555 ــ عبد الهادي الشماع (توفي بعد 1387 هـ / 1967 م)

عبد الهادي الشمَّاع (توفي بعد 1387 هـ / 1967 م)

قال من قصيدة (ذكرى الحسين) وتبلغ (37) بيتاً:

نزلوا بحومةِ (كربلا) فتنكَّرتْ      تـلـكَ الـوجوهُ لهمْ فأينَ الموعدُ

وإذا الـجـمـوعُ تهيَّأتْ وتنكّبتْ      وغدتْ لحربِ الطاهرينَ تُحشّدُ

سبعونَ ألفاً أو يزيـدُ عـديـدهمُ      ملأوا الـفـضـاءَ مـعينُهم لا ينفدُ (1)

الشاعر

عبد الهادي بن عبد الغني بن موسى بن عيسى بن موسى الشماع، ولد في الكاظمية، قال الأستاذ عبد الكريم الدباغ في ترجمته: لا أعرف كثيراً من أحواله سوى أنه أكمل دراسته في مصر وكان ذلك في ثلاثينيات القرن الماضي، وقد أثبت صهره وقريبه الشاعر عبد الأمير الشماع في ديوانه بعض مراسلاته معه يوم كان في مصر  

وأورد الدباغ في الهامش ما قاله الأستاذ محمد سعيد الكاظمي عن الشاعر لما اطلع على قول الدباغ: كان من الشعراء الذين يلقون القصائد الوطنية الكاظمية للبنين، فقد ألقى قصيدة في احتفال عن فلسطين سنة 1962 تقريباً، ولم أجد في ذاكرتي أنه كان من الهيأة التدريسية في الإعدادية، وممن كان يزور الإعدادية عبد المنعم الفرطوسي الشاعر والأستاذ محمد شرارة ولعلهما والشاعر الشماع كانوا يحضرون هناك. وكان شاعرنا الشماع بسيطا، دمث الأخلاق هينا هيبا، يكاد التواضع أن ينطق بين عينيه وكان لوالدي المرحوم صداقة مع والده عبد الغني الشماع...

شعره

قال من قصيدة في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ (32) بيتاً:

عـمَّـتْ بـشـائـرُه وطـابَ المولــدُ     بطلُ الأنامِ مَن اصطفاهُ مــحمدُ

خيرُ البريَّةِ بعدَ أحمدَ، صــهـــرُه     وأبو الأئمّةِ مَن يحيدُ ويـجـحدُ؟

لولاهُ مـا الـديـنُ الـحـنيفُ بـبــالغٍ      قـصـداً ولا ربُّ الخـلائقِ يُـعبدُ

ما انفكَّ يضربُ بالجماجمِ سيــفُه      حـتى اسـتقامَ بهِ الهـدى والمعبدُ

الـشـركُ صـعَّـرَ لـلـرسـالةِ خــدَّه      والأقــربـونَ لــربِّــهـــا تـتوعّدُ

وتـنـكّـرتْ بـطـحـاءُ مـكّـةَ كــلّها      لـمـحــمدٍ وهوَ الرسـولُ الأوحدُ

وتألبتْ فرقُ الضلالِ وصمَّــمتْ      طلـقــاؤها أن لا يـســودَ مـحمدُ

فـتـجـمَّـعـتْ وسـيوفُها وشـــبابُها      وكـهـولُـهـا وجـمـوعُــهم تتوعَّدُ

وأحـيـطَ بالدارِ التي وِلـــدَ الهدى      فـيـهـا، فـأينَ مرادُهم والمقصدُ

وإذا عـلـيٌّ والـمـــلائـــكُ حـولـه      تـعـنـو لـهيـبـتِهِ الـوجوهُ وترعدُ

مِن معدنِ الوحــي المبـينِ معينُه     وصـفـاتُــه بـمـحـمــدٍ تــتــوحّـدُ

حـيَّـرتَ أســمى العالــمينَ نباهةً      فـيـمـا أبـنتَ بـما يـجيءُ بهِ الغدُ

ورددتَ كــيدَ الظالمـينَ ولمْ تشأ      أن يــسـتـبدَّ مـكـابــرٌ مُــتـــعــنّدُ

فـيـكَ اســتجارَ الطـالبونَ بحقّهمْ      وبـكَ اسـتـغـاثَ الواهنونَ النُـكّدُ

ولـكمْ رددتَ عن النبيِّ خصومَه      ولـكـمْ ثـبـتَّ وأنــتَ فـــردٌ أيّــدُ

حـطّمتَ في بدرِ الطغاةِ فأدبروا      وثـنـيـتَ في أحدِ العداةَ فشُرِّدوا

ودحـرتَ أبـطـالَ الـيهودَ بخيبرٍ      وصمدتَ للأحزابِ حينَ تمرَّدوا

أيّ الـفـضـائـلِ يـا عـلــيُّ أزفّها      لـمـؤيـديـكَ وأيُّــهــــنَّ أعَــــــدِّدُ

في كلِّ نهجٍ مِن عُلاكَ فـضـيلةٌ      وبـكـلِّ مــكـرمـةٍ لــواءٌ يُــعــقــدُ

وقال من قصيدة (ذكرى الحسين):

وقـفَ الحسينُ وللضياغمِ حوله      صوتٌ تذلُّ له الأسـودُ وتـخـمدُ

نادى فدوّى في المسامعِ صوتُه      والناسُ تـنـظـرُ والملائكُ تشهدُ

ويـكَ ابـن سـعدٍ ما تريدُ أتبتغي      دنـيـاً ودينكَ صـارخٌ لا يُـنـجـدُ

فـأبـى ابـنُ سـعـدٍ أن تلينَ قناتُه      ويـصـدُّ عـمَّــا يـبـتـغـيـهِ ويبعدُ

انزلْ على حكمِ الأمـيـرِ مـبايعاً      لـكَ مـا تــودُّ مـن الحياةِ وتنشدُ

ثـكـلـتـكَ أمُّـكَ دونَ ذاكَ حـميَّةً      خسئَ الأميرُ ومـا يريدُ ويقصدُ

مـثـلـي يـمـدّ إلـى الـطغاةِ يمينَه      شاهتْ وجوهكمُ وساءَ المقصدُ

وغـداً يُــهـيـأ لـلـنزالِ ضياغماً     مِـن آلِ هـاشـمَ بـأسُـهم لا يُجحدُ

 ويقول في نهايتها:

روحي إمـامَ الـمسلمينَ لكَ الفدا      فـمـصـابُكمْ جَللٌ ورزءٌ مُـجهدُ

أرزاءُ حيدرَ والحسينِ وقبله الـ     ـحسنِ الزكيِّ فأيّ طرفٍ يـرقدُ

لـمْ تـدركَ الـثأرَ الـمـؤثّرَ هاشمٌ      إلا إذا امـتـشـقَ الـحـسامَ محمدُ

القائمُ المهديُّ طـالَ بـه الـنـوى      قد حانَ حينُ ظهورِه والـموعدُ

................................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 5 ص 104 ــ 112

كاتب : محمد طاهر الصفار