قبضة من اثَرِ الجواد

يـحـيـى ومـا جـعـــلَ الإلـــهُ ســمــــيّا      مـن قـبـلِـهِ نـصَّ الكتابُ جليّا

ومـحـمّـدٌ كَـشَــفَ الــحـقـائــقُ جــودُهُ      وقـضـاهُ خـلـقـاً سـامـيـاً نَبَويّا

اخَـذَ الــكـتــابَ بـقــوّةٍ عـــلَــــــويّــــةٍ      وأتـاهُ حُـكـمُ الـمسألاتِ صبيّا

ذاتٌ مـنَ الـنـسَــقِ الـطـهـورِ جـلـيـلـةٌ      يـعـلـو عـلى الدنَسِ اللئيمِ أبيّا

جَـبَـرَ الـعـقـولَ بـعـقـلِـــهِ مـذ أجـدبـت      ونما بصـحـراءِ الـنفوسِ نَديّا

قـد جـاءَ مـن أقـصـى مــــــدائن أصلِهِ      لـلكونِ يحملُ سَمتَهُ الرضَويّا

مـن طـورِ مـوسـى شِـرعــةٌ وضّــاءةٌ      كان الجوادُ على العبادِ رضيّا

عن روحِ أحــمـدَ يـسـتـفـيــقُ مــحــمّدٌ      لــيقومَ في مسرى الرشادِ نبيّا

ويـخـطُّ بـالـنـهـجِ الــقـويـــمِ هـــدايـــةً      مُـتَـــجـلـبـباً سرَّ الجلال  عليّا

من محكماتِ النورِ في صحُف الرؤى      اللهُ يـــرســمُ بُـعـدَهُ الـضــوئيّا

شـيـخٌ بـروحِ الــفــجــرِ واثــقَـهُ الندى      من جــانـبِ المعنى وكان تقيّا

أشـجـارُ حـكـمـتِـهِ الــعـظـيـمــــةِ جنّةٌ      ويـمدُّ فـــيها عمرَهُ الـقـمـحـيّــا

الأرضُ مـا قـلـقـت تـمَـسّــكُ ظــــلّــهُ      والـمـاءُ لامــــسَـهُ فـكـانَ رويّا

وبـهِ نــهــارُ الــمـمـكـنـــاتِ بـصـيـرةٌ      مـا دارَ فـيـهـــــا كـوكـبـاً درّيّا

الــلـيـلُ تــوجــعُـــهُ ضـــيـــاءةُ فـكرِهِ      فـأقــامَ لإبــنِ الـــطــيّـبينَ شقيّا

الـسـمُّ مـنـسـكــبٌ بــأوعـــيــةِ الــتـقى      بلَغَ الكتابُ منَ الــخـطابِ عتيّا

علي نجم

المرفقات

: علي نجم