تشفَّعي في كبريائي

إلى أم البنين (عليها السلام) في ذكرى وفاتها

فـي حـالـتـي أمَّ الـبـنـيـنِ تـشفَّعي      وهيَ التي لا لمْ تفارقْ أضـلـعي

من كبريائي سوفَ أخـفـيـها ومثـ      ـلكِ عالمٌ ما حالتي، ما أدمـعــي

أوصـلـتُ يـا أمِّ الـبـنـيـنِ رسالتي      وأنـا بـحـالِ مــعــذَّبٍ ومــقـــنَّـعِ

فـبـحـقِّ عـبـاسٍ وقـطـعِ يــمـيـنِهِ      قـولـي يــمــيــنُ اللهِ بـعـدَ تـفـجِّـعِ

تُعْطَيْ سؤالي من بـنـيـنِـكِ إنَّـنِـي      أمِّـي، وكـمْ تـعـطينَ دونَ تـمـنَّـعِ

وأنـا بـجـاهِـكِ لائـذٌ وبــداخــلــي      بعضُ الغرورِ وغـيمةٌ لم تُـقـشـعِ

فإذا جـبنتُ عن الـدمـوعِ تـوسُّـلاً      فـلـعـادةِ الـحـرِّ الذي لمْ يـخـضـعِ

أنـتِ الـكـفـيـلـةُ بـالـشفاعةِ دونما      قـهـرِ الـدمـوعِ لـقـسوةِ الـمـتـطبَّعِ

فالآنَ سمتُ الـكـبـريـاءِ يـقـودُني      وبـداخـلـي الإيـمانُ كالـمـسـتودعِ

أسـقـيـتُ عـبَّاسَ الـعـطيشَ أمـانةً      لـلـعـهـدِ لا يـلـتـاثُ فيها مـنـبـعي

فـتـقـبـلـيـهـا حـالـتـي لـشـفـاعـــةٍ      فـأنـا أنـا صـعـبٌ أقـنِّعُ مـطـمـعي

وأنا أنا ذاكَ الـمـحـبُّ وإن قــسـا      طـبـعـاً بـدهـرٍ مُـذئِـبٍ أو مـسـبَـعِ

أبقى الموالـي والـبسيطَ بمشهدي      ومـعـقَّـدٌ فــــي لـيِّ كــــلِّ الأذرعِ

فإليكِ مبـهـمُ حاجتي عن غيرِكمْ      شـفِّـي لـهـا طـلـبـاً حنوناً واسطعي

فقد سطعـتِ على صوارمِهم بنيـ      ـناً في الطفوفِ فبانَ جوهرُ ألمعي

وإذا سطعتِ على قـتامةِ حاجتي      سـتـضـيءُ أيـامي ويصفو مخدعي

ويعودُ سمتُ الـكـبـريـاءِ بداخلي      نـهـراً مـن الـعـبـاسِ دونَ تـصـنَّـعِ

يجري كما يجري ويسقي غيرهُ      مـا كـفُّـهُ كـفُّ الـشـحـيـحِ الأمــنــعِ

ولـقـد وصـلتِ العالمينَ حوائجاً      وأنـا لـهـا مـتـعـهِّـــدٌ لــم أقــطـــــعِ

وأمـانـتـي الـعـبَّـاسُ كفاًّ دونـهـا      سـاخـتْ جـبـالٌ وهـي كـفُّ الأرفـعِ

وزنت حوائـجـنـا ليصبحَ بعدها      قـطـعُ الـكـفـوفِ إزاءَ حـاجة مُهْطِعِ

يا كـفُّ لم تخنعْ لـسـدِّ رغـائـبٍ      نـحـتـاجُ دونَ تـوسُّـلٍ مـــن خُــــنَّــعِ

سلمان عبد الحسين

المرفقات

: سلمان عبد الحسين