559 ــ قيس بهجت العطار (ولد 1382 هـ / 1963 م)

قيس بهجت العطار (ولد 1382 هـ / 1963 م)

قال في تخميس قصيدة الشريف الرضي المشهورة (كربلا لا زلت كربا وبلا) وتبلغ (46) بيتاً:

يا قـتيلاً في نواحي (كربلا)      وإمــامــاً نــورُه لــمّـا علا

غاله خـسفٌ لدى وجهِ الفلا      واصريعاً عالجَ الموتَ بِلا

شـدِّ لـحـيـيـنِ ولا مـــدِّ رِدا (1)

الشاعر

الشيخ قيس بن بهجت بن رضا بن عبد الحسين بن عباس بن محمد بن باقر العطار الكاظمي، عالم وشاعر وباحث ومحقق، ولد في الكاظمية، ولما وصل في دراسته إلى مرحلة السادس الإعدادي / الفرع الأدبي أبعد مع عائلته إلى إيران من قبل أجهزة النظام الصدامي البائد وذلك عام (1980)، وهناك دخل الحوزة العلمية في طهران بعد سنة من حلوله فيها، ثم هاجر منها إلى قم المقدسة، وأخيرا استقر في مشهد المقدسة.

درس علوم اللغة العربية والفقه على يد ثلة من العلماء الأعلام منهم: الشيخ عباس بن هادي زين العابدين، والشيخ هادي الخزرجي، والشيخ علي سيدي، والشيخ محمد التبريزي، والسيد حجت الهاشمي، والسيد عادل العلوي، والشيخ محمد حسن الاصطهباناتي، والسيد حسن مرتضوي، والشيخ علي فلسفي، إضافة إلى أخيه الأستاذ فاروق العطار.

كما أكمل دراسته الرسمية وحاز على البكالوريوس في العلوم الإسلامية عام 2004، والدكتوراه في الأدب العربي، ومارس التدريس في الجامعة الرضوية في مشهد المقدسة قسم الأدب السياسي 

نشر العطار قصائده في الصحف التي تصدر باللغة العربية في إيران مثل: الجهاد، والعمل الإسلامي، ولواء الصدر، والعالم.

له العديد من المؤلفات منها: (عيون الرثاء في فاطمة الزهراء عليها السلام ــ منتخب كتاب الفاطميات)، (كتاب الوصية، من الأصول الروائية المعتبرة، رواية أبي موسى البجلي الضرير عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام)، (كتاب وعتاب، رسالة مفتوحة إلى كلية أصول الدين جامعة القاهرة، من بغداد إلى القاهرة)، (مقتل الحسين عليه السلام رواية عن جده رسول الله صلى الله عليه وآله، من كتب العامة)، (آية الله العظمى السيد علي الحسيني البهشتي، حياته وسيرته وآثاره الفقهية)، (مالك الأشتر ــ خطبه وآراؤه).

أما بالنسبة إلى التحقيق فقد حقق من الكتب: (أبواب الجنان – الشيخ خضر بن شلال)، (مصائب النواصب للقاضي نور الدين التستري)، (الطرف للسيد ابن طاووس)، (رشح الولاء لأبي السعادات الأصفهاني)، (توحيد المفضل)، (السلطان المفرج عن أهل الايمان)، (سرور أهل الإيمان لبهاء الدين النجفي)، (نهج البلاغة على أربع نسخ)، (مختصر العروض لأبن جني)، (الإمامة لعبد النبي الجزائري)، (ديوان الشيخ البهائي)، (ديوان الإمام السجاد عليه السلام).

وللعطار ديوان خاص بأهل البيت (عليهم السلام) بعنوان (قيثارة الدم)، وديوان آخر غير مطبوع بعنوان (من وحي الغربة)

شعره

قال عنه الشيخ عبد الرحيم الغراوي: (بدأ بنظم الشعر وهو ابن خمسة عشر سنة، وكان متأثراً بالشاعر محمد مهدي الجواهري، ومن القدماء المتنبي والسيد الرضي وشارك في عدة مؤتمرات شعرية في سوريا وإيران)

قال العطار من تخميسه لقصيدة الرضي:

يا ديارَ الطفِّ والليلُ انجلى      عن قـتـيـلٍ بالعرا ما غُسِّـلا

أومــا هـزّكِ تـنـحـابُ الملا      كـربــلا لا زلـتِ كرباً وبلا

ما لقي عندكِ آلُ المصطفى

نـقـضـوا من بعد قتلٍ حبلَه      نـكـثـوا الـشـدَّ وشـدَّوا رحـله

لم يراعـوا فـيهِ حتى طفلَه      جزروا جزرَ الأضاحي نسلَه

ثم ساقوا أهلَه سـوقَ الإما

كما خمس العطار القصيدة الكوثرية المشهورة للسيد رضا الهندي ومنها:

ما ضرَّكَ حيدرُ أن تُعصى      وبحقِّكَ أحمدُ قد أوصى

الأقربُ يـشـهـدُ والأقـصى      آيـاتُ جلالِكَ لا تُحصى

وصفاتُ كمالِكَ لا تُـحصرْ

يا داحـي الـبــابِ وفاتـحَـه      ومـبـيـنَ الـسرِّ وشارحَه

أعجزتَ الشـعرَ وصادحَه      من طوَّلَ فـيـكَ مـدائـحَه

عن أدنـى واجـبِـهـا قصَّرْ

وقال من قصيدة (نحن أولوا الأمر) وتبلغ (80) بيتاً، وهي رد على قصيدة ابن المعتز العباسي التي يفضل فيها العباسيين على العلويين:

عـلـيٌّ ولــيُّ اللهِ والــصـارمُ الذي      يلـوحُ كضوءِ الشمسِ فـــي غرَّةِ الفجرِ

ولـيـدٌ بـبـيـتِ اللهِ مـــدَّ جــنــاحَــه      بـــسعدٍ على الكونــيـنِ مُنشرحُ الصدرِ

ومَن لو بذلتُ العمرَ أحصي فعالَه      لــخُـبـتُ ولـمْ يـسـبـــرْ مبالغَها عمري

أبوهُ الذي حامى وذادَ وجـدُّكــــــمْ      يـصلّي إلى الأنـــدادِ طـوعـاً بـلا جـبرِ

وأمٌّ لـه زهــراءُ تــزهــو بطهرِها      فــطـهـرٌ إلـى طـهـرٍ تـفـــرَّعَ من طهرِ

فإن تفخروا بالسقي أو بـعـمـــارةٍ      فيا بئسَ مِن عـقـلٍ ويا بــئـسَ مِـن ذكرِ

قرنـتـمْ بـحـدِّ الــمرهفاتِ غمودَها      كـمـا قـد خـلـطـتمْ خالصَ الحَبِّ بالقشرِ

وقد أنزلَ الرحـمـنُ فــي ذاكَ آيـةً      فإن كنتَ لا تدري فسلْ ويكَ مَن يدري

ويــومَ حــنــيــــنٍ قد ذكرتَ وإنّنا      بــكـلِّ غُـزاةٍ نــطــعــنُ الجيشَ بالنصرِ

ثمانونَ أو زادتْ بـها القطبُ كفّنا      ومــنّــا رحــاهـا ويكَ نحـنُ أولوا الأمرِ

وبـاتَ عـلـيٌّ فـي فراشِ ابنِ عمِّه      فـكـانَ لـكـفِّ الـمـوتِ أقـــربُ من شبرِ

ولـكنه يـهـوى الــمــمـــاتَ لأجلِه      فـهـل مـثـلـه في واسعِ الكونِ من صهرِ

...............................................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 5 ص 329 ــ 343

عن: معجم شعراء الشيعة ــ المستدرك لعبد الرحيم الغراوي / ج 22 ص 329 ــ 357

كاتب : محمد طاهر الصفار