608 ــ عبد الرسول البرقعاوي (ولد 1365 هـ / 1945 م)

عبد الرسول البرقعاوي (1369 ــ 1444 هـ / 1950 ــ 2022 م)

قال من قصيدة (حومة الارتقاء) وتبلغ (35) بيتاً:

أنتَ شكّلتَ لي ملامحَ وعيٍ      وابتكرتَ الخلودَ في (كربلاءِ)

يـا شـهيداً مشى الزمانُ إليهِ      مـطـرقُ الرأسِ أخرسُ الإيماءِ

وتلوّى ما بينَ كفّيهِ غولُ الـ     ـموتِ أدمى عينيهِ فرطُ الحياءِ (1)

وقال من قصيدة (رحلة الخصب) وتبلغ (58) بيتاً:

وإذا (كربلاء) ينهضُ من أو     جاعِها الفجرُ فارعاً مـشـبوبا

فـتـسـلـقْـتـهـا دمــاً وأريـجــاً     واسـتـبـاحـتـكَ مـارجـاً ولهيبا

تـتـلـوّى عـلـى ضريحِكَ آما     لي وتصحو على هواكَ وثوبا (2)

وقال من قصيدة (حسين الشموخ) وتبلغ (79) بيتاً:

وسدتَ مدى (كربلاء) السـيوف      ونـاءتْ بهـا حـومـةُ الموقدِ

وخــبَّـتْ إلـيـكَ الألـــوفُ الـتـي      تشظّتْ على عزمِكَ الأصلدِ

بكى الدهرُ حتى استغاثَ البكاءُ      وأطـرقَ مـن عـظـمِ المشهدِ (3)

ومنها:

تذكّرتُ زيـنـبَ في (كربلاء)      تـجـلـجـلُ كالصاعقِ المرعدِ

تـذكّـرتُ كيفَ استباحَ الرَّدى      أبو الفضلِ في صبرِهِ الأجلدِ

تذكّرتُ في الطفِّ زينَ العبادِ      يـسـبِّـحُ كـالـجـبـلِ الـمـوطـدِ

ومنها:

ستبقى نـشـيـدَ الـفخارِ الـعتيدِ      وفي غيرِكَ الفخرُ لمْ يـنـشدِ

أنـا الـ (كـربلا) ئي فـي لهفةٍ      أطـوفُ عـلـى قـبَّـةِ الـمرقدِ

أنا الـ (كربلا) ئي لا أستكينُ      فيا جامحاتُ الرزايا اجلدي

وقال من قصيدة (الشافعة) وتبلغ (213) بيتاً:

أيُّهذا المسيَّفُ في (كربلاء)      ضاقَ عن بعضِه كلُّ ما صوَّروا

هــاشــمــيٌّ به لخِّصتْ أمةٌ      وتـمـلّـكـه بـوحُــهـا الأســمــــــرُ

بــدمـي تـتـنـفّـسُ أزمــانُــه      وبـخـاصـرتـي للأســى خـنـجــرُ (4)

ومنها:

أنتَ مَن قلبَ الكونَ في (كربلاء)      والـظـلامُ بـأرجائهِ ينخرُ

مـا ارتـمـى في يديهِ عنانُ الخلودِ      إلّا ولـونُ الـمـدى أحـمرُ

طـلـعـةٌ يــتـهــرَّأ مـنـهـا الــدجـى      وثباتٌ بهولِ الرَّدى يزأرُ

ومنها:

يـا سـمـاءَ الـسـمـــا ومـلـيكَ الدماءِ      لكَ في (كـربلاء) آيةٌ تسحرُ

يا ضميرَ الغدِ في المدى السرمدي      يـا فـمَ الـعسجدِ تمتمَ المرمرُ

هـالني ما أرى فـهـجـرتُ الـكـرى      جسدٌ في العرى مَن له يسترُ

وقال من قصيدة (يا أبا الأكبر) وتبلغ (27) بيتاً:

يـتـنـدّى مـن (كــربــلاءَ) بــهـــاءٌ      سرمديٌّ يميسُ في كلِّ عصرِ

واستطالتْ حبَّاتُ رملِ الصحارى      فـوقَ هـامِ الـزمانِ عنقودُ تبرِ

وتـهـادى الـحـسـينُ يا فخرَ أطرقْ      وتضرَّعْ ويـا كـواكـبَ خِرِّي (5)

وقال من قصيدة (أفتش في طعنات الحسين) وتبلغ (20) بيتاً:

أنا (كربلاء) الـزمانُ الجديدُ     أجـرِ إلـى مـذبـحي بالحروفِ

أنا الآنَ أرمـقُ نحرَ الحسينِ      يضيءُ فؤادَ الرُّبى والجروفِ

أنا الآنَ أرمقُ جرحَ الحسينِ      يشعُّ على جـنـبـاتِ الـرغـيفِ (6)

وقال من قصيدة (لك يا سيدي) وتبلغ (25) بيتاً:

يا حسينَ العلا ماجَ في (كربلا)     راعفاً واعـتـلـى بـالـدمِ الـموسمُ

الـنـخـيلُ التوى والفراتُ اكتوى     حـيـنَ طـاحَ اللوا وبـكى المخذمُ

لكَ يا سـيـدي مـسـكـتـنـي يــدي     فاصطلى موقدي واستغاثَ الدمُ (7)

وقال من قصيدة (عراق الحسين) وتبلغ (98) بيتاً:

وفي كلِّ صدرٍ لظى (كربلاء)     يـــشبُّ فتكتمُه الأعظمُ

هــــــــــــنا رأسُه تلكَ أوداجُه     تخضّبنا والدجى مرزمُ

وكوفانُ جـــــــــــــــفَّلَ آثامَها     بـمقتلِه ــ راعفا ــ مسلمُ (8)

وقال من قصيدة (حسين) وتبلغ (70) بيتاً وقد ابتدأ جميع أبياتها باسم (حسين):

حسينٌ في (كربلا) مشى     الحمامُ أعمى يتمتمْ

حـسـيـنٌ لـمـا بـهـا هـوى    بـكـتِ سـماءٌ وأنجمْ

حـسـيـنٌ والـطـفُّ كـــفّه     لألـفِ جـرحٍ يـلـملمْ (9)                                                                                                                                     

وقال من قصيدة (مرايا الطفوف) وتبلغ (48) بيتاً:

ولـ (كربلاء) مشى الـعـذابُ مـكـبَّلاً      ومشتْ إليهِ مواجعي فكواني

وأدرتُ كـأسَـكَ يـا عـذابُ بـغـربتي      ألـقاً وخمرُكَ قبلَ ذاكَ سقاني

وعلى صراطِ الجمرِ تأكلني الخطى      فـيـزوغُ عني خازنُ النيرانِ (10)

الشاعر

عبد الرسول بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن جياد البرقعاوي، ولد في النجف الأشرف، وتتلمذ في الشعر على يد عمه الشيخ عبد الصاحب البرقعاوي، كتب الشعر مبكراً، ونشر قصائده في الصحف العراقية والعربية، وهو عضو اتحاد الأدباء العراقيين، وعضو جمعية الرابطة الأدبية، ومن مؤسسي ندوات (شموع الأدب)، و(القلم)، و(الرابطة الأدبية)، و(عبقر).

أصدر مجموعتين شعريتين هما:

صلاة في حضرة النهر ــ 1981

الدرويش وذاكرة الديماس 1999 (11)

شعره:

قال من قصيدته (حومة الارتقاء) وتبلغ (35) بيتا وقد قدمناها:

حـومـةُ الـطفِّ يا منارَ الفداءِ     شـمـخـتْ فيكِ هامةُ الكبرياءِ

طأطأتْ منكِ قمَّةُ المجدِ حتى     رعـشـتْ كلُّ أضلعِ الجوزاءِ

في محاريبِكِ القوافي تلاشتْ     وبكى الـشعرُ في فمِ الشعراءِ

أنتِ فينا انـتصبتِ رايةَ فخرٍ     وتـعـالـيتِ فوقَ مـعنى العلاءِ

يا شـهـيـدَ الـهداةِ أنـتَ وريـدٌ     راعفٌ بـالـشـمـوخِ حـدَّ النقاءِ

أنتَ شكّلتَ لي ملامحَ وعيٍ     وابتكرتَ الخلودَ في (كربلاءِ)

يـا شـهيداً مشى الزمانُ إليهِ     مـطـرقُ الرأسِ أخرسُ الإيماءِ

وتلوّى ما بينَ كفّيهِ غولُ الـ     ـموتِ أدمى عينيهِ فرطُ الحياءِ

وقال من قصيدة (رحلة الخصب) وقد قدمناها وتبلغ (58) بيتا:

فـارسٌ أتـعـبَ الـمــنـايـا ركـوبــا     كـانَ بـالعزِّ والسنا مـعـصــوبا

فـارسٌ لـوّنَ الــمــدى بـالأمـانــي     عزَّ فيه منىً وضـاقَ رحـيــبـا

فـارسٌ خـضَّبَ الـمواسمَ بالخـصـ     ـبِ وألـقـى مـن نـورِهِ شؤبوبا

أشعلَ الأرضَ بـالصباحةِ والـعطـ     ـرِ فماجتْ هوىً ورفَّتْ جنوبا

مَن أبـوهُ تـجـسَّـدَ الــمـجـدُ فـــيــه     وتـغـنّـى بـه الـهـدى أســلـوبـا

أطــفـأ الـجـدبَ بـالـلـظى وتلـظّى     حاسراً يكشفُ الدجى الغربـيبا

دعـتِ الـوُرقُ ســاقَ حـرٍّ ولـــمَّـا     سُفكَ الفجرُ في الـرمالِ غريـبا

طـلّـقتْ شدوَها عــلـيـه وصــلّــتْ     وتوارى عـنـهـا الهديلُ غريـبا

حاصرَ الليلُ شمسَ جرحِـكَ حتى     عادَ من يـقـظـةِ المنى مرعوبـا

لن تخيبَ الدمــاءُ مـا دام فـي القلـ     ـبِ شـعاعٌ من الهدى لن تخيبا

أنتَ أنتَ الحسـينُ تصهلُ في صد     رِ الـلـيـالـي كواكباً لن تـغـيـبـا

راعـفٌ فـي دمـي كـما النهرُ ملتـ     ـفٌ بـعـمري تـوهّـجَـا وطـيوبا

مـنـكَ بـدءُ الـنــضـــالِ فـجّـره الله     فـعـلّـمـتـنا الـنـضـالَ الـــدؤوبا

كـحّـلـتْ نـفـسَـكَ الثرى بالصباحا     تِ وفاضتْ رؤى ورفّتْ نسيبا

فارسٌ زاحـمَ الـسـمـاحـةَ والـمـجـ     ـدَ وأرخى على الشموسِ مغيبا

وقال من قصيدة (حسين الشموخ) وتبلغ (79) بيتاً وقد قدمناها:

تـطـاولَ شــأواً عـلـى الـفـرقدِ     وخـطّ بـكـفّـيـهِ وجـــهَ الــغـدِ

وهزّ بـمـذبـحِــهِ الــطـالـعــاتْ     فـأمـطـرنَ مِـن دمِـهِ الـمزبدِ

وداسَ الـمـنـايــا بــأقـــدامِــــهِ     فـيـا روعةَ الـثـائـرِ الـمُفتدي

تسيَّدَ في الطفِّ عـرشَ الأبــاةِ     وكـانَ بـه صـبـرُهـمْ يـقـتدي

وآخى بـصـارمِــهِ الـرائـعـاتْ     شـمـوسـاً عـلى كعبةِ السُّؤدُدِ

وحـشّـدَ لـلـمـرهـفـاتِ الجراحَ     فيا عـاقــراتِ الــمـنـايـا لِـدي

فما ولـدتْ مـثـلـه الـزاكـيــاتُ     أبـيَّـاً زكــــيَّــــــاً ولـمْ يــولـدِ

أيـا بــنَ عـلـيٍّ ومَــن كـعـلــيٍّ     فـتـىً لــسـوى اللهِ لمْ يـسـجـدِ

قتلتَ الرّدى بـسـهــامِ الــردى     فماتَ بـكَ الـمـوتُ مِـن أوحدِ

فـيـا لـكَ مِـن شــرفٍ بـــــاذخٍ     تـألّــقَ من شـرفِ الــمـحـتـدِ

ويا لـكَ مِــن ثـائـرٍ ســيــفُــــه     أماطَ خنوعَ الدّجى السرمدي

ويـا لـكَ مـن بـاسـلٍ لـمْ يــزلْ     مُـهـيـبـاً ويــا لــكَ مِــن أنـجدِ

مشى فمشتْ خلفُه المـكـرماتُ     فـقـامَ وقـامـــتْ ولـمْ تــقــعـدِ

وخاضَ عُبابَ الردى فاستدارَ     عـلـيـهِ بــوابـــــلِه الـمـرصـدِ

فـتـىً كـلّـمـا ضـاقتِ الأمنياتُ     يـوسِّــعُــهـــا بالـــدمِ الأمـجـدِ

تـقـحَّـمَ طـوفــانَـــهــا مُـفــرداً     يصولُ على صـهــوةِ الأجردِ

إلى أن تـخـضَّـبَ مـن نـحـرِهِ     بزاكٍ إلى الـحـشـــرِ لـم يـنـفدِ

فـسـيـفُـكَ يـا سـيِّــدَ الـثـائـرينَ     إلى الآنَ فـي الطــفِّ لم يغمدِ

وما زالَ جرحُكَ رغـمَ السنينِ     ورغمَ الطواغيتِ غــضَّاً ندي

وقال من قصيدة (الشافعة) والتي تبلغ (231) بيتاً وقد قدمناها:

نـحـرُه رايــــةٌ نـــزفُـــه مــنــبـرُ     جـسـدٌ تـسـتضيءُ بهِ الأعصرُ

يـرتـقـي كـلّـمـا حـاولـوا طـمـسَه     راعفاً أفقُه الـسـيـفُ والـمـزبرُ

الـفـضـاءاتُ مِـن بـعـضِ آمــــادِهِ     بـارقٌ فــإذا لــمــحُــه بــيــدرُ

طافَ بي هاجسُ الشعرِ يجتاحُني     نـازفــاً يـسـتـشـيـط بـه المنبرُ

فـامـتـطـيـتُ الـقـوافـي إلــى قبرِهِ     وعـلـى وهـجِ شـــبَّــاكِــهِ أنثرُ

زحـفَ الـمـجـدُ طـرَّاً لأعــتـابِــهِ     حـجَّـه الــدمُ قـــبَّـتُــه الــمنحرُ

ذوَّبـتـنـي الـتـبـاريــحُ فـي حـزنِـهِ     والحكايا الأميراتُ بي تصهرُ

سـكـنـتْ فـي الـقـلوبِ فصاحاتهمْ     والـجـراحُ الـنـبـيَّــةُ لي مجمرُ

الـسـيـوفُ التي ذبـحـتْ نـفـسَـهـا     أغمدتْ في كيانٍ هـوَ الأطـهرُ

والـخـيـولُ الـتـي عـصبتْ بالخنا     عبرتْ فوقَ مَن كانَ لا يُـعـبرُ

وقال من قصيدة (يا أبا الأكبر) وتبلغ (27) بيتاً وقد قدمناها:

مـسـتـفـزٌ دمــي إليكَ ويدري     قـدري أنـنـي تـجـاوزتُ قــــدري

مـسـتفزٌ دمـي جميعَ خلايـايَ     بـحـيـث اسـتـوى دمـي نـهرُ جمرِ

جئتُ زحـفاً وأضلعي تـتلوّى     جئتُ زحفاَ لكن على نزفِ نحري

يا أبا الأكبـرِ الصباباتُ جنّتْ     وتـروّى بــآهــتـــي ألـــفُ ســــرِّ

يا أبا الأكبـرِ القـوافي تشظّتْ     وأضلَّ الـصـراطُ مـهــرَ المعرّي

يا أبا الأكـبرِ التـفاعيلُ أعيتْ     واسـتـغـاثـــــتْ لكن بدونَ مــفــرِّ

أنا أقــحـمـتـهــا بـلـجِّـكَ حتى     أصبحَ الـفـحمُ في يدي محضَ درِّ

كـلّـما جفَّتِ العروقُ بـقـلـبـي     وتقصَّدنَ كـالـشـظـايـا بــصـدري

طلعتْ باللظى الحشاشةُ تبكي     والـبـرايـا تـخـالـهـا بــيـــتَ شعرِ

وقال من قصيدة (أفتش في طعنات الحسين) والتي تبلغ (20) بيتا وقد قدمناها:

توكّأتُ ضلعي بليلِ الـطـفوفِ     وأجـهـشـتُ فـاخـتـنـقتْ بي حروفي

تــوكّــأتُــه فـانـشـطـــرتُ إلى     نـوافــيــرِ دمـــعٍ وأفـــقٍ نـــــزيـفِ

تــوكّــأتُــه فـــاسـتدارتْ على     عـيـونـي الـقـرابـيـــنُ بينَ الصفوفِ

أهـمُّ فـتـقـتـلـنـي لــوعـــتــــي     وأبـحـرُ بـيـن الـصـدى والـدفـــوفِ

وأمطرُ بالـحزنِ حدَّ الـجـنـونِ     وقـوفـاً فـمـاتَ بـصـمـتـي وقــوفــي

وأرقـلـتُ أبـحـثُ بـين الوجوهِ     عنِ الألقِ الـهـاشـمـيِّ الــرفـــيــــفِ

وعنْ رأسِهِ في قـتــامِ الرمـاحِ     وعَـن نـحـرِهِ فـي مــرايـا الـسـيوفِ

أفـتِّـشُ فـي طـعـنــاتِ الحسينِ     عن الشمسِ تفضحُ رجسَ السجوفِ

عن الدينِ وهوَ ضريرُ الخطى     يـــدنِّـــسُـــه صــنــمٌ مـــن ثــقـيـفِ

أهـذا الـحـسـيـنُ سـلـيــلُ النبيِّ     يـفـيـضُ دمــاً فـي مـهـبِّ الــحتوفِ

أفـتِّـشُ عـن رأسِــهِ يـسـتـديـرُ     على الـرمـحِ بـيـن عـيـــونِ الألـوفِ

أفـتِّــشُ عن صبرِهِ الـكـوثـريِّ     وعن ضوعِ جثمانِهِ في الــطـفــوفِ

حـسـيـنٌ فـديـتُـكَ مِـن أمــجــدٍ     ومِـن مــحــتــدٍ نــبــويٍّ شـــريـــفِ

حـسـيـنٌ فـديــتُـكَ مِــن راعفٍ     يـزخُّ بــعـيـنـيَّ قــانــي الــطـيــوفِ

فـديـتُـكَ مـولايَ حدَّ الـسـجـودِ     على عـتـبـاتِ الــضـريــحِ الـمـنيفِ

أنا دمـعـةٌ مــن زمانِ الطفوفِ     إلى الآنَ تـجـري بـجـمــرٍ وكــيـفِ

شعره

وقال من قصيدة (حسين) وتبلغ (70) بيتا وقد قدمناها:

حـسـيـنُ لـلـمـجدِ توأمْ     وفـي شـرايـيـنـــا دمْ

حسينُ يا مهجةَ الهدى     بنارِ نمرودَ تُـضـرمْ

حـسـيـنُ يـا جـنّــةً إذا     تـفـوحُ تـبـكي جهنمْ

حـسينُ لـلـمرتضى يدٌ     حسينُ للمصطفى فمْ

حـسينُ يا ثـورةً بـهــا     جبابرُ الأرضِ تُهزمْ

حـسينُ يا صرخةً بِنا     عـلـى يـزيــدَ تُــدمدمْ

حــسـيـنُ يا تاجَ أحمدٍ     به الزعاماتُ تُــخـتمْ

حــسينُ يا سبطَ أحمدٍ     بهِ النضالاتُ تــبصمْ

حسينُ يا سيفَ حيدرٍ     به البطولاتُ تُرســـمْ

حسينُ يا سيِّدَ الورى     على الـبـرايــا مُــقدّمْ

وقال من قصيدة (مرايا الطفوف) وتبلغ (48) بيتاً وقد قدمناها:

للآنَ طيفُ الــراحــلـينَ بـمـقـلـتـي     وصدى الحوارِ الغضِّ في آذاني

فبرى غرامَكَ يا حسينُ حـشـاشـتي     أتـظـنـنـي أقــوى عـلى الكتمانِ

للآنَ مِن وجــعِ الــطـفـوفِ حرائقٌ     تـضـرى بـقـلبِ الثاكلِ الـحـرَّانِ

سمرُ الرماحِ على الحسينِ تشابكتْ     مثلَ الضلوعِ على الفؤادِ حَوَاني

مـسـتـقـتـلٌ مــثـــلَ الـمـنـونِ بــقتلِهِ     كـفرتْ بـسـالـتُـه بـكـلِّ جــبــانِ

أنا مُذ عرفتُكَ يا حسينُ عرفـتُ أنّ     الـشـمـسَ تـطـلـعُ من دمِ القربانِ

أنا مُذ عرفتُكَ يا حسينُ عرفـتُ أن     دمَ الـشـهيدِ خلاصــةُ الإنــســانِ

يا بنَ البتولِ وأنتَ بــسملةُ الـهـدى     بـلـغـتْ مِــن الـعـلـيـاءِ كلَّ مكانِ

ستظلُّ رغمَ الــشـانــئـيـنَ مــنــارةً     وبرغمهمْ تاجاً على الــتــيــجـانِ

وقال من قصيدة (سفينة النجاة) وتبلغ (34) بيتاً:

يا بـضـعـةَ الـزهــراءِ يا نـفـحـةً     مِن الرسولِ الأطهرِ الأطــيبِ

حـسـيـنُ يـجـري حـبُّـه في دمي     مِـن ثـدي أمّـي وحـنـايـــا أبي

أبــا عـلـيٍّ أنــتَ لــي فــســحــةٌ     إن ضـاقَ أفـقُ الـتائبِ المذنبِ

فـيـا سـفـيـنـةَ الـنـجـــاةِ الـــتـــي     بـغـيـرِهـا الـمـؤمــنُ لم يركبِ

نـاحـتْ لـكَ الـكـعـبـةُ مـفـجوعةٌ     وأجـهـشـتْ كـلُّ رُبــى يــثربِ

ودارتِ الأرضُ عــلـى قـطـبِها     مـقـلـوبـةٌ تـبـكـي عــلى مذهبِ

مِن نحرِكَ المخضوبِ يا سيدي     إلـى أبـي الـفـضـلِ إلـى زيـنبِ

ومِـن عـلـيِّ الأكـبـرِ الـمُـرتجى     لـنـحـرِ عـبـدِ اللهِ أدمــى صـبي

لـقـاسـمٍ لــقــيــدِ سـجَّـــــــــادِها     إلى الأسارى تحتَ طودِ السبي

يـمـتـدُّ مـن جـرحِـكَ حبلُ السما     لـكـلِّ قــتـلٍ أبــلــجٍ أخــصــبِ

لـيـقـلـبَ الــمـحــلَ إلـى جــــنَّـةٍ     مُـنـفـلـتـاً مـن طـبــعِهِ المُجدبِ

أنـتَ الــذي فـتـحـتَ بـابــــاً إلى     اللهِ فـلـمْ يُـغـلـقْ ولـمْ يُــحـجبِ

أحـبُّــه ولــيـتـنـي مُـــــتّ فـــي     هـيـامِــهِ يــا شــرفَ الــمكسبِ (12)

وقال من قصيدة (قمر الفجيعة) وتبلغ (36) بيتاً:

لكَ فوقَ قـــمَّةِ كلِّ مجدٍ مقعدُ     ولــــكَ السماحةُ والشجاعةُ تسجدُ

طافتْ بـمرقدِكَ المكارمُ كلّها     كذبَ الردى ما ضمَّ وهجَك مرقدُ

حجَّــتْ إليكَ قلوبُها ونفوسُها     أممٌ عــــــــــــــليكَ دماؤها تتهجَّدُ

الفخرُ كلُّ الفخرِ عندكَ راكعٌ     والعبقريةُ كلّها تـــــــــــــــــــتبلّدُ

والـخلدُ منكّ توهّجتْ أسماؤه     والحقُّ مِن دمِكَ المــــجلجلِ يخلدُ (13)

وقال من قصيدة (يا بن البتول) وتبلغ (20) بيتاً:

أبا عليٍّ وأضــلاعـــي يــسـاقـطـهـا     حبٌّ تـغـلـغـلَ بين الروحِ والـجـسـدِ

هبْ أنني شطّ مـنـي أصــغرايَ فمَنْ     يـلـمُّ مـاءَ ذنــوبـي لـو قـطـعتُ يدي

طافَ الـهـوى بيَ درويـشاً يـذوِّبـنـي     على مـواقـدِ حـبٍّ بـعـضُــه أبـــدي

يا بنَ البتولِ وحسبي أن أمـوتَ على     حبِّ ابنِ فاطمةِ الزهراءِ مِن كــمـدِ

أمـوتُ فـيـكـمْ وخـلِّ الـدهرَ يسمعُني     فلا نأتْ قدمي عن دربِ مُـعـتـقـدي

لو أصبحتْ كلُّ هذي الأرضِ عاقرةً     لـقـالَ جـرحُـكَ يـا أمَّ الـخـلــودِ لِدي

أنـتـمْ مـكثتمْ بعمقِ الروحِ فاعتصمتْ     بحبلِكمْ وارتمتْ في حضرةِ الصمدِ (14)

وقال من قصيدة (مئذنة السطوع) وتبلغ (27) بيتاً:

وتـلظّى فـي دمي هـوسٌ     يرتوي من حمرةِ الشفقِ

مِن أريـجِ الطفِّ عـارمُه     كـوثـريٌّ رائــعُ الــقــلقِ

يا حـسـينُ السبطِ معذرةً     إن كـبـا حـبِّــي ولمْ أطقِ

جئتُ زحفاً سيدي وفمي     أقْـفَـلَـتـه دمــعــةُ الـحدقِ

كمْ جراحٍ منكَ ضـمَّـدها     دمُكَ المسفوحُ في الأفـقِ

وجفونٍ مـنـكَ كـحَّـــلـها     رهـجُ الـــزوًّارِ كـالـحلقِ

سـيـدي والـخـلـقُ قـمَّـتُه     سـفـحـكمْ يا قمَّةَ الـخـلـقِ

وأنا مـهـمـا نـأتْ قــدمي     بهواكمْ مـحـضُ ملتصقِ

وقـفـتْ كـالـطودِ شامخةً     زينبٌ كالـصـارمِ الـذلـقِ

فأماطتْ عن محاجِرِهمْ     عـتـمـةَ الـتـضليلِ والملقِ

وأرتهمْ كيفَ يـمـكـنــها     أن تداوي قـلـبَ كلِّ شقي

ومـشـتْ لـلـمـجـدِ واثقةً     فـتـلـوَّتْ خـيـبــةُ الطرقِ (15)

وقال من قصيدة (رحيق الولاء) وتبلغ (29) بيتاً:

هبطتْ ثريـاهُ بـأفـقِ دمــي     لـغـةً تـضـيءُ فـصـاحةَ الألمِ

سطعتْ فـهزَّتْ ألفَ داجيةٍ     وتوهّجتْ نــغــمــاً بــألفِ فمِ

طـلـعـتْ فـأربــكَ كلَّ قافيةٍ     مـنـهـا بـهاءً غيرَ مُـنـفــطــمِ

بأبي عـلـيٍّ أحـرفـي ثملتْ     أفــديــهِ يــومَ الـطفِّ مِن علمِ

حتى رشفتُ رحيقَ كوثرِهِ     وقفلتُ أضلاعي على الضرمِ

ثـمَّ ارتـمـيتُ على سواحلِهِ     اهـتـزُّ مِـن رأسي إلى قـدمـي

أنا في هواكَ أخبُّ محترفاً     أوقد فـديـتُـكَ جــثّــةَ الــهِــممِ

أوقد فـقـلـبـي كـلـه وجـــعٌ     أوقدْ فـفـخـريَ أوحــدَ الصممِ

أوقـد فـديـتُـكَ كـلُّ جارحةٍ     إن خـالـطـتـهـا تـهـمــةُ الورمِ

مِن أيِّ رائــعــةٍ أقـــاربُـه     وبـكـلِّ رائــعــةٍ يــغــصُّ فمي

مِن أينَ أسـتـجـلـي مـناقبَه     حـتـى أنــاجــي قـــمَّـــةَ القممِ (16)

وقال من قصيدة (واحسيناه) وتبلغ (22) بيتاً:

وأنا تحتَ خيمةِ الطفِّ جرحٌ     يــتلوّى على مدارِ الــســنــيــنِ

فاقتليني يا لوعتي واحرقيني     وعـلى دكّةِ الولاءِ اذبــحــيــنـي

واحـسـيـناهُ قد رعشتُ بقلبي     عبـقاً كلَّ لــحـظــةٍ يــعــتــريني

أيُّها الـتـبـرُ كـيفَ أنطقكَ الله     عـبـقـاً تــضـيءُ عــتــمَ الدجونِ

كيفَ حوَّلتَ حزنَنا ثورةً كبـ     ـرى تروّي الضحى بماءِ الوتينِ

زحفتْ مُهجتي تطوفُ عليهِ     وتــلــبِّــي لــكــن بــدونِ يــديــنِ

شـمـلـتـهـا ضـيـافــةُ اللهِ لمَّا     عفَّرتْ خدَّها بتربِ الــحــســيــنِ (17)

.................................................

1 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 64 ــ 65

2 ــ نفس المصدر ص 170 ــ 172

3 ــ نفس المصدر ص 401 ــ 404

4 ــ نفس المصدر ج 2 ص 7 ــ 17

5 ــ نفس المصدر ص 157 ــ 158

6 ــ نفس المصدر ص 284 ــ 285

7 ــ نفس المصدر ج 3 ص 22 ــ 23

8 ــ نفس المصدر ص 29 ــ 33

9 ــ نفس المصدر ص 42 ــ 45

10 ــ نفس المصدر ص 203 ــ 205

11 ــ نفس المصدر ج 4 ص 194

12 ــ نفس المصدر ج 1 ص 187 ــ 188

13 ــ نفس المصدر ص 307 ــ 308

14 ــ نفس المصدر ص 412 ــ 413

15 ــ نفس المصدر ج 2 ص 309 ــ 310

16 ــ نفس المصدر ج 3 ص 135 ــ 136

17 ــ نفس المصدر ص 228 ــ 229

كما ترجم له:

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 3 ص 151

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 2 ص 85

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار