291 ــ صلاح الخاقاني: ولد (1388 هـ / 1969 م)

صلاح الخاقاني: (ولد 1389 هـ / 1969 م)

قال من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام):

من نازفِ الصمتِ إذ أطغـى فأوقفَه     صوتٌ لصرخةِ ظـمـآنٍ وقدسِ دمِ

من واحةٍ أُترعتْ ضوعاً.. مساربُه     خـفـقُ الـمـلائكِ أسـراباً على حرمِ 

مـن قـبـسـةٍ تستفزُّ الضوءَ من أزلٍ     ذي (كربلاءُ) وكلُّ الكونِ من عدمِ (1)

ومنها:

ذي (كربلاء) بـمـا ضـمًّـت مـقـدّسـةٌ     من رملِها من نميرِ الماءِ من نسمِ

كم هادلاتٍ على غصنِ القبابِ شدتْ     فـيـهـا وأهـرقَ صـدّاحٌ صدى نغمِ

وكم أسارى لها في الـحبِّ مـا فترتْ     لـهم قـلـوبٌ بـنـجواها عن الضرمِ

ومنها:

ذي (كربلاء) مسيلٌ من شجىً ودمِ     ومِـنْ مـسـلّـمِ طـغـيـانٍ لـمـسـتلمِ

خـطـبـاً فـخـطـبـاً تـلـقّـتـها وآخـرها    عهدُ الذي ما ونى يوماً عن النقمِ

الـقـائـدُ الـفـذّ فـي صـنعِ الدمارِ وما     يـحـشّـدُ الـموتُ والآهاتُ كالديمِ

وقال من حسينية أخرى:

حـتـى إذا لاحـتْ لهم (كربلا)      وبانَ صرحُ النـورِ في المشهدِ

ناءوا بثقلِ الحزنِ فاغرورقتْ      بـالدمعِ أرضُ الطفِّ من سُجَّدِ

همْ مالئو الكونَ صدىً عاطراً      لـمـصـحـفٍ يـتـلوهُ جرحٌ ندي

وقال من أخرى:

ملامحُ تُبدي (كربلاءَ) رسومُها      عـلـى جـبـهـةِ الأيـامِ تـبـقـى وشـومُـهـا

ويبقى نجيعٌ في الطفوفِ مـجرَّةً      مـن الـشـجـنِ الـخـلّاقِ شـعّـتْ نجومُها

لـتـطـلعَ من مسراهُ دنيا روائــعٍ      إذا جفّ ما في الأرضِ فاضتْ غيومُها

الشاعر

الشيخ صلاح بن مهدي بن سلمان بن عبد المحسن الخاقاني، شاعر وروائي وطالب في الحوزة العلمية الشريفة، ولد في النجف الأشرف، ونشأ في الأجواء العلمية والأدبية فيها وكان والده أديباً وقاصاً.

والخاقاني حاصل على دبلوم فني في الهندسة المدنية 1989، وكتب الشعر في بواكير صباه وأهتم بالأدب وله مساهمات بالمحافل الأدبية والثقافية. ويعمل منتسبا في العتبة الحسينية المقدسة

له عدة كتب مطبوعة في مجال الفكر والتاريخ والأدب منها:

1 ــ الحسين عليه السلام والثورة ــ 2012

2 ــ رسول السلام ــ 2020

3 ــ تأملات في الدين ــ 2023

5 ــ فلم سينمائي ــ رواية 2018

وله أيضاً مقالات منشورة في عدد من المجلات والمواقع الالكترونية

شعره

قال من قصيدة في أمير المؤمنين (عليه السلام)

سـيِّـدَ الـحلمِ والندى يا طلوعا     يوقظ الضوءَ في عيونِ الحياةِ

يـا سـمـا كـلِّ رائـعٍ يـتـنـاهـى     ومدى كلِّ مـوغلٍ في الـزكـاةِ

يا ملاذَ القلوبِ انّى استجارتْ      وشفيعَ الذنوبِ عـنـدَ الـخـطاةِ

يا بليغاً وحـسـبُ قـولِـكَ يـدنو      مـن سـمـوِّ الـكـتـابِ بـالآيـاتِ

يا حـكـايـا مـهـنّـدٍ طـارَ فـيـها     كـالأسـاطـيـرِ فـعـله في العداةِ

يـا رواءً عـلـى الـشـفـاهِ تـدلّى     مـن أغـاديـرَ لاحـبٍ لـلـنـجـاةِ 

كـلّـمـا مـدّتِ الـمـتاهاتُ جنحاً     كنتَ إيماءةَ الذرى في السراةِ

كنتَ سيرَ اكتمالِ خـلقٍ وخٌلقٍ      في زحامِ العثارِ والـسـقـطـاتِ

كيفَ يقصي بريقَ أمسِكَ حقدٌ     وسـنـا كـلِّ كــوكـبٍ مـنـكَ آتِ

أيُّـهـا الـلا أكـونُ حــرَّاً تـقـيَّـاً     إن خبا ذكرُ قـدسِهِ في صلاتي

إن تحاشيتُ جمرَةً هـيَ تـذكو      مـن قـنـاديـلِ نـهجِهِ في الثباتِ

أو تغاضيتُ عن نشيدٍ تـعـالى      مـن أنـاجـيـلِ طـهــرِهِ لــلأبـاةِ

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدة:

وكـمْ نـبـيـيـنَ أدمـى حـدَّ جـفـنـهمُ     خيطُ الدموعِ بـواديـهـا مـن الـغممِ

مـازالَ يـنـشـرُ فـرقـانـاً مـؤرِّخُها     على متونِ حـكايا الـمــجـدِ والألمِ

عـن مـفـزَعـيـنَ لـما ألقته جذوتها     على الدروبِ وما غـذّت إلى قـممِ

وفـازعـيـنَ كـأنَّ الـمـاءَ تـربـتُـهـا     وفسحةُ الـعـيـشِ والآتي من الـحلمِ

عن الذينَ عـلـى الآفـاقِ شاخصةٌ     لـهـم أكـفُّ شـمـوسٍ في سما الشيمِ

مُـذ أرخـصـوها قرابيناً لموعدِهم     معَ الحسينِ بزحـفٍ من هوىً عرمِ

وهاتفٍ من ثراها في الزمانِ لمنْ     أرخى خطاهُ بـغيرِ اللاحبِ اسـتـقمِ

وثـائـريـنَ بـكلِّ الأرضِ تزرعهمْ     ذكرى الطفوفِ شراييناً من الحـممِ

وسـائـريـنَ يـحـثـونَ الـخُطى لهفاً     فـلا تـمـيِّـزُ بـيـن الـقـلـبِ والـقــدمِ

وقال من أخرى:

سـكـبـاً رذاذَ العطرِ من عسجدِ      وهاطلاتِ الـضـوءِ من فرقدِ

وجـلـبـةِ الـعـشـقِ يــدوّي بـهـا      رفـدُ الـمــلايـيـنِ على مـرقـدِ

جازوا مـسـافـاتِ الونـى وُلّـهاً      عـلـى بــراقٍ مـن هـوىً أغيدِ

رغمَ الـمـناخِ الوعرِ في قيضِهِ      إلى اصطـكاكِ القارسِ الأبردِ

وزارعُ الـمـوتِ بـخـطـواتِـهـم      فـرطَ انـدفـاعٍ حــقـدُه الأســودِ

حـتـى إذا لاحـتْ لـهم (كربلا)     وبانَ صرحُ النورِ في المشهدِ

ناءوا بثقلِ الحزنِ فاغرورقتْ      بـالـدمعِ أرضُ الطفِّ من سُجَّدِ

هُم مالئو الكونَ صدىً عاطراً      لـمـصـحـفٍ يـتـلـوهُ جرحٌ ندي

وراسـمـو نـحـرٍ دفـيـقِ الـسنا      عـلـى مـدارِ الـكـوكـبِ الأبـعـدِ

وقال في الإمام الحسين (عليه السلام) أيضاً:

مـلامـح تُـبـدي (كـربـلاءَ) رسـومُـها      عـلـى جـبـهـةِ الأيـامِ تـبـقـى وشـومُـهـا

ويـبـقـى نـجـيـعٌ فـي الـطـفوفِ مجرةً      مـن الـشـجـنِ الـخـلّاقِ شـعّـتْ نجومُها

لـتـطـلـعَ مـن مـسـراهُ دنـيـا روائــــعٍ      اذا جفَّ ما في الأرضِ فاضتْ غيومُها

وإن خـفَّ لـلـشـمـسِ اتّـقـادٌ بـوهـجِها      أراقَ مـنـارُ الـطـفِّ صـبـحــاً يـديـمُـها

أطـلـتَ بـذاكَ الـصـبحِ من ألفِ مطلعٍ      نـهـاراتِ أقــداسٍ بـهــيٍّ نــمــومُــهـــا

لـه فـي ضـبـابٍ أغرقَ الأفـقَ ديــمـةً      شـراعُ نـبـوَّاتٍ تــلالا قـــــويــــمُــهــا

ويبقى هديرٌ في المدى مورقُ الصدى      يـحـدّثُ كيـفَ الـطـفِّ جـنَّ جـحـيـمُها

وكيفَ مسيلُ الضوءِ أضـحـى بواسلاً     عـشـيـقي مـنـايـا والـحـسـيـنُ زعـيمُها

على شرفاتِ الموتِ نشوى صـدورُها      كــأنَّ تـبـاريــحَ الــفـــداءِ نــعــيــمُــها

نـيامٌ بـحـضـنِ الـخـلـدِ إذ فاحَ ضـوعُه      وكـانَ اخـتـيـارُ الـقـتـلِ عـزَّا يـنـيـمُـها

وفـي الـضفَّةِ الأخـرى أعـاصيرُ عُتمةٍ     تَـجـلـبـبَ ثـوبُ الخزي فيها خصومُها

هـوَ الـظـمـأ المشبوبُ والـفـارسُ الذي      وحـيـداً بـغـابِ الـمـشـرعـاتِ يحومُها

جـحـافـلُ مـنها الأرضُ مـادتْ بـخيلِها      واسـمـعَ أذنَ الـنـجـمِ وقـراً هــجـومُها

فــمـا مـسَّـه روعٌ ونــادى سـيـوفَــهــا      إلـيَّ بـنـفـسٍ مـن حـديــدٍ عــزومُــهــا

تـجـمَّـعَ فــيــه الـفـخـرُ والـعـزُّ والإبــا      وآيـاتُ إقــدامٍ تــعـالــى عــظــيـــمُـها

كـأنَّ سـجـايـا الـمـجدِ أطرافُ صـورةٍ      تـدانـتْ لـهـا الأفـلاكُ وهــوَ صـمـيمُها

ولمّا هوى مُدمىً على الأرضِ ظـامـياً      تـهـاوى مـن الأكـوانِ حـزنـاً مـقـيمُها

وشـامـخـةٌ كـالـطـودِ تـرنــو لأخـــــوةٍ      تـذوبُ بـنـارِ الـمـرهـفـاتِ جـسـومُـها

يـمـوجُ بـهـا صـبـرٌ فـتـمـتـــدُّ سـاحـلاً      عـلـى شـاهـقـاتٍ فـيـه تـرسو همومُها

وعـنـدَ انـهـمـارِ الـلـيلِ غـارتْ مُريعةٌ      يـجـلـلـهـا هـولٌ وتـغـلـي رجـومُــــها

فـقـد كـانَ أنَّ الـخـيـلَ هــوجاءَ أطبقتْ      عـلى صبيةٍ .. والأرضُ وعرٌ أديمُها

وكـان بـأنْ فـرَّتْ نـســـــاءٌ وطـوَّحـتْ      خـيامٌ ـ على من ظلَّ ـ يذكو هشيمُها

ولا نـورَ إلّا مـا أضــاءَ بــه الـلـظــى      عـلـى بـقـعـةٍ جــرداءَ داجٍ سـديـمُـــها

وسُـيِّـر ركـبُ الـمـوجـعاتِ مـن الـسبا      ذواتِ خـدورٍ والـمـعـيـنُ سـقـيـمُــــها

أحـطـنَ ويـمُّ الـبـيـدِ مـن غـيـرِ سـاحلٍ      يـمـورُ بـشـرِّ الـجـنـدِ عـتّـاً يـســومُها

لـيـرسـمَ ذاكَ الـركـبُ قـوسَ انـتصارِهِ      عـلـى الـشـمـسِ إيـذانـاً بـدنيا يرومُها

.....................................................

1 ــ زودني الشاعر بسيرته وأشعاره عبر الانترنيت

كما ترجم له:

كاظم عبود الفتلاوي / مستدرك شعراء الغري ج 1 ص 275

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 2 ص 466 ــ 467

كامل سلمان الجبوري / الحسين في الشعر النجفي ج 4 ص 165

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار