616 ــ محمد سعيد الكاظمي (1364 ــ 1338 هـ / 1944 ــ 2017 م)

محمد سعيد الكاظمي (1364 ــ 1338 هـ / 1944 ــ 2017 م)

قال من قصيدة في الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) تبلغ (39) بيتاً:

وقتلُ الهدى في العصرِ والمصرِ سنُةٌ      أرِيـد لـهـا أن تــسـتـمـرَّ مـسـلـســـلا

نـسـائــجُ إلّا أنَــهــا ذاتَ أوجُـــــــــــهٍ      يـغـيِّــرنَ مِــنـوالاً ويُـحـدثنَ مـغزلا

قــبــولٌ ولــكــنْ فــيـه رفـــضُ أسامةٍ      وجرحٌ ولكنْ من جراحاتِ (كربلا) (1)

وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (47) بيتاً:

فبكلِّ أرضٍ (كـربلاء) جديدةٌ      وبكلِّ يومٍ جدَّ عـاشـوراءُ

هـذا عـليُّ بن الحسينِ بزهدِهِ      وزبـورُه لـلـثـائـرينَ نِداءُ

في كلِّ عامٍ ألفُ عبدٍ يُشترى      ما ينقضي إلا وهمْ عُتقاءُ

ومنها:

إنْ لم نهبَّ مـطـالـبـيــنَ بـحـقّــنا      وثـبـت عـلى حرماتِنا الأعداءُ

أنـسـيـتـمُ أنّــا نــسـيـرُ مــواكـبـاً      وعلى الطريقِ تساقـطَ الشهداءُ

واليومَ أرضُ الكاظميةِ ضُرِّجتْ      وبـ (كربلاءَ) تـنـاثـرتْ أشلاءُ

وقال من أخرى في رثاء السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ونجليه تبلغ (50) بيتاً:

تـصـولُ كــأنّــكَ فــي (كربلاء)      بعزمِ أبي الفضلِ إذ قادَها

وتلقى الأضاحي بصبرِ الحسينِ      تــبـاعــاً تـفـارقُ أجسادَها

تـرى سـادةً وشــيــوخـــــاً تـقـاةً      تـسـطّــرُ بـالـدمِ أمــجادَها

الشاعر

محمد سعيد بن عبد الحسين الملا الكاظمي، شاعر وكاتب ومؤلف ولد في الكاظمية وتخرج من معهد الصحة العالي، وعمل معاون صيدلي في أربيل وبغداد كما عمل في النجارة التي كان يتقنها بمهارة.

قال عنه الأستاذ عبد الكريم الدباغ: (عرفت الشاعر منذ أكثر من ثلاثين عاماً، فلم أر منه زلة في قول أو عمل، ورع تقي حكيم، ذو رأي سديد، وعمل رشيد، استفدت من توجيهاته وآرائه). كما كتب عنه الحاج عبد الرسول عبد الحسن الكاظمي كتاباً عنه بعنوان (شذرات من سيرة الأديب الشاعر الأستاذ محمد سعيد الكاظمي) تناول فيه حياة الكاظمي بشكل مفصل، وقد كتب الشاعر الأستاذ رياض عبد الغني الحسن مقدمة للكتاب أشاد فيها بشاعرية الكاظمي وشخصيته

من مؤلفات الكاظمي كتاب (من أعماق الذاكرة) تناول فيه تاريخ الكاظمية وأحداثها وشخصياتها، و(أرجوزة عن الشباب) تبلغ (233) بيتاً و(أرجوزة عبارة عن نصائح للمجاهدين) كتبها عقب فتوى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) بالدفاع عن الأرض والمقدسات ضد عصابات داعش الاجرامية، (شرح عهد الإمام علي (عليه السلام) لمالك الأشتر رضوان الله عليه)، (من هنا وهناك) وهو كتاب منوع أشبه بالكشكول، (شرح كتاب أدب الطف للسيد جواد شبر)، (كنز المعلومات) لا يزال مخطوطا، (الكشكول الصغير)، (جوانب من حياة العلامة السيد حسين اليعسوبي الموسوي)، (الرد على كلمة كاترين ميخائيل في كتاب تصحيح الحجاب)، (وميض القريض) وهو تعليقات على ديوان السيد نصر الله الحائري، (شرح قصيدة الهيكل اللطيف حلته الجسم الشريف، وهي في مدح النبي (صلى الله عليه وآله) للمحسن بن عبد الكريم بن إسحاق وتبلغ (70) بيتاً، (رسالة في الإمام الصادق (عليه السلام)، إضافة إلى ديوانه الكبير الذي احتوى على جميع أغراض الشعر

كما راجع كثيرا من الكتب العلمية والأدبية والدواوين الشعرية ووضع تعليقاته عليها، ومن الكتب التي راجعها (موسوعة الشعراء الكاظميين) للأستاذ عبد الكريم الدباغ، وللكاظمي مشاركات ونشاطات شعرية وندوات علمية وحصل على دروع وشهادات وكتب شكر كثيرة.

توفي الكاظمي في الكاظمية ودفن فيها وقد أقيم له حفل تأبيني في حسينية الصدر في الكاظمية المقدسة شارك فيه أعلام المدينة ورثاه العديد من شعرائها.

شعره

قال من قصيدة في سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) تبلغ (66) بيتاً وقد أوصى أن توضع في كفنه:

سـادتْ نـسـاءَ الـعـالـمـيـنَ لأنَّـــهــا      نـورٌ عـلـيـهِ من المهيمنِ نورُ

في نشـوةِ الـمـعـراجِ قُــدِّرَ كـونَــها      أنسيةٌ طـمـحـتْ إلـيـها الحورُ

فُـطـمـتْ من الأرجاسِ في ملكوتِـهِ      وبها تـمـيَّزَ مـؤمـنٌ وكــفــورُ

ترضى وتغضبُ فهيَ مظهرُ قدرةٍ      أزلــيّـةٌ يـمضي بها الــتـقـديـرُ

عـقـمَ الـنـسـاءُ فـلـم يـلـدنَ كـأحـمدٍ      وخديجةٍ فهما الـشذى والـنـورُ

أبـوانِ فـاقـا كـلَّ حــيٍّ رفـــعــــــةً      وصـلابـةً يـنـدكُّ مـنها الطورُ

الـشِـعـبُ والـمـحـنُ الـثـقـالُ تـحفّه      وأبو الوصيِّ وسيفُه المشهورُ

وخـديـجــةُ الـكـبـرى تـجودُ بمالِها      وعـيـونُ فـاطـمـةٍ هناكَ تدورُ

أبـتِ الــطـفـولـةُ من صفيةِ أحـمـدٍ      أن تستريحَ ومـثـلـهـا مـعـذورُ

كفُّ تـكـفكفُ عن أبـيـهـا هـجـمـةً      وتـمـدُّ أخـرى لـلـسـمـا وتشيرُ

وقال في أهل البيت (عليهم السلام) من قصيدة تبلغ (47) بيتاً:

مِن يومِ إنذارِ الـعـشـيرةِ أرسِــيــتْ      أسسُ الوصايةِ واســتقرَّ بِناءُ

ومنامُه فوقَ الــفِــراشِ وهــــل بدا      مِـن غـيـرِ حيدرَ لــلنبيِّ فِداءُ

وتـبـاشـرَ الأمــلاكُ يــومَ قـرانِــــهِ      إذ جلّلَ الـسـبعَ الــطباقَ بهاءُ

وإذا الـقــرانُ مِـن الـسـمــاءِ قرارُه      ومِن السماءِ تـنــزَّلُ الأسماءُ

حـسـنــانِ فـــي قـلــمِ المشيئةِ قدِّرا      والوالدانِ عـليُّ والـزهــــراءُ

والمصطفى المختارُ خامسُ خمسةٍ      ما ضمَّ غيرهمُ الزمانَ كساءُ

في آيةِ الـتـطـهـيرِ فصِّـلَ ذكـرُهــمْ      همْ أهلُ بيتِ الوحي والأمناءِ

وإذا بواقعةِ الـغـديـرِ تــريــهـــــــمُ      مِن بعدِ طهَ مَن همُ الــخـلـفاءُ

وقال من قصيدة في أهل البيت (عليهم السلام) ومنها في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (53) بيتاً:

للهِ درُّ حـسـيـنَ يــومَ نــهـضـتــــه      ما صافحَ البغيَ حتى أسلمَ النفسَا

أرادَ بــاغـــيـهـمْ لـلـديـنِ كـبـوتَــه      فـما رأى الدينَ إلا جامحاً شرِسا

لم يشفَ مِن حقدِهِ إذ هاجَ هائــجُه      وأيّ مـيـراثِ حـقـدٍ أزمـناً حُـبسا

ما كانَ موتُ حسينٍ غيرَ صحوتِه      والدينُ لولاهُ ظلَّ الدهرَ مُـرتكِسا

فـجـادَ بـالـنـفـسِ إحـيـاءً لمحتضرٍ      فـمـجَّ أنـفـاسَـه فـاسـتـرجعَ النفسا

وفتيةٌ من لـيـوثِ الـطفِّ نـاصـرةٌ      كانتْ له في ميادينِ الوغى تُرسا

حتى إذا صُرِّعوا آسـادَ مـلـحـمـةٍ      كلٌّ على حفنةٍ ينقضُّ مُـفـتـرســـا

وقال من أخرى في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (45) بيتاً:

بُوركتَ فجراً يا حسينُ ومنهجاً      ألِـفَـتـه قـافـلـةُ الـقـرونِ طـريقا

يا جملةَ الـعـلـمِ الـعميقِ قرارُها      جُمعتْ لديكَ وأحكِمتْ تـوثـيـقا

فـورثـتَ عـلـمَ صـفـيِّـهِ ونـبــيِّه      وخـلـيـلِـه وكـلـيـمِـه تـحـقـيــقـا

وورثتَ عيسى والنبيَّ مـحـمـداً      وكفاكَ فـخـراً أن تـكونَ خـليقا

شاءَ المهيمنُ فاصـطفاكَ لنورِهِ      علماً يـؤيِّـدُ حـكـمَـه تـصـديــقـا

كانَ الحبيبُ يـشمُّ ثـغـرَكَ لاثماً      يـسـقـيـكَ أســـرارَ النبوَّةِ رِيــقا

فوعيتَ علمَ الأنـبـياءِ وعزمَهم      والـبـرُّ فـاشـتـاقـوا إلـيـكَ رفيـقا

فحزمتَ أمرَكَ لـلـشـهادةِ مُوقناً      بالفوزِ واخترتَ المماتَ طريقا

وقال من قصيدة في الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) تبلغ (39) بيتاً:

إلى اليومِ يا بابَ الحوائجِ يومـكمْ      يـحـيـلُ ربــوعَ الــكــاظــمــيـةِ حفلا

يـؤمُّــونَــهـا مـن كـلِّ فجٍّ مواكباً      تُـجــدِّدُ عـهداً عـنـكَ لــن يـــتــحــوَّلا

تشيِّعُ من جسرِ الرصافةِ رمزَها      لـتـحـيـي بـهـذا الرمزِ شرعاً مُـمـثّـلا

إمامٌ أرادتــه الــسـمـاءُ مُــؤيَّـــداً      وإن عـاشَ عُـمـراً بـالـحـديدِ مُـكـبَّـلا

وعاءٌ حـوى سـرَّ الـنبيِّ وصنوِّهِ      وسـبـطـيـهِ والـذكـرَ الـحـكـيمَ المُنزّلا

تحامته وعاظُ الـسـلاطـيـنِ يافعاً      وهـابـتـه شـيـخـاً بـالـوقـارِ مُــزمَّـــلا

سجينٌ أحالَ الأفقَ بركانَ نـقـمةٍ      وأغلى المدى حولَ السلاطينِ مَرجَلا

وجيءَ به للجسرِ جِـسماً مُـمـدَّداً      تـضـمَّـنَ فــرقــانــاً عــزيـزاً مُفصَّلا

يبثّ شعاعاً من شـمـائـلَ أحـمــدٍ      يـشـقُّ دجـىً يـسـتـوعـبُ الكونَ أليلا

وقال من قصيدة (بلغت رشدها) وهي في الذكرى السنوية الأربعين لوفاة خطيب الكاظمية الشيخ كاظم آل نوح وتبلغ (118) بيتاً، وفيها يدعو إلى التمسك بحبل الله وهو أمير المؤمنين (عليه السلام):

أنا مُــذ أنـذرَ الـعـشـيــرةَ طه      وبـدا بـحـرُهـا يـمـوجُ التطاما

ركبتْ فـطـرتـي سـفينةَ نوحٍ      وعليها ــ بها ــ عرفتُ الإماما

رافضاً قائدَ الـضـلالـةِ يستهـ     ـزئُ إذ نصبَ الـنـبـيُّ غــلاما

وبعينِ الـجـميعِ مـعـجـزةُ الله      أمـدَّتْ شـرابَـهـمْ والـطـعــــاما

قيلَ سحرٌ ومـا لأحـمـدَ سحرٌ      وهوَ مِن أصدقِ الأنامِ كـــلاما

رفـضـوا دعوةَ النبيِّ نصيراً     وعـلـيٌّ لـبّـى مِـــراراً وقــــاما

قالَ كُنْ يا عليَّ أنتَ وزيري      في حياتي وإن لـقيتُ الـحِـماما

إسـمـعـوهُ خليفةً لي عـلـيـكـمْ      فـيـدُ الله قــلّـــدتــه الــوســــاما

أوليسَ الـمـولودُ في حرمِ الله      حـريُّ بــأن يــنـالَ الـمـقـامـــا

وقال من قصيدة (الرحلة الطولى) وتبلغ (50) بيتاً:

يا ابنَ الذي كانَ نوراً قبل آدمِها      فساقه اللهُ من صلبٍ إلى رحـمِ   

لـقـد أبـاحـوكَ قــرآنــاً مـفـصَّـلةً      آيـاتُـه نـطقتْ بالشرعِ والـحكمِ

ربحتَ، والبغيُّ لمْ تربحْ تجارتُه      وهل يُقاسُ دوامُ الـنـورِ بالظلمِ

كـفـاكَ أنَّـكَ ثــارُ اللهِ مــنــزلـــةً      وأنّكَ الطاهرُ ابنُ الطاهرِ العلمِ

أجَّـجـتَـهـا ثـورةً حـمـراءَ لاهبةً      يـومَ الطفوفِ فما نارٌ على علمِ

أوعـيـتـهـا أذنـاً لـلدهـرِ واعـيـةً      فـصـانَـهـا صـحـفـاً مكتوبةً بدمِ

نــديَّــةً غـضَّـةً مـا دارَ دائــــرةٌ      تُـدالُ مِـن أمـمٍ غضبى إلى أممِ

سـيـوفُـهـا هيَ والقرآنُ مشرعةٌ      على جبابرِ كلِّ الأرضِ لمْ ترمِ

أيـا بـنَ بـنـتِ رسولِ اللهِ معذرةً      إذا كـبـا وتـخلّى عن يدي قلمي

فأنتَ ما الشعرُ بالراقي لذروتِه      وإن سـمـا بـفـحولِ الشعرِ للقممِ

وقال من قصيدة في فاجعة جسر الأئمة تبلغ (41) بيتاً:

دجلةُ الخيرِ والحديثُ شــجــونٌ      وكــلانــا لــه مـــن الـــهمِّ قسمَه

هدرَ البحرُ فــالــحــشـودُ عبابٌ      وجرى السيلُ من ضريحِ الأئمة

نعشُ مــوسى كالفلكِ يمخرُ فيهِ      حـولـه مــن مــلائـــــكِ اللهِ أمَّــه

تعبَ الــدهرُ والــمـسـارُ طويلٌ      فـصـدى فـرحــةٍ وأهـــوالُ غمّة

نحنُ نــحـيي شعائرَ الله شـكـراً      أن هـدانــا بـعـتـرةٍ ذاتِ عـصمَة

قولهمْ جـبـرئــيــلٌ قـالَ عن الله      وهـمْ بـالـنـبـــيِّ ألـصـقَ لــحـمَــه

ومـضـتْ سـنّـةُ المهيمنِ تجري      نـقـمـةً يــشــهــدونِــــها إثرَ نقمَة

أرشيدٌ مِـن بـعــدِ ألفٍ جـديـــــدٍ      أيـنَ مـنـهـمْ وقــد تــحـــوَّلَ رمَّه

قلّبي الأسى وارجعي ألفَ عامٍ      عـنـدَ جــسـرٍ كـجـسـرِنـا وأئـــمَّة

واعجبي من (خليفةِ اللهِ) يُدعى      وهو يسقي موسى بن جعفرَ سُمَّه

أيَّ ذنــبِ جـنـاهُ ظـلَّ سـجـيـنـاً      مُـثـقـلاً بـالـحـديـدِ يـكـظــمُ هـــمَّه

هـكـذا وهـو يـعـبــدُ اللهَ شـكـراً      أن حـبـاهُ تـــفــرُّغــاً لــلـمـهـمَّـــة

وقفي واعجبي فـمـن بـعـد ألفٍ      قـذفــتْ نـعـشَـه قـذائـــفُ جُــــمَّه

لـكِ عُـتـبـى مُـتـيَّــمٍ يـتـسـامــى      فـيـرى أهــولَ الـمـصـائـبِ نعمَه

.................................................

ترجمته وشعره عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 6 ص 377 ــ 408

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار