نحن قرباك

إلى رسول الإنسانية ومنقذ البشرية محمد (صلى الله عليه وآله)

إلّا الـمـودّة فـــي الــقـــربــى ولا قـــربــى      عند الذي لكَ قـبـلَ الـمرتضى يأبى

يـــأبـــى لــفـــاطـــمـــةٍ أولادِهـــــا أبـــــداً      فـي رحمِكم وهو وحيٌ قطُّ من أنبى

هـا قـد رحـلـتَ ومـا اطـمـأنــنـتَ أنَّ لــكـم      رحـمـاً يُـصـانُ وقـوماً تعرفُ الحبَّا

فـالـودُّ صــعـبٌ وأربـابُ الــمـصـالـحِ فـي      وأدٍ إلـى الـحبِّ حتماً تركبُ الصعبا

والصعبُ فاطمُ في الإغـضابِ ها غضبتْ      وصـارَ مـن هـيـنٍّ إغــضـابـهـا قـلبا

وهـيِّـنٌ إرثـهـا الـمـغصـوبُ كيف غـدا الــ      ــتأويلُ سهلاً لما قد صادروا غصبا

وهيِّنٌ صـفــعــةُ الـخـديـــنِ كــسـرةُ ضــلـ      ــعٍ رُبّما عــنـدهـم ما أغــضبتْ ربَّا

يا من رضاها رضاكمْ إذ رضاكَ رضا الـ      ـــرحمنِ ثـلَّـثـتَ أضلاعَ الرضا ندبا

فـكــسَّـروا كـلَّ أضـلاعِ الـرضـا وغــدتْ      فـي صـدرِ فـاطـمـةٍ مـن ضغنةٍ نشبا

مـاذا بـقـي يـا رسـول الله ؟! لــيــس لــكم      قـربـى إذن .. وحـيـكم فيهم غدا ذنبا

فـالــوحــيُ فــاطــمُ والــكــرارُ دونــهـمـا      لا وحـي مـا ربُّـنـا قـد أنـزلَ الـكـتـبـا

مـولايَ يـومَ رحـلـتـم صـرتُ أفـحصُ ما      أنـسـابـنـا نـحـن عُـرْبٌ نشـبه العُرْبا؟

أم عـربُ قـومٍ سـوانـا لـيـس نــمـلـكُ من      أسـمـائـنـا غـيـر ما قـد عرَّبَ الإلبا؟!

مـألَّـبـون عــلــى بــعــضٍ كــإلـــبــتــنــا      فـي الآلِ أحـقـادُنا مــن تـصـنـعُ الغلبا

ومـا غـلـبـنـا إذ الأحـــقـــادُ قــد وتــرتْ      إلا هـزمـنـا صَــغــــاراً لـلـعـدا ركـبـا

ومـا عــلــى كـلِّ قـربــانٍ تـــنـــمَّــرنـــا      إلا لأنَّ عــــدوّاً ســــامــــنـــا ذئـــبـــا

قـربـاكَ يـا مـصـطفى في الناسِ أجمعِها      وكـلُّـهـا أشــبــعـتْ مــن ذُلِّــهــم عـبَّـا

لا كـهـفَ لـلـنـاسِ إنَّــا فــتـيـة سُــلِـمَـتْ      نـمـشـي كـأجـداثِـنـا مـن خـوفِـنا رعبا

ولـيـس نـرعـبُ إذ نـمـشــي لـظـالـمـنـا      كـلُّ الـدبـيـبِ بـنـا فـي الأرضِ مـا دبَّا

مـولاي ثـقِّـلْ خـطانـا إنَّ كــلَّ خــطــىً      تـمـشـي لـكـم نـحـن أعـطـيـناكها وهبا

ونـحـنُ قـربـاكَ إذ نـهــوى لــفــاطـمـةٍ      ولـيـس نـرضـى لـهـا غـصـباً ولا سلبا

أنَّـا سُـلـبـنـا وعُــذِّبــنــا يـــكــون لــنــا      مـن وجـهـكـم سـمـتُ ضوءٍ نوَّر التُربا

ومـن روائـكَ أحـلـى كـوثـرٍ بـــيـــدِ الـ      ـــكرارِ يسـقـى لـنـا مـن وردِه الـعـذبـا

وذاكَ مـن مـبـدأ الـقــربـى عـداهُ لــقــد      أبـعـدتــنـا إنـمَّـا زدنـا بـــكـــم قُـــربـــا

فـإنْ رحـــلـــتَ فـــإنّـا كـــلُّ راحـــلــةٍ      تـسـعـى إلـيـكَ ولا مــا حــيَّــدتْ دربـا

مـن قـالَ دربُ سـواكـمْ صـار يـعـجبنا      يـا فـتـنـة الـغـيـرِ لا مـا زدتـنـا عـجـبـا

الـفـتـنُ أحـمـدَ مـفــــتــونـونَ لا فــتــنٌ      فـيـنـا ولـكـن جـمـالُ الـمصطفى رحبا

وفـتـنُ غـيـرٍ لـنـا فـي الدربِ مخمصةٌ      فـي كـلِّ خـطـوٍ لـنـا نـخـطـو نرى جُبّا

فـيـا مـطـالـعَ قــربــى لـلــنــبــيِّ أرى      أقـمـارَ هـذا الـرحـيـلِ اسـتـنـفـدتْ عتبا

فـلـم تـضـئْ غـيـر والأمـلاكُ هـاتــفـةٌ      لـم تـحــفــظـوا الآلَ أمــر الله قـد لـبَّـى

سلمان عبد الحسين

المرفقات

: سلمان عبد الحسين