آخرُ رهبانِ الضوء..

إلى راهب بني هاشم موسى بن جعفر (عليه السلام):

آتٍ مِنَ الضوءِ يتلو سورةَ الفجرِ      وفـي يَـديــهِ تـقـاويـمٌ مِـنَ الــزَهــرِ

يُرصِّعُ الـليـلَ فـي ياقوتِ خلوتهِ      ويرأبُ الصدعَ بـالـتـسـبـيـحِ والذِكْرِ

تـمـرُّ فـي بـالهِ الـنـجماتُ سائلةً      عَنْ أيِّ حزنٍ سَتحكي سجدةُ الـشُـكرِ

معلمٌ طافَ في الأذهـانِ مـبتكراً      رجاحةَ الرأيِ مِنْ تـغـريــبـةِ الـقـهرِ

الماءُ يولدُ مِـنْ أفـكـارهِ وطـــنـاً      بـه الـنـبـيُّــونَ مـرمـيـونَ بـالـهَـجْــرِ

مـتـــى تـوجَّـهَ نـحـوَ اللهِ رافـقَـهُ      سِرْبُ العصافيرِ مجبولاً على الخيرِ

يُـلـقِّـــنُ الـسـجنَ أسراراً مقدَّسةً      لـتـنـتـهـي قـصـةُ الأصـفـادِ بـالكسرِ

لأنّـهُ قَـــدْ تآخى والـنـدى زمـنـاً      مِنَ الـعـذابـاتِ رقَّ الـسـوطُ لـلـظهرِ

لأنّهُ راهـــبٌ صـلَّـتْ عـلـى يدهِ      قـبـائـلُ الآسِ والـنـعـنـاعِ بــالــعـطرِ

كَـمْ كـانَ يــمـضـغُ آلاماً مقدسةَ      كـأنـهـا الـشـهـدُ مـمزوجاً معَ التمرِ!

يحوكُ مِنْ قـسوةِ القضبانِ نافذةً      مـنـهـا يُـحـدِّثُ لـيـلاً طـلـعـةَ الـبــدرِ

تـواترَ العشـبُ في أنبائهِ ونمتْ      سـجـداتـهُ نـخـلـةً رغـمـاً عن الـقـفـرِ

ألـيسَ عِـشقاً حواريّوهُ ما يَئِسوا      وعاقروا الانتظارَ الألـفَ في الجسرِ

وقـد تــراءى إلـيـهمْ عندَ ضفتهِ      فـعـمَّـدوا أطـهـرَ الأجـسـادِ في النهرِ

تغفو عـلى بابهِ الــحـنـاءُ آمـنـةً      حـتّـى تُـزَفَّ بـنـاتُ الـعُـسـرِ لـلـيسرِ

حسن سامي

المرفقات

: حسن سامي