461 ــ إبراهيم العطار الصغير (1250 ــ 1318 هـ / 1834 ــ 1900 م)

إبراهيم بن حيدر العطار (1250 ــ 1318 هـ / 1834 ــ 1900 م)

قال من قصيدة رباعية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (44) بيتاً:

خرَّ للتربِ صريعاً     شـاكـيـاً جـور الـعـدى

لم يجدْ في (كربلا)     غـيـرَ الـسيوفِ مُنجدا

لـيـتـنـي كنتُ فـداءً     عــنه إذ ضاقَ الرَّدى

ليتَ صدري يتّقي السهمَ وألــــــقى في الوهادْ (1)

الشاعر

السيد إبراهيم العطار الحسني، من أعلام الكاظمية، ولد فيها، وهو حفيد الفقيه والشاعر الكبير إبراهيم بن محمد العطار، أما والده فهو السيد حيدر الجد الأعلى لأسرة الحيدري المعروفة في الكاظمية، وهو الذي جمع ديوان والده الضخم الذي يحتوي على أربعة آلاف بيت أغلبه في مدائح ومراثي أهل البيت (عليهم السلام).

أما نسبه فهو السيد إبراهيم بن حيدر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن سيف الدين بن رضاء الدين بن سيف الدين بن رميثة بن رضاء الدين بن محمد علي بن عطيفة بن رضاء الدين بن علاء الدين بن مرتضى بن محمد بن حميضة بن أبي نمي محمد نجم الدين الشريف – من أمراء مكة – وينتهي نسبه الشريف إلى الإمام الحسن (عليه السلام) (2)

نشأ العطار في هذه البيئة الصالحة والأجواء الإيمانية، فلما شبّ هاجر إلى النجف الأشرف لتلقي العلوم فأمضى فيها فترة ثم عاد إلى الكاظمية وواصل دراسته فيها، حتى أصبح من العلماء الأعلام.

قال عنه السيد عادل العلوي: (قرأ المترجم أوّلا في الكاظمية، ثم هاجر إلى النجف الأشرف، فقرأ فيها مدّة من الزمن، ثم عاد إلى بلدته فحضر درس أحد أقربائه السيد محمد بن السيد أحمد، ودرس الشيخ محمد تقي بن الشيخ حسن بن الشيخ أسد الله التستري، واشتغل بالتأليف والتصنيف) (3)

خاض العطار ميدان التأليف وتمخضت مسيرته في التأليف عن (سبعة) كتب هي:

(هداية المسترشدين إلى معرفة الإمام المبين ــ بجزأين)، (هداية العباد ليوم المعاد)، (هداية الإخوان إلى رياض الجنان ــ وهو في أعمال الأشهر الثلاثة: رجب، شعبان، رمضان ومجموعة في الحكم والأخلاق)، (مناقب أهل البيت عليهم السلام)، (مقتل الحسين ومراثيه)، (رسالة في سعد الأيام ونحسها)، (رسالة في المآكل والمشارب) إضافة إلى ديوانه.

قال فيه السيد محسن الأعرجي: (كان من أهل الصلاح والتقوى والورع) (4)

وقال فيه أيضاً في (البلد الأمين في أحوال العترة الأكرمين): (كان فاضلاً ديِّناً من أهل الخير والصلاح والدين) (5)

وقال فيه السيد محسن الأمين: (هو من السادة القاطنين في بلد الكاظمين عليهم السلام المعروفين بآل السيد حيدر وطائفة منهم قطنوا بغداد وكلهم من أجلاء السادة ونجبائهم معروفون بحسن الأخلاق وسعة الصدر والتقوى وفيهم العلماء والفضلاء..) (6)

توفي العطار في الكاظمية ودفن في الصحن الكاظمي الشريف (7)

شعره

قال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (ديوان السيد إبراهيم بن حيدر بن إبراهيم بن محمد العطار الحسني الحسيني البغدادي كانت نسخة خط الناظم في مكتبة الخوانساري) (8)

شعره

قال من قصيدته الرباعية في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام):

واذرِ دمـعـاً لـقـتـيـلٍ كـانَ مـفدي خيرَ فادِ

وسليبٍ وهوَ ظلٌّ عن لظى نـارِ الـمـعــادِ

لهفَ نفسي لطريحٍ خرَّ عن ظهرِ الجوادِ

لـهـفَ قـلـبٍ لـجـريـحٍ بـظـبـا آلِ زيـــــادِ

آه واحـزنـي عـلـيـهِ وهو ملقىً في الوهادِ

.................................................

كيفَ لا أبكي حسيناً وهو في أرضِ الطفوفْ

قـد سـقوا أنصـارَه جمعُ العدى كأسَ الحتوفْ

قد قـضـوا نـحـبـهمُ صرعى إلى ربٍّ رؤوفْ

فـرَّقَ الـلـيـثُ جـمـوعَ الـكـفـرِ مـنـهمْ والفسادْ

..................................................

يخطفُ الأرواحَ برقُ السيفِ إذ فيهمْ سطا

لـفـلـفَ الأجـنـادَ بـالأجـنـادِ منهمْ واختطى

أينَ هـم مِـمَّـنْ تـنـاهـى عـنده كشفُ الغطا

سـيِّـدُ الـكـونـيـنِ حـقـاً أخـمـدَ الـكـفرَ وعادْ

.................................................

صالَ فيهمْ صولةً ليثُ العرينِ المرتضى

يـبـعـجُ الأبطالَ بالسيفِ وقد ضاقَ الفضا

فإذا مـا حـانَ مِـن ربِّـه إذ ذاكَ الــقـــضـا

جـاءه سـهـمُ مـشـومٍ خـارقٍ وسـطَ الـفؤادْ

وقال من أخرى:

بأبـي الآســـادَ في يو    مِ ضــــرابٍ ونـــــزالِ

بــأبـي أقــــمـارَ تــــمٍّ     أفِـلـتْ بـعـــدَ الـكــمالِ

بـأبي أفـــدي رؤوسـاً     رُفعتْ فــوقَ العــوالي

بـأبــــي أفـدي رقــاباً     ربــقــــوهـا بـالـحــبالِ

بــأبـي أفدي جـسـوماً     رشـقـــوهـا بـالـنـبـــالِ

لـهفُ نفسي لـنـفـوسٍ     جـرِّعـــتْ مُـرَّ الــوبالِ

يا لقومي لــمـصــابٍ     هدَّ أركــانَ الـمـــعـالي

أيُرى الــسـجَّادُ مـغلو    لاً بـــأصـفـادٍ ثــــقــالِ

والــيتامى والأيـامـى     فـــوقَ أنـضـــاءٍ هزالِ

حـمـلـوهنَّ إلى الـشـا    مِ عـــلـى أســــوءِ حالِ

هاتــفـاتٍ برسولِ الله     فـــي ضــيــقِ الـمجالِ

ليتَ عينيكَ ترى سبـ    ـطــكَ ملقىً في الرمالِ

وكـريـمـاتِـكَ حسرى     فـــوقَ أقـتـابِ الـجمالِ

يـا بـنـي طـهَ عـلـيكم     بعد ذي العرشِ اتّكالي

وبني الوحي ومن أثـ    ـنى عليهمْ ذو الــجلالِ

حـسـبُ إبراهيمَ فخراً     ســادَ أربــابِ الـكـمالِ

وكـفـاهُ أنّــــه يُـــــــنـ    ـمــى إلــى أكــــرمِ آلِ (9)

وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً:

دمـعٌ جـرى مـن الــعـيـونِ الباكية    فـأخـمـدَ الـنـيـرانَ مـن فؤاديــه

لـو كـانَ دمــعــي لــمْ يــرَ بـزفرةٍ     وجدتُ في أحشايَ ناراً حامــيه

فـكـيـفَ لا أبــكــي دمــاً بــعــبـرةٍ     لـسـبـطِ خـيـرِ مـرسلٍ وهاديـــه

ألا تــرى أنَّ الــحــســيــنَ قد غدا     مفردُ ما بينَ الطغاةِ الـبـاغـــيـه

بـلـهـفـةٍ يـدعـو ألا مِــنْ نــاصـــرٍ    فـلـمْ يـجـدْ إلّا الــظـبـا مـــناجيَه

لم أنـسَـه إذ صـالَ فـيهمْ صولة الـ    ـكــرارِ حـيـدرِ الــفـتـى عـلانيه

فـجـاءَه سـهـمُ الـقـضـا بـه قـضـى    لولا القضا لما قــضـى إمــاميه

فانقضَّ كالشمسِ على وجهِ الثرى    فأظلمَ الكونُ عـلى ابنِ الــزاكيه

واهــتــزَّ عــرشُ اللهِ فــي أمـلاكِهِ    وصارَ جبريلُ الأمــيــــنُ ناعيه

وانـهـدَّ ركــنُ الــديـنِ والإسلامُ إذ    رقَّ برضِّ الصدرِ منه الطاغيه

مَــن مُــبـلـغِ الـمـخـتـارَ أنَّ سبطَه    مُــلـقـىً ثــلاثــاً بـالـدمـاءِ القانيه

مَـن مـبـلـغِ الــكــرارَ أنَّ نــجـــلَـه    مــرضَّــضٌ بـخـيـلِ كـفرٍ باغيه

مَـن مُـبـلـغِ الــزهــراءَ أنَّ شـبلـها    قـضـى ظما والماءُ مهرُ الزاكيه

مَـنْ مُـبـلـغِ الإســلامَ أنَّ كـــهــفَها    قـد أصـبـحـتْ مـنـه الديارُ خاليه

مَـنْ مُـبـلـغِ الــزكـيَّ فـي عضـيدِهِ    ألـفٌ مـن الـطـعـنِ وتـســعُ مائيَه (10)

.........................................

1 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين لعبد الكريم الدباغ ج 1 ص 23

2 ــ النفحات القدسية في تراجم أعلام الكاظمية للسيد عادل العلوي ص 471 في ترجمة حفيد الشاعر السيد مهدي بن السيد أحمد بن حيدر بن إبراهيم بن محمّد الشهير بالعطّار

3 ــ نفس المصدر ص 30

4 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين لعبد الكريم الدباغ ج 1 ص 19 عن مناهل الضرب وأنساب آل أبي طالب للأعرجي

5 ــ نفس المصدر والصفحة

6 ــ أعيان الشيعة ج 2 ص 137

7 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 20

8 ــ الذريعة ج ٩ ق ١ ص ١٥

9 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 1 ص 27

10 ــ نفس المصدر ص 27 ــ 28

كما ترجم له:

السيد محمد مهدي الموسوي الكاظمي / أحسن الوديعة في تراجم مشاهير مجتهدي الشيعة ج 1 ص 23

محمد أمين الخوئي / مرآة الشرق ج 1 ص 67

موسوعة مؤلفي الإمامية / مجمع الفكر الإسلامي ج 1 ص 109 ــ 110

رضا كحالة / معجم المؤلفين ج 1 ص 27

حميد المطبعي / أعلام العراق ص 38

الشيخ أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر ج 1 ص 14

أحمد الحسيني / الامام الثائر ص 102 ــ 103

عبد الكريم الدباغ / كواكب مشهد الكاظمين ج 1 ص 21 ــ 22

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار