نجاح العرسان (ولد 1390 هـ / 1970 م)
قال من قصيدة (الوادي المقـدّس) وهي إلى سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (47) بيتاً:
لوِّن شفاهك بالترابِ مُقـبِّـــــــلا ها أنت بالوادي المقدِّس (كربلا)
وبعينِ دمعِكَ لا بعينكَ رَطبِ الـ ـجسدَ الـذي ظـلَّ الثـلاثَ مُجـدّلا
وأنـلْ عـتـابَـكَ مـن تأخِّرِ مــاؤهِ لما دنـا ظـامي الزمانِ لـينـــهـلا (1)
ومنها:
فأسرَّ قلبَكَ أنَّ مَـن بــالأمــــــسِ ظا مي (كربلاءَ) اليومَ ساقي (كربلا)
يا عينَ زيـنبَ إذ خلتْ مـن خدرِهـا لـم تَـخْـلُ بـاكـيةً عـلى خـدرٍ خـــلا
حطَّتْ وأعشَبَتِ المصائبُ فوق هـا مـةِ رأسِـهـا وأراحَ راحـتَهُ الـــبــلا
الشاعر
نجاح بن مهدي بن فرحان بن عرسان المسعودي، ولد في كربلاء، وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في علوم الفيزياء من كلية التربية / الجامعة المستنصرية، وعضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين.
شغل منصب أمين الشؤون الثقافية في اتحاد الأدباء في كربلاء، ورئيس منتدى الطالب الأدبي الذي أسسه مع مجموعة من الطلبة الشعراء ومناصب أخرى، ونشر أعماله الشعرية والأدبية في عدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية
حصل على العديد من الشهادات التقديرية والألواح والدروع التذكارية لعمله ونشاطه المتواصل في جميع المجالات الثقافية والمؤتمرات والملتقيات والمهرجانات العربية والعراقية ومساهمته في نشاطات مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.
صدرت له مجموعتان شعريتان هما: يعقوب الحزن الأخير، وفرصة للثلج. عمل معداً ومقدماً للبرامج ومازال متواصلاً في العمل الإعلامي، كما يعمل مدرساً لمادة الفيزياء في تربية كربلاء.
شعره
قال من قصيدة (الوادي الـمـقـدّس):
لـوِّن شـفـاهـك بـالـتـرابِ مُـــــقـبِّــــــــلا ها أنت بالوادي المقـــدِّس كــــربلا
وبعينِ دمعِكَ لا بعينكَ رَطــــــــــــبِ الـ ـجسدَ الـذي ظـلَّ الثـــلاثَ مُـــجـدّلا
وأنـلْ عـتـابَـكَ مـن تــــــــأخِّـرِ مـــــاؤهِ لما دنـا ظـامي الزمـــانِ لـــينـــهـلا
مازالَ يُـهـدي الـــــــشاربــين جــــداولاً وعلى يديـهِ دمُ الحــسيــــنِ تجـدولا
قـلْ لـلـفـراتِ وقـد حَـلا لســقـــــــــــاتِـه لو لم يُدَفْ بدمِ الهــواشِــــمِ ما حـلا
عن أيِّ فـاجـعـةٍ أردُّ مــدامـــــــــــــعـي أمْ أيِّهنَّ إذا دُعـيـــــــــتُ تــجـمُّـــلا
يا بنَ المثاني الـــــــسبع أعـني يا بن فا طمةٍ وأشرفَ مَن تنـــــزَّلَ مُرســلا
جـبـريـلُ هَـدْهَــــــدْ مَهْدَهُ، لولا يـــــــقو لُ الناسُ قد غالى، لَــقُـــلْت مُـنَـزَّلا
لـرضاكَ دمعي وارتجافُ أضالـــــــعي أرأيتَ منها ما تعــــــــذّرَ أو ســـلا
ورضيعُكَ العطشانُ يبــسـمُ لــــــــلـدِّمـا إذ ثَغْرُه بدمِ الوريــــــــــــدِ تـــبـلّـلا
لـم يـشـهـد الـتاريـخ أقـــــــــذَرَ مـن يـدٍ ترمي ولا من نـــــحرِ طـفلـكَ أنبلا
سـهـمٌ تريَّشَ حقدُ هـــــــندٍ فيــــــه حـقـ ـدُ الأرضِ أوتــــرَ قَوسَـه وتَحرمَلا
كـيـف انــتبهتَ وما انتبهتَ لنَـــــــصلِهِ مـا بـيـن كــفِــــكَ والقمـاطِ تـسـلّـلا
أم كيف رَفْـرَفَ كـالـحـمامــــــــةِ كـفُـهُ يومي لـثغْــــرِك يـا حــسين مُقـبِـلا
فـتـنـازعـوا والـسـهـم الَّــــــفَ بيـنـهـم فأصابَ جــــدَّكَ إذ أصـــــابَـكَ أوَّلا
وتـركـتَ نـزفَـك صــــاعداً نحو السما فـأهــالهـــا عطـشُ الـنزيفِ وأذهـلا
وعـيـونُ جدِّكِ وهـي تجـمـعُ مـا رمـيـ ـتَ حكـــيـنَ نــزفَكَ واتَّبَعْنَك هُمَّــلا
وعيونُ أمِّكَ وهـي تـغـسـلُ بـالـدمــــو عِ نـثــــارَ أشـلاءٍ تــوزَّعَـت الــفـلا
حـيـن احْـتَـمَـلْـتَ الـسـهـمَ ثـم نـزعـتَـهَ فـأصابَ مـن غيرِ احتمالِـك مَقْتَـــلا
فَـتَـمَـلْـمَـلَـتْ بـأنــيـــــــنـهـا لـمـا رأتْ مـازالَ فــيـــكَ مـن الأنيـنِ تملـــملا
يـا آيـةَ الـصـبـرِ الجـميلِ عـلـى مَـهـيـ ـضِ جراحِـهِ صبرُ السيـوفِ تـــفلّلا
لـولاكَ لـم يـنْـجُ الـوجــــودُ ولـم يـكـنْ ولـظـلَّ مُلْقـىً فـي الضـآلة مُهـــمَلا
حُـشِـرَتْ وعُـطِّلـتْ الـعـشـارُ وما تَكَوَّ رَ فـي الـكتـابِ إذ اسـتقام تعطَّــــلا
والـثـأرُ أحـصـى قـاتـلـيـكَ إلـى قـريـ ـــبٍ مـن أمـانـيِّ الــظـهورِ تـــأجُّلا
يـاسـيـدَ اللاءاتِ والـرفـضِ الـمُـــــؤوَّ لِ حيثُ يـأبـى الرفضُ أن يتـــأوَّلا
وعيونُ عـرشِ اللهِ والـمـلأ الـمــــــلا ئـكُ قـد صـبغنَ الـسبعَ سبعاً ثُـــكّلا
يـا أمّـةً هـي مـبـــــــــتـلاةٌ بـابـنِ بـنـ ـتِ نـبـيها أم أنـتَ فيها الـمُـبـتـــــلا
والله يـنـــظـرُ لـسـتُ أدري مـا يـــرا هُ وجلَّ عمّـــــا لا يُـرى أن يُـــسألا
الأرضُ مـلــكـكَ حـيـثُ شـئـتَ أمينةٌ لو كنتَ قلتَ: بلا، ولـــكن قلتَ: لا
سـبعـــونَ ألـفـاً مــدبـرونَ وقـد رأوا وجهَ المنيّةِ خَلفَ وجهِـكَ أقــــــبـلا
ويـتـيمـةٌ يـسـعـى وراءَك خــوفُـــهـا أبه قلْ لساعي الموتِ أن يـــتمـهَّـلا
كـي تـمـسـحَ الـرأسَ الـمُـعـــدَّ لِيُـتْمِهِ فـغـدا يـقـــولُ لـكـلِّ قــــارعـةٍ: بلا
وتُريكَ كيفَ عـلى خرائِـــبِ خــدِّهـا راحت سواقي الدمعِ تجري حنظلا
قمرُ العشيرةِ من تركتَ على الـشريـ ـعـةِ بـالجراحِ مـن الجراحِ تغـسَّـلا
لـم يـلـتـفـتْ لأكـفِّـه أوعـيــــــــــــنـهِ وبـصـدرهِ اغْـتَـرفَ الكتائبَ أعزلا
والجودُ يـنـزفُ مثلَ نزفِ جــراحــهِ بـدراً عـلـى وجــــهِ الرمالِ ترجَّلا
مـتـوسِّــلاً بـالـمـــــــوتِ دونَ أكُـفِّـهِ والـمـوتُ بـيـن يـديهِ مـاتَ تـوسُّـلا
أمُـرمَّـلاً عـنـد الـفــــــراتِ تـركـتَـهُ أم أنَّ قـلـبَـكَ مـن تركـتَ مُـــرَمَّـلا
فـأسـرَّ قـلـبَـكَ أنَّ مَن بــــالأمسِ ظا مـي كـربـلاءَ الـيـومَ ساقي كـربـلا
يا عينَ زينبَ إذ خلتْ مـن خـدرِهـا لـم تَـخْـلُ بـاكـيةً عـلى خـدرٍ خـــلا
حطَّتْ وأعشَبَتِ المصائبُ فوق هـا مـةِ رأسِـهـا وأراحَ راحـتَهُ الـــبــلا
عـيـنٌ على الرأسِ المسمَّرِ بـالـقـنـا عـيـنٌ عـلى الشفةِ المضاءَة بالصَّلا
وعـلـى الـيـتـامـى والـسـبايا والعليـ ـلِ تَـعُـدُّ أدمُعَهُ وتحفـظُ مــــا تــــلا
عينُ استحي يا عين لو أمن القـطـا لـغـفـــا أمـا لـكِ والـكرى أن تخجلا
الـيـومَ قـد خـلـتِ الـديارُ من الأحبـ ـةِ لـم تـعـدْ كـالأمـسِ تـعبقُ مـنـزلا
الـمـؤمـنـــــــونَ سـنـابـلٌ والله مـن بَـذرَ الـهـواشـمَ للهـدايــــــةِ سـنـبـلا
أكـرامـةً أن الـطـلـيــــــق وحـزبُـه صـاروا لسنبلةِ الـهـدايــــة مِـنـجَـلا
وقال من قصيدة (اليوم الموعود):
كــأســي لــمــاذا ؟ وخــمري لذّة الرّيبِ وخلفَ أســـئــلتي دهــرٌ مــن الـــكتبِ
غِبْ ما تشاءُ فلي الصحراءُ ما انتظرتْ بــرمـــلِها المرِّ أنــبــاءً من الســــحـبِ
أشكو لصمتِكَ ما بي من هـواكَ وبــــي ما لا أريدُ من الشكوى على هـــــــدبي
تبعتُ خِضرَكَ صمتاً كي تُـعـلـــــمـنـي ولـسـتُ موسى فلم أسألْ ولـــــم تــجبِ
حتى انتهى الدرسُ، لم تكسرْ له شفــتي حرفاً برغمِ الذي أبصرتُ مـــن عجبِ
قلتُ: السفينة خــــــــلّـوهـا لـغـاصـبِـهـا فـلا صـلاةَ عـلـى أرضٍ لــــمـغـتصبِ
والصالـحــــانِ رأيـتُ الـرأيَ قـتـلـهـمـا قـلـتَ الـنـتـيـجـة تأتـي مـــن دمِ السببِ
أما اليتيمانِ لــــــم تُـصـلـحْ جـدارَهـمـا قـلـتُ الـقـصاص على ذنـــبٍ ومرتكبِ
فصارَ سيّانَ لمّا عُــــــدتُ فـي نـظـري الكفرُ بالصمتِ والإيـــمانِ بالـكـــــذبِ
حكايةٌ فهمُهـا يـحـتــــــــــــاجُ فـلـسـفـةً أخرى وفقهاً بلا عـــينينِ من خـشــــبِ
يهذّبُ العقلُ بالإصغـــــــاءِ فـي زمــنٍ صوتَ الأذانِ من الضوضاءِ والصخبِ
لن تلمسَ النارُ وجهَ الأرضِ صـالـحـةً كـانـتْ ومـذنـبـةً فـالأرضُ أمُّ نـبــــــي
أبـي سـتـحـتـضـنُ الـفـردوسَ دمعتـــه كي تحضُنَ النخلَ إن النخلَ دمعُ أبـــي
أما الجياعُ فعينُ الـطـفـلِ غـفـوتُـهـــــم إن الـمـسـلَّبَ مـأمـونٌ مـن الـسـلــــــبِ
ومنذُ مـريـمَ هـزَّتْ جـذعَ نـخـلـتِـهـــــا يـحـمِّـل الـنـاسُ عـيـسى غلطةَ الرطبِ
ويتبعونَ بلا عيـنـيــــنِ مـسْـحَـلَـهـــــم ولا مـسـافـة بـيـن الـرأسِ والـذنـــــــبِ
يـقـال عـنـي جـبـانٌ لـو نـفـضتُ يـدي وعـن سـوايَ يـقـالُ احـتــاطَ بـالـهـربِ
ولـو عـرفـتَ الـذي بــيـنـي وبـيـنــهـمُ عـرفـتَ مـا بـيـن نـابِ الذئبِ والزَغَبِ
أما القبابُ ومـا فـيـهـنَّ مـن ذهـــــــبٍ لـيـسَ الـحـسـيـنَ هـو الـمعـنيُّ بالذهبِ
فـقـل لـمـن تابَ: إن الـحـرَّ نـعـرفــــهُ لـكـنَّ حُـرَّكَ فـيـه الـشـمـرُ لـم يَـتُــــبِ
والـحـبـلُ والـجـيـدُ أمُّ الـنـارِ نـعـرفُـهـا وأمـةٌ خـلـفُـهـا حـمّـالـة الـحـطـــــــبِ
تـبَّـت يداه، بـلا تـبَّـتْ وكـــــــــــلُّ فـمٍ يـقـولُـهـا فـيـه شـيءٌ مـن أبــي لــهـبِ
ومـا تـلـطّـخـنـا الـدنـيـــا بـزيـنــــتِـهـا إلّا لـتـلـطـخـنـا فـي وجـهِـهـا الــخَرِبِ
لا يـصـلـحُ الـصـومَ داعٍ يُـسـتمالَ بـه مـن يـدفـنُ الإبـنَ حـيـاً خـشـيةَ السغبِ
وحـيـن تـسـألُ عـبـد اللهِ عـن دمــــــهِ يـريـكَ شـعـبـاً بمعنى السهمِ ذي شعبِ
فمـن سـيـطـفـئُ يـومَ الـثـأرِ ثــائـرتـي وخـيـلُ شـامي التي داستْ على حلبي
بمن نثورُ ونـحـنُ الـثـائــــــرونَ ولـم نَـعُـدْ نـفـرّقُ بـيـنَ الـعَـرْبِ والـعُــرُبِ
نصفُ الظهورِ بكاءٌ للظهورِ عــــلـى نـصـفِ الـبـكاءِ الذي من شدّةِ الطربِ
يـحـدِّقُ الـنـايُ فـي أيـام عــــــــازفـهِ ويـوجـزُ الـعمرَ في شيءٍ من القصبِ
مولاي زاغَ الـسـؤالُ الـحرُّ في شفتي والـعذرُ شـعـري شريفٌ طيّبُ العَتبِ
فإن غضبتُ وأغضبتُ القصيدَ معـي فـقـد خُـلـقـتُ لـشـعـرٍ صادقِ الغضبِ
وإن مـددتُ لـنـحـري السيفَ تذبحني مـولايَ عـبـدُك مـذبـوحٌ مـن الـتـعبِ
فـلا وحـقـكَ لـمْ أكـتـبْ عـلــى تـرفٍ ولا لأنـفـضَ عـنـي وحـيَ مـكـتـئــبِ
مـولايَ يـا أطـهرَ الدنيا التي اتّسختْ بـمـا يـريـدُ مـزاجُ الـكـفـرِ مـن عنبي
أقـسـى عـليَّ من الداءِ العضالِ يدُ الـ ـطـبـيـبِ مـن لـذَّةِ الآلامِ لـم تَـطِــــبِ
قد كان يعرفُ مرآتي التي انكـسـرتْ وقـال: كـنـتَ صبياً حين كنتَ صبي
وكـان يـعـرفُ مـرآتـي سـأكـسـرُهـا عـلـى الـمـشيبِ وعمرٍ كنتُ فيه غبي
وقال من قصيدة (مسبحة الوجود) وهي في الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)
كَبُرَ الـمـقـامُ وضـاقــتِ الأبـــعـــــــادُ يمشي فـتورقُ من خُطاهُ بـــــلادُ
الأرض تـــبدأ من هـنا، من نقــطــــةٍ فيها التقى، التوحيدُ، والإيـــــجادُ
رقـدَ الــــجوادُ وجــدُّهُ فـي بـقـعـــــــةٍ مـا عادَ فـيـهـا لـلـعيـــــونِ رَقـادُ
عـلــــتِ الـمـآذنُ والأذانُ كـأنّـــــــمـا بـغـدادُ تـرفـعُ فـوقَــــــهـا بـغــدادُ
أنا لا أغالي فيـــكَ في عينٍ تــعــــطّـ ـفَ بعدَ اسمكَ أو تـــــقوَّسَ صادُ
أنا لا أعدُّكَ فــــي عـديدِ مـــحامـــــدٍ إذْ لا تـراكَ كــــــما أرى الأعدادُ
ورأيـتُ أنّــــكَ مــا تـعـدَّدَ مــحتــــوا كَ وقفتَ تـــــشرحُ سرَّكَ الآحـادُ
كبدٌ تـــسمَّمَ، ألـفُ عامٍ لــم نـــــــزلْ نبكي عليهِ وتــــــشـهـدُ الأكـبـــادُ
لا ينتقي الجَدُّ العظيـمُ حـفــــــيـــــدَه أو يـسـتــــــوي الآبـاءُ والأحـفــادُ
فانظرْ لآلِ مـحـمـدٍ في عـــلـــمِـــهم كـيف استوى الأحـــــفادُ والأجدادُ
لا يـنفدُ الكونُ الذي هـــو كـــونُـــهم إذ كـلُّ شــــــيءٍ يـقـتـفـيـهِ نـفـــادُ
والأصلُ والأنواعُ والـــنــظــريةُ الـ ـعصـمــــــاءُ تـنفي ما ترى الآبادُ
والجهلُ والشيطانُ أسَّس في النفـــو سِ لــــــنفسهِ وببـابِ هديـكَ بـادوا
وبذرتَ حـلـمَك في عيونِ الذابـــلـيـ ـن وطـابَ في ورقِ الصلاحِ مِدادُ
لـلـخـيـرِ أكـرمُ شاهدٍ حيث الـــجـوا دُ وجـدُّه، وابنُ الجوادِ جــــــــــوادُ
حيث المسافةُ والـزمانُ مُـــــحَـــدِّدا نِ لـما تليـقُ بـوصـفـهِ الأبــــــعـادُ
عـجبٌ دعاؤكَ فيه يُختـــصـرُ الكلا مُ وتــلـتـقـي فـي وَعـيـهِ الأضــدادُ
وبحجمِ ســبــعِ سواجـــدٍ تـحتاجُ أر ضـاً كــي تـعـيـشَ، فـجدُّكَ السَّجَّادُ
صـلـيتَ حــدَّ الله قــــال: كفى، وأو شكَ أن يُـــصـلّـي خـلفَـكَ الـــجلّادُ
والـسـجنُ صلّى كي تــــظلَّ حبيسَه لـمَّـا تـهـذَّبَ طـبـعُـهُ الـمـــــــعتـادُ
تُنهـي الــنـهارَ بسجــــدةٍ والليلُ دلَّـ ـكَ أن تُـقـيـمَ صـلاتَـه الـتـســــهـادُ
متوضِّــئاً بالدمعِ، يركعُ فـي يــــديـ ـكَ وفـي يديكَ مـن الـدموعِ عـبـادُ
الواقفــونَ على مخاوفِ غــــيرِهـم إن لم يكونـوا قاتـلـيـكَ فــــــكـادُوا
ويكفِّرونَ دموعَـنا ونــــرى الــجنا نَ بدمعةِ الـبـاكـي عـلـيــــكَ تُـشـادُ
أو من تردَّدَ أن يــــريــدكَ مــا أرا دَ اللهُ ، إذ غـــيــر الأردْتَ أرادُوا
عيناكَ مسبحةُ الوجودِ ودمــعُ خشـ ـيـتِـهـا الـنـقـيِّ لخيطِهــــــا يـنـقـادُ
وأنـا طـريـدُ قـصـيدتي ولــسانُـهــا لو أحسنتْ ما يحـــســـنُ الـصـيـادُ
حين ادّعيتُ على القصيدةِ أنّها امـ ـرأةٌ ولـيـسَ عـلـى الـنســاءِ جِـهـادُ
حينَ انقسمتُ قصيدتيـــن، بـريـئـةٌ تنأى وأخرى خـــلـــــــسـةً تـرتـادُ
يا أوَّلَ الزهّادِ آخــــــــــــرهـم أنـا إنَّ الـمـســـافـةَ بـيـنــــــنـا الـزُّهـادُ
خلَّدتَ ذكركَ بــالـجـراحِ لأنَّ مَـن يـبـقـى الـجـراحُ, وتـذهبُ الأجسادُ
......................................................................
1 ــ زودني الشاعر بسيرته وأشعاره
كما جاءت ترجمته في كتاب (الجود) وهو إصدار وثائقي خاص بمناسبة مسابقة الجود العالمية الأولى عن أبي الفضل العباس (عليه السلام) والتي أقامتها العتبة العباسية المقدسة ص 64 ــ 67 وقد فازت قصيدته (الشاهد) بالمركز الرابع
اترك تعليق