623 ــ أحمد الماجد

أحمد الماجد (ولد 1402 هـ / 1981 م)

قال من قصيدة (حِرَاء النواويس) وتبلغ (43) بيتاً:

لـلـمـرايـا مـحـمدٌ من جراحٍ     يـتـهـجَّـى مـحـمـداً من صباحِ

يبعثُ المرسلينَ كانتْ حراءٌ     (كربلاءً) وكان وحي الرماحِ

لـلـنـبـيينَ مصحفٌ أجَّلته الـ     ـطفُّ والجرحُ آخـرُ الانـقـداحِ

نبتَ الـسـهمُ فابتدتْ باءُ بسمِ     اللهِ وحـيـاً مُـلـطّـخـاً بـالـنـواحِ (1)

ومنها:

والـبـكـاءُ الـنـبـيُّ يـزدادُ وحــيــاً     (كربلائـ)ـيُّ بردةٍ واتـشاحِ

هبَّتِ الريحُ من ذرى الموتِ تتلو     للمنايا عواصـفـاً مـن لقاحِ

وعـلـى الـرملِ كانَ يطفو حسينٌ     ويفكُّ السماءَ فوقَ الضباحِ

ومنها:

كل هذا الـفـتـيـلِ جـرحٌ تهيَّا     (كربلاءً) ثــريَّــةَ الانـــزيـــــاحِ

كـانَ لا بـدَّ من كساءٍ مُدمّى     مِن فمِ الطفِّ مِن حديثِ الصـياحِ

كانَ لا بدَّ للدجى من شعاعٍ     دمــويٍّ يــحـلُّ رمـشَ الـصــحاحِ

ومنها:

(كربلاءٌ) حراءُ هذا المسجَّى     فوقَ مـيـلادِهِ عــنــيــدُ الـنجاحِ

راقبته السماءُ والأرضُ يزدا     دُ حسيناً على امتدادِ الأضاحي

ويـدوِّي بـرغـمِ نـكـتِ الـثنايا     تـبـترُ الصمتَ ملحماتُ البواحِ

الشاعر

السيد أحمد بن حمزة بن مجيد بن رضي الماجد الموسوي، ولد في القطيف بالسعودية من أسرة بحرينية الأصل حيث هاجر جدها الأعلى السيد ماجد وسكن قرية الدبابية في القطيف.

والماجد حاصل على شهادة في هندسة الحاسوب الآلي، ويعمل في إحدى الشركات في مدينة الخُبر.

قال عنه المحقق الكرباسي: (وعموم شعره متأثر بالنص القرآني، والمخزون الثقافي للتراث، لغته معبرة، سلسة، في عبارات ذات متانة، وكلماته موحية تؤدي في مجملها غرض المعنى الذي وضعت لتصويره) (2)

شعره

قال من قصيدة (حِرَاء النواويس)

لـلـمـرايـا مـحـمدٌ مـــن جـــــــــــراحٍ     يـتـهـجَّـى مـحـــمـداً من صـباحِ

يــبـعــثُ المرسلينَ، كانتْ حـــــــراءٌ     (كربلاءً) وكـــان وحي الـرماحِ

لـلـنـبـيينَ مــصــحــفٌ أجَّـلـــتـــه الـ     ـطفُّ والجــرحُ آخــرُ الانــقـداحِ

نبتَ الـسـهمُ فابــتــدتْ بــــــاءُ بـــسم     اللهِ وحـيـاً مُـــلـطّـخــاً بـالــنـواحِ

ثـمَّ كـانَ الـحـســيـنُ مـيــــــلادَ طـــه      يغرقُ المهــدَ بالدمِ الــمـــسـتباحِ

والــبــكــاءُ الــنــبـيُّ يزدادُ وحــــــياً      كــربــلائـــــيُّ بــردةٍ واتـــشــاحِ

هبَّتِ الريحُ من ذرى الموتِ تــــــتلو      لــلــمــنـايــــا عواصـفاً من لقاحِ

وعلى الــرمـلِ كانَ يطفو حــــــسينٌ      ويــفــكُّ الـــــسماءَ فـوقَ الضباحِ

كانَ يبدو الــبــراقُ بـين النــــــواويـ     ـسِ حبيساً بــــلا خُــطى أو جناحِ

يـتـوخّــى الرمالَ تطفو جـنـاحــــــيـ     ـنَ شهيدينِ مِـــن مخاضِ الأقاحي

فإذا بالــحـسـيـنِ يـبـدو صـــــريـــعاً      شـفـقـاً مــــن فـــمٍ ونــحــرٍ وراحِ

راقـداً واقــفـاً صــريــعـاً جـــــــنـيَّـاً      نــبــويَّ الــــمــتــاحِ واللا مـــتاحِ

أفلتَ الموتُ منه روحاً هــــــي الأر     ضُ الــتي أنـجـبــتْ بكلِّ النواحي

إنه الـحـرُّ كـيـفَ لـلـمــــــوتِ أن يقـ     ـبــضَ روحاً تـتـابعتْ في الرواحِ

كـلّـمـا أوســعــوهُ قـــــــتـلاً تــجــلّى      ســورةَ الفتحِ فــــي ذرى الانفتاحِ

كــــــلّــمــا أغــمـــــــدَ النبيونَ وحياً      ســـلّــهــمْ جـــرحَــه نـبيُّ السلاحِ

لـغـدٍ لا يــغـــيـــــبُ عـــن ليلهِ بــــلّـ     ـتْ جراحُ الرضيعِ جفنَ الصباحِ

وبـقـايـا الـكــتـابِ تـخـبـو بــلــــــيـلٍ      بعثَ الوحيُّ مـصـحـفاً مِن جماحِ

مرَّ مهرُ الحسينِ مِن خربةِ الــــسطـ     ـرِ يــعـيــدُ الصدى لوحـي قــراحِ

حافــراً حــافــراً ومـعـنـى فمــــعنى     بـ(ألفِ لامـ) ـه عــدا بــالــسِّــراحِ

كلًّ هــذا الــفــتــيــلِ جـرحٌ تــــــهيَّا     كــربــلاءً ثـــريــــــةَ الانــزيــاحِ

كانَ لا بــدَّ مــن كــســاءٍ مُــــــدمّى      مِن فـمِ الـطفِّ مِن حديثِ الصياحِ

كــانَ لا بــدَّ لــلـدجـى مــــن شعاعٍ      دمويٍّ يـحـلُّ رمــشَ الــصــحــاحِ

شــرُّهُ كــان ذلــكَ الــــــمــوتُ لكنْ      كانَ جرحُ الــحـسـينِ حقلَ الرباحِ

كانَ جرحُ الحسيــــنِ مـــيـراثَ طهَ      خاتمِ الوحي في رفــاةِ الـــصـلاحِ

أجَّـلـتــه الــســمـــــاءُ لـلـنصِّ حتى      يكملُ الـجـرحُ نـسـخـةَ الاتّــضـاحِ

وفرةٌ في الـطـــــعـونِ تـجلو سراباً      ثـمَّ يـخـبـو يــزيـدُ فــي الافـتضاحِ

كربلاءٌ حــــــراءُ هـذا الــمـسـجَّـى      فوقَ مــيــلادِهِ عــنــيــدُ الــنـجــاحِ

راقــبـته الســــماءُ والأرضُ يــزدا     دُ حسيناً على امــتــدادِ الأضــاحي

ويــدوِّي بـــــرغـمِ نـكـتِ الــثــنايا      تـبـتـرُ الـصـمـتَ مـلـحماتُ البواحِ

عــنــفــــــوانــاً وطـيـسُـه مـسـتمرٌ      يــتــحــدّى قــصــائــدَ الامـتـــداحِ

لـمـــــرايــا عــجـوزةٍ شــبَّ جرحٌ      بـصـبـاهُ الــعــنــيــدِ ألفُ اجـتـراحِ

لـلـبـــــطـولاتِ لــلــوغــى لــلثريَّا      لــفــمِ الأرضِ بــالـجـراحِ الفصاحِ

ثــــمَّ دارَ الــزمــانُ سـاعاتِ طفٍّ      كــمْ حـــســيــنٍ يـحـيـنُ عندَ الفلاحِ

حينَ كان الحسامُ في النحرِ يسري      كــانــتِ الأرضُ حــــوله كالوشاحِ

كــان نــوحٌ هـنـاكَ يرسو ويسري      يــتـخـطّـى الجراحَ نـــحـوَ الجراحِ

كان موسى يرى عـصـا مـن منايا      تــلــقـفُ الإفــكَ فــي بـلاطِ السفاحِ

كان عيسى يشاهدُ الطفَّ تحيي الـ     ـمـوتَ دهراً على نحورِ الأضـاحي

كــان طـهَ وحـيـدرٌ فـي الـمـــرايا      يــسـكـبـونَ الـحـسـيـنَ ريَّ الــقداحِ

إنّــه الــنــذرُ كــمْ ســمـاءٍ أبــرَّتْ      بــقــرابــيــنِــهِ الــثــقــالِ الـــمــلاحِ

وفــرةٌ فــي الأنــيــنِ لـكـــنْ إباءً      يــمــلأ الــدهــرَ وفـــرةً فــي الكفاحِ

ورفاةٌ من الــســطــورِ ثـــلاثــــاً      شــفَّ لــلأفــقِ مُــصـحـفاً من رياحِ

أسـمـعَ الــقــمــحَ كلَّ ريحٍ يصليـ     ـهِ عــلــى وردةٍ صــــــلاةَ الــفــلاحِ

وقال من قصيدة (مسرىً ونفحُ نبي) وتبلغ (36) بيتاً:

قَــمِّــطِــيْــهِ بِــخِـــرْقَةِ الخُلْدِ دَهْرَا      وُلِدَ الخُلْدُ قَمِّطِيْ الأرْضَ عُــمْرَا

وَشْــوِشِــيْ بــالــمــدى نــبياً ولُفِّيْـ     ـهِ بـمِـعْــرَاجِـــهِ سُــمُــوَّاً وقَـدْرَا

إنَّ هذا الــرضــيــعَ مــثـقالُ غيبٍ      فافتحيْ القلبَ والذِّرَاعَيْنِ مَسْرَى

أرضِــعِــيْ ثــغــرَهُ فـتـيـلاً فــتيلاً      ذلكَ الــضــوءُ بالمصابيحِ أَدْرَى

واهْزِزِيْ المَهْدَ بينَ شرقٍ وغربٍ      فــالــفــنــارُ الــنــبـيُّ يزدادُ بَدْرَا

مـصـحـفـــاً مصحفينِ ناغِيْهِ حتى      ينطقَ الوحيُ يقرأَ الـجَدبَ زَهْرَا

داعــبــي خَـــدَّهُ جـــلالاً جــــلالاً      واجــمــعــي غــمـزَهُ تَجَلٍّ وسِرَّا

الــنَّـــبِــيُّــوْنَ هَـنَّؤُوْا اليـومَ بَعْضاً      كَــمْ أَسَــرُّوْهُ لــلأحـــايِيْنِ بُشْرَى

والــمــكــاناتُ كُلُّهُنَّ وَلَـدْنَ الشَّمْـ     ـسَ والــلــيــلُ يَــحْمِلُ الآنَ فَجْرَا

قَــطَــعُــوْا حـبلهُ مِنَ السِّــرِّ فاجتا     زَ البشاراتِ وانطَفَتْ نارُ كِسْرَى

مَلأَتْ كَفَّهُ الــمَــفَــاتِــيْــــــحُ حتى     فَـكَّ أبـــوابَــهَــا عُـرُوْجاً وسِدْرَا

ضَــحِــكَـــتْ كَعْبَةٌ وغَــنَّتْ سَمَاءٌ     وغَـدَا الـكــونُ بينَ وَحْيَيْنِ شِعْرَا

بانَ في صُــفْرَةِ الــمَسَـافَاتِ غَمْزٌ     قَــدَرٌ يُــشْــتَــهَــىْ ويَـزْدَانُ بِشْرَا

بعدَ أنْ جفَّ مِــنْ أمانيْــهِ أمــسى      يـركـضُ الــحُــلْـمُ في لياليهِ نَهْرَا

مبعثٌ والــــمـحالُ أمسى شراعاً      ومِنَ اليأسِ عادتِ الــريــحُ بِـكْرَا

والغدُ القــاتِمُ ازدهــى مَـرْجَ لونٍ     يَرشقُ الأمــنــيــاتِ خُـبْزاً وتَمْرَا

حينَ بانَــتْ سُعَادُ في عَـيْنِ كَعْبٍ      بانَتِ الشَّمسُ تمنحُ الأرضَ مَهْرَا

جاءَ مِــنْ ليلِهِ ليحظَاكَ صُــبْــحاً      عادَ مِــنْ خَـــوْفِــهِ لـيلقاكَ صَدْرَا

ربما لــم يَسَلْ صـحاريْهِ عَنْ مَـا     ئِــكَ لـــمَّــا تَــنَــفَّــسَ الرملُ بِئْرَا

ثُمَّ بــــانَــتْ سُــعَــادُ جَنَّاتِ عَدْنٍ      لــلــمـــرايــا تَــفُــكُّ زِرّاَ فَــــزِرَّا

قَــــرَأَتْــكَ السَّـمَاءُ للأرْضِ حتى      صَـمَتَتْ شَهْرَزَادُ بالوَحْيِ سَكْرَى

قرأتْكَ الـــسَّــمَاءُ بــاقــــاتِ وردٍ      تــتـــوخَّىْ الهبوبَ أمساً وعَصْرَا

لــغــةٌ تَسْتَعِدُّ للــعــرسِ لــــلــقــر    آنِ قـــدْ راودَتْــهُ مــعـنـىً وحِبْرَا

قَمَرٌ يَــشْــتَــهِــيْ انْــشِـــقَاقاً بِكَفَّيْـ    ـكَ فــخــذْ آيَــةً وأوسِـعْهُ ذِكْــرَى

رغــمَ بُــعْدِ المقَامِ مــا زلتَ لَحْناً      يُــسْكِرُ النايَ يوقِظُ الشعرَ سَطْرَا

ثُمَّ لــلــعــالَــمِــيْنَ تــزدادُ حِضْناً      تــتــهـــادى وتَزْرَعُ العُسْرَ يُسْرَا

تَرْسُمُ الكُحْلَ فـي جُــفُوْنِ المَسَافَا    تِ فيَصْـحُوْ الوُجُوْدُ حَمْداً وشُكْرَا

يــا نَـــبِــيّــاً بحَجْمِ آمــالِ هذا الـ     ـكَـوْنِ لَـــوِّحْ نَدَىً وظِلًّا وعِطْرَا

لم يَزَلْ في الـحَيَاةِ شــوقٌ طَوِيْلٌ      لخطًا لا تــطــيــعُ في الخُلْدِ قَـبْرَا

نابضاً بامــتدادكَ الــوَقْتُ يَمشِيْ      فيلوْحُ الخلودُ زَنْــداً وخَـــصْـــرَا

يَتَشَهَّاكَ في الصَّحَاريْ مِزَاجُ الـ     ـرمــلِ والــماءُ يقرأُ الوَحْيَ بَذْرَا

في الأحايينِ (مُصْعَبٌ) مِنْ هيَامٍ     لم يزلْ يُسْــرِجُ الــشـرايينَ مُهْرَا

والأَذَانَــاتُ بَــحَّــةٌ مِــــنْ بِـــلالٍ     تَبْعَثُ الذكرياتِ لَمْــحــاً وفِــكْرَا

ليْ فؤادٌ مِنَ الــهــيــــامِ صحابيٌّ     أطــلّــتْ بِــهِ الأَحَــادِيْــثُ سُكْرَا

فأعرني عــيــونَ سَلْمَـانَ شَــوْقاً      نــبــويّـــاً هــنـاكَ يُكْسَىْ ويَعْرَىْ

تَتَجَلَّىْ على عُـــيُـــوْنِـيْ وتُمْحَىْ     غَبَشاً أخضراً بــراقـــاً ومَـسْرَى (3)

....................................................

1 ــ شبكة فجر الثقافية بتاريخ 17 / 2 / 1437 هـ

2 ــ ترجمته في معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 4 ص 23 ــ 32

3 ــ زودني بالقصيدة الأستاذ علي التميمي / دائرة المعارف الحسينية ــ لندن

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار