قريبا من الماء والذكريات

إلى سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)

لم يجرِ من دمِه المهيبِ علـى الثرى      إلّا كعمرِ الأرضِ أو حجمِ الذرى

حصرَ اكتشافِ الماءِ عند الموتِ إن      الـساحلَ المطـعـونَ يـهـدرُ أنـهرا

فإذا اخـتـبـرتَ خـلالـه حـجـراً سيعـ      ــشبُ كلُّ مـن مسَّ الشهادةَ أثمرا

وإذا جـرحتَ الوقتَ نـزَّ دمُ الـحـسـيـ      ـنِ على الدفاترِ والقصائدِ مُمطرا

مُـذ كــان وجـهُـك كـربـلائـي الـمـلا      محِ ألفُ نجـمٍ في الملامحِ أزهرا

مـرَّت عـلـى شـبـاكـكِ الأبــعـادُ ظـا      مـئـة لـتـسقـيـهـا الـرحيقَ الكوثرا

يـا فـيـلـسـوفَ الـمـحوِ أبدلتَ المخيـ      ـــمَ بـالـرمادِ وقلتُ أهجرُ ما أرى

فإذا خـيـامُـكَ فـي السماءِ وأهلُ بـيتِـ      ـكَ أنـجمٌ ويـداكَ أعـذبُ ما جرى

مـسـتـهـزئـاً بالنارِ خـضـتَ لـهـيـبَها      وكـشـفـتها عن جـانبيكَ لكي ترى

مـــاذا تـــرى ؟ اللهُ ثــــمَّ مـــحــمــدٌ      وأبـوكَ يـنتـظرونَ فـادخلْ مسفرا

ودخـلـتَ كـان الـطفلُ يضحكُ باكياً      بـيديـكَ كانَ الـقلبُ جـمراً مضمرا

لـم تــحــتـرقْ بـعـد الـخـيـامِ وإنَّـمـا      أنتَ احتـرقـتَ عـلى الـخيامِ تذكّرا

حـيـنَ الـتـفـتَّ لـهـا وكـانـتْ زينـبٌ      كنـبـيَّـةٍ تـدعــوكَ أن كــنْ حـيـدرا

والله، أزعـمُ أن وجـهَــكَ كــان مـبـ      ــتسماً ودمعكَ صارَ حقلاً أخضرا

نـعـمَ الـدمـاءِ تـفـيـضُ لـكنْ مـشعلاً      ويُـداسُ مـنـكَ الصـدرُ لـكن معبرا

ما ضرَّ رأسُـكَ أن يُـطـافُ بـه ورأ      سُـك بـاسـمِ ربِّكَ وهـو ينزفُ كبَّرا

هـدروا جـلالَ اللهِ فـوقَ رمــاحِـهـم      واللهُ جـلَّ جــــلالـه لـــن يـــهــدرا

كانتْ دمـاءُ الـعـرشِ تـلـمـعُ بـالـقنا      وحـيـاً وقــــرآناً قـتــيــلاً أحــمــرا

يـا ابـنَ الـضـفـافيين عاشوراءُ أغـ      ــنـيـةُ الـنخيلِ وحـلمُ ما قبل الكرى

رأيٌ لــديَّ أقـــولُ إن ســواقـيَ الـ      ــدمـعِ الـطـويـلةِ مثلَ أوردةِ القُرى

تـكـفـي لينفطرَ الزمـانُ فتخرجُ الـ      ـطـفُّ الـمـبـلَّـلـةُ انـتـصـاراً مُـسفرا

قـلْ لـلـسـمـاواتِ الـقـلـيـلـةِ إن تقـوَّ      سَ ظـهـرُهـا والــغـيـمُ أن يـتـأثــرا

والــبــاتـراتِ بـأنْ تـرقَّ فـتُـمّـحـى      حـزناً وأوصِ الـحـربَ أن تـتكسَّرا

مهدي النهيري

 

المرفقات

: مهدي النهيري