721 ــ صادق الطريحي (ولد 1384 هـ / 1964 م)

صادق الطريحي (ولد 1384 هـ / 1964 م)

قال من قصيدة (الشّاهدُ الوترُ)

ويا إصبعاً أخضرَ البترِ في (كربلاء)

لقد زادَكَ القتلُ..

                   مجداً، ومجدا ...

فما زلتَ تحيا 

تصلّي، ونحنُ وراءكَ..

                   جمعاً نصلّي،

وجمعا ...

ونشهدُ، تشهدُ، أشهدُ..

أنّ الحُسينَ معاصرُنا الوترُ..

                                    حتّى الفَناء.

************************************

وقال من قصيدة (رجلُ الخريف):

إنّي المقيمُ في رُبى (كربلاءَ)..

يعرفُ اللهُ صورَتي

ذبيحاً بأرجاءِ الزّمانِ مُضرَّجا

وتعرفني الأحداثُ، لستُ المُداهنا

أنا الحُرّ، لا أعطي القيادَ لمدّعينَ

**********************************

وقال من قصيدة (صباحُ الحُسينِ):

خريفٌ، كظلّ الرّافدينِ ب (كربلا)

ونهرٌ طويلٌ..

والخيولُ تراقبُ المياهَ..

وأشتاتٌ من القاتلينَ..

يُشعلونَ الحريقَ في خيامِ النّساءِ

***************************

ومنها:

تناثرتِ الأجسادُ في (كربلاءَ)..

صاحتِ امرأة:

            يا أحمدَ العربيّ،

إنّهمْ يذبحونَ الطّفلَ ثانيةً

***************************

ومنها:

وأمكنةٌ من (كربلاءَ) إلى السّماءِ

ترفضُ ظلمَ الظالمينَ..

                  وتقتدي

بأجملِ مذبوحٍ يخاطبُهم:

أنا الحسينُ..

    رفضتُ الذّلَّ..

        عشتُ حَياتي.

***************************************

وقال من قصيدة (هو العصر):

فلقد جفّتِ الأرضُ مُذ كنتَ في (كربلاء).

فيومئ للصّحب،..

أنَّ الصغارَ يريدونَ بعضَ المقاعدِ في غرفةِ الصفّ..

لا يطلبونَ الطعامَ الذي يطبخون.

وأنَّ الصّغارَ يودّونَ تبديلَ هذا الضميرَ الجديب ...

*************************************

وقال من قصيدة (يا كربلاء):

يا (كربلاءْ)،

يا زهرةً في قلبِ جنديًّ شهيدْ

يا سدرةَ الوطنِ الخصيب

يا قربةَ العباسِ ، والشّهداء ، والفقراء

والماء الخضيب

ما زال صوتُك مشرعاً

للريحِ، للتأريخ، في الزّمن البعيدْ

هل من مغيثٍ؟ من مغيثٍ، من مغيثْ !!!

*****************************

يا (كربلاءْ) ،

يا يوسُفَ المفقودَ في البلدِ الجديد

يا قبةَ الأملِ الرّطيب

يا دمعةً في عينِ يعقوبَ الحزين

ما زال يوسُفَ في الصّعيد

يغتالهُ الذئبُ الحقير

ويفجّرُ الماشين،..

ينشبُ لؤمَه في جلدِ أبناءِ السّواد

ويحرّفُ الآياتِ،..

يقتلُ أنبياءَ اللهِ في البلدِ الأمين ...

***************************

يا (كربلاءْ)،

لكن يوسُفَ صارَ يولدُ من جديد

لا ذئبَ يأكلُ يوسُفَ المحبوبَ في البلدِ الحبيب

والقبّةُ الصفراءُ تفرشُ ضوءها

ظلاً، وأنهاراً مِن الماءِ البرود ...

*******************************

يا (كربلاءْ)،

يا بسمكَ اللّهمّ،

يا أمَّ الكتاب،

 يا سورةَ الفجرِ الذبيح

يا توبةَ المتسابقين إلى الشّهادةِ في الظهيرةِ والمغيبِ

يا عطرَ أردانِ الضريحِ

يا آيةَ الجسدِ السّليب

ما زال أبناءُ الحسينِ

يمشونَ ، خاشعةً مآذنُهم ..

          وعامرةً مآثرُهم..

          وخاشعةً موائدُهم..

وما زال الحسينُ بـ (كربلاء)

يداهُ نهرٌ أخضرُ الرايات

خبزٌ أبيضُ الوجنات

فجرٌ باسمِه يبدأ الصّباح.

******************************************

الشاعر

صادق بن عباس بن هادي الطريحي، شاعر وقاص وأستاذ جامعي، ولد في محلة المهدية بالحلة، وهو حاصل على شهادة المعهد الفني / قسم المساحة عام 1985 والبكالوريوس في اللغة العربية من كلية التربية / جامعة بابل عام 2001 والماجستير في طرائق تدريس اللغة العربية من جامعة القادسية عام 2009.

والطريحي هو عضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وله قصائد ومقالات نقدية منشورة في الصحف والمجلات العراقية والعربية، وشارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الشعرية والعلمية والثقافية، وعمل تدريسياً في جامعة أهل البيت / كربلاء، ويعمل الآن تدريسياً بكلية التربية / جامعة القادسية.

أصدر ست مجاميع شعرية هي:

تجربة في سيمياء الخلق ــ 2002

للوقت نص يحميه ــ 2009

مياه النص الأول ــ 2011

بيتُ القارئات ــ 2018

خذي زينتك عند كلّ قصيدةٍ ــ 2019

ديباجة الأمر بالنزول ــ 2021

وله من المؤلفات:

رحلة في السّواد / أدب رحلات 2015

متحف النصوص/ مجموعة قصصية ــ 2019

أبجدية بابل على العالم / مقالات في الأدب الساخر،  مخطوط

وله عدة بحوث علمية في طرائق التدريس، وأخرى في النقد الأدبي نشرت في مجلات أكاديمية محكمة في العراق، وقد اشترك الطريحي في عدد من المؤتمرات العلمية منها:

1 ــ (أثر أسلوب التعلم التعاوني في تحصيل طلاب الصف الثاني المتوسط في مادة الإملاء). المؤتمر العلمي لكلية التربية للعلوم الإنسانية / جامعة كربلاء / 2012.

2 ــ (أثر الخرائط المفاهيمية في تحصيل طلاب الصف الرابع الأدبي في مادة قواعد اللغة العربية) المؤتمر العلمي الثالث لكلية التربية للعلوم الإنسانية / جامعة بابل / 2012.

3 ــ (علي جواد الطاهر وجهوده في تدريس اللغة العربية) المؤتمر العلمي الدولي الخامس / كلية التربية الأساسية / جامعة بابل / 2012.

4 ــ (الاغتراب في رواية (القنافذ في يوم ساخن) للكاتب فلاح رحيم، المؤتمر العلمي الدولي الثاني للغات / كلية التربية / جامعة الموصل / 2013.

5 ــ (البنية السردية وإنتاج الدلالة في رواية (قلب الظلام) لجوزيف كونراد، المؤتمر العلمي الرابع / كلية التربية للعلوم الإنسانية / جامعة بابل / 2013.

6 ــ المضامين التربوية في الصحيفة السجادية / المؤتمر العلمي السنوي الخامس للعتبة الكاظمية المقدسة.

7 ــ الدروس التربوية المتضمنة في ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) والزيارة الأربعينية، مؤتمر المسيرة الأربعينية الأول، جامعة القادسية، نيسان، 2015.

8 ــ أمالي الشريف المرتضى، قيمته الأدبية واللغوية والأساليب والطرائق التدريسية المتبعة فيه، مؤتمر كلية الآداب، جامعة القادسية، 2019.

9 ــ سلطة اللغة في الصحيفة السجادية، مقاربة تداولية، جامعة الكوفة، مجلة مركز دراسات الكوفة، 2021.

حصل خلال مسيرته العلمية والأدبية على العديد من الجوائز منها:

الجائزة الأولى في القصة القصيرة عن قصة (النديم) في مسابقة (الأمل) بيت الحكمة ــ بغداد 2008

الجائزة الثانية / مناصفة، عن قصة (ورقة الشهود) في مسابقة جعفر الخليلي ــ النجف 2009

جائزة الشّعر الأولى / مناصفة عن قصيدة (تقريب الأسماء) في مسابقة عزيز السّيد جاسم ــ بغداد 2009

الجائزة الثانية عن قصة (دائرة الأسماء المفقودة) في مسابقة جريد الغد ــ بابل 2009

الجائزة الثالثة عن مسرحية (بث تجريبي) في مسابقة دار الشون الثقافية العامة ــ بغداد 2010

الجائزة الثالثة في الشّعر عن قصيدة (من يوميات النبيّ السامي) مسابقة دار الشؤون الثقافية العامة ــ بغداد 2011

الجائزة الأولى مناصفة عن مخطوطة (رحلة في السّواد) في مسابقة ناجي جواد الساعاتي لأدب الرحلات، الدورة الثالثة ــ بغداد 2012

الجائزة التقديرية عن قصة (ذاكرة بورخيس) مسابقة سافرة جميل حافظ، اتحاد الأدباء في العراق ــ بغداد 2017

جائزة الإبداع عن المجموعة الشّعرية (حتّى مطلع السّلام) ضمن جوائز ناجي نعمان الأدبية، الموسم السادس عشر ــ بيروت 2018

الجائزة التقديرية عن قصيدة (السيدة من نيسان) مسابقة حمير المعموري ــ بابل 2006

شعره

قال من قصيدة (الشّاهدُ الوترُ)

                       وفي كلِّ فجٍّ عميق

أراكَ تصلّيَّ وحدَكْ

تتمتمُ من سفرِكَ الرافدانيّ

                    سطراً، فسطرا

تقلّب وجهَك بحثًا عن النّخلِ والماءِ..

             إنّ العساكرَ غلّقتِ الأرضَ..

                                    نهراً، فنهرا

وأنتَ تطمئنُ أرضَك وحدَكْ

                                وتمشي إلى اللهِ..

لا لغةٌ تحتويكَ

ولا الشّعرُ يفقهُ مجدَكْ.

وأنتَ تصلّي ...

أرى في عروقِ يديكَ

هَوامَ الأقاليمِ تمتصّ دمّكْ،

وتحرقُ بيتَ النّبوةِ..

                       غدراً، وغدرا

تحطّمُ آنيةً النّذر..

             تكسرُ لوحَ الكتابةِ..

                               تسرقُ نصّكْ ؛

لأنّكَ الزّمنُ السّومريّ؛ ..

بكلّ النبيّينَ...

             أسرى، وأسرى.

وأنتَ إلى قبلةِ العارفينَ ...

                          تولّي وجهكْ

تؤذنُ في النّاس:

                  أشهدُ أنّ العراقَ رسولُ السّلام

وليسَ وراءكَ إلاّ القليلُ،

من الرّكّعِ الظّامئين،

أرى العرباتِ تحاولُ دهسَكْ

وتنحية النّاسِ عنكَ،

وتشويش صوتكْ،

أرى العرباتِ تحاولُ تدنيسَ أروقة الخصبِ..

                               شطراً، فشطرا

ولكنّما الشّعرُ أقوى من العرباتِ

لمن يعلمونَ الكتاب.

لستّينَ عاماً خلونَ؛

                      وأنتَ تصلّي وحيداً؛

لأنّ المصلّينَ ساهونَ..

              ما برحوا يمنعونَ المياهَ،...

وما برحوا يمنعونَ المياهَ؛

وأنتَ العزيزُ الذي لا يُضام.

وأنتَ تقيمُ الصّلاة ...

أراهم يُقيمونَ تصديةً في السّوادِ الخصيب

      يُقيمونَ في دجلة الخيرِ..

                            سدّاً، وسدّا

ويقتسمونَ السّهام،

وأنتَ القويّ الأمين.

فيا أوّلَ الحَرمَينِ،

ويا لغةَ اللهِ في المعجم الأزليّ،

ويا إصبعًا أخضرَ البترِ في كربلاء،

لقد زادك القتلُ..

                   مجداً، ومجدا ...

فما زلتَ تحيا،

تصلّي، ونحنُ وراءكَ..

                   جمعاً نصلّي،

وجمعا ...

ونشهدُ، تشهدُ ، أشهدُ ..

أنّ الحُسينَ معاصرُنا الوترُ..

                                    حتّى الفَناء.

**************************************************

وقال من قصيدة (ويصيرُ رأسُكَ نخلةً)

حمراءَ من ظمأ الفراتِ يمسّهُ الألمُ

حمراءَ نازفة الجبين.. وسعفُها للآن أخضرْ

هي صوتُ هاشمَ في الجزيرة..

مُطْعِمَاً أضلاعَه للسائلين وللأسارى واليتامى

هي نخلةُ البلدِ الأمينِ جميلةً

والسيفُ والطلقاءُ والطلقاتُ..

تلهثُ خلفها

نارُ الجزيرة، عاهلُ القنوات

يلهثُ خلفها

والرملُ والأعرابُ..

تلهثُ خلفها

حرقوا الخيامَ ليقتلوها

حرقوا النخيلَ ليقتلوها

ومن الدخانِ وصوتهِ...

ذعرَ اليمامُ، بكى..

ومازال اليمامُ حزينا

ومن الدخانِ وصوتهِ...

ذعرَ السحابُ، بكى..

ومازال الخريفُ حزينا

كان الدمُ...

من جرحِ مكة جارياً

ذبحوا الإمام...

ذبحوا الإمام...

لكنهم لم يعلموا

أن النخيلَ من السوادِ جذوره

لكنهم لم يعلموا

أن السوادَ من الأئمَّةِ لونه

ويصيرُ رأسُكَ مسجداً

من صلبِ طه، يقرأ القرآنَ والتوحيد:

لا تتفرَّقوا.

جبريلُ والملكُ الكريم بساحهِ

صفّاً، وصفَاً ينصتونَ لصوتهِ

{ صَلّوا عليهِ وسَلّموا تسليما }

والنّهرُ في المحرابِ يجلسُ مُنصِتاً

لأنينِ طفلٍ مسّه الظمأ

والسهمُ... يلهثُ خلفه

والغلّ والأحقادُ... تلهثُ خلفه

والطفلُ...

يصعدُ مُطمئناً ظامئاً

وتراهُ أطرافُ الجزيرة ظامئاً

وتراهُ ضاحيةُ المدينة ظامئاً

وتراهُ أنهارُ البسيطة ظامئاً

لكنهم لم يعلموا

أنّ الفراتَ من الإمامةِ راهبٌ

متمسِّكٌ بالعروةِ الوثقى..

وأخضرْ

لكنهم لم يعلموا

أن الفراتَ وآله صاموا على جوعِ العراقِ وأذّنوا:

اللهُ أكبرْ

ويصيرُ رأسُك قبلةً

ويصيرُ رأسُك قبلةَ الشهداءِ والفقراء..

أنتَ إمامهم

تمشي..

وأشجارُ الطريق أمامَ رأسك تنحني

تمشي..

وأحرارُ البلادِ إلى صلاتك تنتمي

تمشي..

وأبناءُ السّوادِ بضَوْعِ قبرِكَ تحتمي

تمشي..

وأفواهُ الطغاة تموتُ خائفةً

وصوتكَ صوتُ أحمدَ صادقاً

لله بيتٌ في السّواد مُحلّقُ

رأسٌ وطفلٌ ظامئٌ لا يَفرقُ

باقٍ وأصواتُ الطغاةِ تُمزقُ

.........................................

1 ــ زودني الشاعر بترجمته وأشعاره عبر الأنترنيت

كما ترجم له:

الدكتور صباح نوري المرزوك / تكملة شعراء الحلّة أو البابليات ص 169

الدكتور صباح نوري المرزوك / حلّة بابل أو بغداد الصغرى ج 2 ص 79

النهضة الفكرية في الحلّة ص 110

الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلّة ج 1 ص 112

الدكتور سعد الحداد / ديوان القصة، أنطولوجيا القصة البابلية ص 150

تراجم شعراء بابل في نصف قرن ص 174

ديوان الحلة، أنطولوجيا الشعر البابليّ المعاصر ص 160

الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 335

أنطولوجيا الشعر العراقي المعاصر إشراف الدكتور عبد جاسم الساعدي.

محمد سعيد الطريحي / تأريخ آل الطريحي المجلد الأول ص 135

الدكتور وسام حسين العبيدي ــ تنويعات السرد في أدب الرحلة قراءة في (رحلة في السواد) للشاعر والقاص صادق الطريحي ــ موقع الناقد العراقي بتاريخ 25 / 7 / 2019

رنا صباح خليل / تناصات المجموعة القصصية (متحف النصوص) لصادق الطريحي ــ موقع صوت العراق بتاريخ 25 / 5 / 2021

كاتب : محمد طاهر الصفار