دعد الكيالي (1348 ــ 1426 هــ / 1930 ــ 2006 م)
قالت من قصيدة في الإمام الحسين (عليه السلام) متعددة القوافي تبلغ (34) بيتاً:
(كربلا) أيّ مآسٍ هجتِ لي فغدا قـلــبيَ كالطـــيرِ الذبيحِ
(كربلا) أيّ دمـــاءٍ أهرِقتْ فوقَ كثبانِكِ يا مهدَ جروحي
(كربلا) يا آهةَ الــشعرِ ويا دمـعـةَ الـفنِ ويـا أنَّـةَ روحي (1)
الشاعرة
دعد عبد الحي أحمد الكيالي، (2) شاعرة وكاتبة وقاصّة وأديبة فلسطينية، ولدت في الرملة من أسرة علوية شريفة (3) نزحت من الحجاز ونزلت في حلب في زمن المماليك وتفرقت في الديار الشامية خاصة فلسطين في يافا واللد والرملة، وتفرعت إلى عدة أسر، ويعود نسبها إلى الإمام الحسين (عليه السلام) وقد برز كثير من الأعلام (4)
وقد صرحت الشاعرة بنسبها فقال من قصيدتها:
جئتُ يا جدّاه أســــــــــعـى وأنـا مـثل نـسرٍ تـاعسِ الجدِّ العثورِ
والكيالي حاصلة على الليسانس في الأدب الإنجليزي عام (1963)، ودرست العلوم الاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، وفقه اللغة الإنجليزية، والأدب الأمريكي والإنجليزي.
نزحت إلى الأردن وعملت فيها مدرسة للغة العربية والإنكليزية، ثم سافرت إلى العراق فالكويت وعملت في التدريس والترجمة، ونشرت قصائدها وقصصها في الصحف والمجلات العربية منها: الرسالة، والبعثة، والأديب والعالم العربي.
كما أذيعت قصصها وأحاديثها الإذاعية من إذاعة محطة الشرق الأدنى، وشاركت في العديد من الندوات والمؤتمرات والمهرجانات الشعرية في بيروت، والقاهرة، وبغداد، والبصرة، والكويت. وحصلت على العديد من الجوائز الأدبية. وهي من مؤسسي فرع اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في الكويت.
أصدرت ديوانين هما:
1 ــ لم تمطري يا غيوم ــ 1963
2 ــ سكينة الإيمان ــ 1954
توفيت الكيالي في الرميثية بالكويت (5)
قال عنها شاكر فريد حسن: (تنتمي اشعار دعد الكيالي الى أُسلوب "السهل الممتنع" وتمتاز بالبساطة اللفظية والنبرة الخطابية والعفوية الجميلة والعاطفة الجياشة الصادقة والنزعة الوطنية والإنسانية) (6)
وقال عنها الشيخ محمد الحسون: (شاعرة فلسطينية، كرّست أعمالها الأدبيّة للنكبة، وغنّت لفلسطين في معظم شعرها) (7)
في عام (1946) زارت دعد مدينة النجف الأشرف وفيها كتبت قصيدة عن الإمام الحسين (عليه السلام) تبكي بها لما آل إليه المسلمون من احتلال اليهود وقد شبهت القدس بكربلاء. (8)
تقول دعد في قصيدتها:
يا فتاةَ العربِ إبكي واندبي يومَ عاشوراءَ واستبكي ونوحي
كربلا أيّ مــآسٍ هـجتِ لي فغـــدا قـلـبـيَ كـالـطـيـرِ الذبيحِ
كربلا أي دمـــاءٍ أهــرِقـتْ فوقَ كـــثبانِكِ يا مـهـدَ جروحي
كربلا يا آهةَ الـــشــعرِ ويا دمـعـةَ الـــفـنِ ويـا أنّـةَ روحـي
جئتُ أسعى بحنيـنٍ ظـامئٍ لثرى جدّي تــــخفيـني مسوحي
رحتُ أبكي بذهولٍ خـاشعٍ وأنـاجـي مَـن بذيــــاكَ الضريحِ
*******************************
جئتُ يا جدّاه أســــــــــعـى وأنـا مـثل نـسرٍ تـاعسِ الجدِّ العثورِ
جـئـتُ يا جدّاه أذري دمــــــــعةً دمعةُ المظلومِ يدعو وا ثبوري
جئتُ أبكي وطناً ضــــــاعَ ولـم أرَ مَــــن يـفـديـهِ إلاّ بـالـشعورِ
كـلّـهـمْ يـهـتـفُ فـــــــلـيـحيا وقد صارَ وامــوتاهُ مِن أهلِ القبورِ
ضاعَ مِن عربٍ وهمْ في لهوِهِم يضربونَ الـطبلَ لا طبلَ النفيرِ
*****************************
لـيـتـنـي يــا جــدّ قـد مُتُّ ولم أرَ مـســــرى جدّنا مُــلكَ اليهودِ
لـيـتـنـي يـــــا جدّ قد مُتُّ ولم أرَ قـــومي عيشهمْ عـيشَ العبيدِ
يرتضــــــونَ الذلَّ يا جدّ كأن لم تمتْ في ساحةِ الـحقِّ الشهيدِ
متَّ حرَّ الـرأي لمْ تخضعْ لما يخفضُ الهــامةَ يـا خيرَ الجدودِ
حـرمـوكَ الــمــــاءَ يا جدَّ فلم ينلِ الحرمـانُ مِــن عزمِ الحديدِ
قـتـلـوا ولــدَكَ يـــــا جـدّ فـلـمْ يـنـلِ الـقـتـلُ مــن البأسِ الشديدِ
كلّهم كـانَ شـجـاعــــاً بـاسـلاً لم يطقْ صبراً عـــلى ظلمِ يزيدِ
قُتلـوا؟ لا. إنّهم أحيـــــاءُ فـي جـنّـةِ الـخـلـدِ بــأمـــنٍ وسـعـودِ
غُلبـوا؟ لا. إنّهم لم يُغلَــــــبوا كيفَ يا جدّ وهُـمْ أسْـدُ الأسودِ؟
إنّهم قـد نصروا الحــــقّ وما ماتَ مَن ماتَ فـدى الحقِّ التليدِ
لـيــتــنـا مُـــتـنـا فدى أوطاننا لـيتــــنـا لا لــمْ نُـخـدَّرْ بالوعودِ
لـيــتــنـا يـا جـدّ ثُـرنـــا مثلما ثـــرتَ قـدمـاً بالظبا لا بالقصيدِ
شـــــهــدَ اللهُ بــأنّـــــــي وأنـا أبدعُ الشعــرَ وأشـدو لـلـخـلـودِ
قـد كرهتُ الشعرَ والنثرَ معاً وعشقتُ النارَ في جوفِ الحديدِ
ليتني نارٌ عصوفٌ تمحقُ الـ ـظلمَ والطـغيانَ من هذا الوجودِ
لـيـتـنـي قـنـبـلـةٌ ذريّــــــــــةٌ فأريحُ الكـونَ مِــن شــرِّ اليهودِ
لـيـتـنـي لـكـنّـنـي يـا جـدُّ في عـزلـتــــــي يرهقني ثقلُ القيودِ
********************************
جئتُ أستوحي ضريحاً طاهراً وبقلبي ذكرةُ المــــــاضي الأسيفِ
وعـلـــــى خـدَّيَ دمــعٌ نـاطـقٌ بـشـجوني آه مـــــــــن دمعٍ ذريفِ
ثم ودّعـــــــتُ وروحـي ذاهلٌ وعـلى ثغري صدى الروحِ اللهيفِ
آه يا ذكـرى فــــــؤادٍ ذابَ من ضيـــــــعةِ القدسِ ومأساةِ الطفوفِ
إيـه يـا مَن ألهمتـــــني مبدئي إيهِ يا بنــــــــتَ الرزايا والصروفِ
افهمي الأعرافَ أنّ الــحقّ لا شيء يعليهِ ســـوى الحربِ العنيفِ
....................................................
1 ــ أعلام النساء المؤمنات لمحمد الحسون ص 391 ــ 394 عن مجلة الموسم الفصليّة العدد الثالث عشر بتاريخ 1413هـ / 1992م
2 ــ المدخل إلى الشعر الحسيني للشيخ الكرباسي ج 2 ص 289
3 ــ زاهر الكيالي الحسيني / نسب آل الكيالي في فلسطين ــ موقع دارة السادة الأشراف عن كتاب بهجة الحضرتين لأبي الهدى الصيادي ص 14
4 ــ آل كيالي موقع الساحة العمانية بتاريخ 28 / 3 / 2010
5 ــ دعد عبد الحي الكيّالي.. من غربتها صاغت أغاريد الحنين للوطن، مؤسسة الرافدين الإخبارية
6 ــ دعد الكيالي .. صفحة مجهولة من حياة شاعرة مغمورة صحيفة معكم بتاريخ 8 / 4 / 2021
7 ــ أعلام النساء المؤمنات ج 1 ص 391
8 ــ نفس المصدر والصفحة
كما ترجم له وكتب عنها:
أم علي مشكور / أشعار النساء المؤمنات ص 114 ــ 116
كامل سلمان الجبوري / معجم الأدباء ج 2 ص 354
إميل يعقوب / معجم الشعراء منذ بدء عصر النهضة ج 1 ص 413
الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي ــ قصة الأدب المهجري ص 414
الدكتور كامل السوافيري ــ الأدب العربي المعاصر في فلسطين من سنة 1860 – 1960 ص 227
سعدي أبو شاور / تطور الاتجاه الوطني في الشعر الفلسطيني المعاصر ص 417
معجم البابطين ج 2 ص 282
رجا سمرين ــ شعر المرأة العربية المعاصرة
كمال فحماوي ــ أدب المرأة الفلسطينية الحديث
امتياز النحال زعرب ــ وجوه نسائية فلسطينية معاصرة
ياسر علي ــ دعد عبد الحي الكيّالي.. من غربتها صاغت أغاريد الحنين للوطن موقع عربي بتاريخ 25 / 9 / 2022
يمنى أحمد ــ حنين إلى الكويت.. رائعة دعد الكيالي الشعرية في ذكرى وفاتها جريدة القاهرة بتاريخ 14 / 11 / 2021
اترك تعليق