644 ــ عبد الغني الجابري

عبد الغني الجابري (ولد حوالي 1358 هـ / 1940 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (53) بيتاً:

سَلْ يا ترى عنهمْ نزيلاً (كربلا)      حـيـث الطفوفُ مصابُها يتكلّمُ

فـيـجـيبُـكَ الفزعُ الرهيبُ حـيالَها      تلكَ المصارعُ هولها لا يرحمُ

قفْ عـنـد حـدِّكَ يـا نـزيــلُ فإنَّما      قدسٌ هـنـا صـنعُ الإباءِ مُحرَّمُ (1)

وقال من قصيدة متعددة القوافي  تبلغ (278) بيتاً:

مَن الطهرُ المفدّى راسلته      مقدَّسة الأضاحي (كربلاءُ)

يـنـاشـدُهـا عتاباً في بلاغٍ      ويـنـذرُ مـن عـواقبِها النداءُ

تراسله الوعودَ ولا عهودٌ      وتصحبه الـوقـيـعةُ والعداءُ (2)

الشاعر

السيد عبد الغني بن باقر بن حسون الجابري، ولد في النجف الأشرف، وتخرج من المرحلة الاعدادية عام (1957 ــ 1958)، وحصل على شهادة الدورة التربوية، ثم حصل على البكالوريوس في اللغة العربية من كلية الفقه في النجف عام (1965 ــ 1966)، وعمل معلماً في عدة مدارس في مدن مختلفة، ومدرسا للغة العربية والعلوم الاسلامية في إعدادية الكوفة ومدارس عدة في النجف الأشرف، حتى أحيل على التقاعد وتفرغ لكتابة المقالات الأدبية والشعر وله ديوان بعنوان (ديوان الولاء) (3)

شعره

قال من قصيدته الميمية التي قدمناها وتبلغ (53) بيتا:

سَلْ يا ترى عنهمْ نــزيــــــلاً (كربلا)     حـيـث الطفوفُ مـــصـابُـهـا يـتكلّمُ

فـيـجـيبُـكَ الفزعُ الــرهــيــبُ حـيـالَها     تلكَ المصارعُ هـولها لا يــرحــــمُ

قـفْ عـنـد حـدِّكَ يـا نـزيــلُ فــإنَّـــمـا     قـدسٌ هـنـا صــنــعُ الإبـــاءِ مُحرَّمُ

وارمقْ بـطـرفِــكَ قـبــلةَ الأحرارِ كيـ     ـفَ زهتْ وحلَّ بها السناءُ الأعظمُ

هيَ مشهدٌ يهبُ الـحـيـاةَ لــصــيـــدِها      أبــدَ الـخـلــودِ مــنــارُه يــتــكـــرَّمُ

يـمـضـي عـلـى ألـقِ الـشـهــادةِ طلعةً      شــمَّــاءَ دارعـــةُ الإبـا تـــتـــقــدَّمُ

حيث الحسينُ على الثرى بطلُ الفدى      ظــامٍ تــكــلّــلـــه الــجـراحُ مـخذّمُ

وقال من الأخرى:

أبا الأحــرارِ لــيـسَ لــهــا وفــــيٌّ      سِواكَ الـبـرُّ لو عجزَ الوفـاءُ

ونـفـسُـكَ مُــذ عـزمـتَ بها جهــاداً      سـخــاءٌ لا يـــطــاوله سخاءُ

مَن الــطـهـرُ الــمـرمَّـــلُ تـتــقــيهِ      عساكـرُ غدرِها والأدعـــياءُ

مَن الــطـهـرُ الــمـفـــدّى راســلته     مقدَّسـة الأضاحـي (كربلاءُ)

يـنـاشـدُهـا عــتــابــاً فـــي بــــلاغٍ     ويــنـذرُ مـن عـواقبِها النداءُ

تراســلــه الــوعـودَ ولا عـــــهودٌ     وتـصحبه الـوقـــيـعةُ والعداءُ

وخرَّ لــنــورِكَ الأحـــــرارُ وجـداً      يـــخـالــجُه الفـدى والكبرياءُ

وذكرُكَ في الوجودِ مضى مجيـداً      عـلى نفــحاتِكَ ابـتـهجَ السناءُ

وتــبـتـهـجُ الــدهـورُ لــكـمْ ثـنــاءً      ويشرقُ من مهابتِكَ الضـيـاءُ

ويــبـقـى لــلــخــلودِ صداكَ يـعلو      بقاءَ الـخـافــقــيـنِ كـمـا تشاءُ

ويــتـبـعُـكَ الـخـلـودُ رفــيـقَ عهدٍ      حـثـيـثـاً لا يـقـاربُـكَ الـــفـناءُ

وشــأنــكُ فـي الوجودِ علا جلالاً      وعندَ حِماكَ يُـحتـسبُ الدعاءُ

.............................................

1 ــ الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 48 ــ 50

2 ــ نفس المصدر ص 282 ــ 285

3 ــ نفس المصدر ج 4 ص 202

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار