

ذياب مهدي آل غلام ــ جبار الكواز، قصيدة رغيفها خبزاً حافي / موقع ينابيع العراق بتاريخ 19 / 8 / 2019

عماد جابر الربيعي جبار الكواز ــ هوية الحلة في انطولوجيا الشعر البابلي المعاصر القسم الأول / موقع كتابات في الميزان بتاريخ 13 / 3 / 2013

طالب عمران المعموري ــ الهاجس السردي وجمالية اللغة في (أحزان صائغ الطين) للشاعر جبار الكواز / موقع الحوار المتمدن بتاريخ 30 / 12 / 2020

سارة إبراهيم طعمة ــ الآخر في شعر جبار الكواز

كاتب : محمد طاهر الصفار