علي المادح (ولد 1398 هـ / 1978 م)
قال من قصيدة في علي الأكبر (عليه السلام) تبلغ (29) بيتاً:
قَـلَـبَ اليمينَ على الشمالِ كأنهُ أسدٌ أحاطَ بـ(كربلاءَ) خَـمِـيـسا
عضُّوا عليهِ أناملاً مِنْ كثْرِ ما فـقــدوا بـسطوتهِ هناكَ رؤوسا
لم يـنـكروكَ وأنتَ فرخُ محمدٍ كنتَ الرئيسَ ولم تكنْ مرؤوسا
ومنها:
نَثْرُ العروسِ دراهمٌ في عرسِها لـكـنـه فـــي (كــربـلاء) رؤوســـا
بـجـمالِ يوسفَ سابقٌ في سابحٍ خَبَطَ الجيوشَ وفي شجاعةِ موسى
بـيـقـيـنِ إبـراهـيـمَ صدقَّ رؤيةً وبِـبِــرّ إسـماعيلَ نـفـخـةُ عـيـــسى
ومنها:
واسى بهِ اللهُ الـجـلـيـلُ نـبيَّهُ يعقوبَ بل واسى به أدريسا
وبـكـاهُ آدمُ لــلــمتابِ وبعدهُ نـوحٌ فـكـانَ بـفلكهِ محروسا
قد جاءَ ربُّكَ والملائكُ بعدهُ في (كربلاءَ) مـحارباً إبليسا
الشاعر
علي بن مهدي المادح القطيفي، ولد في حلة محيش بالقطيف بالسعودية. وهو خريج كلية التربية / جامعة الملك فيصل، قسم اللغة العربية ويعمل معلماً ومختصاً في الإنشاد الديني له ثلاثة إصدارات شعرية هي:
ومن الحب ما أحيا ــ 2007
عشتانوف حينما نخترع العشق ــ 2021 / مترجم للغة الإنكليزية
نون والوجع.. جرعة الحب المميتة ــ 2022 / ترجم للغة الفرنسية (1)
فاز بالمركز الأول في مسابقة (أمير الشعراء عبود غفلة) في القسم الفصيح منها، والمقامة في العراق والتي شارك فيها أكثر من ٥٠٠ شاعر بقسمي الشعر الفصيح والدارج. (2)
قال عنه الأستاذ عبد الرضا المادح: (جالَسَ علي المادح الشعراء منذ صباه، فنهل منهم أصول كتابة الشعر، كما تأثر بكبار الشعراء العرب القدماء والمعاصرين، وذكر منهم " طرفة بن العبد، عنترة العبسي، الفرزدق، المتنبي، عمر الخيام، جلال الدين الرومي، الجواهري، نزار قباني، سيد مصطفى جمال الدين، بدر شاكر السياب، السيد حيدر الحلي، ...." وغيرهم) (3)
القصيدة:
صَــدَقــتْ عــلـيــهِ الحربُ حينَ تولَّعتْ بجمالهِ فــاسْــتــخـلصـتهُ عريسا
قدْ راودتــهُ فـــكـــانَ يُـــقْـــبِـــلُ نحوَها فـــغـــدا لها دون الأنـامِ أنــيــسا
قـــدَّتْـــهُ مـــنْ قُـــبُـــلٍ فــمــالَ لــمـيلها وغَدا القميصُ بِغَرْسـها مغروسا
هـــمَّــتْ بــهِ لــلــذَّبــحِ حــيــنَ أَجَــابَها بالأقربينَ الـــصــالـحينَ الشُّوسَا
ســدَّتْ عــلــيــهِ بــنــو أمــيــةَ بــــرَّها حــيــنَ الـــتقى جيشاً بهِ مهووسا
حارتْ بهِ أرضُ الــعــراقِ ومــــن بها للهِ من يومٍ غـــدا مـــنـــحـــــوسا
قـــدْ أمَّــلــتــهُ الــجــارحــاتُ لـــرزْقها مذْ أبصَرَتْهُ قدْ اعتلى الـــقُرْبُوسا
للهِ مــن خـــيـــلٍ يــــدقُّ بـــحـــــافــــرٍ دقَّ الطُّبولِ ويَقْرعُ الــنَّــــاقُــوسا
مُتبسِّـمــاً والـــمــــوتُ مـــثـــلُ قـــلادةٍ في جيدهِ والجيشُ صارَ عَــبُوسا
قَـلَـبَ اليمينَ عـــلـــى الـــشــمالِ كـأنهُ أسدٌ أحاطَ بـ(كربلاءَ) خَــــمِـيـسا
عــضُّـــوا عـــلــيـهِ أناملاً مِنْ كثْــرِ ما فـقــدوا بـسطوتهِ هـــناكَ رؤوسا
لم يـنـكروكَ وأنــــتَ فــرخُ مـــحــــمدٍ كنتَ الرئيسَ ولم تكنْ مـــرؤوسا
بــل كنتَ ركناً واجباً فــي فرضــهـــمْ عند الصلاةِ وقدسَها الــمحـسوسا
صـلوا وما قد أبـــصــروكَ صـــلاتَهم والشمرُ يُصلحُ فيهمُ الــتــدلــــيسا
فتـوجَّهوا عكساً وأنـتَ جــــهــاتـــهــمْ والدينُ يَفْسُدُ لو غدا مــعــكــــوسا
دارتْ وتـــلــكَ جــمـــاجــمٌ من سـيفهِ كانتْ لماطرةِ الــعـــروق كـؤوسا
مـتـهـلّــلاً كـالصبحِ يُـشْرِقُ وجــــهــهُ وحمى على ســفكِ الدماءِ وطـيسا
حاروا بوصْفِـكَ هل غـدوتَ بـحربهمْ شَــبَـــحَ الــمـنيةِ أم تُرى طـاووسا
قد أكبروكَ فـــقــطَّــعـــوا أيــــمـانهم وتهاتفوا أنْ حاربوا الـــقـــدِّيـــــسا
ما رفَّ من وسـطِ المحافلِ بـــــيـرقٌ إلا وكــانَ بـــخــطــفــــهِ منكــوسا
نَثْرُ العروسِ دراهـمٌ في عرسِـــــــها لـكـنـه فـــي (كــربـلاء) رؤوســـا
بـجـمالِ يوسفَ سـابقٌ في ســـــــابحٍ خَبَطَ الجيوشَ وفي شجاعةِ موسى
بـيـقـيـنِ إبـراهـيـمَ صـدقَّ رؤيـــــــةً وبِـبِــرّ إسـماعيلَ نـفـخـةُ عـيـــسى
أسـبابُ ذو الــــقرنينِ كـانتْ ســــرَّهُ والـخـضـرُ مــنــهُ تــعــلَّم الناموسا
لولاهُ مـا أضــــحى ســــليمـانَ على غَــلَــبٍ وأدهــشَ عــلــمُــه بـلقيسا
ولرأسِ يــحيى فــــيكَ أبـــــلغُ قصةٍ أوليسَ أنتَ مثالَها الــمــحــســوسا
واسى بهِ اللهُ الـجـلـــــيـلُ نــــــبـــيَّهُ يــعــقــوبَ بــل واســى به أدريسا
وبـكـاهُ آدمُ لــلــمتابِ وبــــــــعــــدهُ نـوحٌ فـكـانَ بـفــلــكــهِ مــحــروسا
قد جاءَ ربُّكَ والملائــــكُ بـــــعـــدهُ في (كربلاءَ) مـحـــاربـاً إبــلــيــسا
...................................................................
1 ــ من حلة محيش.. بالشعر المنثور.. علي المادح يكتب القضايا التاريخية والعقد البشرية في (نون والوجع.. جرعة الحب المميتة) حوار مع الشاعر أجرته: أميرة الحوار على صحيفة القطيف اليوم بتاريخ 10 / 2 / 2023
2 ــ موقع أباريق بتاريخ 25 / 5 / 2020
3 ــ مقال بعنوان عشتانوف والعشق الإلهي / موقع تللسقف بتاريخ 18 / 6 / 2021
اترك تعليق