586 ــ محمد رضا المظفر (1322 ــ 1383 هـ / 1904 ــ 1964 م)

محمد رضا المظفر (1322 ــ 1383 هـ / 1904 ــ 1964 م)

قال من قصيدة في رثاء القاسم بن الإمام الحسن المجتبى (عليهما السلام) تبلغ (51) بيتاً:

بـنـفـسـيَ مــنهمْ يافعٌ يومَ (كربلا)     ذوى منه غصنٌ للرسالةِ باسقُ

أغـارَ عـليـهِ أن يــقــبِّــلَ نــعــلَـه     وقد عانقتْ منه الوريدَ البوارقُ

فتىً قاسمٌ في الحربِ قسمةَ جائرٍ     بـضـربٍ بـهِ جمعُ الفيالقِ فارقُ (1)

1 ــ ومنها يصف بطولة القاسم وفيها تشبيهات جميلة:

وزُفَّ إلى خودٍ من الـمـوتِ شـاقَها     وشـاقـتـه فـالـتـفّـا مـشوقٌ وشائقُ

قد اختارَها بِكراً لـهـا الـعزُّ خاطبٌ     فـأمـهـرَهـا نـفـسـاً فـدتها الخلائقُ

فغنَّتْ له البيضُ الرقاقُ وصـفّـقـتْ     بـهِ لــيـدٍ تـلـكَ الـبـنـودُ الـخـوافـقُ

وقـد رقـصـتْ خـيلُ الـعـدوِّ وربّما     تراقصَ من ضاقتْ عليهِ المخانقُ

وأفــئـدةُ الأعــدا شــمــوعٌ توقّـدتْ     ومـنـهـمْ نـثـارٌ بـالــجـمـاجـمِ فائقُ

وخـضَّـبَ كـفـيهِ نـجـيـعـاً وجـعـدَه     فطرَّزنّ ريحانَ الجـعودِ الـشـقائقُ

فضاجعَها خوداً برمضاءِ (كربلا)     لهُ الرملُ يزهو بالدماءِ الـنـمـارقُ

دعـا عـمَّـه لا عـن قـلـىً لـلـقـائها     ولكنّما كي يـشـهـدَ الـعـرسَ حاذقُ

الشاعر

الشيخ محمد رضا بن محمد بن عبد الله بن محمد ن الشيخ أحمد بن مظفّر الصيمري، عالم كبير، وفيلسوف فذ، ومصلح، وفقيه، وشاعر، من أعلام المدرسة العلمية النجفية، ومن أبرز المساهمين في الحركة العلمية والفكرية والأدبية فيها.

ولد في النجف الأشرف، من أسرة علمية برز منها كثير من أعلام العلماء، والمجتهدين، والمفكرين والأُدباء والشعراء والفقهاء والمحقّقين، منهم الشيخ إبراهيم بن محمّد بن عبد الحسين، المعروف بالجزائري، المعاصر للشيخ جعفر الكبير، سكن الكاظمية حتى وفاته فيها (2)

ومنهم: الشيخ محمد بن الشيخ حسن المظفر المعاصر للسيد بحر العلوم الكبير وممن تتلمذ عليه، والشيخ نعمة بن الشيخ جعفر المظفر

ومنهم: الشيخ عبد المهدي بن إبراهيم بن نعمة بن جعفر بن عبد اللّه المظفر الذي كان فقيهاً إمامياً، واسع الاطلاع، ملمّا بالسير و التاريخ. (3)

والمحقق الكبير الشيخ عبد الواحد المظفر صاحب موسوعة بطل العلقمي

ومن أعلام هذه الأسرة والد الشيخ محمد رضا، الشيخ محمد الذي كان من كبار علماء الإمامية في مطلع القرن الرابع عشر وله عدّة مصنّفات، منها: توضيح الكلام في شرح شرائع الإسلام، وهو دورة فقهية كاملة شرح فيها كتاب: شرائع الإسلام، للمحقّق الحلي (4)

وكان الشيخ محمد في عنفوان شبابه منقطعا إلى الجد والتحصيل، مكبا على العبادة والتدريس، إلى أن برع في الفقه وعرف بجودة التحقيق فيه وألف موسوعة فقهية جليلة شرح فيها كتاب (شرائع الإسلام) وسماها (بتوضيح الكلام) وقد استقصى فيها الفقه من مبدأه إلى منتهاه (5)

ويرجع نسب آل المظفّر إلى آل مسروح من أصول آل علي المضريّين، القاطنين في أرض العوالي بالحجاز، ولا تزال بعض فروعها تسكن في عوالي المدينة المنوّرة حتّى يومنا هذا، وقد هاجر مظفّر بن عطاء الله ـ جدّ الأسرة الأعلى ـ من مدينة الرسول الأكرم صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم قبل القرن العاشر الهجري وسكن النجف الأشرف (6)

وقد أنجب الشيخ محمد أربعة من أعلام العلماء هم:

1 ــ الشيخ عبد النبي وكان من أعلام العلم في النجف قال عنه الشيخ جعفر محبوبة (كان على جانب من حسن الخلق وطيب المعاشرة فقد ملك قلوب مريديه بلذيذ كلامه وجميل سيرته) (7)

2 ــ الشيخ محمد حسن، وصفه الشيخ جعفر آل محبوبة بأنّه من العلماء الأبرار، والمجتهدين الأخيار، لم يناقش في ورعه وصلاحه، وللناس فيه أتمّ الوثوق، صلّى خلفه كثير من أهل الفهم والمعرفة، ورجع إليه في التقليد جماعة من الناس، تقرأ في غضون جبينه آثار الأبرار، وتلوح على مخايله سمات أهل الورع، يغلب عليه الهدوء والسكون) (8).

3 ــ الشيخ محمد حسين وهو باحث وعالم بالأدب والتاريخ، له تصانيف عديدة منها: الإمام الصادق عليه ‌السلام، الإسلام نشوؤه وارتقاؤه، تاريخ الشيعة، ميثم التمّار، مؤمن الطاق. (9)

4 ــ الشيخ محمد رضا المظفر

نشأ الشيخ محمد رضا المظفر يتيماً فقد مات والده وله من العمر ستة أشهر فكفله أخواه الشيخ عبد النبي، والشيخ محمد حسن، فنشأ عليهما وتعلم المبادئ وقرأ مقدمات العلوم الدينية والعربية على أساتذة الحوزة في النجف، كما درس العلوم الرياضية والفلكية والتاريخية، وقد قضى فترة من الزمن وهو منهمك بدروسه في مدرسة السيد كاظم اليزدي الكبرى. (10)

وقد درس المظفر عند الشيخ محمد طه الحويزي، والسيد محسن الحكيم، وحضر الأبحاث العالية في الفقه والأصول لدى الميرزا محمد حسين النائيني، والشيخ ضياء الدين العراقي والسيد حسين الحمامي، والسيد حسن الموسوي البجنوردي، والسيد علي القاضي الطباطبائي، والسيد عبد الهادي الشيرازي، كما حضر دروس الفلسفة لدى الشيخ محمد حسين الأصفهاني سنوات عديدة (11)

تصدى المظفر بعدها للتدريس وكان له درسان أحدهما أكاديمي في كليته التي أسسها (كلية الفقه) ودرس حوزوي وقد تخرج على يديه العيد من الطلاب الذين أصبحوا من كبار العلماء منهم: السيدان حسين وموسى بحر العلوم، والسيد مصطفى جمال الدين، والسيد محمد جمال الهاشمي، والشيخ عبد الهادي الفضلي، والسيد هادي الفياض، والشيخ يونس المظفر، والشيخ عبد الحسين المظفر، والسيد عبد الحسين الحجار، والأستاذ محمد صادق القاموسي، السيد محمد تقي الحكيم، الشهيد السيد محمد الصدر، الشيخ أحمد الوائلي، الشيخ محمد مهدي الآصفي، الميرزا رضا عرفانيان، الشيخ محمد حسن الاصطهباناتي، والسيد عدنان البكاء. وغيرهم وقد عُد منهم (126) علماً ممن تتلمذ على يديه (12)

أسس المظفر (جمعية منتدى النشر) عام (١٣٥٤ ه‍ـ / 1935 م) والتي أصبحت فيما بعد (كلية الفقه) وقد انتخب لرئاستها عام 1357 هـ وجدد انتخابه في كل دورة، (13) وشارك في مؤتمرات إسلامية في المغرب وباكستان وغيرها.

ألف المظفر في مختلف العلوم والآداب وله آثار علمية خالدة لا تزال بعضها تدرّس في مناهج الحوزة العلمية، ومن مؤلفاته:

السقيفة ــ 1368 هـ ــ 1373 هـ وترجم إلى الفارسية والأوردية والانكليزية

المنطق ــ في ثلاثة أجزاء ــ طبع عدة طبعات في النجف وبيروت وإيران وترجم إلى الفارسية وقد عم تدريسه في الحوزات العلمية العربية وقامت بعض الجامعات العراقية مؤخرا بتدريسه في أقسام الهندسة والفلسفة

عقائد الإمامية ــ طبع عدة مرات في العراق وبيروت وإيران والقاهرة وترجم إلى أكثر من عشرين لغة منها الانكليزية والفارسية والتركية والآذرية والكردية والفرنسية والايطالية والاسبانية والأوردية والبوسنية واللنكارية والهوسا والبمبارية وغيرها، كما صدرت عنه عدة شروح

أصول الفقه ــ في مجلدين ــ 1959 بتصدير الإمام الخوئي

أحلام اليقظة ــ بحوث فلسفية حول ترجمة الحكيم الملا صدرا الشيرازي صاحب الأسفار ــ النجف 2009

الفلسفة الإسلامية: وهي دروسه في الفلسفة دونها تلاميذه أثناء تدريسه الفلسفة الإسلامية في كلية الفقه في النجف الأشرف ــ 1413 قم المقدسة

أضغاث أحلام ــ مخطوط في مكتبة الشيخ محمود الكوثراني

حاشية على كتاب المتاجر للشيخ الأنصاري ــ 1403 هـ

آراء صريحة ــ مخطوط

ديوان شعر

وللمظفر كثير من المقالات والدراسات نشرت في الصحف والمجلات العراقية والعربية منها: الهاتف، والدليل، والحضارة، والنجف ، والبذرة، والكحلاء والهدى بالعمارة، والعرفان بصيدا، والمرشد العربي باللاذقية، والفكر ببغداد، ومجلة الرسالة للزيات بمصر وغيرها ومن مقالاته:

فلسفة ابن سينا

المثل الأفلاطونية عند ابن سينا

فلسفة الإمام علي عليه‏ السلام

فلسفة الكندي

الزعيم الموهوب السيد أبو الحسن الأصفهاني

توجيهات إلى طلاب كلية الفقه

حرية الإنسان وارتباطها بقضاء الله

وله تقديم لبعض الكتب تعد دراسات متكاملة عن حياة أصحابها:

كتاب الحج للشيخ محمد حسن المظفر

كتاب تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي

كتاب جامع السعادات للمولى محمد مهدي النراقي

تحفة الحكيم ــ منظومة في الحكمة لأستاذه الشيخ الكمباني

جواهر الكلام للشيخ محمد حسن النجفي

الأسفار المتعالية للفيلسوف ملا صدرا الشيرازي

مشهد الإمام لمحمد علي جعفر التميمي في تأريخ النجف

القصيدة الأزرية للشيخ محمد كاظم الأزري وتخميسها للشيخ جابر الكاظمي

تاريخ الكوفة للسيد حسون البراقي

تاريخ الديوانية للحاج وداي العطية

كتاب مالك الأشتر للسيد محمد تقي الحكيم

رشحات الفيوض في علم العروض للشيخ علي الجواهري

العقد المنير في تحقيق ما ينعلق بالدراهم والدنانير للسيد موسى الحسيني المازندراني

وله من الكتب المخطوطة:

رسالة علمية

بحوث في علم الكلام

تاريخ الإسلام (14)

ترجم للمظفر وكتب عنه كثير من الأعلام وقد استعرض الدكتور محمد جواد الطريحي في كتابه المجتهد المجدد الشيخ محمد رضا المظفر (15) ما بين دراسة ومقالة تناولت جوانب حياته العلمية والأدبية وهي:

الدكتور محمد حسين الصغير ــ الشيخ محمد رضا المظفر مجدداً

السيد عدنان البكاء، عميد كلية الفقه سابقاً ــ الشيخ المظفر عالماً رسالياً

الدكتور حسن عيسى الحكيم ــ نجفيات الشيخ محمد رضا المظفر

الدكتور عبد الهادي التازي، سفير المغرب ببغداد ــ ذكريات المظفر في جامعة القرويين

كلمة دار التقريب بين المذاهب الإسلامية بالقاهرة ــ المظفر ودار التقريب

السيد هادي الفياض ــ الشيخ المظفر ومنتدى النشر

الأستاذ جعفر الخليلي ــ جسر المظفر

الشيخ محمد الشريعة، رئيس جمعية علماء الإمامية في باكستان ــ طراز من العظممة

الشيخ جلال الحنفي ــ لو بقي المظفر

الدكتور عبد العزيز الدوري ــ مكان المظفر من النهضة

الدكتور أحمد حسن الرحيم ــ ذكريات شخصية عن المظفر

الدكتور إبراهيم العاتي ــ الشيخ محمد رضا المظفر مجدد التعليم الديني

الدكتور عبد الأمير كاظم زاهد ــ المعاصرة والمستقبليات في مشروع المظفر

الدكتور محمد جواد الطريحي ــ مقاربات في خطاب النهضة عند الشبيبي والمظفر

الدكتور محمد جواد الطريحي ــ منهج المظفر في دراساته وآفاق مدرسته (15)

توفي المظفر في النجف ودفن فيها ورثاه كبار الشعراء منهم الشيخ أحمد الوائلي، والسيد مصطفى جمال الدين، والأستاذ محمد حسين المحتصر، والشيخ محمد رضا فرج الله، والدكتور محمد جواد الغبان، والشيخ عبد المهدي مطر، والسيد محمد جمال الهاشمي، والأستاذ صادق القاموسي، والدكتور محمد صالح الظالمي، والأستاذ ضياء الدين الخاقاني، والأستاذ محمد حسين الشبيبي، وعبد الزهراء محمد صالح الطائي، والسيد محمد جمال الهاشمي، وعبد المجيد فرج الله (16)

شعره

قال من قصيدة في عيد الغدير الأغر تبلغ (18) بيتاً:

يـبـايعكَ دينُ الهدى والولاءِ     على الصدقِ لا بيعةِ الغادرِ

بـيـومٍ به قامَ يدعو الرسـولُ     إلـى بـيـعــةِ الأسـدِ الــخادرِ

وقد خطبَ الناسَ في ساعةٍ     بها صُليتْ مـهـجـةُ الـفـاجرِ

غـداةَ لـهُ جـاءَ أمـرُ الـجليلِ     فـحـطّ الـرحـالَ على عـائرِ

وقد بـانَ مـن بـيـنِ إبطيهما     بـيـاضُ الـحـقـيـقـةِ لـلناظـرِ

وضـمَّ إلـى جـنـبِـهِ صـنـوَه     يضيءُ كبدرِ الدجى السـافرِ

فـقـالَ وكـرَّرَ فـيـهِ السؤالَ     وسـجَّـلـه لـلملا الــحــاضــرِ

فمَنْ كنتُ مولاهُ هذا عـليٌّ     مـولاهُ بــالــنــبـأ الــصـــادرِ

أبا حـسـنٍ فـيـكَ نورُ الإلهِ     تـجـلّـى عـلـى الـفـلكِ الدائـرِ

ولـولاكَ مـا ذرَّ نـجـمٌ ولا     أضـاءَ سـنـا الـقـمـرِ الـزاهرِ

فكـم لـكَ مِـن معجزٍ باهرٍ     غشى الخلقَ في نورِهِ الباهرِ (17)

وقال من قصيدة في مولد سيدة نساء العالمين (فاطمة الزهراء (عليها السلام) تبلغ (21) بيتاً:

هـيَ مِـن تـفـاحــةِ الــجــنّـــةِ قــد     كـوَّنَ اللهُ كـمـا شـــاءَ عُــلاها

وهـيَ الـكـوثـرُ لـلـنـاسِ كــمـــــا     وصَـفَ الـذكـرُ وأعـطاهُ أباها

باهتِ الأرضُ الـسـما في نورِها     وبها الأملاكَ ربُّ الخلقِ باهى

كـلُّ مـجـدٍ مـن عُـلاها يُـبـتـــدى     وإلـيـهـا كـلُّ فــضـلٍ يـتـنـاهى

بنتُ خيرِ الخلقِ زوجُ المرتضى     مـن بِـهـا اللهُ حَــبَــاه وحـبــاها

أمُّ سِـبـطـيْ أحـمـدٍ مــن بـهـمـــا     رحمةُ الـخـلـقِ جـميعاً وهُداها

والـبـتـولُ الـطـهـرِ مَــن قد شهدَ     الله بالـعـصمةِ فيها فـاجـتـبـاها

إنّـهـا الـشـمـسُ ومـا يـقـدحُ فـي     نورِها الـسـحـبُ وذيَّـاكَ بـهاها

بـولاهـا وهـيَ لـلـنـاسِ هــــدىً     خـلـدتْ نـفـسٌ تـفـانـتْ بــولاها (18)

وقال من قصيدة في الإمام الحسين تبلغ (33) بيتاً:

وإذا انــكـفـأتُ فـلـلـحـقـيقةِ اهتدي     فبها الحسينُ السبطُ وهوَ ذكاءُ

شـمـسٌ لـهـا يـومـا هـنـاً ورزيــةٍ     وأنـا عـلـى حـالـيـهما الحرباءُ

شـعـبـانُ مـنـه على المحبِّ لـذاذةٌ     طابتْ، ورزءٌ فـيـهِ عاشوراءُ

نـشـدو على فرحٍ وبـيـنَ قـلـوبِـنـا     شَرَرٌ عليهِ من الـرمـادِ غطاءُ

بـشـرايَ إنّـي فـي ولاكَ مُـتـيَّــــمٌ     تـقـتـادُنـي الـسَّـراءُ والضَّـراءُ

بـالـمـدحِ تـكـتـسـبُ الأنـامُ تـرفّعاً     وعُلاه منه عـلـى الـثـناءِ ثـناءُ

فالجدُّ ذاكَ الـجـدُّ والأبُ ذلــك الـ     ـنبأ الـعـظـيـمُ وأمُّـه الـزهـراءُ

يا سـرُّهُ الـعـالي الجليّ تقاصرتْ     عـن كـنـهِهِ الأفــكـارُ والآراءُ

في جمعِ هذي الكائناتِ وإن تسلْ     سَلْ آدمـاً مَـن تـلـكمُ الأسماء؟ (19)

وقال من قصيدة بعد مرور عام على تهديم قبور أئمة البقيع (عليهم السلام) وتبلغ (40) بيتاً:

أتـهـدمُ أبـيـاتٌ عـلــى الـحـقِّ شُـيِّـدتْ     فأوفتْ على غرِّ الـنـجـومِ الثواقبِ

فـذا أصـلـهـا فـي ثــابـتِ المجدِ ثابتٌ     وذا فرعُها فوقَ السما والكواكــبِ

أيُـدرسُ بــيـتٌ لــلــبـتـولــةِ فـــاطــمٌ     بـنـاهُ ولـيـدُ الــبـيـتِ ربُّ الـمناقبِ

أيُـدرسُ قــبـرُ ابـنِ الـنـبـيِّ وسـبـطهُ     وأبـيـاتُ أنـجـالِ الـحسينِ الأطايبِ

إمـامُ هـدىً زيـنُ الـعـبـادِ وبـاقـرُ الـ     ـعلومِ ومَن أضحى مـحطّ الرغائبِ

هـوَ الصادقُ الأقوالِ والفعلِ مَـن له     مـكـارمُ لا تُحصى بـقرطاسِ كاتبِ

ضـرائـحُ قـدسٍ كُـنَّ لـلـذكـرِ مـأهلاً     ومـوضـعَ حاجاتِ المطيِّ اللواغبِ

أتُــهــدمُ والإسـلامُ مـنـها بـمـسـمـعٍ     وأهلوهُ مــا بـينَ القنا والـقـواضــبِ

وتـلـكَ جـيـوشُ الـمـسلمينَ تجمَّعتْ     أبـاعـدُهـا مــــوصـولـةٌ بــالأقـاربِ

أطاغية الأعرابِ كيفَ ترى الهدى     يـضـيـعُ بــآمـــالِ الطغاةِ الأعـاربِ

وإنَّـكَ أدرى بــالـحـقـيـقـةِ والـهدى     وتـعـلـمُ مــا فــــي دينِكمْ من مثـالبِ

جعلتَ لكَ الإسلامَ أحـبـولةَ الـدنـى     أما كنتَ تـدري مـــا وراء العـواقبِ

أشـيـطـانُ نـجـدٍ وهوَ قولُ مـحـمـدٍ     روتـه كـرامٌ عـن كــرامٍ أطـــــايـبِ

على أيِّ شرعٍ جـازَ تـكفيرُ معشرٍ     بها الشرعُ لم يتركْ مقالاً لـعــائــــبِ (20)

وقال من قصيدة تبلغ (38) بيتاً بعد مرور ثلاثة أعوام على تلك الفاجعة:

رجالٌ يقودُ الــغــربُ غـيَّاً زمامَها     إلـى هـوَّةٍ تـأبـى عــن الـــرَّمِّ والـلمِّ

قد اقـتـسـمـوا هــذي البلادَ ليرتقوا     فـعـادوا ويـا لـلـحـظّ مـنـها بلا قسمِ

أثارتْ غبارَ الموتِ فوقَ رؤوسِكمْ     أمـا مـرَّ يـومـاً في أنوفِـكـمُ الــشــمِّ

أتُدرسُ أبـيـاتٌ أقيمتْ على الهدى     فـنـافـتْ مـبـانـيـهـا على هامةِ النجمِ

أتُهدمُ والإســلامُ مـنـها بـمـسـمــعٍ     وأهلوهُ ما بيـن الــقـواضـبِ والـدهمِ

لئنْ هُدِّمتْ تلكَ الـحـجـيـراتُ إنّها     أساسُ صروحِ المجدِ والشرفِ الجمِّ

قبورٌ ودينُ اللهِ روحٌ لـجـسـمِـــها     وهـلْ تـسـتـقـيمُ الروحُ يوماً بلا جسمِ (21)

وقال من قصيدة في رثاء الإمام محمد الجواد (عليه السلام) تبلغ (71) بيتاً:

بـالإِمــامِ الــجــوادِ مـنكمْ تـمـسَّكـ     ـتً وحسبي من قدسهِ النفحاتُ

حــدثٌ قُـــلّـدَ الاِمــــامـةُ فــانــقـا     دتْ لعليـاءِ حكمِـهِ الـحــادثـاتُ

ابنُ ســبــعٍ ويـــا بـروحي قـد قـا     مَ إمـامـاً تُــجـلـى بـه الكربـاتُ

إنَّ هـذا الــســرُّ الــخفيُّ وما أجـ     ـلاهُ ضــاحٍ تُـجـلى به الظلماتُ

لا تخلْ ويكَ وهوَ في المهدِ طفلٌ     هـذّبـتـه بـدرِّهـا الــمـرضعـاتُ

هـوَ نـورٌ مِـن قبـلِ أن تــتــجلّـى     بـسـنـا الـحــق هــذهِ الكــائنـاتُ

جــاءَ للأرضِ هــاديــاً ونــذيـراً     فـتـنـزّلــنَ بــالـهــنـا المُرسلاتُ

طابَ فـي شهــرِ طاعةِ اللهِ مولو     داً فـنـيـطـتْ بحبِّــهِ الـطـاعـاتُ

واصطفـــاهُ الإلـهُ لــلــخلـقِ قـوَّا     مـاً فقـامتْ لفضلِــه المعجـزاتُ

أتــرانــي أســطــيــعُ مـدحَ إمامٍ     نــزلــتْ فــي مــديـحِه الآيــاتُ

إنَّ بـيـتاً له انثنى العرشُ طوعاً     قـصـرتْ عــن ثــنــائِـهِ الأبياتُ

يـا أبـا جــعـفرٍ ومـا أنتَ إلاّ الـ     بحـرُ جـوداً لـه الـهـدى مـرسـاةُ

كيف تقضي سمَّاً غريباً وباسم     الله تـجـري ولاسمِــكَ الحـادثاتُ

أنـتَ أدرى بمـا أتتْ فيـه أمُّ الـ     ـفـضلِ لكنْ شاءتْ لكَ النازلاتُ

يا له حــادثٌ تــزعزعَ منه الـ     ـعــرشُ حـزناً ومادتِ الراسياتُ (22)

وقال من قصيدة في مولد الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) تبلغ (50) بيتاً:

يا غـائـبـاً كـمْ مِـن عــبــيـ    ـدِكَ دعوةٌ مِن بـعدِ دعـــوَة

ولنورِ شمسِكَ فـي الـظلا     مِ تـطـلّـعـوا شــــوقــاً بدوّه

وتـشـوَّفـوا لـهــــلالِ عيـ     ـدِ النحرِ سيفَـكَ كلُّ ضحوة

وتـعـطّـشـوا لحياضِ مُز     نِ دمِ العِدى فـي كلِّ ربــوة

فــي كــلِّ يـــومٍ رنَّــــــةٌ     لــهـمُ ولــلأحــشــاءِ جـذوَة

وغفتْ على جمرِ الغضا     يا طـيـبـهـا فـي الذلِّ غفوَة

والـديـنُ هـذا الــديـنُ غا     مَ فـقـامَ يـنـعى فيكَ صحوَة

طوعاً ـ فُديتَ ـ كما تشا     مـسـتـسـلـمـونَ لـكلِّ سطوة

لكَ فانتظرْ ما شئتَ مِن     مُضضِ العدى لأجـلِّ أسوة

بالـعـروةِ الــوثقى تمسّـ     ـكْ آخــذاً مــنــكــم بــعروة

بيتٌ أنارَ لـــه الــجـليلُ     مــحــمــدَ الــهـادي وصنوَه

بيتُ السيــــــادةِ والخلا    فةِ والإمـــــــــــــامةِ والنبوُّة (23)

..........................................................

1 ــ ديوان الشيخ محمد رضا المظفر ــ جمعه وعلق عليه محمد رضا القاموسي، دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع ــ كربلاء 2016 المجلد التاسع ضمن موسوعة الشيخ محمد رضا المظفر ص 173 ــ 176

2 ــ دلائل الصدق لنهج الحق المؤلف للشيخ محمد حسن المظفر 168 ترجمة المؤلف مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم ص 168

3 ــ موسوعة طبقات الفقهاء ج 14 – القسم 1 / ص 395

4 ــ دلائل الصدق لنهج الحق ص 168 / ماضي النجف وحاضرها ج 3 ص 375

5 ــ مقدمة عقائد الإمامية للشيخ محمد رضا المظفر تقديم محمد مهدي الآصفي ص 2

6 ــ دلائل الصدق ص 168

7 ــ ماضي النجف ج 3 ص 367

8 ــ دلائل الصدق ص 171

9 ــ نفس المصدر ص 169

10 ــ مقدمة عقائد الإمامية ص 2

11 ــ نفس المصدر ص 3

12 ــ موسوعة الشيخ محمد رضا المظفر المجلد الأول: الدكتور محمد جواد الطريحي ص 70 ــ 71

13 ــ أدب الطف ج 10 ص 171

14 ــ موسوعة الشيخ محمد رضا المظفر المجلد الأول ص 49 ــ 68

15 ــ نفس المصدر ص 191 ــ 361

16 ــ نفس المصدر ص 365 ــ 419

17 ــ ديوانه ص 130 ــ 131

18 ــ ديوانه ص 238 ــ 240

19 ــ ديوانه ص 51 ــ 54

20 ــ ديوانه ص 58 ــ 62

21 ــ ديوانه ص 221 ــ 225

22 ــ ديوانه ص 77 ــ 83

23 ــ ديوانه ص 241 ــ 245

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار