صلواتُ سدرةِ المنتهى

إلى سيدة نساء العالمين في ذكرى ولادتها الميمونة

أسرِجي الكَونَ مـنْ سَنا صَلَواتِكْ      وأفِيضي عليهِ مـنْ بَـركـاتِكْ

وأطِـلِّـي مـنَ الــغُـــيُــوبِ نَــقـاءً      يَتهادَى الوُجودُ لُطفَ هِـباتِكْ

واغـمُـريـنـا مــنَ الضياءِ بُرُوداً      إنّ سِرَّ الضـيـاءِ فـي لَـمساتِكْ

 وأدِيـري الـشَــذا مَـواسِـــمَ وَردٍ      أبدعَتها السماءُ منْ نَفَـحـاتِـكْ

يا ابتِهالَ البهاءِ في حَضرةِ العر      شِ تَهامَى البهاءُ من كـلـماتِكْ

يـا بَـتـولَ الـسَـمــاءِ أيُّ جــمـالٍ      صاغَهُ اللهُ مُذْ أفاضَ صِفاتِكْ؟

أيُّ وَحــيٍ تُــراهُ أَودعَ فــيـها ؟      ثُـمَّ كانَ الخُـلُـودُ سِـرَّ حَـيـاتِـكْ

أنـتِ مـنْ عـالَـمِ الـجِـنــانِ لِـقاءٌ      يومَ أنْ شَـرَّفَ الـجِـنـانَ بِذاتِكْ

كـانَ أهـداكِ لـلـنـبـيِّ وُجُــــوداً      قُـدُسِـيّـاً يَـشُـعُّ مـن لَـمَـعـــاتِـكْ

ثُمَّ سَـوّاكِ أنـتِ أروعَ خَــلــــقٍ      ثُمَّ سَوَّى الجمالَ منْ قَسَـمــاتِكْ

وتَـقَـلّـبـتِ كـنـتِ حَـمـلاً خـفيفاً      تَغمُرينَ الحنانَ مـن كـلِـمــاتِـكْ

وعلى رَفرفٍ خـديـجـةُ كـانـتْ      تتملَّى الـسـمـاءَ فـي نَـظَــراتِكْ

كنتِ في حِجْرِها غَـمـامَةُ نُـورٍ      تـتـهَـجَّـى سَناكِ .. كُلُّ جِـهاتِكْ

أنتِ أنتِ الزهراءُ كَـوثـرُ طَـهَ      كم حَبَـوتِ الـحـيـاةَ مـن فَـلَذاتِكْ

فاطمٌ يا ابـنـةَ الـنـبـيِّ وحسبي      أنّ رُوحِـي تَـعـلّـقَـتْ بِــهُـداتِــكْ

جِـئـتُ بـالـحُـبِّ والــمَودّةِ أتلُو      سُوَرَ الشوقِ في كِتابِ حَــيـاتِكْ

أنا والـوالِـهـونَ قد شَـفَّنا الوجـ      ـدُ وهـامَ الـفـؤادُ فـي ذِكــرياتِكْ

فحَملْنا الولاءَ مَـجـمرَ عِــشـقٍ      ومـلأنـا الـمـكـانَ مـن نـفــحاتِكْ

وأتيناكِ والـضـمـائـرُ نَــشْوَى      تتهادَى الـحـنـانَ مـن رحـمـاتِكٌ

رغمَ ما نَشتكي وما قد نُقاسي      قد شَدَدنا الـرؤى بحبلِ نـجـاتِـكْ

ومَـددنـا إلـيـكِ نَـبـض أكُـــفٍّ      تـتـهـجّـى الـرجـاءَ فـي دعواتِكْ

أنـتِ كـالـمُـصطفَى أبيكِ ملاذٌ      يـأمـنُ الـخـائـفـونَ فـي جَـنـباتِكْ

وإذا ضـاق بـالـوبـاءِ وُجـــودٌ      هرعَ الناسُ شَطرَ دِفْءِ صلاتِكْ

يا انسِكابَ السنا ودَوحـةَ مَجدٍ      مـا يـزالُ الـزمـانُ عَـبـدَ هِـبـاتِكْ

نحنُ يا بـضـعةَ النبيِّ ضُيوفٌ      فـأمـيـري الـسـلالَ مـن بـركاتِكْ

في لـياليكِ كـم تَـلَـذُّ الـقـوافـي      حـيـن تَـسـتـافُ مـن شَذا نفحاتِكْ

وإذا الشعرُ حارَ فيكِ مَـديـحـاً      فـلأنَّ الـجـلالَ بـعـضُ صِـفـاتِكْ

حسين آل جامع

المرفقات

: حسين آل جامع