569 ــ عبد الصاحب آل عطيفة الحسني (1353 ــ 1406 هـ / 1934 ــ 1986 م)

عبد الصاحب آل عطيفة الحسني (1353 ــ 1406 هـ / 1934 ــ 1986 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)

دينٌ دعائمُه ضحايا (كربلا)      بـاقٍ إلـى يـومِ الـقـيـامةِ خالدُ

بـدمـائِـهـمْ شـادوا لنا أركانَه      ليُطاعَ لا يُعصى الإلهُ الواحدُ (1)

الشاعر                                                                                 

السيد عبد الصاحب بن جواد بن رضا آل عطيفة الحسني، عالم وخطيب وشاعر، ولد في الكاظمية من أسرة علوية حسنية شريفة عرفت بآل عطيفة، نشأ نشأة دينية ملتزمة بأحكام الدين فوالده وجده من خَدَمة الحضرة الكاظمية، درس آل عطيفة في مدارس منتدى النشر وكان زميله في الدراسة السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) وكانت تربطه به علاقة صداقة قوية، ثم درس الفقه والحديث والتفسير في جامعة مدينة العلم للشيخ الخالصي، وكان من أبرز تلاميذه ومن المتميزين في المدرسة ولم ينقطع عنها حتى وفاة شيخه فأصبح من أبرز المدرسين فيها وعضواً في هيأتها العلمية.

أسس آل عطيفة مسجد الصفاء في منطقة الكريعات، وكان أماماً وخطيباً فيه، كما أسس فيه مكتبة التوحيد، وقد تربّى على يديه ثلة من شباب المنطقة، وعمل مديراً لديوان الترجمة والنشر والتأليف، ومن إسهاماته الفكرية كتابته لمقدمة كتاب (حسين مني وأنا من حسين) وكلمة تمهيدية لكتاب (التوحيد الخالص) للشيخ محمد الخالصي.

عُرف آل عطيفة بالزهد والتقشف والعفة والنزاهة والتقوى، وكان يدفع ما يقع في يديه من الأموال إلى الفقراء والمعوزين ولا يدّخر شيئاً لنفسه.

قال عنه الأستاذ عبد الكريم الدباغ: كان من الطلبة المتقدمين لما يتمتع به من ذكاء مفغرط ومواهب كبيرة، وعقلية رصينة ولم ينقطع عن تلقي وتحصيل العلوم من الشيخ محمد الخالصي حتى وفاته، إذ كان من تلاميذه المقربين الخلص

اختُطِف السيد آل عطيفة مع رفيقه الشاب جاسم الجبوري من الصحن الكاظمي المطهر عند ذهابه لحضور صلاة الجمعة، من قبل الأجهزة القمعية لنظام البعث البائد، وأخذ إلى زنزانات الأمن العامة وغيِّبت أخباره، إلى أن تبين فيما بعد أنه قد نفذ به حكم الإعدام بتاريخ 26/3/1986 حسب أضابير المعلومات الصادرة من الأمن العامة والتي أمكن الحصول عليها بعد سقوط النظام.

شعره

قال من قصيدة في ذكرى المولد النبوي الشريف:

نورٌ أطـلَّ عـلـى الـدنيا بأجمعِها     من مهبطِ الوحي فانجابتْ به الظلمُ

وانشقَ إيوانُ كسرى من مهابتِه      بـعـد اسـتـطـالـتِـه والـشــقُّ منه فمُ

له بيــــانٌ بأنَّ الـشـــركَ منهزمٌ      وإنَّ دينَ الســـــما للناسِ مُعتصـــمُ

هذا محــــمدُ والأجيالُ تعرفُــــه     فمن ســــــــواهُ زعيمٌ قائــــــدٌ علمٌ

هذا ابنُ هاشمَ مَن طابتْ أرومتُه      فكلُّ قــــــــادةِ دُنيانا لـــه خــــــدمُ

دستورُه الحقُّ والباري مشرِّعُه      ونهجُه الصـدقُ والمولى هو الحكمُ

............................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 4 ص 375  ــ 377

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار