494 ــ هلال العذاري (ولد 1354 هـ / 1935 م)

هلال العذاري (ولد 1354 هـ / 1935 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (13) بيتاً:

فـكـفـى الـكـرارُ فينا قائداً      وزعيماً منه تخشى الزعماءْ

وكفى في (كربلا) شاهدةٌ      وقـفـةٌ لـلحقِّ في وجهِ الرياءْ

نحنُ أتباعٌ لـهـمْ بـلْ خـدمٌ      فلهمْ من أحـمـدٍ عـقـدُ الولاءْ (1)

ومنها:

لـمْ نـكـنْ قـدمـاً خـفـرنـا ذمَّــةً      أو تـغـاضـينا حديثاً عن دعاءْ

هـذهِ فـي (كـربــلا) أعــلامُـنا      مَن تُراها دونهم تبغي الرجاءْ

مَن تُراه دونَ شبلِ المصطفى      يبتغي الـغفرانَ في هذا العزاءْ

الشاعر

هلال بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن حسين بن عبد الله بن كاظم بن علي بن تريبان العلي، شاعر وقاص، يكتب الشعر بالفصحى والعامية، ولد في ناحية المحاويل في الحلة في أسرة أدبية، وهو من المؤسسين لندوة عشتار الأدبية، واتحاد الأدباء في بابل، وجمعية الشعراء الشعبيين، صدرت له من المجاميع شعرية:

واتركوني لجنوني

سلاما أيها الوطن

الحب أولا

اقتربي أيتها اليقظة

مكابدات زهرة اليقطين

ربيع الأغاني

الصمت لا يليق بالعصافير

كما صدرت له مجموعة شعرية بالشعر الشعبي ومجموعتان قصصيتان هما:

لحظة للغناء

نوارس بلون الفضة (2)

وقد كتب الأستاذ محمد جودة العميدي قراءة في مجموعة (الصمت لا يليق بالعصافير) للشتعر قال فيها: (إن نصوص المجموعة تمتلك من المفردات العذبة ما يدل على احتراف الكتابة الشعرية وامتلاك تجربة ثرية صقلتها السنين. إن الصور الشعرية التي تحملها النصوص منفتحة على تجليات ذات التجارب الذاتية والانسانية، وإن اللغة الشعرية التي كتب بها الشاعر هي خروج عن اللغة النمطية (المعيارية)، إذ تكتسي طابع الشاعرية بالإنزياحات التركيبية والدلالية، فهي هدم للغة وإعادة تشكيلها من جديد لتبرز بمختلف الصور الإيحائية والمجازية لتحقق التفرد والخصوصية، فتخرج الألفاظ عن دلالتها المعجمية لتتجلى فيها صور الايحاء. احتفظ الشاعر بلحظات توهجه الشعري إلى نهاية قصائد الديوان) (3)

شعره

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (27) بيتاً:

صـادٍ وحـبُّـكَ فيضٌ ليسَ أدركُه      فـكـيـفَ أدنـو إلـيـهِ كــيفَ أغترفُ؟

أنـا الـذي حـاورتـني كلُّ شاردةٍ      عنه سوى أن حبِّي لــيـسَ يـنحـرفُ

وكـمْ نـجـوتُ بـهِ مِـن كلِّ نازلةٍ      وكـمْ تــدرَّعـتُـه والــروعُ يـنخـطـفُ

وكمْ على عـسفِ الأيـامِ لذتُ بهِ      أنـا الـمـعـنَّـى وقـلـبــي بالهوى دنفُ

يا مالكَ القلبِ والآمالُ خُذ بيدي      ما زلتُ أرجو الرضا في بابِكمْ أقفُ

ما زالَ قلبي لكمْ إلفاً فـما رفعتْ      نـجـوايَ إلّا رجـاءً فـهـوَ يـرتـجــفُ

ما زلتُ آملُ أذناً كي أجـوزَ إلى      وديـعـةِ اللهِ والـثـأرِ الــذي عــرفـوا

إلـى جـنـابٍ إلـيـهِ مُـنـتهى أملي      وحـاجـتي وحــيـاةٌ كظّها الـشـظـفُ

وكيفَ أدخلُ روضاً أنـتَ جـنَّتُه      ولي ذنوبٌ أقـامـتْ طـودَها السـدفُ

بـيـنـي ومـا بينَ عفوِ اللهِ حبُّكمو      وقـد أتـيـتُ بـقـلـبٍ شفَّـه الــشـغــفُ (4)

وقال من أخرى في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (16) بيتاً:

أقفرتْ من بدورِها العرصاتُ      أيـنَ آلُ الـرسولِ أينَ الهداةُ؟

لمْ تجبْ يا فراتُ أمْ كانَ خوفاً      فالمواضي مسنونةٌ مرهفاتُ

لمْ تجبْ يا فراتُ أمْ كانَ حُزناً      أمْ تراهُ من غـصَّـةٍ يا فراتُ

أمْ تُـراك استُبحتَ فالحدُّ ماضٍ      والـمُـغـيرونَ آثـمـونَ بـغـاةُ

أمْ تـراكَ اسـتـعـذتَ بـاللهِ منهمْ      فمِن اللهِ لا يـخـافُ الـطـغـاةُ

أمْ تـراهـمْ عـدوا عـلـيـكَ فـلمّا      أمكنَ الـسهمُ نالَ منكَ العتاةُ

قُمْ معي يا فراتُ نقفو طـيـوباً      في مقامٍ فـيـه الهدى والنجاةُ (5)

وقال من قصيدة (سفينة النجاة) وتبلغ (17) بيتاً:

توجَّه إلى عرصةٍ في الطفوفْ      إلـى الـثائرِ العلويِّ الوفي

وقِـفْ خـاشعاً حيث تلكَ الدماء      إلى الآنَ تشخبُ لم تنشفِ

كأنَّ أبا الـفـضـلِ عـنـدَ الفراتْ      على عطشٍ منه لمْ يغرفِ

وما زالَ في أرضِها لـلـحـسينْ      نداءٌ إلى الآنَ لـمْ يـضعفِ

لـه نـبـرةٌ فـي وجـوهِ الـطـغــاةْ      تجلجلُ كالصارمِ المُرهفِ

فـمـرِّغْ عـلـى عـتـبـاتِ الـهدى      جبينَكَ واسأله واسـتعطفِ

فـأنـتَ هـنـا فـي سـفـينِ النجاةْ      تـمسَّكْ بربَّانِها الـمُـنـصـفِ (6)

.....................................

1 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 34

2 ــ نفس المصدر ص 29

3 ــ موقع الناقد العراقي بتاريخ 13 / 12 / 2018

4 ــ الحسين في الشعر الحلي ج 2 ص 31 ــ 32

5 ــ نفس المصدر ص 32 ــ 33

6 ــ نفس المصدر ص 33 ــ 34

ترجم له:

الدكتور سعد الحداد / موسوعة أعلام الحلة ج 1 ص 254

الدكتور سعد الحداد / تراجم شعراء بابل في نصف قرن ج 1 ص 170

الدكتور سعد الحداد / انطولوجيا الشعر البابلي المعاصر ص 320

الدكتور سعد الحداد / انطولوجيا القصة البابلية ص 389

محمد حمزة العذاري / تراجم شعراء آل العذارى مع نماذج من نتاجاتهم الأدبية ج 1 ص 77 ــ 123

كاتب : محمد طاهر الصفار