199 ــ شريك بن خزيم التغلبي: توفي (67 هـ / 687 م)

شريك بن خزيم التغلبي: توفي (67 هـ / 687 م)

قال مرتجزاً في معركة الخازر:

يا قاتلَ الشيـخِ الكريمِ الأزهرِ

بـ (كربـلا) يومَ التقاءِ العسكرِ

أعني حـسيناً ذا الثنا والمفخرِ

وابنَ النبـــيِّ الطاهرِ المطهَّرِ

وابـنَ عليِّ البطــــلِ المظفـرِ

هاكَ فخـذها من هزبرٍ قسورِ

ضربــة قرمٍ ربعيٍّ مضري (1)

الشاعر

شريك بن خزيم التغلبي وقيل: ابن حدير (2) وقيل ابن جدير(3)، من أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) شهد معه صفين وفيها فقد إحدى عينيه، وسكن بعد وفاته (عليه السلام) في بيت المقدس، ولما بلغه مقتل الحسين (عليه السلام) رجع إلى الكوفة وانضم إلى جيش المختار حتى حضر معركة الخازر مع إبراهيم بن مالك الأشتر وفيها خرج الحصين بن نمير من جيش ابن زياد وارتجز للقتال قائلا:

 يا قــادة الكوفـــةِ أهل المنكـرِ

 وشيعة المختــارِ وابن الأشترِ

 هل فيكــمُ قرمٌ كريمُ العنصرِ

 مجـــــرَّبٌ في بأسهِ ذو مفخرِ

 يبرزُ نحوي قاصداً لا يمتري

فبرز له شريك وارتجز بالأبيات التي قدمناها، ثم التقيا بضربتين فجدله شريك صريعاً فدخل على أهل الشام من أهل العراق مدخل عظيم. (4) وكانت له في هذه الحرب مواقف هائلة وقد استشهد فيها بعد ان شهد مصرع ابن زياد. (5)

وروى ابن الأثير في خبر بطولته واستشهاده ما نصه: (كان شريك هذا شهد صفين مع علي وأصيبت عينه فلما انقضت أيام علي لحق شريك ببيت المقدس فأقام فيه فلما قتل الحسين عاهد الله تعالى أن ظهر من يطلب بدمه ليقتلن ابن زياد أو ليموتن دونه فلما ظهر المختار للطلب بثار الحسين أقبل إليه وسار مع إبراهيم بن الأشتر فلما التقوا حمل على خيل الشام يهتكها صفا صفا مع أصحابه من ربيعة حتى وصلوا إلى ابن زياد وثار الرهج فلا تسمع إلا وقع الحديد فانفجر عن الناس وهما قتيلان شريك وابن زياد. والأول أصح أي أن قاتل ابن زياد هو ابن الأشتر وشريك هو القائل:

كلُّ عيشٍ قد أراهُ باطلا     غيرَ ذكرِ الرمحِ في ظلِّ الفرسْ) (6)

وقال الشيخ علي النمازي الشاهرودي: (هو من جند إبراهيم الأشتر طالبي ثار مولانا الحسين صلوات الله عليه وعليهم، قاتل مع حصين بن نمير. جملة من أشعاره الدالة على حسنه وكماله) (7)

................................................................................................

1 ــ بحار الأنوار للمجلسي ج ٤٥ ص ٣٨٢ / ذوب النضار لابن نما الحلي ص ١٣٥ / أصدق الأخبار للسيد محسن الأمين ص 109 / مقتل الحسين للخوارزمي ج 2 ص 232 / معالي السبطين لمحمد مهدي الحائري ج 2 ص 257 / دائرة المعارف الحسينية للكرباسي ديوان القرن الاول ج 1 ص 230 ــ 231

2 ــ ، الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٤ ص ٢٦٤

3 ــ قاموس الرجال للتستري ج 5 ص 415

4 ــ العوالم، الإمام الحسين عليه السلام للشيخ عبد الله البحراني ص ٧٠٢

5 ــ الأعلام ج ٣ ص ١٦٣

6 ــ الكامل في التاريخ ج ٤ ص ٢٦٤

7 ــ مستدركات علم رجال الحديث ج ٤ ص 209 ــ 210

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار