أشاد عدد من الخبراء في مجال الاقتصاد والمجالات الاخرى بالمؤتمر العلمي الدولي الاول الذي رعته الامانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وعبر اكاديمية الوارث لتنمية الموارد البشرية والدراسات الاستراتيجية، وبالتعاون مع جامعة وارث الانبياء (عليه السلام) التابعة لقسم التعليم العالي، والذي ناقش موضوع كيفية تحويل اقتصاد العراق من ريعي الى متعدد الموارد.
وقال مساعد رئيس جامعة كربلاء المقدسة الدكتور أكرم الياسري في حديث للموقع الرسمي، إن "هذا المؤتمر مهم للبلد في الوقت الحاضر حيث يرسم استراتيجيات من شأنها أن تحرر الاقتصاد العراقي من التبعية الناتجة عن الاعتماد على الريع النفطي، وهذا يعرض البلد الى ازمات سياسية، كما يتأثر بالازمات الاقتصادية والمالية العالمية".
وأوضح الياسري، وهو تخصص ادارة اعمال، إن "هذا المؤتمر التفاتة فريدة لأن البلد يمتلك موارد وامكانيات بشرية واسعة وعريقة في المجال السياحي والتراثي والزراعي وفي المجال الصناعي وحتى المالي، والبحوث التي طرحت تناولت استخدامات الموارد الغنية في العراق واهم السبل الكفيلة لاعتماد هذه الموارد كرديف اساسي ومهم ومساعد للمورد النفطي".
وأضاف أن "ماينتج عن المؤتمر من توصيات من شأنها أن تعزز الاقتصاد العراقي، كما أن هناك دعوة للجهات القائمة على مؤسسات الدولة بأن تتبنى التوصيات الواردة لانها تقدم حلول واقعية للمشاكل الاقتصادية، وسيكون الاقتصاد العراقي متعدد الجوانب بدلا من الريعي الذي يعتمد فقط على النفط".
إلى ذلك، قال عضو مجلس الرباط المحمدي في الوقف السني ورئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفكري الشيخ الدكتور محمد النوري، إن "ماشاهدناه اليوم ليس بالشيء الجديد على الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة فقد عودتنا دائما أن تقف مع العراق والعراقيين في وقت الازمات واليوم العراق يمر بأزمة اقتصادية ومالية حقيقية".
وأوضح أن "هذه الخطوه تعد من الخطوات الكبيرة التي لا تقل شأنا عن الخطوات السابقة التي وقفت بها المرجعية الدينية والعتبة الحسينية مع العراقيين، اليوم من الواجب الوقوف والنهوض بالواقع الاقتصادي وأن نذهب الى الاقتصاد التعددي وليس على الإقتصاد الاحادي، فيما يكون الاقتصاد التعددي من الصناعة والزراعة والسياحة وغيرها وعدم التركيز على القطاع النفطي حتى لايكون الاعتماد على مورد واحد".
من جهته، قال عضو مجلس نقابة الاكاديميين الاقتصاديين العراقيين الدكتور نزار الخيكاني، إن "المؤتمر نوعي، كما يعد تجربة فريدة من قبل العتبة الحسينية، فالعراق لم يكترث الى ما يأتي من طروحات اقتصادية في المؤتمرات المحلية وحتى العربية منها التي تبنت موضوع التحول من اقتصاد ريعي الى متعدد الموارد".
وأوضح أن "هنالك طروحات في المؤتمر وهي ضرورة التنسيق ما بين السياستين المالية والنقدية، أي مابين وزارة المالية والبنك المركزي، وهذا لم نجده في مشروع الموازنة لعام (2021)، فهنالك خلل قانوني واداري واقتصادي في هذا المجال من جهة المشرع المالي حيث يسعى الى زيادة الضرائب على دخول الموظفين من جهة، ومن جهة اخرى يعمل على تخفيض قيمة العملة الوطنية".
وأضاف "في الحقيقة ما خرج به المؤتمر الدولي من توصيات هي من خبراء اقتصاد وهم علماء في هذا المجال، كما انهم تطرقوا لمقترحات عدة وقدموا دراسات كثيرة، هنالك اكثر من (30) بحثا في هذا المجال، حيث قدمت مقترحات الى الحكومة والبرلمان لاعادة النظر بالسياسة الاقتصادية وحتى اعادة النظر باعداد الموازنة، ومن شأن ذلك كله أن يدعم مسألة التحول من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد متعدد الموارد".
يشار إلى أن المؤتمر شهد مشاركة عربية ومحلية واسعة حيث بلغ عدد البحوث التي ناقشها (34) بحثا، من أصل (70) مادة بين بحوث وملخصات وصلت الى اللجنة العلمية، وتم اخضاعها جميعها للتقييم العلمي.
يذكر أن الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة ومن خلال ترجمة توجيهات ممثل المرجعية الدينية العليا والمتولي الشرعي لها الشيخ (عبد المهدي الكربلائي) الى أرض الواقع، وتقوم بتوفير كافة الإمكانيات المتاحة لغرض دعم الاقتصاد العراقي، سواء من خلال الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي تقيمها المراكز والأقسام والمؤسسات التابعة لها، أو عن طريق إنشاء المشاريع الاستراتيجية التي تدعم اقتصاد البلد وتوفر آلاف فرص العمل للشباب.
قيس محمد النجار، حسين حامد الموسوي، مصطفى احمد باهض
تحرير: فارس الشريفي
الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة
اترك تعليق