621 ــ أحمد الراشد (ولد 1326 هـ / 1908 م)

أحمد الراشد (ولد 1336 هـ / 1917 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (17) بيتاً:

مصابُ عزيزِ المصطفى يومَ (كربلا)     عـلـى تـربِـهـا ظـامٍ وكـبــدته حرّى

فـأضـحى صريعاً تصهرُ الشمسُ خدَّه      ولم تتركِ الأعدا على جسمِه طمرا

ورضَّــتـه خـيـلُ الأعــوجـيـةِ عــارياً     فـلهفي له أعضاؤه رُضِّضَتْ جهرا (1)

الشاعر

أحمد بن سلمان بن راشد الخاطر الراشد، ولد في القطيف بالسعودية من أسرة كريمة عرفت بالصلاح والتقوى، وكان يعمل مع أبيه بالتجارة ثم مع عمه بعد وفاة أبيه، قال عنه الشيخ علي المرهون: عرفتُ منه رجلاً حصيف الرأي، خفيف الروح، دمث الطبع، لين العريكة، مواظباً على الصلاة في أول أوقاتها، سبّاقاً للخير مهما استطاع). (2)

كما ترجم له المحقق الشيخ محمد صادق الكرباسي فقال في ترجمته: (نشأ على أبيه على التقى والصلاح ودرس مبادئ العلوم وامتهن التجارة عند أبيه ثم عمِّه ثم استقل بنفسه، لم يأخذ العلوم من أساتذة بل نظم الشعر من قريحته المتقدة...) (3)

شعره

قال من قصيدته:

على صحنِ خدّي أجرتِ الدمعَ محمرّا      حوادثُ لا أسـطـيـعُ كـتـمـانَـها صبرا

سـألـتُ الـسـمـا مـاذا عـراكِ مِن الأسى     وصـيَّــرَ مــنـكِ الـلـونَ أحمـرَ مُغبرَّا

وطـبَّـقَ شـجـواً لـلـعـوالــمِ كــلّـــهــــــا      بـحـزنٍ ومـنـهـا لـلـمـدامـعِ قد أجـرى

فــقــالــتْ ألا تــدري كــأنّـــــكَ غـافـلٌ     تذكّر فــإنَّ الــمـرءَ تــنـفـعُـه الذكرى

مصابُ عزيزِ المصطفى يومَ (كربلا)     عـلـى تـربِـهـا ظـامٍ وكـبــدته حـــرّى

فـأضـحى صريعاً تصهرُ الشمسُ خدَّه     ولم تتركِ الأعدا على جسمِه طــمــرا

ورضَّــتـه خـيـلُ الأعــوجـيــةِ عــارياً     فـلهفي له أعضاؤه رُضِّــضَـتْ جهرا

وقد أعلى منه الرأسَ شمرٌ عـلـى القنا     ولمّا رأتــه زيـــنـــبٌ نهرتْ شِــمــرا

وأصـحـابُــه الــغـرُّ الـمـيـامـين حوله     ضحايا عرايـا عانقوا البيضَ والسمرا

لقد نـصـروا ديــنَ الــنـبـيِّ مــحـمــدٍ     بـمـا بـذلـوا روحــــي فــداهمْ له نصرا

وإن أنـسَ لا أنــسَى حــرائــرَ أحـمدٍ     غداةَ على عـجفِ الـنياقِ غـدتْ أسرى

تنوحُ ومنها الـدمـعُ يـجـري بـحـرقةٍ     فـتـمـنـعـهــا الأعداءُ مـن نوحِها قـهـرا

تـؤنِّــبُــهـا مَـن تـنـدبـيـنَ فــهــاهُـــمُ     ضحايا على الرمـضاءِ ضـمَّـتهُمُ الغبرا

ومرّوا على تلكَ الـجـسـومِ فـأعولتْ     بـنـاتُ رسـولِ اللِّهِ مــن كــــبــدٍ حــرّى

تـنـاديــهُـمُ لــو يــسـمـعـونَ نــداءها     أحـبّـتـنـا لـسـنـا نـطـيقُ على الـمــسرى

أحـبـتـنـا قــومــوا تــلافــوا عـقائلاً     عـلـى عـجـفٍ سـارَ العداةُ بها حـســرى

.................................................

1 ــ شعراء القطيف ج 2 ص 411 ــ 412

2 ــ نفس المصدر ص 411

3 ــ معجم الشعراء الناظمين في الحسين ج 3 ص 85

كاتب : محمد طاهر الصفار