553 ــ طاهر سعيد الموسوي (1341 ــ 1420 هـ / 1923 ــ 2001 م)

طاهر سعيد الموسوي (1341 ــ 1420 هـ / 1923 ــ 2000 م)

قال من قصيدة في رثاء السيد مهدي الشيرازي تبلغ (22) بيتاً:

وحـفظتَ حائرَ (كربلاءَ) بــثـلّةٍ      لبّتْ فـلمْ تؤوِ الكفورَ المُلحدا

ماذا أعـدِّدُ مـن مــزاياكَ الــتـي      جـعـلـتكَ كهفاً للأنامِ ومُقتدى

فارحلْ قريرَ العينِ للفردوسِ إذ      أدّيتَ للناسِ الرسالةَ والهُدى (1)

الشاعر

السيد طاهر بن سعيد الموسوي، خطيب وشاعر، ولد في الكاظمية ودرس عند علمائها الأعلام ثم هاجر إلى النجف ودرس فيها الفقه والأصول ثم عاد إلى مسقط رأسه حتى وفاته.

قال عنه الشيخ حيدر المرجاني: (أخذ الخطابة بنفسه لنفسه، وما إن برز فيها حتى طلبه بعض أخوانه من بعقوبة لما رأوا من كفاءته المنبرية فرقى الأعواد، وأخذ يخطب في بعض المجالس حتى أصبح ــ وهو شاب ــ من شباب الخطباء المرموقين الأفاضل، الذين كرسوا أوقاتهم للدرس والتدريس والمطالعات الكثيرة من شتى بطون الكتب التاريخية والأدبية والأثرية والعلمية والفقهية، وأضاف إلى فضيلته فضيلة الأدب، حتى أصبح شاعراً مرموقاً ...) (2)

أصدر السيد الموسوي كتابين باسم مستعار هو: (سيف الدين العلوي الموسوي)، والكتابان هما:

أمثال القرآن ــ بغداد 1960

رمز الإيمان في الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة (3)

شعره

قال من قصيدة في رثاء الشيخ محمد علي اليعقوبي تبلغ (40) بيتاً وفيها يتطرق إلى مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

هـيّـا بـنـي الإسـلامِ روحُ مــحــمدٍ      هتفتْ بكمْ وهوَ الرسولُ المُقتدى

أو تـتـركـونَ نـبـيَّـكـمْ وكــتــابَـــــه      يـدعـوكـمُ أفـــلا تــلــبُّــونَ الندا

أولا تـرونَ الـداءَ شــتَّــتَ شـمـلَـكمْ      وهيَ المبادئُ غير مـبـدأ أحمدا

ذاكَ الذي رصَّ الصفوفَ ووحَّدَ الـ     آراءَ إذ لـــولاهُ لــنْ تــتـــوحّـدا

حــيِّ الـغـريِّ وحــيِّ كـلَّ مُـجـاورٍ      قبراً تـضـمَّـنَ جوفُه بدرَ الهدى

بـطـلٌ ثـوى فـيـهِ فـطـأطـأ عندَه الـ     أبطالُ إذ خـرُّوا خـضوعاً سُجَّدا

أعـنـي الـوصـيَّ إمامَ كلِّ مـجـاهــدٍ      لذوي الضلالةِ قطّ لا يُعطي يدا

وقال من قصيدة (جبلت على التوحيد كل نفوسنا) وتبلغ (60) بيتاً:

أنا مَـن أنـا حـتـى أقـولُ أنــا وهـــلْ      أدركـتُ إنّي لا أزالَ غــريــقـا

يـا جـاهـلاً بـالـنـفـسِ لـسـتَ بمُدركٍ      شيئاً دعِ التغريبَ والتشــريـــقا

واعـلـمْ بـأنَّ الـكـونَ مـصنــوعٌ وقد      أنشاكَ مِـن قـد أنـشـأ الـعيُّـــوقا

هـيَ حـكـمـةٌ فــي الــكــلِّ دلّتنا على      أمـرٍ تـجـاوزَ سـرُّه الــتـدقــيـقا

أأحـومُ حـولَ حــقــيــقـــةٍ وضَّـــاءةٍ      مثلَ الفراشةِ لا أخـافُ حريـــقا

تـفـنـى الـحوادثُ وهيَ تبقى لمْ تزلْ      بوجودِها الذاتـي تُنيرُ شــــروقا

والـكـونُ لـيـسَ بــمـوجــبٍ لــكـــنّه      بـالاخـتـيـارِ قــد انثنى مخــلوقا

والـلـطـفُ مـنــه واجــبٌ ومـحـتّـــمٌ      ولـذاكَ أرســـلَ داعـياً موثــوقا

بـعـثَ الـنـبـيـيـنَ الـكـرامَ لـيُـرشدوا      هـذي الأنــامَ ويرفعوا التفــريقا

ويـهــذّبوا الأخـلاقَ فـي أديــانِــهــمْ      ويـمـزِّقــوا جيشَ الشقا تمـزيقا

ويكافحوا الـطـغيانَ والـتـرفَ الـذي      كمْ راحَ ينشرُ في البلادِ فـسوقا

ويـحـاربـوا جـيـشَ الـتفرعُنَ والأنا     نـيـاتِ إذ مــرقـوا هناكَ مُـروقا

ما الأنـبـيـاءُ ســوى دعــاةِ مـبــادئٍ      جـاءتْ تُـحـرِّرُ للشعوبِ رقـيقا

ما الأنـبـيـاءُ ســوى دعــاةِ تــحــرُّرٍ     جـاءتْ تـفـكُّ من القـيودِ وثــيقا

فــي جـوهـرِ الـتـوحــيـدِ كــلٌّ واحدٌ      تأبـى مـبـادؤهمْ هنـاكَ فـــروقا

وخـتـامُـهـمْ خــيــرُ الأنــامِ مُــحــمدٍ      مَـن طـبَّـقَ الـدنيا هدىً تطـبيقا

نــورُ الــنـبـوُّةِ زاهــرٌ بـجـبـيـنِــهــم      وهـوَ الـمُـحـلّــقُ لـلعلى تـحليقا

سـمـعـاً رسـولَ اللهِ مـنّـي مــدحــــةً      إذ لـمْ أزلْ لـكَ يا رجايَ رقـيقا

أنـا فـي هـداكَ أبـا الأطـايـبِ مُغـرمٌ      إذ أنـتَ للضعفاءِ صُنتَ حـقوقا

حجرُ المجاعةِ كمْ شددتَ لـيـعـلـمـوا      أنَّ الـتـجـشّــأ يـستحيلُ حــريقا

زهَّــدتـنـا فـي هـذهِ الــدنـيـا لــكـــيْ      نـحـوَ الـمـعالي نستبينَ سُـمـوقا

وحَّـدتـنـا صـفّـاً وقـلـتَ تــواصـلــوا      إيَّـاكـمُ الـتـزويـرَ والـتـزويـــقـا

تـاللهِ لـو سـرنا عـلـى الـنـهــجِ الذي      عـبَّـدتَـه لـلـمـسـلـمـيــنِ طـريقا

ما كـانَ فـوقَ الأرضِ غــيـرَ موحِّدٍ      ومُـصـدِّقٍ لـكَ سـيـدي تـصديقا

وغـدا لـواءُ الـمـسـلـمـيـنَ مُـرفــرفاً      في الأرضِ بل لتـناولوا العيُّوقا

أنـتَ الـغـنيُّ عن امـتـداحـي سـيـدي      بعدَ امتداحٍ في الـهدى لكَ سِيقا

الآيُ تهـتـفُ فـي الــثـنــاءِ عليكَ ما      مدحي أليسَ مديـحيَ الـمـسبوقا

بمدائحٍ في الذكرِ شـعَّ لـهـا ســنـــــاً      منه يرى المستـبصرونَ بـريقا

لـكـنْ يـهـونُ الـخــطبُ أنّكَ تقبلُ الـ     ـنزرَ اليسيرَ فـزادني تـشـويـقـا

يـــا مَن حباهُ اللهُ مِـن بـيـنِ الــورى      خُـلـقاً عظيماً فـي الكتابِ رقيقا

مِـن مـعـجـزاتِــكَ حيدرٌ مَن لمْ يزلْ      لكَ نـاصـراً ومُــؤيِّــداً وشـقـيقا

أعظمْ بمَنْ كشفَ الكروبَ وذادَ عن      ديـنِ الـهـدى الـتزويرَ والتلفيقا

فـهـوَ الـخـطـيـبُ الـفـذّ يومَ خطابِهمْ      مَن مثلُ حيدرَ يُخرسُ المنطيقا

وأخـو الـزهـادةِ والــعـبـادةِ والـنّهى      كـمْ قـدْ هـدى فـي نهجِهِ زنديقا

يـا ربِّ ثـبِّـتـنـا عـلـى حـبِّ الألـــى      طـوّقــتـنـا بـولائِــهـمْ تـطــويقا

يا ربِّ لا نــرضــى ســواهـمْ قـادةً      يـسـقـونَـنـا يــومَ الظماءِ رحيقا

.................................................

1 ــ ترجمته وشعره عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 3 ص 423 ــ 433

 2 ــ خطباء المنبر الحسيني ج 3 ص 104

3 ــ المطبوع من مؤلفات الكاظميين للدكتور مفيد آل ياسين ص 53

كاتب : محمد طاهر الصفار