كفاح وتوت (ولد 1375 هـ / 1956 م)
قال من قصيدة (مدينة الحسين):
ذي (كربلاء) الخيرِ نهرٌ مُغــدقٌ منه ارتوتْ في المُقفراتِ عصورُ
عِـــلـــــــمٌ وآدابٌ وفـنٌ هــــادفٌ فـكــرٌ يــشــعُّ وللإبــاءِ تـســيــرُ
لــمــدينةِ السبطِ الـسـخـيّةِ هَيبـــةٌ تــرنـو إليها الـنـاسُ حيثُ تـزورُ (1)
وقال من قصيدة (لو كنا معك):
يسألونَ
لماذا قدمتَ إلى (كربلاء)؟
وإنّكَ تعلمُ أنَّ المصيرَ الفَناءْ
لماذا الصغار ؟
لماذا النساء ؟
سؤالٌ له ألفُ مغزىً
به يُعلنون لكلِّ الطغاةِ الولاءْ
ألا بئسَ ما يفترونَ
وما يُضمرون
ألا بئسَ ما يسألُ الجهلاءْ
الشاعر
كفاح مجيد جاسم وتوت، شاعر وكاتب ومسرحي، ولد في كربلاء، وهو خريج معهد الفنون الجميلة قسم المسرح والسينما، وحاصل على شهادة البكالوريوس في السينما من كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد، وعضو اتحاد الأدباء والكتاب في العراق وعضو نقابة الفنانين.
عمل في سلك التربية والتعليم والتدريس ثم مارس عمله الفني والأدبي مشرفاً فنياً في النشاط المدرسي في تربية كربلاء مسؤولاً للشعبة المسرحية، وبعدها مسؤولاً للشعبة الأدبية وقد ساهم في اللجان الأدبية للخطابة والشعر والإشراف على التلامذة والطلبة والحصول على المراكز المتقدمة على مستوى العراق
كتب العديد من القصائد في حق أهل البيت (عليهم السلام) وشارك في مهرجانات شعرية متنوّعة منها المهرجان الحسيني لجامعة كربلاء، ومهرجان جامعة أهل البيت (عليهم السلام)، ومهرجان ربيع الشهادة للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، ومهرجان شاعر الطف، ومؤتمر مسرحة الشعائر الحسينية في العتبة العباسية المقدسة، ومهرجان شهيد المحراب في النجف الأشرف، ومهرجان المربد الشعري، ومهرجان الكميت الثقافي في ميسان، ومهرجان الجواهري، والمهرجانات الأدبية والمسرحية التي أقامتها وزارة التربية، ومهرجان السلام للأدب والفن في كربلاء, ومهرجان كربلاء الوطني للمسرح التجريبي الأول والثاني، ــ وكان عضواً في اللجنة التأسيسية والتحضيرية ــ ومهرجان ومسابقة (ملبّون) كعضو في اللجنة المحكمة في النصوص المسرحية والشعر.
أشرف على الصفحة الثقافية في صحيفة (الهدى)، وساهم في مجلة (شموع) والتي صدرت عن النشاط المدرسي / تربية كربلاء سكرتيراً للتحرير.
أصدر ثلاث مجاميع شعرية هي:
إيقاعات الرعد / عن دار الشؤون الثقافية بغداد
إعادة تشكيل / عن دار فضاءات عمان الاردن
لا أكتفي بهذا الشجر / من منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
ولديه ثلاث مجاميع مخطوطة هي:
قلقي شاسع صحراؤك ضيقة
لكي تعبر الجسر
أدنو لَعلّي نائلٌ (مجموعة خاصة بأهل البيت عليهم السلام)
وله أيضاً مجموعة كبيرة من الأناشيد الدينية والوطنية منها:
نشيد جامعة كربلاء
نشيد جامعة أهل البيت
أنشودة عن متحف الإمام الحسين (عليه السلام)
أنشودة عن كشافة الإمام الحسين (عليه السلام) وعن مولده الشريف
عمل في المجال المسرحي منذ عام 1974 أنجز وساهم في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية والإذاعية كتابة وتمثيلاً وإخراجاً وتعليقاً منها:
عبير الزهراء، باتجاه الحسين، الليلة ذاتها / عن ليلة استشهاد الأمام علي عليه السلام، ماء الخلود / عن سرداب ضريح أبي الفضل العباس عليه السلام، القاسم عليه السلام، سوق الزينبية، عمران بن علي، بردة الولاء / تبديل بردة ضريح سيد الشهداء، ليلة الوحشة، صوت الحر الرياحي، مسلم بن عقيل عليه السلام، العباس بن علي، رد الشبهات، مسرحية رؤوس، مسرحية بطلة كربلاء، مسرحية صوت الحسين، سقاؤون، راية الحسين، ريحانة الرسول، فخر الكائنات، على خطى الرسول، نهر الإيمان، مولد الهدى، وليد الكعبة
حصل خلال مسيرته الفنية والأدبية على العديد من الجوائز منها:
جائزة أفضل نص مسرحي (المجهول) مهرجان كربلاء الوطني الثاني للمسرح التجريبي مؤسسة الذي أقامته مؤسسة شهيد المحراب
الجائزة الثانية للنص المسرحي (رؤوس) المسابقة الوطنية الكبرى شهيد المحراب النجف الأشرف
الجائزة الثالثة في الشعر عن قصيدة (ذهب ونحاس) وتم اختيارها أيضاً ضمن أفضل عشر قصائد ألقيت في مهرجان مربد الكوفة.
كما فاز نصه الإنشادي كنشيد لجامعة كربلاء ضمن مسابقة أجرتها الجامعة.
شعره
وقال من قصيدة (قمّةُ القِممْ) وهب في مدح الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله):
يا سيدي يا رسـولَ الـنورِ والقلـــــــمِ وكعبةَ الحُبِّ والأخـلاقِ والـكـرمِ
أنّـى سـتـرقى حروفٌ حين أجمــعُـها وأنتَ مَن أيقظً البيـــــــداءَ بالقيمِ
حـبـاكَ ربُّ الـعُلا بالشأنِ منزلــــــــةً لم يُعطِها للورى في سائرِ الأُمَـمِ
لأجـلِـكَ الشمسُ والأفـلاكُ زاهـــــرةٌ لولاكَ ما فاضتْ الأكـوانُ بالنِعَـمِ
أسـرى بـكَ اللهُ والآيـاتُ قد سطَـعتْ حتى دنوتَ من الأسرارِ كالـحلُــمِ
خيرُ الورى يا ضياءَ الروحِ يا قـمراً أنتَ الأنيسُ لنا في وحشةِ الـظُلَـم
ماضٍ شعاعُكَ بالآلاءِ مـنـتـفـضـــــاً على الضلالِ وعمْرُ الظلمِ لـمْ يَدمِ
قـوافـلُ الـتِـيهِ تسري صوبَ قاحـلـةٍ جمْرُ الضغائنِ يكويها ولمْ تنَــــــمِ
الحاقدونَ مـدى الأزمـانِ مـا هَجعوا تلك الزوابعُ ترمي قمةَ الـقِـمَــــــمِ
وقال من قصيدة (مازال يَعرُجُ) وهي في مدحه (صلى الله عليه وآله) أيضاً:
وأَتيتُها توْقاً فما أزكـى الــعَــبَــقْ حارتْ حروفيَ كيف تُنشِدُ مُذْ بَـرَقْ
راحتْ تمرُّ على الـشموخِ خَجولةً تبني لها وهجاً فيهدِمـــــهُ القلـــــقْ
وتعثَّرتْ خـيـلُ الطُلـوعِ مَهابــــةً هوَ للسمــــاواتِ الطِباقِ قدْ اختــرَقْ
هلْ لـلـقـصائدِ من مَـلاذٍ ؟ ذا نبـيُّ الكونِ صاغ جمالَه ربُّ الفلَــــــــــقْ
مازال يعرُجُ والـمـدائـحُ ترتــجي تتسابقُ الكلمــــــاتُ وهو لها سَبَــقْ
كيف الـوصـولُ الى بـهاءِ رحابِـهِ لابدَّ مِن ألَقٍ يــقــــــــودُ إلى الألَـــقْ
الشمسُ تجري والكواكـبُ حـولَــهُ لا ظِلَّ يَصحَبُه به النــــورُ التصَــقْ
قد كان يسعى, مِن خُطـاهُ مَـنـابـعٌ وجــداوِلٌ تجري، ليمتدَّ الـــغـَـــــدَقْ
هو مُنقذُ الجَدْباءِ باعِـثُ خِـصْـبِـها وبصبرِهِ لِعمَى الجَهالةِ قـدْ مَحَــــــقْ
ومُؤلّفُ الـفُرَقـاءِ بـيـن قـلـوبِــــهمْ كمْ مِن شُروخٍ والنبيُّ لــــها رَتـــقْ
هو منهل الأخلاقِ والـعـشقِ الذي غمَرَ الوجودَ هُدىً, وللباغي صعَـقْ
كم صاغَ من ذهَبِ الحديث نفائساً وهو الذي بالضادِ أفصحُ من نَطــَقْ
مازال يعرُجُ في العقولِ مـنــارةً هو فكرها ودليلـُـــــها في المُفتَـــرَقْ
روضُ الخِصالِ تألّقتْ في عـشقهِ مِن فَيْضِ كوثرِهِ يُجمّلُـــها العَبَــــــقْ
هو فكرةُ اللهِ الرؤوفِ بـخَـلْقــِــــهِ فانهلّتْ الرَحماتُ والنورُ اندلـَـــــــقْ
لولاه ما خَلَقَ الإلهُ بــدائعـــــــــاً فلأجلِهِ شاءَ الإلـهُ وقد خَلـَــــــــــــقْ
و الله صلّى والـمـلائكُ والأنــــــا مُ عليهِ, يا لَصلاتِهم, فيها سَمَـــــــقْ
وهو امـتدادُ الأنبيـــــاءِ وحَسبُـــهُ خيرُ الورى وهو الأمينُ ومَنْ صَدَقْ
لا فرقَ بين المُرسَلينَ, سـبـيـلُــهُمْ نهرٌ يمرّ على الـبَريّةِ في نَســَــــــقْ
شَجَرٌ على طولِ الطريقِ يَضمُّـنا في ظِلِّهِ سَكَنُ القلوبِ فلا قَلَــــــــــقْ
مازال يَعرُجُ في الوجودِ مَحبـــةً واذا تجرَّأَ مارِقٌ حقداً زَهَــــــــــــقْ
الروحُ تهفو لـلبشيرِ صبابــــــــــةً عزٌّ وفيضُ كرامةٍ وهو الأَلَـَـــــــــقْ
مازال يعرُجُ والحياةُ مَتاهـــــــــةٌ في غيْهبِ الأوهامِ يَمحقُها الغَـــــرَقْ
مَنْ للنفوسِ إذا جَفاها الصُبــحُ أو غَمٌّ هَمى وعَتا وداهمَهـــا الــغَـسَـــقْ
الريحُ تعصِفُ لا نوافـــذَ لا رؤىً ويمرُّ غَيمٌ مـــا أظَلَّ ومــــــــا ودَقْ
مازال يعرُجُ بيْدَ أَنّا لم نــــــزلْ نهوي إلى المجهولِ نجثو في نَفـَــقْ
شتَّ الطريقُ فمَنْ سواهُ يدلُّنـــــــا كي نرتقي, ويُعيدُنــــا لِهـدىً وحَــقْ
يا عابرَ الأكوانِ قُدْنا فالخُطـُـوبُ جَلائلٌ وهَوانُنا فينــــــــــــــا عَتَــقْ
تتلاحقُ العَثراتُ تُطفئُ بَهجـَـــــةً والحالُ ضاعَ العُمرُ مِنـا واحتَـــــرَقْ
أنتَ الشفيعُ وفي القَتَامِ سِراجُنـــا هذي بقايانا ومـــا زالَ الرَمَـــــــــــقْ
وقال من قصيدة (نورُ الأمير) وهي في أمير المؤمنين (عليه السلام):
غرقى وصرحُك سابحُ مَن عامَ بحرَك رابحُ
لـلـعِـلـمِ بـابٌ لـــلــتُـقى عَـلَـمٌ وســيـفُـكَ فاتحُ
يـا تـوأمـاً لـلـحــقِّ والـ ـقرآنِ نورُك كـاســحُ
أشرقتَ مذ شُقّ الـجــدا رُ فـغـاضَ ليلٌ كالحُ
هذا الأمير وذاك الـمـاجـنُ الـنتِنُ طـبْـعُ الـزمـانِ صـراعٌ لــيــس يُـؤتَـمَـنُ
من عهدِ آدم دَسَّ الشرُّ خـنـجَــرَهُ في الأرضِ فاستعرتْ في روضِها الفتنُ
هذا ضرامُ الوغى والجنُّ تـعرفُهُ وهـو الـهـدى أسـدٌ ذَلّــت لـــهُ الـــمِـــحنُ
كـرّارُهـا وقَـفـتْ أهـوالُـها حَذَراً مـن سـيـفِـهِ وهــمَـتْ مـن بــرقِــهِ المزنُ
مُتْ يا ابنَ مُلجم قد شعَّتْ مناقبُهُ فـالـعـطـرُ مُـنـتـشـرٌ مـا طـالـهُ الــعَــفَــنُ
كـان إبـلـيـــــسُ وراءكْ ظـنَّ يـغـتـالُ سماءَكْ
أيها الكرّارُ فـي الخطب فكيف الـمـوتُ جاءكْ
فـهـو لـم يـــأتــــــكَ إلاّ غادراً يبغي انطـفاءَكْ
رأسُــكَ الــحــقّ سراجٌ ســاطـعٌ صاغَ بـهاءَكْ
أيها الناصعُ في التاريخ مَـنْ يُــردي لــــواءَكْ
وسموتَ فاسمُكَ في العلاءِ عليُّ نفْسُ النبيّ وخـطّهُ النبــــــــويُّ
يا مُـبـحـراً فـي كلِّ لُبٍّ مُبصـرٍ مَن لا يسيرُ عــلى خطاكَ شقيُّ
وكثيرهم مَن يـدّعي لـك وصــلَهُ لـكـنّـهُ فـي فِـعـلـــهِ أمــــــــويُّ
مَن في جحيمِ البُغضِ فهو منافقٌ ومن ارتقى في الحُبِّ فهو نَقيُّ
ولـنـا عـلـيٌّ والـعـلــيُّ حـبـاهُ أَ فَـهَـلْ فَـقِـهْـنـا فكرَهُ ومداهُ
فلأيِّ مـنـزلـةٍ سَـمَـت أفكارُنا أَمْ كمْ قشَعنا ظـلـمـةَ بـسـناهُ
عقلٌ تجمّل وارتقى بسطوعِهِ مِن عـلـمِ طـه سائراً بخطاهُ
لم يعبدِ الأصـنامَ جاء مُطهَّراً من كلِّ رجسٍ والنبيُّ رعاهُ
وقال من قصيدة (أنت الصراط) وهي فيه (عليه السلام) أيضاً:
خـرسـتْ بــسـاحِـــكَ ألـسـنٌ وعــقـولُ وتـنـاثـرتْ حـقبٌ وأنتَ تصـولُ
ســألــوكَ يــا غـيــثَ الـعـلومِ وجيَّشوا جمرَ الضغائنِ جـاحـدٌ وجَــهولُ
دارت عـلـيــكَ فــلـــولُها إذ غـاظَــهـا فيكَ الـخـصـالُ وسيفُكَ الـمسلولُ
مـالـت وطـودُك شــامــخٌ ومُـــرابـــطٌ فعلى حـســابِ الحقِّ لـيس يميلُ
ذو البأس في سوحِ النزالِ وفي القضا ءِ ولـلـيتامـى راحـــــمٌ ومُعيــــلُ
مرّت عليكَ عواصـــــــــفٌ هُدّت بها هممٌ وما اقتـدرتْ عـليك فـصولُ
يا كوكبَ التاريخِ فيضُـــــــــكَ بــارقٌ في الداجيات وخـصمُكَ المقتولُ
السائـــــــــــرون على خُطاكَ مــنـائرٌ ومآلُ جمعِ الحـاقديــــــن أفــولُ
يا جامـــــــــــــعَ الأضدادِ إنـي عاجزٌ فيدي قفارٌ والـيـــراعُ خَجـــــولُ
كيف البلوغ إلــى سنـــــــــــاكَ وأنني في حضرةِ الـكونِ المديدِ ضئيلُ
ولأنت كلُّ العزمِ والـصـــــــــبرِ الذي يُدمي ومـا قَويتْ عليه فحـــــولُ
ولأنتَ كلُّ الـحـبِّ قلبُك شاســـــــــــعٌ أملٌ لـعشاقِ النقــــــــاءِ جميــــلُ
وخــــطاك في الأرض الـعـقيمِ منابعٌ ورؤاك في جدبِ العصورِ سيولُ
يا بهجة الدنيا هـــــــــــــــــواك تعبُّدٌ أنت الصــــــــراط وللعلاءِ سبيلُ
نشدو ويشدو الكونُ باسمك في العُلا من بعد طه قائــــــــــدٌ ودليـــــــلُ
وقال من قصيدة (تسبيحة) وهي في حق سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام):
بــدأتُ بــــأوّلِ الـتسـبيـحِ أرتـحـلُ وروحي فـي رحابِ النورِ تبتهلُ
تـلاشـى كلُّ شيءٍ حينما خَـشـعَـتْ بفيضٍ من عبيرِ الطهرِ مُنشغـِـلُ
تسامى العقلُ في قـرمـيـدِ مـسـبحةٍ بـذكـرِ اللهِ ربِّ الـــكـونِ أكتمــلُ
وصـلـتُ لـبـابـهـا والـنورُ يغمرُني ونيرانُ الأسى في القلبِ تشتعـلُ
فـأيُّ ولـيـدةٍ تـلـكَ الـتــي سَـطـعتْ على كونٍ تبسّـــــــمَ هل لها مَثَلُ
وأيُّ عـزيــزةٍ مَــن كـانَ يُـبغضُها تهزُّ العرشَ ليس لخصمِها أمـلُ
تناسى القومُ كم جاروا وكم بخَسُوا فبئس القول ما قالـــوا فما عدلوا
بــنــكرانٍ لحقّ كانَ في فـــــــــدَكٍ بلا خوفٍ لبنتِ نبيِّهم خَذلـــُـــوا
فإنّ اللهَ يرضى حينما تــرضـــــى فهل رَضيَتْ عليهمْ بعدما رَحَلوا
بــتــســبـــيـحِ البتولِ أرومُ منزلــةً أُسـبّـحُ للعليِّ بذكرهِ أَصـــــِــــــلُ
وقال من قصيدة (نُوران) وهي في سبطي الرحمة وإمامي الهدى الحسن والحسين (عليهما السلام)
سـطـعتْ بــيـــوتُ الـمــجـدِ بالآلاءِ فازدانتِ الدنــــــيا بخيرِ عـطـــاءِ
وتقهقرتْ حـجُـبُ الـظـلامِ لِـهَـيـبــةٍ هي ذي الشموسُ تفورُ بالأضواءِ
شـلّالُ نـــــــورِ اللهِ جـاءَ مُبشــــــراً للعالمـــــــــــين بصفوةِ الشفعــاءِ
هُمْ أهلُ بيتٍ في الـكـتـابِ مـقـامُــهم وحديثُهمْ قد شــــــاعَ في الأرجاءِ
وكـريـمُ أهــلِ الـبـيـتِ سـادَ بـفـيْضهِ فـاغــنــمْ مــن الأحرارِ والكُرماءِ
سـبـط تـفـاخــرتِ الـسمـــــاءُ بنورهِ سـمّاهُ ربُّ العرشِ في العليـــــــاءِ
هـو سـيّـدُ الـشـبّــــــــــانِ أبـهجَ جَدَّهُ فالبِشــرُ بـــانَ بوجهِهِ الوضّـــــاءِ
حَـسـنُ الـشـمـائــلِ والبهــــاءُ قرينُهُ ريــحــانـــةُ المختارِ والزهـــــراءِ
رسَمَ الطريــــــقَ لـسـيّـــدِ الـــشهداءِ نُـورانِ كـلٌّ شعَّ في الظلمـــــــــاءِ
نــهــرانِ مــن نـبـعِ الســــخاءِ تدفّقا وتَــلاقيا في الفعلِ والأسمــــــــــاءِ
حـسـنٌ حـسـيـــنٌ زهـرتان شــذاهُما أمـلٌ لـنـيـلِ كـرامــــــــــــةٍ وبهاءِ
يا ابن البشيرِ لأنتَ مَن حَفظَ الورى مـن بطشِ طاغيةٍ وشـرِّ بــــــــلاءِ
صـغـتَ الـوثـيقةَ للســــــلامِ بـحكمةٍ كـي تبتلي الجـــــــــــــلّادَ بالإيفاءِ
فأخلَّ داعيةُ الشــــــــــرورِ بـعـهـدهِ حـقداً على الأُصَــــلاءِ والأُمَنــــاءِ
يا حـافـظــاً ألــــــــقَ الحسينِ ليومهِ ومُمهِّداً لقيـامـــــــــِـــــهِ بإبــــــــاءِ
أنــتَ الـذي بـدأَ الـنشيدَ مُبـــــــارَكاً فـمـضى الحسينُ يضجّ بالأنبــــــاءِ
وقال من قصيدة (عرش السبط) وهي في سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام):
هذا نشــــيدُكَ للإبــــــــا في كلِّ قلبٍ قــــد رَبــــا
لكَ في فــؤادِ المصطفى عرشٌ تسامى في الصبا
فبكى عليكَ ومَدَّ فـــــــي طولِ الـسـجـودِ تحبُّبـــا
يا سيدي فلَكَ المـــــــدى هـذا سـراجُـكَ ما خَبـــا
فبكلِّ ليـــــــــلٍ ضَجَّ بالــ أوهامِ كنتَ الـكـوكـبـــا
ولكلِّ عصرٍ عشــــتَ للـ ــعشاقِ صوتاً مُـلـهبـــا
يأتيكَ منهمْ هائمــــــــــــاً شوقاً ومـنـهمْ مَن حَـبـا
يا روحَ طه يا ابنَ خـــيـ ـرِ الـنــاسِ أُمّــاً وأَبــــا
قد حاصَرَتكَ لئامُهــــــــا مُذ أن رأتـكَ الأرحـبــا
واستسهلتْ شرَّ الفعــــــا لِ وأنـتَ كنتَ الأصعبا
ظنّتْ بنجمكَ آفـــــــــــلاً يا سـاطعاً لن يُحجَبـــــا
من شهدِ صبركَ زُلزِلتْ ولقد بـلغتَ المَطلبــــــــا
وفيه (عليه السلام) أيضاً:
هذي المآذن فـي سـمـاها تفخرُ بثرى الحسين وكلُّ شيءٍ يُزهرُ
لولاه ما ابتسمـتْ لناظرِها وما صدحتْ ولا أضــــواؤها تتفجّرُ
لولاهُ ما افترشَ الذين توافــدوا أرضَ الشهادةِ كي بها يتعطّروا
بحــــرٌ من الزوّارِ وهو سفينةٌ لاذوا بهِ والشوقُ فـيــهم يكبـــــرُ
هو من دمِ المختارِ أطلقَ نهرَهُ والأرض ظمآى دونـهُ والأنـهــرُ
وقال من قصيدة (به ننجو):
حسينٌ في عروقِ الكونِ يـسـري بمجـــــدٍ بعدهُ ما قـــــــامَ مجــدُ
سقى الرمضاءَ من ظمأٍ دمــــــاءً جرتْ تجتاحُ أزمنــــــةً وتعــدو
به الأحـــــرارُ تَرقى حين يـغـلي دمٌ فيها إذا ما جــــــــــارَ وغْــدُ
وتلهجُ باسمهِ الأزمــــــانُ فـخـراً فمن غير الحسين دمــــاهُ رعْــدُ
ومن كالشمس يكتسح الليالــــــي وهل كالسبط في الثـــــوّارِ فـرْدُ
أيا فكــــــــراً يعيش لكلِّ فكــــــرٍ و يا عزاً به الإنســـــــانُ يشـدو
و يا نهراً يطـــــــوفُ فلا سـدودٌ تصدُّ هديـــــــــرهُ لو قامَ ســــــدُّ
عروش الأرضِ كالكثبانِ تمضي وعرش السبط في التاريخِ طوْدُ
ومن (روضٌ مَداك):
مِـن غـيرِ نورِكَ لا يـطـيـبُ مـكـانُ وتـضِـلُّ فــي فلواتِــهــا الأزمانُ
فـتـسـيـرُ قــافـلـةُ الـخطوبِ عظيمةً ويـظـلُّ يـرتـعُ حــولــها الطغيانُ
مِـن غـيـرِ مــجـدِكَ كـلُّ مـجدٍ زائلٌ أين العروشُ فــكــمْ هوتْ أوثانُ
بـكَ نـرتـقـي يـا أيُّـهـا الـجـبلُ الأشـ مُّ وتـحـتـنـا تـتـــــضاءلُ الوديانُ
صُـغـتَ الإبـاءَ لـكي نصوغَ نفوسَنا وعـقـولــنـا وهــجـاً بــه نــزدانُ
ولـقـد عـبـرنــا طــاعـنـيـنَ بـعـشقِنا أنتَ الــسـبيلُ وحبُّــكَ الرضوانُ
عـبـقٌ هـواكَ فـكـمْ أراحَ ســريـــرةً وتـبـدّدَتْ بـعـــــبـيـــرِه الأحزانُ
نـبـعٌ فـلـو كَـبـتْ الـنـفــوسُ تفجّرتْ آلاءُ عزمِــكَ وارتــقـى الفرسانُ
صبحٌ لو انطفأتْ شموعُ الأرض شـ ـعّ سراجُكَ الكونــيُّ والإيــمـانُ
أشرقتَ في ظُـلَـمِ الـعـصورِ قصيدةً يصحو على إنشـادِها الإنـســـانُ
ألـقٌ عـلـى أفـقِ الـزمــانِ رسـمـتَـهُ لـلـسـائـريــنَ لأنـــكَ الــعــنــوانُ
يـا أيـهـا الـسـبـط الـنـشـيـدُ مــلأتَها عـشـقاً إلى ما شـاءتِ الأزمـــانُ
فـسـقـيـتـهــــا أملاً ودمـــتَ ملاذَها روضٌ مــداكَ ســكــيـنــةٌ وأمانُ
وهـجٌ رؤاك فــأنـت مصباحُ الهدى ورؤوس مَن جاروا عليكَ دُخَانُ
يا مـطـفـئـاً عـطشَ الدهورِ وجدبَها الـمـاءُ أنـتَ وخــصـمُـكَ الظمآنُ
فانـثـرْ عـلـيـنـا دُرَّ جــودِكَ سـيـدي عـصـفـتْ بـنا الأوهـامُ والأدرانُ
هـا نـحـنُ حـولكَ كالحَمامِ تزاحمتْ أشـواقُــنــا فــلــتــنـعــقْ الغربانُ
الأرضُ حـالــكــةٌ وصرحُكَ زاهرٌ مِـن غـيـر فـيـضِـكَ ذلّــةٌ وهوانُ
و(جُرْحُ الحسين)
الـنـجـمُ يـأفـلُ والأيـــــامُ تــنــهـــــــــــزمُ والموقفُ الحُرُّ في العلياءِ يـبـتـسـمُ
مـهـمـا يـجـورُ الأسـى فـالـجرحُ صـاعقةٌ فـي وجـهِ ليلِ الردى مـا هـدّهُ الألمُ
كـم حـاصـرَ الـلـيـلُ شـمـسَ العزِّ مرتعباً طوراً فطوراً وعادَ الـفجرُ يـرتـسـمُ
الـحـقُّ مـنـه مـضـى يـشـدو بــمـلـحـمــةٍ جرحُ الحسينِ هدىً يـسـري ويقتحمُ
سـيـلٌ ومـن قـمـةٍ طُـهــرٍ عــذوبــتـــــــه كي يغسلَ الأرضَ فالأدرانُ تزدحمُ
قـد أطـفـأ الـجـدبَ فــي البيداءِ مصطبرا وأشـعـلَ الـكـونَ صـحـواً منه نغتنمُ
مذ زلزلَ الأرض ضجَّ القلبُ والتهبَ الـ ـفـكـرُ الـقـويـمُ وهـبّـتْ باسمِهِ الهِمَمُ
مُـذ قـالَ: لا، أرعـبَ الـتـاريـخَ مُـقـتـحماً كلَّ الـعـصـورِ فلا عرشٌ ولا صنمُ
كـحّـلـتَ عـيـنَ الـمـدى يـا سـيــدي بــدمٍ لـيُزهـرَ الـعـشقُ في الإنسانِ والحُلمُ
كـم داهـمـتـكَ الـرزايـا مـن عـظـائـمِـهـا لـكنَّ صـدرَكَ كــونٌ لـيـسَ يـنـهـزمُ
أطلقتَ جـرحَكَ في الأزمانِ فيضَ رؤى لـلـعاشـقـيـن وسيـفاً فوق من ظَلموا
أطـلـقـتَ جُرحَـكَ كـي نـرقـى إلـى قـمـمٍ يـا قـمّـةً طـأطـأتْ في ساحِـها القممُ
ويـا هـوى فـي زمـانِ الـغـيـظِ مُـتَّـقــــداً وهـبـتَ أزكى الدِما كـي تأمن الأممُ
أنـتَ اشـتـهـاءُ دمـي يـا مـن غـدا دمُـــهُ نـوراً مـع الـروح والـشريان يـلتحمُ
أنـتَ الـذي فـي خـطـوبِ الـدهرِ تورقُنا ويـسـتـريـحُ عـلـى أعـتـابـكَ الـسـقَـمُ
فـذا صـداكَ يـهـزُّ الأرضُ مُـنـتـصـــراً يـعـبّـدُ الــدربَ لــو زلّــتْ لـنــا قـدمُ
وذا ضـحـاكُ مـدى الأيـــام مـــنـهــمرٌ يـفـجِّــرُ الـروحَ شــلّالاً فـهل علِموا
هـذي قـوافـلـنـا تـمـضـي بــــلا كــلــلٍ يـا بـلـسـمــاً لــجــراحٍ لـيـسَ تـلـتـئـمُ
هذا المدى عـاصفٌ والأفق مـضطربٌ والـنـارُ فـي وطن الأطهارِ تضطرمُ
هَـبُّـوا بـأحـقــادِهـم يـبـغـونـهـا عـوجـاً مـن نـسـلِ آكـلـةِ الأكـبـادِ قـد قـدِمــوا
لـكـنَّ مـوطـنـنـا يـزهـو بـرفـعـــتِــــــهِ فـالـسـبـط فـيـنـا هـدى والحبُّ والقيمُ
و(فرات الدمع)
غيومُ الدهرِ كـمْ مَطرَتْ دموعا على نـورٍ يـــفـــورُ لـنـا سـطـوعا
سيولُ إثرهُ تـجـــــــــــري ولاءً لـتـنـثــرَ فــوقَ أشـــــــلاءٍ ربيعـا
لعلَّ مدادها يـسـقي العطاشــــى فــراتــاً شحّ ما بــلّ الـرضـيـعــــا
فراتُ الـدمـعِ للأرواحِ طُهـــــرٌ ومـعـراجٌ لـمـن رامَ الــطــلوعـــا
دموعي فكرة تـلـجُ الليالــــــــي فـتـزهـرُ أنـجــمــاً ومـدى وسيعـا
على العطشِ السخيِّ أمرُّ غيماً عسى أنْ أبــلــغَ الـشـأنَ الـرفـيعــا
وقفتُ ببابهِ والروحُ ظمــــــأى ففاض الـقـلـبُ مـن ألقٍ خـشـوعــا
وسرتُ إلى مخيّمــــــــهِ فجيعا وأوقـدتُ الـمـدامـــعَ والـشــمـــوعا
نظرتُ إليه عن بُعــــــــدٍ كأني أرى يـومـاً بـهِ رَفـضَ الـخــنـوعـا
فها هو راحلٌ يسعـــــى ليجني قـطـوفَ الخلدِ ما عَرفَ الـرجـوعا
وها هوَ طالعٌ يمضي سراجــاً على رمحٍ بهِ صَـعـقَ الـجـموعــــــا
ورمضاءٍ رمته إلى عـــــــراءٍ فما وجلتْ لـتـلـقـفهُ صريعــــــــــــا
وهذي زينب في كلّ خطــــبٍ سرتْ في الركبِ ما عرفتْ جزوعا
وفي عليــــــاءِ هودجِها تجلّتْ تدكُّ الكفرَ والــعرشَ الوضيــــــــعـا
فتوقد فكرَمَن أبلى وضحـــــى لمنْ كانت قلوبهـــــــــــــــمُ صقيعـا
فمُ الأزمانِ يصدحُ بالرزايــــا وذكرى الطفِّ كمْ تكوي الـضـلوعـا
لثارِ اللهِ تضطرمُ البواكـــــــي فتنهمرُ الدمــــــــــــــــوعُ له سريعا
فطُفْ يا دمعُ حول القبرِ حتى تروّي الأرضَ والـصـرعى جميعــا
وكُنْ يا قلبُ للعباسِ جــــــوداً وقبّل كفهُ الساقــــــــــــــي الـقـطيعا
عزاءُ الحقّ في التاريخ صبرٌ وتـاريخ الأسى لا لـن يضيعـــــــــــا
سيبقى القلبُ بكّــــــاءً يواسي أزاهـــيــرَ الــورى وبــهـمْ فـجيعــــا
دموعٌ تُطفئ النيرانَ يومـــــاً فـيـنـجـوَ كلُّ مَنْ بذلَ الدمـــــــــــوعا
و(سيّد العشاق)
لأنـه قـد ذابَ فـي عـشـقـهِ قامَ لنشرِ الضوءِ في أرضهِ
لـيـوقـظ الأزمـانَ من هُوّةٍ ويـوهـبَ الإنسانَ من فيضهِ
لأنـه قـد ذابَ فـي عـشـقـهِ تـمـادتْ الأحـقـادُ فـي حربِهِ
فظلَّ يشدو في قفارِ المدى لـتُورقَ الـحـيـاةُ مــن شـدوهِ
لأنّـه قـد ذابَ فــي عـشـقِهِ سالتْ دماءُ الكونِ من نحرهِ
وراحَ يتلو من على رمحِهِ وسـارتِ الـعـشاقُ في ركبِهِ
و(لولا سراجك)
لولا سراجُكَ ما صحونا في حالِكِ الظلماتِ ضِعنا
يـقـتـادُ وجْـهـتَـنـا جَهولٌ فيتيهُ في الألـبـابِ مـعـنى
لولا سـراجُكَ هـيـمـنَـتْ زُمَـرُ الـنفاقِ وما نهـضنا
يـا سـيـدَ الأحــــرارِ منـ ـكَ إباؤنـا وبـكَ ارتـقــيـنا
وبـنـورِكَ ارتـعـبتْ خفا فـيـشُ الـظلامِ فكمْ دحَـرنا
يـا سـيـدَ الأنـــــوارِ دمـ ـتَ لنا ملاذاً دمتَ حِصـنا
سِـرنـا بـدربِـكَ سـيــدي قُـدنـا إلـى الـرحماتِ قُـدنا
و(حيرة الرماح)
حـارتْ أسـنّـتُـهـمْ وكـيـف ســتُـحــمَــلُ أيّ الـرمـاحِ بـحـملِ رأسِكَ يقبلُ
ضجّت وضجّ الكونُ واضطربَ المدى بكتِ السماءُ ومِـن دمائِكَ تهطلُ
ظـلـمـاتُـهـا فـزعـتْ فـنــورُكَ زاهـــــرٌ الـكلُّ مرتعبٌ فــمَـن يـتـحـمَّـلُ
كـلُّ الـرمـاحِ تـخـبّـطـتْ وتـبـعـثـــرتْ الـمـارقـونَ الأخـسرونَ تزلزَلوا
لـكـنّـمـا الأوهـامُ جـالــتْ حــولــهـــــمْ لتجرَّهمْ وإلى الحضيضِ تَحوَّلوا
قـسـتِ الـقـلـوبُ فـلا قـلـوبُ تـسُـوقـهمْ فـدلـيـلُـهـمْ إبـلـيـسُ فـيـهمْ موغِلُ
ما أتـعـسَ الـرمـحِ الـذي حـمَـلَ الـسـنا كـيـف الـتـجرُّؤ ؟ أيّ ذلٍّ يسألُ؟
و(هو ذا دليل العقل)
رأسٌ سَـمـا فـوقَ الـجـميعِ وسـارا ليُزيحَ عن ليلِ الــعــقــولِ غُبارا
يتلو كتابَ الصبرِ وهو على الـقنا قـد عـلّـمَ الإقـــــدامَ والإصــرارا
شـقّ الـفـضـا مُـسـتـنـهضاً بإبـائـهِ كـلَّ الـنـفـوسِ فـألـهَــمَ الـثـــوّارا
قـد أيـقـظَ الـتـاريـخَ مـن كـبـواتِــهِ وهبَ الـعصورَ حـقـائـقــاً وأنارا
هو ذا دلـيـلُ الـعـقـلِ هـذا فـكـــرُهُ هَدَّ الظــــــلامَ وشــيّــدَ الأنــوارا
رأسٌ أذلَّ رؤوسَـهـم بـسـمــــــــوّهِ إذ كان في وجهِ الردى إعصارا
هـو ذا حـسـين الطهرِ ظلَّ مجـدِّدا فهو الوريـــــــثُ لجدِّهِ إذ ثــــارا
مَـلَـكَ الـقـلـوبَ مـحـبَّةً فـتـطـيَّـبتْ وتوغّلتْ في هدْيـــــهِ إيثــــــــارا
بـكـتْ الـعـيـونُ على دماهُ تـطهُّرا وجرتْ عليه دماؤنا أنهـــــــــارا
هو ذا صريعُ الصبر هذا عـزمُــهُ قدْ أذهلَ الدنيــــــــــا بما قد دارا
يا أيُّـهـا الـرأسُ الـكـريـمُ نـفــوسُنا قبعتْ بقاعِ الدهــــــــرِ أنّى غارا
عصفتْ بها الأهواءُ وهــيَ عقيمةٌ وعلى فتاتِ السُّحتِ كم تتبــارى
لخرابِها تسعى فساءَ بــناؤهــــــــا ولكَمْ بدتْ أخيارُها أشـــــــــرارا
أيّ الرؤوس رؤوسُــنـــا يا سيدي ولكلِّ موبقةً غدتْ أوكــــــــــــارا
مـدَّتْ لـها الأوهـــــــام كلَّ غوايةٍ فتزاحمت وتقلَّبتْ أطــــــــــــوارا
بـمجـونـها طفحتْ وطارَ لُبابُهـــــا فتعثرتْ وتدحرجتْ أحجــــــــارا
يا قمةً تعلو ويا ألــق العقـــــــــــو ل ويا مــــــــــــلاذاً آمـناً ومنارا
أيّ الـرؤوسِ رؤوسنــــا يـا ثـابـتاً قد زادها وَهمُ الحيـــــــــاة دوارا
فأمامَ رأسِكَ تـنـحـني كلّ الجبـــــا هِ بأيِّ وجهٍ نرفع الأبصـــــــــارا
وأمـامَ رأسِـكَ سـيدي دُكَّـتْ صرو حٌ للنفاق تعاقبـــــــــــــتْ أدوارا
يا فـارسـاً شـقَّ الـخـنـــوعَ بـجأشهِ ومضى عزيزاً باســــلاً مغوارا
قممٌ سرتْ فوق الـرماحِ مـشـاعـلاً ورؤوسُنا خلفَ الدجـى تتوارى
أفـلـمْ يـحنْ وقتَ السطوعِ وجمعُنا يغدو بحالِكِ ظلمةٍ أقمــــــــــــارا
فـيُـعـادُ لـلـتاريخِ جذوتُهُ الـتـــــــي كانتْ بعـهدِ الأوَّلِينِ شــــــــرارا
مَـن يـوقـدُ الـتاريخَ من يشدو لـــه مـن يـهدمُ الأوثانَ والأســـــوارا
يا غـافـلاً طـأطـئ برأسِـكَ وابتعدْ إنْ لـمْ تـكنْ متوهّجاً نــــــــــوّارا
هـذا نـعـيمُ العقلِ فاغـنـمْ مجـــــدَهُ والفكرُ كـانَ لـرأسِكَ المعيـــــارا
فـبـدونـه وهـجُ الـسرابِ يحيطنــا وتـرى رياضَ الأرضِ فيه قفارا
طأطئ فهذا رأس من بكتْ السما ءُ لهُ دماً وابركْ له إكبــــــــــارا
رأسٌ كـمـئـذنـةٍ سـما فوقَ الجميـ ـع لكي نعيشَ بواسلاً ثـــــــــوّارا
ونـفـوسُـنـا تُفنى بغيرِ صفائهــــا فـضـيـاعُـنا إنْ لمْ نكنْ أحـــــرارا
وقال من قصيدة في علي بن الحسين (زين العابدين) (عليه السلام)
أثـرٌ لـحـمْـلِ الـزاد بــانَ بـكـتـفِـهِ إذْ صار يحكي ما افتداهُ بعمرهِ
كـرمٌ تـأصَّـلَ واهـبـاً مـا يـقـتـنـي لـلـسـائـلـيـن ومـاضياً في سرِّهِ
يـرنـو إلـى سـفـرٍ يـطـولُ زمــانُه لـيـدلّـنـا كـيـفَ الـسـبـيـلُ لربّهِ
لـدعـائـه الـثـوريِّ صوتٌ صادحٌ تـهـفـو لـه كـلُّ الـقـلوبِ بشدْوِهِ
هـو ذا عـلـيُّ بـن الـحـسينِ مُكابدٌ زيـنُ الـعـبـادِ بـلـيـلـهِ وبـفـجرِهِ
رسمَ الحسينُ له الطريقَ فزلزلتْ كـلـمـاتُهُ عرشَ الظلامِ بصوتِهِ
فـهـوَ امـتـدادٌ سارَ في صحرائِها نـهراً يدورُ على الزمانِ وجدبِهِ
وتـعـاقـبـتْ كــلُّ الأئـــمّـةِ بـعـدَهُ بـالـعـلمِ والعملِ الدؤوبِ بنهجِهِ
وقال من قصيدة (سادس الأنوار) وهي في الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)
الـجـدبُ مـنـتـشـرٌ والـفـكـرُ مغتربُ والخصبُ في نهجِكَ الفيَّاضِ يلتهبُ
عـصـرٌ أقـمـتَ لـه بـالـعـلـمِ مـدرسةً شـعّـتْ بـهـا دررُ الألـبابِ والـكتبُ
كم قارعتكَ عروشُ البغي واستترتْ خلفَ النوايا وما في جـهلِها عـجبُ
تلكَ الرؤوسُ تمادتْ في مـقـاصـدِها ترمي عليكَ الحصى لـكنكَ الـذهبُ
أوُرثـتَ يـا سـادسَ الأنـوارِ يـا علماً ما كـان يـحـمـلـهُ آبــــاؤكَ الـنـجُبُ
يـا عـابرَ الـعـالـمِ الـمـوبـوءِ مُـؤتـلقاً بالفكرِ ماضٍ ليصحو العالمُ الخرِبُ
آلـيـتَ أن تـهـبَ الأزمــانَ نــافــــذةً كـي تـهـتـدي أمـمٌ إنْ أطبقتْ حُجُبُ
ما أنـتَ إلّا الـهـدى فـي كـلِّ داجـيةٍ نـورُ الـيـقـيـنِ لأهــلِ الـذكرِ تنتسبُ
يا ساطعاً من بقيعِ الطهرِ خُذ بـيدي هـذا فـؤادي عـلـى مـثــواكَ ينتحبُ
جارتْ علينا العدى واستنفرتْ زمرٌ تـقـودُهـم مِلـلُ الـتـكـفـيـرِ والنصبُ
اَلـحـاقـدونَ عـلـى نــورٍ نــلـــوذُ به كـلّ الـعـداءِ لأهـلِ البيتِ قد نَصبوا
اَلـصـبـرُ فـي إحَـنِ الأيــامِ مُـسـعفُنا والانـتـظـارُ لأمــرٍ بــاتَ يـقـتـربُ
اَلـنـهـجُ نهجُكَ والإصـرارُ في دمِنا والخزيُ ما فعل الأغرابُ والعربُ
وقال من قصيدة (راهب أهل البيت) وهي في الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)
ولـلـفـكـرِ أحـرارٌ وســجـنٌ مُــهـيَّــأُ وللجهلِ جولاتٌ وبالفكرِ يـهزأُ
ولـلـظـلـمِ تـاريـخٌ وخــطٌّ مـنــــاوئٌ لأنـوارِ ألـبـابٍ بــهـا نـتــوضّأُ
فكمِ من طغاةِ البغي جاروا وحاولوا لـطـمـرِ يـنابيعٍ ولا حـقدُ يهدأُ
لهمْ أملٌ أنْ يـطـفـئــوا كـلَّ ســاطـعٍ لقد عميتْ عـيـنٌ وعـيناكَ تقرأُ
عـلـى الـجـسـرِ ظـنّوها نهايةَ عابرٍ وروحُكَ في الجنّاتِ تحيا وتهنأُ
فـقـد مـلّـتِ القضبانُ حـرَّاً مُـكـابـداً وكنتَ لها درساً فكيفَ سـتجرؤُ
فـيـا كـاظـمَ الـغـيـظِ إمـامــاً وعابداً لـقـد ذلّ سجنٌ أنتَ فيهِ الـمُـبرَّأُ
وقال من قصيدة (الأمل الكبير) وهي في حجة الله في أرضه الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف)
اِسطعْ لها ضاقتْ فما من مُستقرْ يا أيُّها الأمـلُ الـكـبـيـرُ الـمُنتظَرْ
الأرضُ قـاحـلـةٌ همتْ أشجارُها والظلمُ مـاضٍ والبلايا في صُوَرْ
اَلمفسدونَ علـى الـنـقـاءِ تجبَّروا فـهـمُ الـبغاةُ وهمْ وحوشٌ لا بشرْ
اِسطعْ فأنتَ المنقذُ الـمـوعودُ قد جـارَ الـقـتـامُ ولـلـمـكـائدِ قد سَعَرْ
مـولايَ نـعـلـمُ أنَّ قــلـبَـكَ هـائمٌ لا دمعَ من عينيكَ بل دمُها انهمرْ
مـولايَ نـعـلـمُ أن بـحـرَ ذنـوبِنا بـعُـدتْ سـواحـلـه سنغرقُ لا مفرْ
لـولاكَ مـا عـشـنـا حـياةَ كرامةٍ لولاكَ ما انتظرتْ لـيـالـيـنـا قـمـرْ
وقال من قصيدة (أدنو لَعلّي نائلٌ) وهي في حق أهل البيت (عليهم السلام):
وخَباَ الخيــــالُ وهامتِ الآفـــاقُ فــمــداهُمُ الأكوانُ والإشـــراقُ
أناَ من أنا متعثّــــــــرٌ ومُكبّــــلٌ أناَ واهـنٌ وبــهـاؤهــم ســـبّـاقُ
أَدنــــــــو لَعَلّي نائــــلٌ لكننــــي زَبَدٌ يَــــمُـوجُ وأنـهــمْ أعمـــاقُ
يسعى المدادُ وهـذهِ الأوراقُ سِر بٌ طــائـرٌ ما بـالـهــا الأوراقُ
إنَّ الحروفَ تجمّـعت وتشتّـتــتْ والنفسُ كمْ لـفـيوضِـهمْ تشتاقُ
فهُمُ الأكارمُ, للخـصالِ منـابــــعٌ منهم يـشـعُّ العلـــمُ والأخـلاقُ
من نورِ وجهِ اللهِ قد خُـلِقوا هدىً سبحانهُ وتبـــــــاركَ الـخــلّاقُ
لا فُلكَ تسري لا السماواتُ العُلى رُفعَتْ ولا سحبٌ ولا إبــراقُ
والشمسُ ما طلَعتْ ولا قـمرٌ ولا أرضٌ وما نزلتْ لها الأرزاقُ
إلّا لأجلهمُ حباهـــــــــــــمُ مَنزلاً بَلغَ العــُـــلا ترنو له الأحـداقُ
أوتادُ هذي الأرضِ أُمَّـــةُ نهضةٍ هُم رحمـةٌ ومحبــةٌ ووفـــــاقُ
وهُمُ الهداةُ الثابتــــــونَ شـجاعةً وبعزمِهمْ يتجلّدُ العشـــــــــــاقُ
والعدلُ ميزانٌ فـلا بَخـــسٌ وإنْ هـاجتْ عليهِ الريحُ والأبـــواقُ
ماذا أصوغُ فما أنا إلّا ســــــــوا دُ الليلِ ضلَّ وأنّهــــــمْ إشراقُ
هُمْ أهلُ بيتٍ طُــــــهِّروا لـمشيئةٍ والظالمونَ عليهمُ قد باقُــــــوا
ما خابَ من بهمُ تمسَّـكَ واقتــدى ومَنْ افترى سوءُ العذابِ يُذاق
ساداتُ هذا الكونِ جَـلَّ مقامُـهــمْ فبهمْ نفوزُ وللنعيمِ نُســـــــــاقُ
وقال من قصيدة (قمر وراية) وهي في أبي الفضل العباس (عليه السلام):
وإذا الـظـلامُ هـمـى فـبدرُكَ مُزهرُ وإذا الـفـلاةُ عـتـتْ فـمـدُّكَ أخــضـرُ
وإذا تـكـرَّرتِ الـفـضـائـلُ والــملا حِــمُ والـعـصـورُ فـأنـت لا تـتـكرَّرُ
هـامَ الـخـيـالُ فـمـا الـخـيالُ يُعينُني يا نـاصـراً فـرحـابُ مـجــدِكَ أكـبرُ
أناَ داخـلٌ فـي زهـوِ روضـكَ لائـذ يـا نـبـعُ فـي الأبـيـاتِ كـيفَ ستَهـدِر
شـحَّ الـفـراتُ وفـي دمـاكَ مـنـابـعٌ وفــراتُ جــودِكَ ثــائــرٌ يـتـفـجّــــرُ
تـغـلـي سـطـوعاً فيكَ عينُ مُرابطٍ نـبـلُ الــظــلامِ بــنــورِهــا يـتـكـسّـرُ
تـلـكَ الأكـفُّ تـسـابـقـتْ لسجودِها راحـتْ تُـصـلّـي والــلــواءُ يــكــبّــرُ
والـمـاءُ قـربُـكَ والـصـغـارُ حمائمٌ كيف اصطبرتَ وكيفَ كانتْ تصبرُ
يـشـدو زئـيـرُ الـروحِ فـيــكَ مآثراً أيُّ الــفِــعـالِ بـمـثـلِ روحِــكَ تـزأرُ
جَـلَّ ارتـقـاؤكَ قـاهـراً لـخـطـوبِها اَلـمُـقـفـرون تـكـالـبــوا فـتـبـعـثــروا
لـمْ يـعرفوكَ وقد عُموا فتصاغروا ولأنـتَ مَـن يـسـقـيـكَ عــزَّاً حـيــدرُ
بـحـرٌ مـن الآلاءِ حـولـكَ سـابـــحٌ ولـبـحـرِكَ الـفـيَّــاضِ تـسـعى الأنهرُ
أناَ ظامئٌ والـمـاءُ أنـتَ فـكـيف لا أحـبـو على الأعــتــابِ أو أتــعــثَّــرُ
أناَ إنْ غزاني من عناءِ العمر أسـ ـتـسـقـي الـشـفاءَ من الضريحِ فأُزهِرُ
هـذا مـقـامُـكَ سـاطـعٌ ومُــعـــانــدٌ يـرنـو الــحـمـامُ إلــى سـنــاهُ ويفخَرُ
لـن تـنـحـني الراياتُ منكَ مدادُها تـبـقـى تـرفـرفُ والــريــاحُ تــثـرثـرُ
وقال من قصيدة (فتح مبين) وهي في السيدة الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)
سيري ولا تقفي فـفـي الترحالِ فـتحٌ مُـبـينٌ صِيغَ بالأهـــــوالِ
الـكـلُّ مذبوحٌ على رمـضائـها كي تـزدهـي الأزمانُ بالأفعالِ
فحملتِ كلَّ جـراحِـهـم مُزدانةً بالصبرِ يا جـبـلاً بـكــلِّ جَـلالِ
شــدّي رحـالكِ فكرةً وهويـــةً يا صـرخــةً لـملاحمِ الأبـــطالِ
شـاءَ الإلهُ بأنْ يراكِ سـبـيَّــــةً كي توقدي الألبابَ في الأجيالِ
أمضي بسجّيلِ الكلامِ فصاحةً وتــألّـقي علويّـــــة الأقــــــوالِ
يا دمعةً في كلِّ عـيـنٍ لم تزلْ حـرّى تـقضُّ مضاجعَ الأنـذالِ
وقال من قصيدة (مدينة الحسين عليه السلام)
هـلْ كـوكـبٌ هـي والقبابُ تُنيــرُ أَمْ حـولَـهَـا الـكـونُ الـفسيحُ يدورُ
هي سِرُّهُ مُــزدانـــةٌ آفـاقُهــــــــا وهـيَ الـتـي لـلـعارجينَ جُســـورُ
ذي كربلاء الـخيـر نهرٌ مُغــدقٌ منه ارتوت في المُقفراتِ عصورُ
عِلمٌ وآدابٌ وفــنٌ هـــــــــــادفٌ فكرٌ يشعُّ ولـلإباءِ تـسيــــــــــــــرُ
لمدينـةِ الـسبطِ السخيّةِ هَيبــــــةٌ ترنو إليها الناسُ حيث تـــــــزورُ
تمضي بـدربِ المجدِ يالَبهائــها بالتضحياتِ على الطغاةِ تثــــــورُ
تزهو بها الراياتُ لا لن تنحني مهما يحاولُ ظالمٌ ويجـــــــــــــورُ
يا قـطـعـةً مـن جنة الله الـكـريـ ـم لكِ المدى كم فاحَ منكِ عبيـــــرُ
يـبـقـى الـحسينُ مُخلّداً تـهفو له أرواحُنا وله القلوبُ تطيــــــــــــرُ
فهو الـشـهـيدُ نَشِيدُ كُلِّ مُناصِرٍ والجودُ فيما دوَّنَتهُ سُطـــــــــــــورُ
وقال من قصيدة (حشد إلى الله):
يـتـقدّمون ويُـنـشـدون بـلا تـعـبْ فمِن الـحـسـينِ تـعـلّـمـوا صـبراً عَجبْ
هـمْ فـتـيـةٌ قد عاهدوا التاريخَ والـ أحـلامَ أنْ يـتـوقّــدوا مـثـلَ الـلــــهــبْ
وهُـمُ الأبــاةُ فـلا خـنـوعَ يـسوقهمْ وإذا انـقـضـوا يـتـجدّدونَ كما القصبْ
لـبّـوا نـداءً لــلــجــهــادِ فـقـاتـلــوا مـتـوحِّــديــنَ ولا يــــفـرقـهــمْ سـبـبْ
هـامـوا بـحبِّ اللهِ والـوطـنِ الــذي لـن يـرتـدي ثـوبَ الــمـذلّـة والـكُرَبْ
وتـجـرّعـوا مُـرَّ الـحـياةِ فكيفَ لا يـسـقـونـهـا بـدمِ الـمـلاحــمِ والغضبْ؟
نهضوا من الطفِّ المقدّسِ نهضةً كـبـرى كـما الأنصارِ عابسَ أو وهبْ
فـتـنـافـسـوا نـحـوَ الشهادةِ نصرةً لـلـحـقِّ واللهُ الـــخــلـــودَ لــهــمْ كـتَبْ
الله مـا أبـهـى الـعـراقِ رجــالِــــه رسموا المفاخرَ طالما صنعوا العجبْ
سحقوا الظلاميينَ وانتصروا بفكـ ـر نــيّــرٍ ودمٍ وتـــبّ أبــو لـــهــــــبْ
حشدٌ إلـى اللهِ يـسـعـى والمدى يلدُ أرواحُـه حـمـمٌ بـالـعـشـقِ تـتّـقـدُ
هـمْ كـلّما حاولوا يـجـتـازُ قـاحـلـةً تروي دماهُ الفلا والموتُ يرتـعدُ
يا حشدُ يا مـقـلقَ الأوغادِ أنتَ لها يرعاكَ ربُّ السماءِ القاهرُ السندُ
سِـر واثـقاً واغتنمْ ما شئتَ منزلةً لـن يـبلغوا أبداً مهما همُ اجتهدوا
ما زعزعتكَ جيوشٌ كلها عجزتْ الـحـاقـدونً ظـلامٌ جـمـعـهـمْ بَدَدُ
وقال من قصيدة (مثل الذين بحُبِّ اللهِ قد صَدَقوا)
مـا هـدّنـا ظـمـأٌ مـا هـــزّنــا قــلُـــقُ نـمـضي ومن دمِنا الأنهارُ تندلقُ
الـحـبُّ مـرتـعـنا يا بؤسَ مَن حقدوا والـعـزّ مـسـكـنُنا فيه الثرى غدِقُ
ما الـتـمّ جـمـعُـهُـمُ والـنـخـلُ مـتّسقٌ مـا امـتـدّ لـيـلُـهُـمُ والـخيلُ تنطلقُ
لـو لـفّـنـا وهَـنٌ فـي مـحـنـةٍ زمــنـاً يـشـدو الـحشا أملاً قد شدَّهُ الرمقُ
يـبـغـونـهـا هرجاً يرسو على هرجٍ نـحـيـا بـلا فـرحٍ فـي الـتيهِ ننزلقُ
مـن كـلِّ نـافـذةٍ تـنـهـالُ أغــبـــرةٌ مـا صـدَّها مـطرٌ تمضي وتخترقُ
لـكـن هـامـتَـنـا تـزهـو بـشـرفـتِـهـا الـشـمـسُ تـغـسـلُـها إذ شفَّها العَبَقُ
والــعــزمُ مــتَّــقــدٌ مــا ردَّهُ كـــدَرٌ ذا صـبـرُنا جَـلِــدٌ ذا سـيـفُـنا الدَلِقُ
الـصـبـرُ فـي دمِـنـا نـورٌ بـمـئـذنـةٍ والغادرون بنا من صبرِنا صُعِقوا
أبـراجُـنـا اتّـسـعتْ والطيرُ سابـحةٌ بـيـن الـقـبابِ شدَتْ في حُزنِها ألَقُ
هـذي الـقـبـابُ مـلاذٌ جَـلَّ رافـعُها يبقى الحسينُ وإنْ عاثوا وإنْ نعقوا
هذي القبابُ شموسٌ كيف يُطـفِئها لـيلُ الـبغاةِ وهُمْ في نورِها احترقوا
هذا الـحسينُ أبو الأحرارِ مدرسةٌ لـلــثــائـريـنَ فمِن مصباحِه انطلقوا
هـا نـحـنُ نـسـلـكُها درباً بلا كَلَلٍ مثلَ الـذيـنَ بـحـبِّ اللهِ قـد صـدَقـــوا
يـا تـربـة فـخُـذي أرواحَـنا حِمَماً تـأتـيـكِ مــــن لَـهـفٍ للهِ تَــســتــبِــقُ
وقال من قصيدة:
حراً مضيتَ وكلُّ حُرٍّ خالدُ
والحرُّ أدركَ حينَها فمضى إليك
مَن مثلُ صوتِكَ سائدُ ؟
من مثلُ أهلِكَ ؟
مثل صحبِكَ ؟
مثل من واساكَ قربَ الماء مقتدراً ؟
رماهُ بكفِّه
م
ا
ء
معينٌ باردُ
قمرٌ..... ونهرٌ للوفاء
ويداهُ قُطِّعتا لينتفضَ اللواء
فلأجل حبكَ يا حسينُ يكابدُ
عطشاً
يصيحُ الكونُ ...... ماءْ
والبيدُ تلهبُها الدماءْ
عطشٌ نما فوق الترابِ
ودمٌ غَدا حقلاً من الأنوارِ
تعلوهُ المآذنُ والقبابْ
ومن أخرى:
لوْ كُنّا معك
لست أدري سيدي
ما الذي نصنع
لو كنّا معكْ
وإذا ناديتَ
في جدبِ الصحاري
بـ ( ألا من ناصرٍ ينصرنا)
هل سيصحو صمتُنا ؟
كيْ يسمعَكْ
يسألون
لماذا قدمتَ الى كربلاء؟
وإنك تعلم أنَّ المصيرَ الفَناءْ
لماذا الصغار ؟
لماذا النساء ؟
سؤالٌ له ألف مغزى
به يُعلنون لكلِّ الطغاةِ الولاءْ
ألا بئس ما يفترونَ
وما يُضمرون
ألا بئس ما يسأل الجهلاء
هدير المئذنة
لعلك تسعى..
لتجتاز بحر الخطايا
فتخترق الأزمنة
لعلّك
تمتد نهرا
لتمسح دمع التراب الجليل
وتغسل وجه النخيل
وترقى
إلى
مئذنة
الله أكبر...
كل شيء نازل إلا شموخ المئذنة
الله أكبر...
كل شيء زائل
إلا ربيع المئذنة
الله أكبر...
كل شيء ساكت
إلا أذان المئذنة
الله أكبر...
من ضجيج الأزمنة
..................................................................
1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت
اترك تعليق