حسن عبد الأمير الظالمي (ولد 1371 هـ / 1952 م)
قال من قصيدة (يا حسين) وتبلغ (25) بيتاً:
وصلَ الركبُ فيافي (كربلاء) والــهــداةُ الـــغرُّ صومٌ وصلا
وجــبـــاهٌ تـــتــــلالا كـــبرياء وقلوبُ السائرينَ عزماً لا تلين
وهيَ فــي شـــوقِ لــــتــــدعو يا حسين يا حــســين يا حسين (1)
ومنها:
نسوةٌ ما بارحتْ أرضَ الـهـدى حــاســــراتٌ فــــــــي أراضي (كربلا)
ويــتــــــامى سـلـبوا منها الردا أحرقوا صاحَ اللعين خيمَ الهادي الأمينْ
سُبيت تلكَ الدراري وهي تدعو يـــا حـــســــيـــــــن يا حسين يا حسين
الشاعر
حسن بن عبد الأمير بن عبد الصاحب الظالمي، أديب وشاعر وصحفي، ولد في النجف الأشرف، وتخرج من كلية الفقه فيها عام (1978 ــ 1979)، كتب الشعر مبكراً حيث ألقى أول قصيدة له في ندوة الأدب الرسالي بجامع الهندي عام (1968) وهو في السادسة عشر من عمره ونشر أول قصيدة له في مجلة القبس في نفس السنة.
اعتقل من قبل النظام البائد بسبب نشاطه الديني وإحيائه ذكرى المعصومين (عليهم السلام)، لكنه أعاد نشاطه بعد إطلاق سراحه فكان يقيم حفلاً بمناسبة يوم الغدير في بيته، وبعد سقوط النظام شارك في الاحتفالات الدينية في الحلة والنجف والقادسية والمشخاب.
نشر العديد من القصائد والمقالات والدراسات والبحوث في الصحف والمجلات العراقية، وله ديوان بعنوان
صحائف العرفان في مدح النبي الأكرم وآله الاطهار (ع) ــ 2010
وقد أصدر مع زميله راجح الخزاعي مجلة (شواطئ الإيمان) وهو عضو في هيأة إصدار مجلة النبأ وأحد مؤسسيها، وعضو هيأة مجلة الانتظار الصادرة عن مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عليه السلام) وعضو اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وعضو نقابة الصحفيين العراقيين، وسكرتير تحرير مجلة (العترة) التي يصدرها الملتقى الثقافي لأدباء العترة.
له من المؤلفات المطبوعة:
الشيخ رحوم الظالمي ــ 2004
موقف العباد في يوم المعاد ــ 2000
الخالق العظيم أدلة وبراهين ــ 1999
فقه الطريق ــ 1998
وكلاء الامام المهدي في زمن الغيبة الصغرى من غير السفراء ــ 2004 (2)
شعره
قال من قصيدة في مولد الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (34) بيتاً:
وجـمعٌ فيهِ جــبـــــريلٌ بنورِ اللهِ مُــــــزدانا
يبشّرُ حضــرةُ الـهادي ويــخــبــرُه بما كانا
بأنَّ البضـــعةَ الـزهرا حبـــــاها اللهُ إحسانا
أتاها الــســبطُ مـولوداً فـــزانَ النورُ شعبانا
حسيناً قالَ ســمُّــــــوهُ لــفـــضلِ اللهِ عِرفانا
أقــامَ بــأذنِـهِ الـيسرى وفي يمناهُ تــبــيــــانا
وحنَّكه بــريــــقٍ مـنه لــلــتــوحـــيدِ عِنوانا
ومدَّ الأصــبـعَ الميمو نَ يرضعُ مـنه إيمانا
وقــبَّــلَ نحرَه الزاكي فأذكى الحزنَ أشجانا
وقالَ حديثَه الــمـشهو رَ إسـراراً وإعـــلانا
أحبَّ اللهَ مَــن جـازى حـسينَ الحقِّ إحسانا
وأبغضَ كلَّ مَن أبدى له شـرَّاً وأضــغـــانا (3)
وقال في مدح الأئمة المعصومين (عليهم السلام) من قصيدة تبلغ (29) بيتاً:
لآلِ أحمدَ حبٌّ قـــد جـــرى بدمي فــراحَ يـــصــدعُ نشواناً بــه كلمي
هــمُ الـسـبـيـلُ لمَـنْ زلّــتْ به قدمٌ وهمْ لطالـبِ منجىً خيرُ مُــــعـتصمِ
حضورهمْ يُرتجـى فــي كلِّ نازلةٍ وذكرُهمْ بـلسمٌ شــافٍ لــــذي ســقمِ
وحـبـلـهـمْ بـــرســـولِ اللهِ مُتَّصِلٌ وديــنُــهــــم بــسوى القــرآنِ لمْ يقُمِ
فخُذ بحوزتِــهـمْ إن أردفتْ خُطُبٌ أو زمجـرتْ فتنٌ هوجاءَ فــي الأممِ
إذا طلبتَ طـــريــقَ الحقِّ مُنبلجاً ومــسـلــكـاً لـلـمـعالي غيــرَ مُنفصمِ
فــوالِــهـمْ فــــهمُ خيرُ الأنامِ هدىً إذا تـفــرَّقــتِ الأهــواءُ فــــي الظلمِ
أبوهمُ حــيـــــدرٌ والأمُّ فـاطــمــةٌ وجـدُّهـمْ أحــمــدٌ ذو الــعــزِّ والشيمِ
ثمَّ الزكيُّ الــذي كالبدرِ طـلـعــتُه أبـو مــحـمـدٍ الـمـقصودُ فــي الـكرمِ
ثمَّ الشهيدُ أبـو الأحرارِ قد نهجتْ بـهِ الــسـبـيـلُ وسـيــفٌ غــيرُ مُـنتقمِ
وبــعـده ابــنُـه الـسـجَّـــادُ مُنقطعٌ لــربِّــهِ وبــدمــعٍ مــنـه مُــــنــــسجمِ
وباقرُ العلـمِ محمودُ الـخلائقِ مَن أبانَ مذهبَ أهلِ البيتِ فـــي الــحكمِ
وجـعـفرُ الـصادقِ الزخَّارُ منهله بهِ ارتوتْ نِحْلُ أهلِ الــطـرسِ والقلمِ
وكاظـمُ الـغيظِ موسى تحتَ قبَّتِهِ يقضي الحوائجَ ربُّ الــبـيتِ والحرمِ
ثمَّ الرضــا ابــنُـه الـنائي بمرقدِهِ لاذتْ بهِ الناسُ مِن عُربٍ ومِن عجمِ
وذا الجوادُ الذي من فيضِ أنملِهِ ترجو الأنامُ عــطــاءً غــيــرَ منفصمِ
ثــمَّ الــنــقــيُّ عـليٌّ وابنُه حسنٌ بـهـمْ سـمـتْ أرضُ سـامراءَ من عدمِ
والحجَّةُ المرتجى لـلعدلِ طلعتُه تُطهّرُ الأرضُ من رجـسٍ ومـن عـتمِ
همُ الأئمَّةُ ربُّ الــبـيـتِ شرَّفهمْ وخـطّ فـضـلـهـمُ فـي الــلــوحِ والــقـلمِ
وقبلَ أن تُخلقُ الأفلاكُ أجمعُها صـفـاهـمُ واصـطـفـاهـمْ بـارئُ الـنـسمِ (4)
ومنها في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):
يا مَن فدى بـطـريـقِ الـحـقِّ مـهجَته بـغـيرِ ذكراكَ شعري غيرَ مــنــتــظمِ
ماذا أقولُ بـحـقِّ الـسـبـطِ مِــن كـلـمٍ فالرزءُ أخرسَ مني مــقــولــي وفمي
قد ثرتَ لـلـحـقِّ لا تـبـغـي بـه بــدلاً وسـرتَ لـلـنـورِ تـجلوهُ مِن الــظــلــمِ
وقفتَ كـالـطـودِ في وجهِ الظلامِ إباً لرايةِ الـحـمدِ ثقلٌ غـيـرُ مــنــــهــــزمِ
وقـدتـهـا ثـورةً بـالـحـقِّ صــــادعـةً أعـيـتْ لـبـابَ ذوي الأفــكـــارِ والكلمِ
وصحتَ واللهِ لا أعـطـيـكـمُ بـيـــدي وإن أعفرَ فـي الــهـيـجـا بـفيضِ دمي
ثبتَّ للموتِ في أرضِ الطفوفِ وقد حمى الوطيسُ ونارُ الحربِ في ضرمِ
فـصـرتَ أنـشـودةَ الأجـيـالِ خـالدةً عـلـى الـزمـانِ ولـحـنـاً غـير ذي سـأمِ
لـقـد تـحـيَّــرَ فـيـكَ الـلـبُّ مُـنـبـهراً بـغـيـرِكَ الـديـنُ لـم يـقـعـدْ ولـم يــقــمِ
................................................
1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 68 ــ 69 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 32 ــ 33
2 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 124 ــ 125 / الملف الاستنادي للمؤلفين العراقيين
3 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 189 ــ 190 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 22 ــ 23
4 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 155 ــ 156 عن مجلة آفاق نجفية العدد 5 ص 23 ــ 24
كما ترجم له:
عبد الرضا فرهود ــ النجف الاشرف.. أدباؤها.. كتابها.. مؤرخوها ج 1 ص 107 ــ 109
اترك تعليق