554 ــ عادل الكاظمي (ولد 1379 هـ / 1960 م)

عادل جليل الكاظمي (ولد 1380 هـ / 1960 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (35) بيتاً:

قَالُوا: تَغَزّلْ قُلْتُ: هَذِي (كَربَلَا)      تَرَكَتْ فُـؤَادِيَ لِـلـنَّوَازلِ مَـنْـزِلَا

لَمْ تُبْقِ لِي مِـمَّـا يَـرُوقُ لِـنَـاظِــرٍ      مَرْأَىٰ فَقَلْبِي بِاللَّوَاعِجِ مُصْطَلَىٰ

نَسَخَتْ بِهَا فِي نَاظِرَيَّ مَدَامِـعِي      سُـوَراً تَـلَاهَـا الـعَـاشِـقـونَ تَبتُّلا (1)

ومنها:

يَجْرِي بِعَيْنِي القَلْبُ أَذْكُرُ ظَعْنَهُمْ     مِنْ مَكّةَ الغَرَّا لِوَادِي (كَرْبَـلَا)

سَـارُوا وَمَـا سَـارَتْ بِـهِمْ آمَالُهُمْ      إِلَّا وَكَـانَ الْـمَوْتُ أَسْنَىٰ مَأْمَـلَا

وَإِذَا أَفَاضَ الْـمُـسْـتَـهَامُ بِزَيْـنَـبٍ      أَوْ حُبِّ لَيْلَىٰ وَالـرَّبَـابِ تَـغَـزُّلَا

أَبْكِي لَهُنَّ لِمَا لَـقِـينَ مِـنَ الأَسَىٰ      يَوْمَ الطُّفُوفِ وَمَا لَقِينَ مِنَ البَلَا

وقال من قصيدة (لِلْمَرجعيَّةِ تَاجُها المَعْقودُ) وتبلغ (49) بيتاً:

فَاليومَ عادَتْ (كَرْبلاءُ) وَحَرْبُها      هَـيْـهَـاتَ يَـغتَالُ الحُسَيْنَ يَزيدُ

مَا قـيـمـةُ الـعَـيْشِ المَدُوفِ بِذِلَّةٍ      وَالسَّيفُ لِلْعَيْشِ الكَرِيمِ رَصيدُ

فَـوَريـدُنا نَبْعُ الـفِـدَاءِ وَعَـزْمُـنَـا      عِنْدَ اللِّقَاءِ الـشَّـاهِـدُ الـمَـشْهودُ

وقال من أخرى تبلغ (23) بيتاً:

هَـيْـهَاتَ أَنْـسَـاكُـمْ وَنَـكْبَةُ (كَرْبَلا)      وَمُصَابُهَا كَالْجَمْرِ فِي أَحْـشَـائِــي

أَسْمَى السَّلاَمِ عَلَى الْحُسَيْنِ وَنَجْلِهِ      وَنَـصِـيـرِهِ الـعَـبَّـاسِ خَـيْـرِ وِقَـاءِ

وَعَلَى جُسُومٍ غَـسَّـلَـتْـهـا أَدْمُـعِـي       لَمّا هَوَتْ صَرْعَى عَلَى البَطْحَاءِ

وقال:

بِمُحَمَّــدٍ وبِحَيــــدرٍ وبــفـــــاطِــــــمٍ     والمُجْتَبى ثم الــشّـــهـــيدِ بـ (كربلا)

وبحقِّ زينِ الــعـابــدينَ وباقــــرِ الـ     ـعِلْمِ التقيِّ وجـعـفـرٍ رَمْــــــــزِ الوِلا

وأبي الرضا موسى ومَولانا الرّضا     ثــمَّ الــجّــــوادِ غِيـــــاثِـنا عندَ البَـلا

والعسكريينِ وصــاحبِ عصرِنا الـ     ــمهديِّ مَنْ فيهِ الولاءُ اســتُــكْـــمِـلا

أغــفـــرْ لشـيـــــــعَتِهِمْ إلهي إنّهـــمْ     ذاقوا الأسى طولَ الزمانِ وما انجلى

في حُـبِّ آلِ المصطفى صَلّوا على     طـه الأمـيـنِ و آلِــهِ خــــيـــــرِ المَلا

وقال من قصيدة تبلغ (16) بيتاً:

أنسيتمُ حَمْلَ الرؤوسِ على القنا     من (كربلاءَ) إلى الشّآمِ الأشأمِ؟

لمن الـبـقـاءُ لكمْ أمْ الخـلدُ اقتفى     إثْرَ الحسينِ مَــدارِ فُلْكِ الأنْجُمِ؟

هدّمتُمُ تلك الـقـبـابِ فـأصـبحتْ     مـن بـعدِ شاهقِها بقايـــــا أرْسُمِ

وقال من قصيدة تبلغ (64) بيتاً:

جـاءتْ بـه من مــكــةٍ مَـنــزلا     زحفاً لوادي الطفِّ في (كربلا)

ظناً بأنْ تــغــتـــالَ روحَ العُلا     ويُـدفــنُ الإســلامُ فـي بَـلْـــــقَعِ

و يُخنقُ الصوتُ الذي قد عـلا     في عالم الـصـمـتِ بــلا ثــمَّ لا

فـخـيّــبَ الـظـنَّ بــأنَّ الــفـــلا     صــارتْ فـمـاً يـهتفُ لا للدعي

وقال من قصيدة (يوم عاشوراء) وتبلغ (21) بيتاً:

يـوم عـاشـوراءَ يــا يــومَ البكاءْ      كيفَ لا تجري دماً عينُ السماءْ

(كربلا) أمستْ مدارَ المكرماتْ      وهـيَ عنوانُ المعاني السامياتْ

يومَ أن حلَّ بها روحُ الــحـيـــاةْ      فلذا اخـتـيـرتْ مـنـاراً لـلـفـــداءْ

جاءها السبط ليوفي بالـعـهـــودْ      ومـواثـيـقَ بـهـا يـحـيـا الـوجودْ

عاهدَ المختارَ بـالـنـفـسِ يـجـودْ      إن غـدا الـديـنُ أسـيـرَ الـطـلقاءْ

وقال في تخميس قصيدة ابن شهاب العلوي:

فَــبِـــظُـلْمِ فَاطِمَةٍ وَسَـلْبِكَ حَقَّهَا      سُمَّ ابْنُهَا وَبِـ (كَرْبَلا) قُتِلَ ابْنُهَا

فَلأَنْتَ قَـاتِـلُـهَــا وَقَـاتِـلُ نَـسْلِهَا      وَالـسَّـيدَيْنِ اللَّابِسِي حُلَلَ الشَّهَا

دَةِ مِنْ فَريقٍ فِي الشَّقَاوَةِ وَاغِلِ

الشاعر

عادل بن جليل بن كرم البديري الكاظمي، ولد في الكاظمية في أسرة أدبية فهو شقيق الشاعرين جابر وعبد الستار الكاظمي.

حصل على شهادة البكالوريوس من كلية العلوم / قسم الفيزياء عام 1982، هاجر إلى سوريا، وعمل في التدريس فيها كما حضر دروس بعض الأعلام منهم السيد جمال الخوئي، هاجر من سوريا إلى السويد عام 1984 وحصل هناك على الماجستير في الفيزياء النووية في كلية العلوم / جامعة ستوكهولم، وعمل باحثاً على المعجل الألكتروني في معهد الأبحاث الذرية، ثم اتجه نحو الأعمال الحرة.

له أبحاث علمية وأدبية ودينية منها: (أدلة وزن الظلمة)، (شرح الأزرية)، (مظهر العجائب علي بن أبي طالب)، وله من الدواوين: (بيت القصيد ــ ديوان شعر)، (ألف بيت في وليد البيت)، (كنز المدائح النبوية)، (الغديريات)، وقد شارك الشاعر في العديد من المهرجانات والأمسيات الشعرية وخاصة المناسبات الدينية الخاصة بأهل البيت (عليهم السلام)

شعره

الكاظمي شاعر مُكثر وأغلب قصائده مطولة، وبعضها فاقت المائة بيت، وقد نهج في أسلوبه اللغة الرصينة المحافظة على الشعر العربي الأصيل وقد انتقينا نماذج من شعره:

قال من قصيدة في مدح سيد الخلق محمد (صلى الله عليه وآله) تبلغ (35) بيتاً:

هُوَ رَحْــمــةُ اللهِ الَّـتِـي تَـخْـبـو بِــهَا     نِيرانُ غَـيٍّ شَـرُّهُـنَّ كَـــلِـيحُ

وَبِهِ عروشُ الكُفْرِ دُكَّتْ وَانـمَـحَـتْ     وَتَـهَـدَّمَتْ للظَّالمينَ صُـروحُ

وَهُوَ الْمُغيثُ إذا الخطوبُ تَزاحَمَتْ     فَلَنا إلى كَهْفِ الحَبيبِ نُزوحُ

مَـنْ بَـشَّـرَتْ بِـقُـدُومِـهِ التَّوراةُ والـ     إنجيلُ فَالذِّكْرُ الحَكيمُ صَـريحُ

وَبِـدِيـنِـهِ ديـنِ الإلــهِ وَهَــدْيِـــــــــهِ     مـوسـى الكَليمُ مُبَشِّرٌ وَمَسيحُ

وَتَـبـاشَـرَتْ رُسُـلُ الإلـهِ وَمَـهَّــدَتْ     لِـقُـدومِـهِ مَا لا تُحيطُ شُروحُ

فَـجَـمـيـعُـهُـمْ دَانـوا لِـفَـضْـلِ مُحَمَّدٍ     فَـمُـحَـمَّـدٌ لِـلْـمُـرسَلينَ الرُّوحُ

وفيه (صلى الله عليه وآله) من أخرى تبلغ (32) بيتاً:

مَـنْ ذَا يُـدَانِـي خَـيْـرَ مُدَّخَرٍ     لِلْخَلْقِ (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ)؟

وَالنَّاسُ فِي رُعْبٍ وَفِي هَلَعٍ     وَعَلَى الأَكُفِّ مَخَافَةً عَضّوا

مِنْ عُظْمِ مَا يَلْقَوْنَ ظَـامِـئَـةً     مِنْهَا القُلوبُ وَمَا لَهَا بَرْضُ

وَالـكَـوْثَـرُ الـسِّلْسَالُ أَنْتَ لَهُ     سَـاقٍ وَصَـفْوُ نَمِيرِهِ مَحْضُ

مِنْ جَنَّةِ الْـمَـأْوَى رَوَافِــــدُهُ     تَجْري فَيُمْـلأُ ذَلِكَ الْحَوْضُ

مَنْ ذَاقَ مِـنْـهُ شَـرْبَـةً أَمِنَتْ     رِجْلاَهُ أَنْ يَهْوِي بِهَا دَحْضُ

وقال من قصيدة (نهج الكساء) وهي معارِضة لقصيدة البردة للبوصيري وتبلغ (40) بيتاً:

جاءتْ بمدحِ نبيِّ ما لَـهُ مَـثَــــلٌ     فـي الأنـبياءِ رَسولِ العُرْبِ والعَـجَمِ

تَخيَّـرَ اللهُ فـي إبـداعِـهِ صُـــوَراً     يَحارُ في وصفها المختارُ مِنْ كَلِمي

أَحْـيَتْ مآثِرُهُ الدّنيا بما وَهَــبَـتْ     فصَوَّحَـتْ مُـعْـشِباتُ البؤْسِ والعَـدَمِ

تَمثَّلَ الخُلُقُ السّاميْ بـحـضـرتِهِ     مِـمّـا تـفـرّدَ مـِن خِـيـمٍ ومِــنْ شِــيَـمِ

أدنى مَزاياهُ ما أَعْيَتْ حـقـيقـتُها     غَوْصَ العقولِ وجازتْ غايَةَ الهِـمَمِ

فَـذاتُـهُ مِـنْ بـهاءِ اللهِ قد بُرِئَــتْ     تـبـاركَ اللهُ بـاريْ الـخَـلْـقِ مِنْ عَدَمِ

لولا عليٌّ لَـمـا آخـاهُ مِـنْ أحَـــدٍ     هيهاتَ يُقرَنُ نورُ الشّـمْـسِ بـالـظُّلَمِ

نَفْسانِ قد خُلِقا مِنْ جَوْهَرٍ وَهُما     نـورٌ يُـسـبّـحُ رَبَّ الــعَرْشِ في القِدَمِ

وقال من قصيدة (رزية يوم الخميس) وتبلغ (36) بيتاً:

إِذْ قَـالَ طَـهَ هَـلُـمّـوا أَجْـتَـبِـي لَـكُـمُ     وَصِـيَّـةً بِـهُـدَاهَـا تَـهْــتَدي البَشَرُ

هَـاتـوا دَوَاةً وَقِـرْطَـاسَـاً لأَنْـقُـذَكُــمْ     مِنَ الضَّلالِ إِذَا مَا حَاقَتْ الـغِـيَرُ

وَقَبْلَ أَنْ يَنْتَهِي مِنْ قَوْلِهِ انْـتَـفَضَتْ     فِـيـكَ الجَهَـالَـةُ قَـوْلاً كُـلُّــهُ كَـدَرُ

إِنَّ الـنَّـبِـيَّ لَـيَـهْـذِي فِـي مَـقَـالَـتِـــهِ     حَـاشَـا الـنَّبِيّ فَمَا فِي قَـوْلِـهِ نُكُـرُ

لَـوْ كُـنْـتَ تُـؤْمِـنُ أَنَّ اللهَ يَـــأْمُـــرُهُ     لَمَا فَعَلْتَ الَّـذِي حَـارَتْ بِهِ الفِكَرُ

حَارَبْتَ رَبَّكَ فَاسْتَعْدَتْ قُرَيْشُ عَلَى     طَـهَ الـنَّـبِيّ بِمَا بَادَرْتَ فَابْتَدَروا

وَقُلْتَ: حَـسْـبُ كِـتـاب الله يُـنْـقِــذُنا     مِنَ الضَّلالِ فَلاَ خَوْفٌ وَلاَ خَطَرُ

يَـوْمَ الْـخَـمِـيسِ لَقَدْ أَدْمَتْ مَحَاجِرَنَا     رَزِيَّـةٌ فِـيـكَ لاَ تُـبْـقِـي وَلاَ تَــذَرُ

وقال من قصيدة تبلغ (54) بيتاً:

نَاجَاهُ رَبُّ العَرْشِ فَـوْقَ سَـمَائِهِ     فَسِوَاهُ فَوْقَ العَـرْشِ لَمَّا يَعْرُجِ

وَكَـقَـابِ قَـوْسَـيْــنٍ دَنَا مِـنْ رَبِّهِ     بِـجَـلاَلِ عِـزٍّ بِــالـبَــهَاءِ مُتَوَّجِ

أَيُّ الـنَّـبِـيّـيــنَ الأُلَــى سَادوا بِهِ     نَالوا مَقَامَاً كَالْـمَقَامِ الْـمُـدْرَجِ؟

يَا مُوغِلاً شَغِفَاً بِوَصْـفِ مُـحَمَّدٍ     لاَ تَقْصُرَنَّ عَنِ الْمَديحِ الْمُبْهِجِ

قُلْ مَا تَشَا وَاسْـعَــدْ بِأَنَّكَ وَاقِفٌ     بِرِحَابِهِ فَأَطِلْ مَـدَيـحَـكَ وَالْهَجِ

هُوَ رَحْمَةُ البَارِي وَلُطْفُ هِبَاتِهِ     وَغِياثُنَا مِنْ حَــرِّ نَارٍ مُـنْـضِجِ

وقال من قصيدة تبلغ (46) بيتاً:

وَحَـيْـدَرٌ كَـانَ نِـعْـمَ عَــوْنَــاً     فِي سَـاعَةِ الــرَّوْعِ وَالنَّكَالِ

رَبِـيـبُ طَـهَ الـنَّـبِـيِّ حَـامَـى     عَـــنْ أَحْــمَـدٍ أَوَّلَ الأَوَالِي

إِذْ كَــانَ بِـالْـمُـصْطَفَى قَرِينَاً     وَالنَّـاسُ وَالشِّرْكُ فِي عِقَالِ

قَدْ عَاشَ فِي حِجْرِ خَيْرِ رَاعٍ     بِـأَمْــثِـل الـقَـوْلِ وَالـفِـعَـالِ

وَكَـانَ يَـغْـذوُهُ فِـي حِـــــرَاءٍ     بِـالـعِــلْـمِ فِي أَكْرَمِ الْخِلاَلِ

أَسْـلَـمَ قَـبْـلَ الـوَرَى جَـمِـيعَاً     وَجَاءَتْ الـنَّاسُ فِي التَّوَالِي

لَـمْ يَـدْخُـلِ الـدِّينَ بَعْدَ شِرْكٍ     بَــلْ كَانِ بِالدِّيِن فِي اتِّصَالِ

فَـكَـانَ جَـيْـشَ الـنَّـبِــيِّ فرداً     فِـي حَـوْمَةِ الْمَوْتِ وَالنِّزَالِ

قَدْ بَــاتَ يَـفْدِي النَّبِيَّ رُوحَاً     لاَ يَخْتَشِي البِيضَ وَالعَوَالِي

وقال من أخرى تبلغ (61) بيتاً:

رَسُولَ العَالَمِينَ بَلَغْتَ شَأْوَاً     تَضَاءَلَ دونَهُ لِـلـرُّسْلِ شَانُ

وَتَاهَتْ فِيكَ أَفْـكَارُ وَحَارَتْ     بِمَا قَدْ حُزْتَهُ إِنْـسٌ وَجَـــانُ

فَقُرْبُكَ مِنْ إِلَهِ العَرْشِ حَتَّى     عَرَجْتَ لَهُ وَكَانَ لَكَ العَيَانُ

بِعَيْنِ القَلْبِ لاَ عَـيْـنٌ تَــرَاهُ     فَلَـيْـسَ يُـحِـيـطُ خَالِقِنَا مَكَانُ

فَلَيْسَ كَـمِـثْــلِهِ شَيْءٌ تَعَالَى     عَنِ الإِدْرَاكَ يُبْصِرُهُ الْجَنَانُ

وقال من قصيدة (68) بيتاً:

إذْ دَعَا الْهَادِي عَـشِـيرَتَهُ     قَارَبُوا الْخَمْسِينَ فِي الْعَدَدِ

وَبِـمُـدٍّ كُـلُّـهُـمْ شَــبِـــعُـوا     مَـدَّ ذَاكَ الْــمُـدَّ بِــالْـمَـــدَدِ

مُظْهِرَاً فِـيـهِـمْ كَـرَامَـتَـهُ     مُـنْــذِرَاً لَـمْ يَـلْــقَ مِنْ سَنَدِ

كُــلُّـهُـمْ أَبْـدَوْا تَأَبُّــدَهُـــمْ     وَنَأَوْا عَنْ نَصْرِ ذِي السُّدَدِ

لَـمْ يُـجِـبْـهُ غَـيْـرُ حَيْدَرَةٍ     مِـثْـلُـهُ الآمَــالُ لَــمْ تَــلِــــدِ

أَحْدَثُ الْحُضَّارِ سَادَ بِهِمْ     ذَاكَ فَـضْلُ الوَاهِبِ الأَحَـدِ

فَــغَـدَا لِـلْـمُصْطَفَى سَنَدَاً     وَوَزِيــرَاً خَـيْـرَ مُـعْـتَـمَـــدِ

وَوَصِــيَّــاً خَـتْـمُ بَـيْـعَـتِهِ     يَوْمَ خُمٍّ خَابَ ذُو الْـجَـحَــدِ

وقال من قصيدة تبلغ (26) بيتاً:

هُوَ طَهَ الـمُـصْطَفَى مَنْ حُبُّهُ     كَانَ لِلْجَنَّةِ أَرْجَى مِـنْ سَـبَـــبْ

حُبُّهُ حُبُّ ذَوِي القُرْبَى الْأُلَى     حُبُّهُمْ فَرْضٌ عَلَى النَّاسِ وَجَبْ

مَـنْ أَتَــى اللهَ بِـهِـمْ يَـوْمَ اللِّقَا     فَـمِـنْ الـكَـوْثَـرِ مَـوْفُورًا شَرِبْ

وَلِمَنْ يَـصْـدِفْ عَـنْ سَـمْـتِهِمُ     وَلَهُمُ بِالبُغْضِ وَالحَرْبِ نَصَـبْ

فَـعَـلَـيْـهِ لَـعْـنَـةُ اللهِ اقْـتَـضَتْ     خَــيْــبَـةً تُــورِدُهُ ذَاتَ لَــهَــــبْ

وقال من أخرى تبلغ (46) بيتاً:

وَلَـمّـا دعـاهـمْ يَـوْمَ خُـمٍّ نَـبِـيُّــهُـــم     يُـنَـاديـهِـمُ وَالِـبـيـدُ تُـمْــلَأُ بِالْحَشْدِ

بِـقَـولٍ لَـهُ فِـي مَـسْـمَـعِ الدّهْرِ رَنَّةُ     عَلَىٰ رَغْمِ عمرٍو إِنْ تَنَكّرَ أَوْ زَيْدِ

فَـمَـنْ كُـنْــتُ مَــوْلاَهُ فَــهَـذَا وَلِـــيُّهُ     وَلَيْسَ سِوَاهُ لِلْخِلاَفَةِ مِـنْ بَـعْــدِي

فَمُدّتْ لَـهُ الأَيْـدي إِلَــىٰ أَخْـــذِ بَيْعَةٍ     لِـتَـسْـلَـمَ مِنْ أمْتِ الغِوَايةَ وَالصَّدِّ

أَلاَ لاَ رَعَىٰ الشُّورَىٰ الَّتِي يَدّعونَهَا     وَقَدْ أَقْـبَرَتْ حَقَّ الوَصِيّةِ فِي لَحْدِ

وَلَـمْ تَـرْعَ لِـلـقُـرْآنِ نَـصّـاً مُـؤَكّــداً     فَـعَـادَتْ بِـوَجْـهٍ بِـالـضَّلاَلةِ مُسْوَدِّ

وقال من أخرى تبلغ (58) بيتاً:

لاَ أَرْتَجي الدَّهْرَ يَوْماً أَن يُـسَـالِـمَني     وَآلُ أَحْـمَـدَ بِـالأَرْزَاءِ يَــرْمـيــهَــا

آلُ الرَّسُول وَهُـمْ أَهْـلُ الـكِـسَا وَبِهِمْ     بَاهَى الْمَلائِكَ فَوْقَ العَرْشِ بَـاريهَا

هُـمْ حَـيْـدَرُ الطُّهْرِ وَالزَّهْرَاءُ فَاطِمَةٌ     وَالْـمُـجْـتَـبَـانِ مِـنَ الـدُّنَـيـا لِهَاديهَا

رَيْــحَـانَـتَـا أَحْــمَـدٍ أَبـنَـاءُ زَهْــرَتِــهِ     خَيْرُ الوَرَى بَعْدَهُ مَنْ ذَا يُـدَانـيهَا؟

مَن أَنْــزَلَ اللهُ فِـي الـقُــرْآنِ حُـبَّـهُـمُ     فَرْضاً عَلَى النَّاسِ دَانِيهَا وَقَاصِيهَا

مَنْ أَذْهَبَ الرِّجْسَ عَنْهُـمْ ثُمَّ طَهَّرَهُمْ     مِـنْ كُـلِّ مُـوبِـقَـةٍ لُـطْـفـاً وَتَـنْزِيهَا

سَـادُوا الـبَـرِيَّـةَ فِـي عِـلْمٍ وَفِي عَمَلٍ     سَلِ الْمَكارمَ مَنْ أَزْجَى غَوَاديـهَا؟

عِـدْلُ الـكِـتَـابِ وَلَـوْلا سَـيْـبُ نَائلِهِمْ     لَـمْ يَـرْعَوِ النَّاسُ عَنْ غَيٍّ يُدَاجيهَا

الـنَّـاطِـقـونَ إِذَا آيَــاتُــهُ صَـمَـتَــــتْ     وَالــرَّاشِـدونَ إِلَى أَقْصَى مَرَاميهَا

قَدْ خَـصَّـهَـا اللهُ بِـالـقُرَآنِ إِذَا وَرِثَتْ     أَجْـرَ الـرِّسَـالـةِ عَنْ فَخْرٍ لِيَجْزيهَا

وَهُـمْ إِلَــى اللهِ أَبْــوَابٌ مُـفَـتَّــحــــةٌ     وَبـابُ حِـطَّـةَ فِـي أَمْـنٍ تُـحَـــاكيهَا

فُلْكُ الأَمَانِ لأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ غَرَقٍ     تَـبَـارَكَ اللهُ مُــجْـريـهَــا وَمُرْسيهَا

وقال من أخرى تبلغ (40) بيتاً:

جَـنَّـةُ اللهِ الَّـتِـي نَـحْنُ بِهَا     حُـبُّ طَـهَ مَـنْ بـهِ نُــوحٌ نَجَا


إنْ عَصَا آدَمُ يَوْماً فَـغَوَى     وَمِـنَ الْـجَـنَّـاتِ لَـمَّـا أُخَـرِجَا


فَـلَـقَـدْ تَـابَ عَـلَـيْهِ اللهُ إِذْ     لاَذَ بِالْهَادِي الرَّسُولِ الْمُرتَجَى

وَبهِ النَّارُ غَدَتْ بَرْدَاً وَقَدْ     كَـادَ إِبْرَاهيمُ يُصْلَى الـوَهَـجَـا


وَبِهِ قَدْ سَارَ مُوسَى آمِـناً     خَـوْفَ فِـرْعَـوْنَ فَـشَقَّ اللُّجَجَا

وَبِـهِ عـيـسَى تَسَامَى آيَةً     كَــلَّــــمَ النَّاسَ صَبِيّاً يُـنْـتَـجَـى


وَلَهُ كُلُّ الْـبَـرَايَـا التَجَأَتْ     فَهْوَ لِـلْـخَـلْـقِ جَـمِـيـعــاً مُلْتَجَا


وقال من قصيدة في مسلم بن عقيل (عليه السلام) تبلغ (50) بيتاً:

سَرَىٰ ابنُ عقيلِ الْخَيْرِ ذُو الفَضْلِ مُسْلِمٌ     رَسُولَ هُـدىً يَجْلو ظَلامَ الغَياهِبِ

رَسـولَ هُــدَىً عَـنْ سِـبْـطِ طَــهَ مُـجَـلِّياً     حَـقـائـقَ نَهْجِ الحَقِّ عَنْ كُلِّ رائِبِ

إِلَـىٰ الـكُـوفَـةِ الْـحَـمْراءَ مِنْ أرضِ مكّةٍ     فَسُبْحَانَ مَن أسْرىٰ بِخَيْرِ الرَّكائِبِ

لـيـأخُـذَ مِـنْـهَـــا العَهْدَ فِي نَـصْـرِ ديـنِـهِ     وَإِرْجَاعَ حَـقِّ اللهِ مِنْ كُلِّ غَاصِبِ

أتـىٰ مُـسْـلِـمٌ وَالـرّشْــــــدُ حـادٍ رِكــابَـهُ     إِلَىٰ مَجْمَعٍ ظـامٍ إِلَىٰ الرُّشْدِ سَاغِبِ

وقال من قصيدة تبلغ (38) بيتاً:

خَيْرُ الـنَّـبـيـينَ والْهَادي لِشِرْعَتِهِ     وَمُنقذُ الْخَلْقِ يـومَ الْــحَـادِثِ الْـجَــلَــلِ

فَاقَ الْخَلائِقَ فِي ذَاتٍ وَفِي صِفَةٍ     وَفِـي خَــلائِــقَ لَــمْ تُــدْرَكْ وَلَمْ تُـنَـلِ

أيُّ النَّبيينَ يَـسْـمُـو فَـوْقَ رُتْـبَـتِـهِ     وَهْوَ الُمَرَبِّي لَـهُـمْ فِــي الْـعِلْمِ والْعَمَلِ

كَانَ الشَّهيدَ عَلْيهِمْ يَوْمَ مَحْشَرِهِـمْ     وَهْوَ الـشَّـفـيــعُ لَهُمْ فِي سَـاعَةَ الْوَهَلِ

لَهُ الْـحِسَابُ وأَمْرُ الْحَشْرِ فِي يَدِهِ     والْـحَـوْضُ ثُـمَّ اللِّوَا وَالنَّاسُ فِي ذَهَلِ

يومٌ بِهِ تَـفْـزَعُ الأمْـلاكُ قَـاطِـبَــةً     والإنسُ والْجِنُّ مِنْ خَوْفٍ ومِنْ وَجَلِ

إِلَى النَّبيِّ ابْنِ عَبْدِ اللهِ مَنْ كَمُلَتْ     بِـهِ الـنُّـبــوَّةُ قـبـلَ الْـخَــلْقِ فِي الأَزَلِ

وقال من أخرى في أمير المؤمنين (عليه السلام) تبلغ أكثر من مائة وخمسين بيتاً:

لَا فَـتَـى إِلَّا عَــلِـيُّ فِي الْوَغَى     جَـاءَ جِـبْـرِيلُ بِـذَا نَـصّـــاً جَـلِيَّا

لَسْتُ أَنْسَاهُ وَحَـوْلَ الْمُصْطَفَى     أَشْجَعُ الْفُرْسَانِ قَدْ أَضْحَوْا جُـثِيَّا

وَابْنُ وَدٍّ لِــلــــرَّدَى يَـدْعُـوهُـمُ     يَمْلَأُ الرَّعْبُ الْفَضَاءَ الْأَرْحَــبِـيَّا

مَنْ لَهُ؟ نَادَى النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى     وَ(لَقَدْ أَسْــمَـعْتَ لَوْ نَادَيْـتَ حَيَّا)

وَلُيُوثُ الْغَابِ رُعْـبـاً رَبَـضَتْ     وَهَمِيسُ الـذُّلِّ أَصْـفَـاهُـــمَ نَـجِيَّا

وَابْنُ وَدِّ مِثْلُهُ الْـمَوْتُ انْـبَـرَى     هَـاتِـفـاً يَـدْعُـو فَـمَـا يَـلْـقَى كَـفِيَّا

هَازِئاً فِيهِمْ يُـنَــادِي مِـنْ يُــرِدْ     مَـوْرِدَ الْـجَـنَّــاتِ فَـلْـيَـقْـــدِمْ إِلَيَّا

وَتَرَى الْقَوْمَ سُــكَـارَى شَرِبُوا     كَأْسَ ذُلِّ الْخَوْفِ لَا كَأْسَ الْحُمَيَّا

وَإِذَا صَـوْتُ عَـلِـيٍّ مُـفْـــــزِعٌ     رَهْـبَـةَ الْـمَـوْقِـفِ قَـدْ لَـبَّى النَّبِيَّا

يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّـــي كُـــفْــــؤُهُ     وَسَـتَـلْـقَـانِـي الْـهُـمَـامَ الْــهَاشِمِيَّا

قَـالَ قُـمْ وَاسْـتَـنْـقِـذِ الـدِّيـنَ فَقَدْ     كُـنْتَ فِي نَصْرِ الْهُدَى بَرّاً وَفِيَّا

بَـرَزَ الْإِيْـمَـانُ لِـلـشِّــــرْكِ وَقَدْ     صَـدَّقَ الْـمَـوْتُ الْحُسَامَ الْعَلَوِيَّا

كَـبَّـرَ الـسَّـيْـفُ بِـــرَأْسٍ طَالَمَا     حَـارَبَ الـتَّـوْحِـيدَ شَيْطَاناً غَوِيَّا

وقصائد الكاظمي في أهل البيت (عليهم السلام) كثيرة جداً لا يمكن ذكرها كلها في هذا المقام ونختم هذه النماذج من قصائده بقطعة من ملحمته (ألف بيت في وليد البيت):

مَنْ عندَهُ الحوضُ في يوم المَعادِ ومَنْ     لراية الـحَمْدِ عــند الحشرِ يُعليها

يا مَن لهُ الصّحْبُ والأعداءُ قد شَهِدتْ     بـأنّـه مِــن شِــمامِ الفَضْلِ سانيها

أتـيـتُ فـضـلَـكَ أسـتـسـقـي إذا ظَمِئَتْ     نفسي فمن كأسِكَ الأوفى تُوافيها

وللـشـفـاعـةِ أنْ أرقـــــــى لـبُـغْـيَـتِـهـا     فأنتَ لو شـئـتَ للنـيـرانِ تُطفيها

ألقيتُ رَحْلي وحاجاتي يَـضـيـــقُ بهـا     سواكَ إنّــك للحاجـاتِ تَقضيهــا

أرجو المماتَ عـلـى عـهدِ الولاءِ لكـمْ     حتـى أنـالَ مِـن الجـنّـاتِ عاليها

...........................................................

1 ــ ترجمته وقصائده عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 4 ص 5 ــ 23 / موقع شعراء أهل البيت / موقع بوابة الشعراء

كما ترجم له

عبد الرحيم الغراوي / معجم شعراء الشيعة ــ المستدرك ج 21 ص 205 ــ 208

كاتب : محمد طاهر الصفار