331 ــ علي بن ماجد الجد حفصي: توفي (1208هـ / 1793 م)

علي بن ماجد الجدحفصي (توفي 1208هـ / 1793 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (58) بيتاً:

ينادي ألا هلْ من معينٍ على الأسى      وقد عزَّ في حملِ الخطوبِ المخاطبُ

ينادي كما نادى الحسينُ بـ (كربلا)     لـنـصـرتِـهِ قـومـاً فــعــزَّ الـمُـجــاوبُ

ألا كـيـفَ أنـسـاهُ فــريــداً ودمـــعُـه      كـمـا طـالَ يـمـنـاهُ عـلـى الخدِّ ساكبُ (1)

وقال من حسينية أخرى تبلغ (67) بيتاً:

إذا ذُكـرَ الــثـاويـن فـي طـفِ (كربلا)     أطـالَ بُـكا منه تذوبُ الجلامدُ

ألا بــأبــي أفــديــهــمُ مــن عـصـابــةٍ      بـكـتهمْ لعظمِ الابتلاءِ الحواسدُ

ثووا بمحاني الطفِّ فاعجبْ أخا الولا      متى سكنتْ نجمَ السماءِ الفراقدُ

لـقـد جـاهـدوا فـي اللهِ علـمـاً لـديـهــمُ      بـأنَّ الـمـنـايـا فـي رضاهُ فوائدُ (2)

الشاعر

السيد علي بن ماجد ‫ بن هاشم بن علي بن مرتضى بن علي بن ماجد الحسيني الجدحفصي البحراني (3)، قال الشيخ أغا بزرك الطهراني: (ديوان السيد على بن ماجد الجد حفصى المتوفى والده 1208 الموجود مراثيه في مجموعة دونها الشيخ لطف الله بن على الجدحفصى في 1201 عند الشيخ محمد علي يعقوب الخطيب في النجف) (4)

ويعقب السيد جواد شبر على قول الطهراني: (وفي المجموعة كثير من شعره ومنه قصيدته التي تحتوي على ٦٧ بيتاً وأولها:

تجفُّ جفونُ السحبِ والدمعُ جائدُ     ويخمدُ وقدُ النارِ والقلبُ واقدُ

وأخرى تتكون من ٥٨ بيتاً وأولها:

ألا مَن لصبٍّ قلبُه منه واجبُ     مُباحٌ لديهِ الوجدُ والندبُ واجبُ) (2)

والجدحفصي هو نجل العالم الكبير السيد ماجد الجدحفصي من أعلام القرن الحادي عشر وستأتي ترجمته

شعره

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (41) بيتا:

أسـفـاً عـلـى فـتـيـانِ حـقٍّ جُـرِّعـتْ     بالطفِّ كأسَ الحتفِ من أضدادِها

أفـديـهـمُ مـن فــتـيــةٍ عــلـــويــــــةٍ     قـد جـاهـدتْ في اللهِ حـقَّ جـهادِها

بخلتْ على الأعدا ببذلِ عروضِــها     وسـخـتْ بـأنـفـسِـهـا غداةَ جلادِها

شـغـفـتْ بـذكـرِ اللهِ حـتــى أنّــهــــا     لمْ تخلِ يـومَ الـحربِ مـن أورادِها

الـمـجـدُ مـن أقـرانِـها والـفـخرُ مـن     أخـدانِـهـا والـســحـبُ مـن وفَّادِها

والـخـيرُ ما بينَ الورى من جودِهـا     ومـحـمـدُ الـمـخــتارِ مـن أجدادِها

أردتــهــمُ الأعــدا بــأســهــمِ كيدِهـا     وبـسـمـرِ ضـلّـتها وبيضِ فسادِها

قد ألبِستْ بـهمُ الـعـلـى خـلـعُ الـهنـا     ونـعـوا فـكـانـتْ في ثيابِ حدادِها

لهفي لهمْ والبـيـضُ تــوردُ مـنــهــمُ     فـتعـودُ حـمـراً مـن دمـا أجسادِها

قـد أشـرقـتْ بـهـمُ الـطـفوفُ كـأنّـما     خرَّتْ نجومُ الأرضِ بـين وهادِها

يـا لـــلرجـالِ لــعــصبــةٍ أمــويــــةٍ     أطـفـتْ بـأيـديـها سـراجَ رشـادِها

للهِ كـمْ أجــرتْ لأحــمـدَ عَــبــــــرةً     قـد أخـمـدتْ مـنـها لـظـى أحقادِها

تـبـاً لـهـا تـركـتْ حـبـيبَ مــحـمــدٍ     فوقَ الـصعيدِ يجودُ تحتَ جـيـادِها

صـدّتـه عـن وردِ الـفراتِ وقــلـبُـه     صــادٍ وكــلُّ الوحشِ مـن ورَّادِهـا

ورمـتـه عن قوسِ الضلالِ بأسـهمٍ     هـنَّ الـمـنـى لـو عُـدنَ فـي أكـبادِها

قد أغـضـبـتْ فـيـهِ الإلهَ ورجَّـحـتْ     إرضـاءَ نـفـسِ يـزيـدِهـا وزيــادِها

تـاللهِ لـو عـلـمـتْ ظـبا الأعــــدا به     مـنـعـتـهـمُ الـتجـريـدَ من أغـمـادِها

والضمرُ لو علمتْ رأتْ إصدارَها     عـنــه ولـو غـصبتْ على إيـرادِهـا

وبـكـتْ لـه الـعـليا أسىً وتعوَّضتْ     أجــفـانُـهـا عـن غـمضِها بـسـهادِها

نـفـسـي فـداهُ ومـا فــــدايَ بـنـافـعٍ     مــن أدركـتْ مـنـه الـعـدا بـمـرادِها

مُـلـقـىً عـلـى حرِّ الصعيـدِ ورأسُه     قـد صـعَّـدتْـه الـقومُ فوقَ صـعـادِها

يُـسـرى بـه ظـلـمــاً أمـامَ نــسـائِـهِ     ونـسـاؤه حــسـرى بــذلِّ قــيــادِهــا

أيـنَ الـبـتولةُ فاطمُ الـزهــرا تـرى     ما فـي الـزمـانِ جـرى على أولادِها

أترى درتْ أنَّ الـعِـدى مـن بعدِها     أصـمـتْ بـأسـهمِـهـا صمـيــمَ فؤادِها

خرَّت قبابُ المجدِ حين هوى ولا     بِـدعـاً فـقـد خـرَّتْ لـخـرِّ عـــمـادِهــا (6)

ويقول في نهايتها:

فـلـئـن بـلـغـتَ سليلُ ماجدٍ المُنى     فـاجـهـدْ بـنـفـسِـكَ فـي إداءِ جـهـادِهـا

يـا سـادتـي يـا آلَ أحـمـدَ دونـكمْ     غـرَّاءَ تُـبـدي الـحـزنَ فـي إنـــشـادِها

تـبـكـي الموالي والمعادي بالرثا     ومـديـحُـهـا الـمـجـلـي سـوادَ مــدادِها

وازنـتُ مـا قـد قـيـلَ قـدماً فيكمُ     هـذي الـمـنـازلُ بـالـغـمـيـــمِ فــنــادِها

...............................................................................

1 ــ ذكر مطلعها في أدب الطف ج 6 ص 19 عن مجموعة الشيخ لطف الله الجدحفصي / ذكر منها (9) أبيات في ديوان القرن الثالث عشر ج 1 ص 202 ــ 203 / موسوعة شعراء البحرين ج 4 ص 60 ــ 61

2 ــ ذكر منها الكرباسي (18) بيتا في ديوان القرن الثالث عشر ج 3 ص 17 ــ 18 / ذكر مطلعها السيد جواد شبر (18) بيتاً عن مجموعة الشيخ لطف الله بن علي الجدحفصي وأشار إلى عددها

3 ــ أوراق من ديوان السيد ماجد الجد حفصي ــ مركز الإمام الصادق لإحياء تراث البحرين بتاريخ 22 / 11 / 2022 في ترجمة أبيه السيد ماجد الصادقي

4 ــ طبقات أعلام الشيعة ج 12 ص 745

5 ــ أدب الطف ج 6 ص 19

6 ــ ديوان القرن الثالث عشر ج 3 ص 121 ــ 124 / موسوعة شعراء البحرين ج 4 ص 61 / ذكر منها (24) بيتا في أدب الطف ج 6 ص 18

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار