زهير أحمد الجاف (ولد 1375 هـ / 1956 م)
قال من قصيدة في رثاء سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعنوان (بانت ضحى) وتبلغ (39) بيتاً:
حيثُ الحسينُ مُرمَّلٌ في (كربلا) وتوزّعتْ لصفاحِها الأشلاءُ
ونـسـاءُ بـيـتِ اللهِ تـدفـعُ ضُـرَّها بـدمـوعِـهـا وتـجيرهنَّ نساءُ
وتدرُّ حالبةُ القنا لرضـيـعِـهـــــمْ لـمّـا جـفـاهُ الـصدرُ والأثداءُ (1)
الشاعر
زهير بن أحمد بن جواد الجاف الكاظمي، ولد في الكاظمية المقدسة من عائلة كردية الأصل نزحت إلى الكاظمية عام (1850)، درس الجاف في بداية حياته الفقه واللغة العربية في مساجد مدينته على يد أعلامها من العلماء أمثال الشيخ محمد حسن آل ياسين، والشيخ محمد صادق الخالصي، والشيخ حامد الواعظي.
كما واصل دراسته الرسمية فحصل على البكالوريوس في هندسة الري والمكائن، وهو يعمل موظفاً في وزارة الموارد المائية، وله مشاركات شعرية في المهرجانات والاحتفالات.
شعره
قال من قصيدته في السيدة الزهراء (عليها السلام):
إنــســيــــةٌ حـــــوريــةٌ عــقــبــيـــةٌ خـيـفـيـةٌ شـجـريةٌ زهــــراءُ
هـيَ سرُّهُ المذخورُ فـــي ألـــواحِــهِ قبلَ الوجودِ مــواثـــقٌ وولاءُ
وعـلـى ولايـــتِــها الشريفةِ قدْ خلتْ أممٌ وأرستْ باسـمِـها العلياءُ
وهيَ الزكيةُ مِن زكيِّ ضـــيــــائِــهِ ومِــنَ الـجـلالــةِ عفّةٌ ونــقاءُ
لم يحتـمـلْ نـورَ الـــبـــــتــولــةِ آدمٌ إلّا الــنـبـيُّ فـنــورُهـمْ أكـفاءُ
فــتــقـــابلَ النورانِ في المجدِ الذي فــيــهِ تـجـلّــتْ ســادةٌ نجـباءُ
هيَ محتوى القرآنِ يسري في الدنا سـورٌ بـهــا قـد تمَّتِ الأجزاءُ
هيَ حجَّةُ اللهِ الـــعظيمةِ في الورى لــلأنــبــيـا والأوصياءِ سواءُ
فـلـهـا ووالــدِهــا الــنبيِّ وبعلِها الـ ـضـرغــامِ وابنيها أفاءَ كساءُ
ومنها:
وهيَ الـمـجـاهـدةُ الـتـي ثارت على حكمِ الطغاةِ وما رموا وأساءوا
فـعـلـيـهِ كـانَ قــرارُهــمْ إحــراقَـها فـسـعـوا ولـم يـثـنـيـهمُ استحياءُ
فاسـتـسـلـمـتْ للهِ مـا يـقـضـي بـــهِ لـكـنّـمـا أعــيــا الـجـنـيــنَ نداءُ
ولها بوجــنــتِــها الــكـريـمةِ لطمةٌ والـضـلـعُ أخـفـقَ جــانبيهِ حناءُ
وإذا نـسـيـتُ فكيفَ أنسى مسمــراً قد غارَ والصدرُ الشـريفُ دماءُ
وإذا بـهِ الـمـسـمـارُ يــصــبـحُ نبلةً فـيـحـزُّ نـحـراً كـالـهلالِ وِضاءُ
هيَ نفسُ تلكَ النارِ أضحتْ تلتظي بيتَ الحسينِ وفــعــلــةٌ نــكراءُ
وقال من قصيدة (مضى لله) وهي في الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (35) بيتاً:
مـضـى للهِ يـحـتـمـلُ الـعــذابا ولـيـسَ سـوى الـحـسـينِ له أجابا
أجابَ لهُ وكلُّ الخلقِ صـمـتٌ لـمـسـألـةٍ لـهـا ارتــهـبـوا ارتهابا
فـمَـنْ للهِ يــقــري كــلَّ شـيءٍ ولا يـرجـو سـوى مــنـه الــثوابا
بلى، قالَ الحسينُ بكلِّ عــزمٍ وليسَ سوى الجليلِ وعى الخطابا
فروحُ محمدٍ هيَ مَن أجابـتْ ولـكـنَّ الــحـسـيـنَ لـهـا اســتــنابا
هما جسدانِ والروحانُ روحٌ بـهـا روحُ الــعُــلــى والقدسِ ذابا
فـكـانَ لـربِّــه ســرٌّ عـظـيـمٌ وصـدرٌ لـلـدُّنـا الـعـجـبَ الـعـجابا
وقال من قصيدة (حيرى تخوض) وهي في سيد الشهداء (عليه السلام) وتبلغ (33) بيتاً:
يا أيّها السبطُ الـذبـيـحُ دمــاؤهُ أشـفـتْ سـقامَ الدينِ والحرماتِ
أيـمـوتُ مـثـلـكَ ظامئاً وبكـفّه هرقتْ عيونُ الغيثِ والقطراتِ
يبقى الفراتُ أمامَ ظلّكَ حائراً ومـياهُه حـسـرى لـمـاءِ فـراتِ
ويـدٌ مـخـضَّـبةٌ تشيرُ وأصبعٌ تـمـتـدّ مـخـبـأةً عـيـونَ خــــباةِ
وعلى القناةِ تُـدارُ هـامٌ إنّـهـا هـامُ الـرسـولِ تُــدار فـوقَ قـناةِ
وقال من قصيدة (نطق الجرح) وتبلغ (26) بيتاً:
لــثــرى الــطــفِّ دمــــاءٌ هُـــدرتْ قـطـرةٌ عــادلـــتِ الكونَ ثقالا
قـتـلـوا ســـاداتِـــهـــا فـــي لــيــلــةٍ حرَّمَ اللهُ على الــخـلـقِ الـقتالا
قـتـلـوا الــخــيــرَ الــــذي أنـــزلــه لـلورى مـن لـطــفِهِ اللهُ تعالى
أيُّـهـا الـسـيـفُ أفِــقْ مــن غــفـــلةٍ واهجرِ الغمدَ انتحاراً وانتحالا
كـيـفَ أطـبـقـتَ عـلـى الـنـحرِ لقىً أو مــا تـدري به القـدسُ أهالا
أو ما تستافُ طيبَ الــمـصـطــفى وبــهِ ريــقُ الــنـبـيــيـــنَ تلالا
أو مــا تــدري بــهِ اللهُ احــتــــوى رســلَ الـخـيــرِ هــلالاً فهلالا
وهوَ عقبُ المصطفى والمرتضى مـنـه فـي ذريَّــةٍ بــثــوا رِجالا
هُـمْ رجـالُ اللهِ أعـلـى رتــبـــــــةٍ وهُـمُ الـعـتـرةُ أزكـى الخلقِ آلا
........................................................
1 ــ ترجمته وشعره عن: موسوعة الشعراء الكاظميين ج 3 ص 122 ــ 129
اترك تعليق