284 ــ محمد الزهيري (1270 ــ 1329 هـ / 1853 ــ 1911 م)

محمد الزهيري (1270 ــ 1329 هـ / 1853 ــ 1911 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (23) بيتاً:

أو بـعدَ وقـعـةِ (كربلا)     يصبو المحبُّ إلى التصابي

أو يـسـتــلـذُّ بـبــاردِ الـ     أفـيـاءِ أو عــذبِ الــشـرابِ

وجسومُ سادتِه على الر     مـضـاءِ فـي تـلـكَ الرِحابِ (1)

الشاعر

الشيخ محمد بن عبد الله الزهيري، عالم وأديب وخطيب وشاعر من أساتذة الحوزة العلمية الشريفة، ولد في قرية الملاحة ــ من مناطق القطيف ــ (2) من عائلة كريمة أصلها من سيهات ويعود نسبها إلى قبيلة طي فالزهيري هو:

الشيخ محمد بن عبد الله بن حسن بن عبد الله بن عبد الحسين (3) بن كاظم بن إبراهيم بن حسين بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن قاسم بن حمد بن ردينة بن حمد الفضلي الطائي، (4) وقد لقب بـ (الزهيري) و(آل زهير) نسبة إلى جد الأسرة زهير بن عبد الله الطائي وتقطن هذه الأسرة في قريتي سيهات والملاحة في القطيف.

نشأ الزهيري على حب العلم منذ صغره، وقد توفي أبوه وهو صغير فكفله جده، الذي توفي أيضا بعد أبيه بفترة قليلة فكفله وصي جده الحاج محمد بن عبد العزيز البيات فعلمه القرآن والكتابة وسائر الآداب حتى رشد، ثم هاجر إلى العراق من أجل الدراسة وبقي يتنقل بينه وبين موطنه وسكن البصرة لفترة من الزمن ثم استقر في الكاظمية حتى وافاه الأجل ودفن فيها. (5)

يقول السيد جواد شبر في ترجمته: (نشأ ميالاً لحب العلم ومجالسة العلماء والأدباء وسكن البصرة مدة من الزمن ثم انتقل إلى الكاظمية إلى أن توفي بها ...) (6)

وقال عنه الشيخ علي المرهون: (كان محبوبا لدى الجميع لما اتصف به من صفات بز بها أقرانه من كرم وجود وسخاء وتقى وصلاح ...) (7)

خلف الزهيري من الأولاد الشيخ أحمد وعبد الله وعبد الجليل، وقد تتلمذ على يدي الزهيري العديد من طلبة العلم منهم:

الشيخ عبد علي بن منصور بن صالح آل جمعه

والشيخ حسن علي المحروس

والشيخ طاهر الشيخ حسن علي البدر

وملا عيسى بن علي بن صالح بن عبد العال وغيرهم (8)

شعره

يقول الشيخ المرهون: أن له ديوان شعر في أهل البيت (عليهم السلام) إلا القليل منه في غيرهم يوجد عند بعض الأصدقاء (9)

وقال عنه الأستاذ عبد الكريم الدباغ: (خلف ثروة كبيرة من شعره، الذي امتاز بغاية الجودة، وحسن السبك، وبراعة الاستهلال وله تخميس قصيدة صفي الدين الحلي في مديح أمير المؤمنين عليه السلام...) (10)

وقد ذكر الشيخ علي المرهون قصيدتين للزهيري في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام)، يقول الزهيري من الأولى وقد قدمناها:

يا عينُ جودي بانسكابِ     لـمـصـاب آلِ أبـي تــرابِ

وحـشـايَ ذوبـي باحترا     قٍ واضـطرامٍ واضطرابِ

وفـؤادي الـمُـضنـى أقِمْ     ما عشت دهرَك في اكتئابِ

وتـقـطَّـعـي كـبـدي لمقـ     ـتـولٍ بـسـيفِ ابنِ الضبابي

كـيـفَ الـتـصبُّر والسلوُّ     لـصـاحـبِ الـقـلبِ الـمذابِ

أو بـعدَ وقـعـةِ (كربلا)     يصبو المحبُّ إلى التصابي

أو يـسـتــلـذُّ بـبــاردِ الـ     أفـيـاءِ أو عــذبِ الــشـرابِ

وجسومُ سادتِه على الر     مـضـاءِ فـي تـلـكَ الرِحـابِ

ومـن الـظـمـا أكـبـادُهم     نَـضِـجَـتْ بـوقـدٍ والـتـهـابِ

وتُـرَضُّ أعـظـمُهم خلا     فَ الـقـتـلِ بـالخيلِ الـعِرابِ

ونـسـاؤُهـم بـيـن الأعـا     دي قـد بـرزنَ بـلا حـجـابِ

تَـرثـي لـقـتـلاهـا وتــنـ     ـدبُ فـي عـويـلٍ وانـتـحابِ

ولـزيــنــب نـوحٌ يــهــ     ـدُّ جـوانـبَ الصُـمِّ الصِلابِ

ويقول في الثانية وتبلغ (28) بيتاً:

غــــداةَ أبيُّ الضيمِ ألوى على الردى      ونـادتْ حـواديـه بـحـيِّ عـلـى الوخدِ

فوافى بخيرِ الصحبِ أرضاً بها البلا     أقــــــــــــامَ فلم ترقأ لهمْ دمعةُ المجدِ

ظـهــــيـرةَ قـالـوا تـحتَ مشتبكِ القنا     تباركتَ من حتفٍ وبوركتَ من وِردِ

وماتوا كـــــــــــراماً بعدما أن تفيَّأوا     ظلالَ حـــــــطيمِ السمرِ والبُتَّرِ الهندِ

وقـامَ أبـو الـسـجّــــادِ يـجـلـو بـسيفِهِ      ظـلامَ ظـلالٍ كـان فـي الأرضِ مُمتدِّ

فأحجمتِ الصيدُ الصــناديدُ خيفةَ الـ     ـمـنـيَّـةِ حـتـى جــاءَ جـبـريـلُ بـالعهدِ

فأردوهُ بالسمرِ اللدانِ وبــــــــــالظبا     وبالنبلِ صـــادي القلبِ محترقَ الكبدِ

فيا لقتيلٍ قد تــــــــداعتْ ذرى العلا     غداةَ عليهِ خيلُ أعــــــــــــدائِه تردي

ويا لمشالٍ رأسُه فـــــــــــــوقَ ذابلٍ     لسانُ الهدى ينعاهُ للقائمِ المــــــــهدي (11)

.................................................

1 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 181 ــ 182

2 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 179 / أدب الطف ج 8 ص 342

3 ــ نفس المصدرين السابقين

4 ــ موقع شعراء أهل البيت بتاريخ 8 / 11 / 2018

5 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 179

6 ـــ أدب الطف ج 8 ص 342

7 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 179

8 ــ موقع شعراء أهل البيت بتاريخ 8 / 11 / 2018

9 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 180

10 ــ موسوعة الشعراء الكاظميين ج 7 ص 48

11 ــ شعراء القطيف ج 1 ص 180 ــ 181

كما ترجم له:

أغا بزرك الطهراني / نقباء البشر ج 5 ص 232

كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 5 ص 109

عبد الكريم الدباغ / كواكب مشهد الكاظمين ج 2 ص 264

عبد الحميد الخطي / مجلة الواحة ــ بيروت العدد 15 ربيع الثاني 1420 هـ

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار