باحثون ومفكرون وأدباء وروائيين عرب وأجانب يستعرضون نهضة العلامة الشيخ وحيد البهبهاني (رحمه الله) بمفهومها الأكاديمي العلمي الحديث الذي يحاكي الواقع الذي نعيشه وما نمر به من انحرف وانجراف يناقض الواقع الحالي.تناولت الأبحاث إيضاح الصورة الحقيقية لقضية العلامة البهبهاني،عبر التأريخ وربطها بين الماضي والحاضر والمستقبل، وماهي أثارها على الأمة العربية والإسلامية؟ القيت هذه البحوث في المؤتمر العالمي للمجدد الوحيد البهبهاني الذي اقامه مركز الدراسات والبحوث التابع للامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة على قاعتي (عبد الله الرضيع) و(جون مولى ابي ذر )في مدينة زائري الامام الحسين ( عليه السلام )الواقعةعلى طريق بابل - كربلاء،صباح هذا اليوم الاثنين الموافق 3/ 8/ 2015 .من اجل تسليط الضوء على هذا المشروع الكبير التقى الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسةعدد من المشاركين في المؤتمر، ليدلوا بآرائهم البحثية وهم بارض المقدسات كربلاء الحسين (عليه السلام)..فكانت البداية مع السيد (كاظم الطباطبايى) من جمهورية ايران الاسلامية الذي تناول بحث تحت عنوان (المسيرة التاريخية لوجهات النظر في تقييم الحديث ومكانة الوحيد البهبهاني) في محور الحديث والرجال.فقال عنه: قد اشكل الاخباريون في القرنيين الحادي عشر والثاني عشر على اسلوب المتأخرين واعتبروا احاديث الكتب الاربعة قطعية الصدور... حيث انتقد العلامة المجدد البهبهاني ضمن رفضه لرأي الإخباريين اسلوب المتأخرين واقترح اسلوب تقييم الحديث على اساس القرائن المعتمدة على السند وهو اتجاه عصري عقلائي ومطابق مع سيرة القدماء في حجية الخبر الواحد."مضيفا" بهذا المعيار نقول ان الشهادة أسمى درجات العطاء الانساني فبقاء مثل هذا الموقف وهذه الشخصية النبراس بما يجمل من المفاهيم إلانسانية، وكأنها تقول لنا بان وجودها بالتاريخ والتراث والوعي ومنطق الحاجة الملحة الى الإصلاح، تبقى قائمةعندما تستدعي إصلاح الوضع بمستوياته المختلفة الاجتماعية او السياسية او الاقتصادية او الأخلاقية.
فيما قال الباحث (امين حسين) من جمهورية ايران الاسلامية من خلال بحثه الذي حمل عنوان (توظيف الوحيد البهبهاني للعامل الزماني والمكاني في آرائه الفقهية) في محور الحديث والرجال: تزامنا مع عناية الدراسات المعاصرة بالرصد التاريخي للقضية العلمية، حاولنا بلورة لمحات من استخدام الوحيد للقرائن التاريخية في عملية الاستنباط.. حيث نعني هنا بالقرائن التاريخية، هي الظروف والاحوال التي تحيط بالرواة من الناحية الذهنية ومجتمعهم الذي يحيط بهم وزمانهم للمقارنة الصائبة بين هذا النص وبين النصوص الاخرى حتى يتوصل الى الحجية الشرعية، حيث تناول هذا البحث سيرة المتشرع او ما يرادفها.مبينا: لقد تحدثنا عن ضرورة العناية بالقرائن التاريخية في دراسة الفقهيه في اكثر من اربع عشر موضوعا التي عني بها العلامة الوحيد بالظروف التاريخية.. وفي نهاية المطاف يجد القارئ مقارنة سريعة بين مدرسة الوحيد وبين غيرها من المدارس المعاصرة في مجال الاهتمام بالظروف التاريخية في الاستنباط.
وكان للدكتور هاشم اليوسفي بحثا القاه في المؤتمر العالمي للمجدد البهبهاني الذي حمل عنوان (بحث الدور التجديدي للوحيد البهبهاني في علم الاصول حجية الظن انموذجا) في محور البحوث الاصولية: لقد تميزت المدرسة الاصولية عن غيرها بالعمق العلمي المتأصل بالتراث والتشريعية قرانا وسنة بلوغا الى اهداف سامية في البحث والاستدلال وارتقاء الحجة المناسبة لعملية الاستنباط الاجتهادي. وتبدأ النتاجات العلمية المميزة انما عبرت عنها جهود مضنية بذلتها عقول كبيرة التي اعطت الكثير من الملذات الدنيوية لنيل ما يبتغونه من خدمة للدين الحنيف ومنهج مدرسة الامامة التي اعطت كل ما لديها من مؤهلات وقدرات وامكانيات من اجل الحفاظ على اصالة الرسالة ومواجهة الافكار السطحية. ،مشيرا الى ان مباحث الظن في مدرسة الوحيد البهبهاني هي واحدة من ادوات المشروع الاصلاحي بعد ان حظيت بالرفض القاطع من المدارس الاخبارية، حيث بذل جهده العملي والمعرفي واصلح ما فيها من ثمرات يانعة وضعها تحت تصرف الفقيه، وتحمل المجدد مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواجهة تلك السلطة الجائرة فكل هذه العوامل لها أهميتها وقيمتها فامتازت نهضته بالروح المعنوية والإنسانية والإلهية.ومن جهته بين الباحث الدكتور علي اسدي من جمهورية ايران الاسلامية ببحثه الذي جاء بعنوان (الشعور بالمسؤولية والاستجابة في سيرة الوحيد البهبهاني): ان الشعور بالمسؤولية والاستجابة عنصران علميان اساسيان في نجاح اي مشروع او فكر او دعوة، اذ ان الاول يقيم أساسها والثاني يضمن نجاحها.. وكانا مثالين في سيرة الشيخ الوحيد البهبهاني، فقد شعر الرجل بمسؤوليته قبل قرنيين ونصف تقريبا فتولى مواجهة العقائد الاخبارية المنتشرة يومئذ ومناقشتها ومقارعتها.. الذي استجاب له حين ذلك رئيس المدرسة الاخبارية يويف البحراني (رحمه الله) استجابة فاعلة دلت على دين متمكن من نفسه وبذلك صار الوحيد وحيدا وأضيفت عليه النعوت المادحة ..وولد هذا الملتقى لتكريمه ناظرا الى ما احسن من عمل دل على قيمته ومقامه.ومن مقامه وعلمه ودراسته، العمل على تغيير الواقع السيئ الى واقع الإسلام الصحيح المبارك في حينها والقائمة على الوعي والإدراك الكاملين بكل ضرورياتها، فلها حقائق وماهيات متعددة ومختلفة وهي ليست أحادية ولكنها الحقيقة.ويذكر ان المؤتمر ضم اكثر من عشرين دولة و(160) باحثا، ناهيك عن مشاركة وحضور واسعين للباحثين والكتاب والروائيين من مختلف جميع الدول.احمد القاضيالموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق