530 ــ محسن الجبوري (ولد 1384 هـ / 1964 م)

محسن الجبوري (ولد 1384 هـ / 1964 م)                         

قال من قصيدة (وجه الله) وتبلغ (38) بيتاً:

ناءٍ بأقصى الأرضِ جسمي والحشا      في (كربلاءَ) لدى غـريـبِ الدارِ

أبـكـي الـحـسـينَ أخالُ دمعيَ مُطفِئاً      حُرَقي فيغدو الدمعُ زيتَ أواري

أنّـــى وأمــلاكُ الـسـمـاءِ وفــودُهــا      تـبـكـي بـلـيـلٍ عــنــده ونــهـــارِ (1)

ومنها:

وإذا نـسـيـتُ فـلـسـتُ أنـــسـى زينباً      بـنـتَ الـبـتولِ سليلةَ الأخيارِ

إيـمـانُ فـاطـمـةٍ وصــــبــرُ مــحـمّدٍ     وإبـا الـحـسينِ وهيبةُ الكرَّارِ

وسـماحةُ الـحسنِ الـزكـيِّ وعـزمُـه     وشجاعةُ الـمـنـعوتِ بالطيَّارِ

وقفتْ كأصلبَ ما تكونُ بـ (كربلا)      وصمـودُها سرٌّ مِن الأسرارِ

تـحـمـي الـفـواطـمَ والعليلَ وحولها      جـيـشٌ مـن الـكـفَّارِ والفجَّارِ

ومنها:

للهِ صـوتُـكَ لــلأبــاةِ دلـــيــــلـــهـــم      للهِ قـبـرُكَ كــعــبةَ الزوَّارِ

أعليتَ من دمِكَ الطهورِ بـ (كربلا)      أبدَ الزمانِ منارةَ الأحرارِ

هــذا ضـريـحُـكَ جـنَّـةً قــدســـيــــةً      لـلـعـالـمـيـنَ يشعُّ بالأنوارِ

ومنها:

هيَ (كربلا) وهنا مناخُ ركابِنا      وقـبــورُنــا فـيـها محلَّ مزارِ

يا سيِّدَ الشهداءِ أنتَ من الهدى      روحُ الـنبيِّ ومنه رأسُ فخارِ

بـل أنـتَ وجهُ اللهِ والسرُّ الذي      مـا فـضَّـه خـبـرٌ من الأخبارِ

الشاعر

محسن بن عبود بن كاظم بن عبيد الجبوري، شاعر وصحفي، ولد في الحلة، وتخرج من كلية الآداب جامعة بغداد / قسم اللغة العربية، عام 1989 ، عمل في الصحافة ثم هاجر إلى الأردن وعمل في الصحافة حتى عام 2005 ليغادر  إلى أستراليا.

صدرت له مجموعة شعرية في عمّان بعنوان:

تأشيرة دخول إلى خارج العمر ــ 2000

وله مقالات كثيرة في الشأن الثقافي والسياسي الإسلامي، وأجرى العديد من الحوارات مع شخصيات من مختلف أنحاء العالم الإسلامي وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات والأمسيات الشعرية والثقافية.

شعره

قال من قصيدته:

كـمْ ذا يُـعـلـلـنـي الـخـيــــالُ الــساري      نـاءٍ وأكـنـافُ الـطفـوفِ جواري

ناءٍ بأقصى الأرضِ جـسمــي والحشا     في (كربلاءَ) لـدى غـريـبِ الدارِ

أبـكـي الـحـسـينَ أخـالُ دمــعيَ مُطفِئاً     حُرَقي فيغدو الدمـعُ زيتَ أواري

أنّـــى وأمــلاكُ الــسـمـاءِ وفــودُهــــا     تـبـكـي بـلـيـلٍ عـــنــده ونــهـــارِ

أنَّـى وواعــيـةُ الــحـسـيـنِ تــرنُّ فــي      سـمــعِ الـدهــورِ بـلـوعةِ استعبارِ

ما بينَ معتركِ الـصفوفِ وبين مُـــشـ     ـتَـبَـكِ الـسـيــوفِ وقِـلَّـةِ الأنـصارِ

آلـى يُـحـامـي ثــابـتـاً عـن ديـــــنِــــهِ      لـمَّـا دعـوه لــــذلّــــةٍ وصــغــــارِ

كـالـطـودِ لــمْ تُـرعِ الـحـشودُ جـــنانَه      يـحـكـي أبـاهُ بــــلــــجَّـــةِ الأقـدارِ

مستوحدٌ رهـنَ الـحـتـوفِ وصــوتُــه      مـا زالَ لــلأحــرارِ رمـزَ شـعــارِ

(الـمـوتُ أولــى مـن ركـوبِ الـعــارِ      والـقـتـلُ أولـى مـن دخــولِ النارِ)

حـتـى قـضــى ظـمـأ يـجـودُ بـنــفسِه      مـا بـلَّ مُـهـجـتَـه الـفراتُ الجاري

يـومٌ بـهِ فُــجِـعَ الـنـبـيُّ وآلـــــــــــــه      بـالـسـبـطِ يـشـخـبُ بـالـدمِ الـمـوَّارِ

والـطـيـبـيـنَ على الثرى مــن حـولِه     مُــتــرمِّــلــيــنَ فــدوهُ بــالإيــثـــارِ

والمرخصينَ الروحَ أنــصارُ الـهدى      نـصـروا الـحـسـينَ وعترةَ المختارِ

والـطـهـرُ زينُ العــابدينَ مُـكــابـــداً      مـرضـاً ومـحـنـةَ نـسـوةٍ وصِــغـارِ

رِيعوا بـلا حـامٍ فــــكــانَ مــــلاذَهم      وحِـمـاهــمُ فـي رحـلــةِ الأخــطــارِ

وإذا نـسـيـتُ فـلـــسـتُ أنـسـى زينباً     بـنـتَ الـبـتـــولِ سـلـيـلـةَ الأخـيــارِ

إيـمـانُ فـاطـمـــةٍ وصــبــرُ مــحـمّدٍ     وإبـا الـحـســيــنِ وهــيــبــةُ الكرَّارِ

وسماحةُ الـحــسنِ الـزكـيِّ وعـزمُـه     وشــجــاعــةُ الـمـنـعـــوتِ بـالطيَّارِ

وقفتْ كأصــلبَ ما تكونُ بـ (كربلا)     وصــمـودُهــا سـرٌّ مِــن الأســـرارِ

تـحـمـي الـفـــواطـمَ والعليلَ وحولها     جـيـشٌ مـن الـكـفَّـــارِ والــفــجَّـــارِ

حـرقـوا الـخـيـــامَ عـلى بناتِ محمدٍ      فـــذُعِــرنَ فــي الــبـيـدا بـلا أسـتارِ

بـعد الخدورِ غــدونَ رهـنَ أجـانـبٍ      سـبـيـاً وبــعــدَ الــعـزِّ رهــنَ أســارِ

يُـنـقـلـنَ مِـن بـلـــدٍ إلــى بــلــدٍ بــلا      سـتـرٍ يُــدارُ بــهــنَّ فــي الأمــصارِ

دَيـنٌ تــقــاضـتـــه أمـــيَّــةٌ فـاشتفتْ      مِـن أحــمـدٍ بــالــعــتــرةِ الأطــهـارِ

بـأبـي الــحـسـيـــن بـقـيَّــة الأبــرارِ      للهِ يــومــكَ جَــلَّ فــــي الأقـــــــدارِ

للهِ صـوتُـكَ لــلأبــاةِ دلـــيــــلـــهـــم     للهِ قـبـرُكَ كــعــبـــةَ الــــــــــــزوَّارِ

أعليتَ من دمِكَ الطهورِ بـ (كربلا)     أبــدَ الـــزمـــانِ مــنـــارةَ الأحــرارِ

هــذا ضـريـحُـكَ جـنَّـةً قــدســـيــــةً     لـلـعـالـمـيـنَ يــشــعُّ بـــالأنـــــــوارِ

لـمَّـا خـرجـتَ خـرجتَ لا أشراً ولا      بَـطـراً ولا اســتــهـواكَ رأيُ عِـثارِ

عـهـدٌ إلـيـكَ وأنـتَ أوثــقُ مَـن وفى     تـمـضـيـهِ بــالأعـــذارِ والإنـــــذارِ

لا يـسـتـقـيـمُ الـديـنُ إلّا أن تُـــــرى      فــي الـطـفِّ مـقـتـولاً فـقـلــتَ: بدارِ

شـاءَ الإلــهُ أُرى قــتــيــلاً والـنــسا      تُـسـبـى بـأيـدي عـصـبــــةٍ أشـــرارِ

لو كنتُ مأموناً ببطنِ الأرضِ لاسـ     ـتـبـقـوا لـسـفـكِ دمـي بـخـطـــةِ عارِ

هيَ (كربلا) وهـنا مــنــاخُ ركــابِنا     وقـبـورُنـا فـيـها مــحــــــلَّ مــــزارِ

يــا سـيِّـدَ الـشـهـداءِ أنتَ من الهدى     روحُ الـنـبـيِّ ومـنـه رأسُ فـــخـــارِ

بـل أنـتَ وجــــهُ اللهِ والـسـرُّ الـذي     مـــا فـضَّـه خـبـرٌ مــــن الأخـــبــارِ

ظنُّوا بقتلكَ يطــفـئـونَ سـنـا الهدى      فــتــخــلّـــدوا بــلــعــائـــنٍ وشــنــارِ

.......................................................

ترجمته وشعره في: الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 346 ــ 348

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار