489 ــ مهدي هلال (ولد 1382 هـ / 1962 م)

مهدي هلال (ولد 1382 هـ / 1962 م)

قال من قصيدة (أمير البيان) وتبلغ (27) بيتاً:

سِحرُ البيانِ وموطنُ الأشعارِ     في (كربلاءَ) مـديـنـةِ الأطهارِ

فَـيْـضٌ مِنَ الإلهامِ يَرفدُ أهلَها     مِنْ لُطفِ رَبِّ العَرشِ بالأفكارِ

يا لاءَ رفـضٍ مِـنْ أبــيٍّ قالَها     بِـشـمـوخِـه فـي سـاحـةِ الإيثارِ (1)

وقال من قصيدة (حج بأرض الطف) وتبلغ (29) بيتاً:

مـيـثـاقُ حــمـلِ أمـانـةٍ وَتَـوَسُّــمٍ     فـي (كربلاءَ) بِـنَـهْـضَةٍ غَرّاءِ

بَرهَنْتَ للأجـيـالِ دَرسـاً صــائِباً     فـالـعِـزُّ مـقْـرونٌ بِـسَـيْـلِ دماءِ

وَهَـتَـفْـتَ لا لـلظُلْمِ صَرخَةَ ثائِرٍ     دَوَّتْ كَرَعدٍ طافَ في الأرجاءِ

وقال من قصيدة (هُنا كربلاءْ) وتبلغ (20) بيتاً:

ها هُنا في (كربلاءْ)      نَـطَقَتْ أزكى الدِّمـاءْ

فـغَـدَتْ قِـبْـلَــةَ مَـجْدٍ      صَرحُها يَعلو السَّماءْ

ما سَمَتْ لولا حُسينٍ      فَـهْـوَ بـابٌ لـلـرَجــاءْ

الشاعر

مهدي بن هلال بن عبد الطفيلي، ولد في كربلاء وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ومحاضر في المنتديات الثقافية والأدبية في كربلاء، نشأ في أجواء المنبر الحسيني والهيئات الحسينية، وقد كتب عن سيرته ومسيرته مع الشعر فقال: (نشأتُ وترعرعَت في عائلة دينية محافظة وكان والدي كفيلاً لأحد الهيئات الحسينية في مجال إقامة المجالس والخدمة الحسينية مما ساعد في ترسيخ وإذكاء الروح الحسينية والسير في هذا النهج القويم لإحياء أهداف ومبادئ النهضة الحسينية المباركة من خلال وجود الملكة الشعرية التي وهبها الله لي والتي وظفتها لخدمة هذه النهضة فكرياً وعقائدياً، فتنوعت قصائدي الشعرية الحسينية حيث كتبت الشعر الفصيح بأنواعه الشعر العمودي والشعر المنبري (اللطميات الحسينية) وكذلك كتبت الشعر الشعبي بأنواعه الشعر الإلقائي (شعر المنصة) والشعر الشعبي المنبري الحسيني الذي قرأه العديد من الرواديد والمنشدين الحسينيين في العراق وخارجه، وكذلك كتبت الشعر الإنشودي وشعر الموشحات والابتهلات الدينية (المناجات والإلهيات) الذي قرأه العديد من المنشدين.

شاركت في العديد من المهرجانات المحلية العالمية والقطرية منها مهرجان ربيع الشهادة العالمي الذي تقيمه العتبتان الحسينية والعباسية والذي يشارك فيه العديد من الشعراء العرب والذي شاركت فيه أربع مرات

كما شاركت في مهرجان الشعر الفصيح الثاني الذي أقيم في مدينة الكاظمية المقدسة، ومهرجان الحسين الأول الذي أقيم في كربلاء المقدسة، وفي عام ٢٠١٨ شاركت في مهرجان السفير الثامن في مدينة الكوفة العلوية المقدسة، ولي ديوان بعنوان (ترانيم السماء) والذي يحتوي على الشعر العمودي والشعر المنبري في رثاء ومدح أهل البيت (عليهم السلام) ولي كتاب أيضاً بعنوان (الإعلام الحسيني عبر التاريخ) صدر عن دائرة المعارف الحسينية في لندن، ويتناول المراحل التاريخية للإعلام الحسيني بشكل مفصل ابتداءً من استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام)، وكان إعلام النهضة في هذه المرحلة يقوده الإمام زين العابدين علي بن الحسين والسيدة زينب الكبرى (عليهما السلام) إلى آخر مرحلة وهي عصرنا الحاضر.

شعره

قال من قصيدة (المحنة الكبرى) وهي في رثاء الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) وتبلغ (25) بيتاً:

ألـمٌ يــدومُ لـــجُـرحِـنـا الـمُـتَـجَـدِّدِ     بِمَصابِ مَـسْـمـومٍ لآلِ مُـحَـمَّدِ

لَـهْـفـي عـلى الحَسَنِ الزَّكيِّ بفَقْدِهِ     أَدمـى الـعـيـونَ بِدَمْعِنا المُتَوَقِّدِ

مَوْلايَ يَا ابْنَ المصطفى يا مَنهَلاً     فيهِ سَجايا الجودِ منْ كَفٍ ندي

فـترى الكياسَةَ والفِراسَةَ والحجى     تُـبْدي البهاءَ مع السَّناءَ لسيِّدي

وتـراثُــهُ الـعِـلْـمُ الـغـزيـرُ لِــجَـدِّهِ     فَـهُـوَ الإمـامُ ابنُ الإمامِ الأمجَدِ

قَـد كـافـحَ الـخُـذلانَ وَثَّــقَ هُـدنَـةً     جَعَلَ اللَّصيقَ بِشَرطِها مُتَصَفِّدِ

تَـبّـاً لأقــلامٍ تُـشَــوِّهُ سِـــفْــــــــرَهُ     فَهُوَ الـحَـكـيـمُ بِـرأيـهِ الـمُتَسَدِّدِ

حـاكَـتْ أُمَـيَّـــةُ مَـكْـرَها وخِداعَها     بـجـريـمةِ الحِقْدِ اللَّئيمِ الأسـوَدِ

دَسَّتْ لهُ السُّمَّ الـزُّعـافَ بِــغـيـلَــةٍ     لِـتَـنـالَ نورَ اللهِ شُـلَّتْ مِـنْ يَـدِ

وَرَزيَّــةُ الـغَـدرِ الـشَّـنـيـعِ بـدايــةٌ     لِجرائمٍ لا تَـنـتـهـي مِنْ مُعتَدي

وقال من قصيدة (حجٌ بأرضِ الطفوف) وهي في الإمام الحسين (عليه السلام) وتبلغ (29) بيتاً:           

أحرمتَ في أرضِ الطّفوفِ مُلَبّياً     فَـرضَ الـجِهادِ بِساحةِ الهيجاءِ

مـا طُـفْـتَ بـالبيتِ العَتيقِ بِسَبْعِها     بلْ طُفْتَ حَوْلَ العَرشِ بالعَلْياءِ

وَسَعَيْتَ للإصـلاحِ فـي أحـكامِها     بَـعـدَ الـفـسـادِ لِــطُـغْـمَةٍ رَعناءِ

فـالـديـنُ صـارَ ضـحـيَّـةً ودَريئَةً     يُـرمى بِـسَـهْـمِ الزَّيْغِ والإهواءِ

تـبــقـى عـلـى مَرِّ العصورِ جَليَّةً     بـالـنَّـصـرِ تزْهو رايةَ الشَّـهداءِ

وَتُـؤَرِّقُ الـطـاغـوتَ في خَفَقانِها     وَتَقُضُّ وَكْرَ مَـخـابـئِ الـجُــبناءِ

تَتَــوارثُ الأجيالُ سِرَّ خُـلـودِهـا     عِـبَـرٌ تُـذاعُ بِـمِـنْـبَـرِ الإلــقـــاءِ

فكَـأنَّـنـا في الـطَّفِّ حينَ سَماعَنا     سِفْرُ الحسينِ وَصَحبهِ الـنُّـجـباءِ

نَـسْـتَـذْكرُ الرُّزءَ الألـيـمَ بـعـبـرةٍ     من وَحـيِ مَـلْـحَـمَـةٍ لِسيفِ إباءِ

فَنَعيشُ مـأسـاةَ الطفوفِ وَجُرحِهِ     فِـكْـراً بِـجَـنْـبِ الـدَّمعَةِ الـحَـرّاءِ

يسمو أبو الأحـرارِ نوراً ساطعاً     فَـوْقَ الـرَّدى وَنَــواثِـرَ الأشـلاءِ

يـا شِـلْـوَ طـه يـا ضناهُ وفَـرقَـداً     مِـنْ حـيـدَرٍ والـبَـضْـعَةِ الزَّهراءِ

يا غَـيثَ وَعيٍ منْ غَـمـامِ نُـبُـوَّةٍ     أحـيـا جَـديـبَ مَـفـازَةٍ قَـفْـــــراءِ        

قال من قصيدة (وليدُ الكعبة) وهي في مولد أمير المؤمنين (عليه السلام) وتبلغ (26) بيتاً:

آيـاتٌ قـد نَـزَلــتْ فــيـــــهِ     وكـتـابُ اللهِ بـــهِ أخــبـــــرْ

فـي الـنَّـبـأُ الأعـظمِ أخبرنا     بـعـلـيٍ نـصّـاً يـتَـصَــــــدَّرْ

قـد نَـصَّ (ولــيِّــكُــمُ) فـيـهِ     مَنْ زَكّى الـخـاتـمَ لا يُـنْـكَرْ

وحـبـاهُ اللهُ بــخُــلــعــتِــــهِ     مـنْ طــه أعـطـاهُ الـكـوثـرْ

 بالحَوْضِ وزهراءٍ يحظى      كـرَّمَـهُ اللهُ لــهُ قَـــــــــــدَّرْ

سـتـلـوذُ الـنّــاسُ بـحـيـدرةٍ     مـنْ أهـوالٍ يـومَ الـمـحـشَرْ

يـأتـونَ عـطـاشـا يـسـقـيهُمْ     من حوضِ المختارِ المُمْهَرْ

مـنْ مـاءٍ عَــذبٍ مـشـربــهُ     قـد خُـصَّ بــهِ قــومٌ أطـهَرْ

بـالـظـاهـرِ والـبـاطنِ أنقى     مـن لـونِ الـدُّرِّ أوْ الـجوهَرْ

وقال من قصيدة (هنا كربلاء) وتبلغ (20) بيتاً:

ها هُنا التأريخُ أرسـى     مَـوْقِـفـاً لـلـمخـلصـينْ

فِـتْـيَـةٌ لـلـدِّيـن ضَحّوا     أنْـفُـسـاً دونَ الـحُسـين  

لَـيـتـنـا فـي الطَّفِ كُنّا     في صفوفِ الفاتحـينْ

مَنْ يَدُمْ بالسِّبطِ وَصلاً     أدركَ الفتحَ الـمُـبـيــنْ

خِـدمَـةُ الـمـظـلومِ تاجٌ     فـوقَ هـامِ الـخـالديـنْ

وقال من قصيدة (شعائرُ الله) وتبلغ (33) بيتاً:

بَـــدرٌ تَـــــلألأَ فـي الـدُّجـى ألـقـــاً     يومَ الـطُّفوفِ وهل يرقى لَـهُ مَـثَــلُ

عـهْـدُ الأُخـوَّةِ فـي الـمـيدانِ جَسَّدَهُ     عـنْـدَ الـنِّـزالِ فـسـالـتْ دونـهُ المُقَلُ

تَخشى الفَوارِسُ عند النَّهرِ صولتَهُ     تـفُـرُّ مــنـه كـمـا قـد جـاءَها الأجلُ

فـاضَ الـفـراتُ كَـطـوفـانٍ لـمقْدَمهِ     هاجَ الـعُبابُ وصَلّى فَـوْقَــهُ الأسَـلُ

 ترى الجموعُ توارتْ في مخابِئِها     ينتابُها الخوف قد ضاقَتْ بها الحيَلُ

والـعـلـقـمـيُّ جـثـا شـوقـاً لِـقِـربـتهِ     حـتـى كـأن شـواطـي الـنَّـهْرِ تَنْتَهِلُ

.....................................................

1 ــ زودني الشاعر بالسيرة والقصائد عبر الأنترنيت

كاتب : محمد طاهر الصفار