194 ــ داود بن عيسى الأيوبي: (603 ــ 656 هـ / 1206 ــ 1258 م)

داود بن عيسى الأيوبي: (603 ــ 656 هـ / 1206 ــ 1258 م)

قال من قصيدة لدى زيارته مرقدي الإمامين علي والحسين (عليهما السلام) والتوسل بهما إلى الله تعالى، وتبلغ (41) بيتاً:

فلما تـبـدّت (كربلا) وتُـــبيّنت     قِبابٌ بها السّبطُ الزّكيُّ المكرّمُ

ولذتُ بهِ مستشفعاً مُـتـحـرّمـاً     كـمـا يفعلُ المـستشفعُ المتحرّمُ

وأصبحَ لي دونَ البريّةِ شافعاً     إلى مَن بهِ مُعــوجُّ أمري يُقوّمُ (1)

الشاعر

داود بن عيسى بن أبي بكر محمد بن أيوب بن شاذي بن يعقوب بن مروان، الملقب بـ(الملك الناصر بن الملك المعظم بن الملك العادل)، يعود في أصله إلى الأكراد، ولد في دمشق وتوِّج ملكاً عليها بعد موت أبيه سنة (626 هـ) وكان فقيهاً وأديباً وشاعراً.

وقد جرت في عصره كثيراً من الأحداث والصراعات والانشقاقات بين أفراد الأسرة الأيوبية الحاكمة حيث نازعه عمّاه الكامل والأشرف على الحكم وانتزعا منه دمشق، وكان عمه الكامل قد عقد اتفاقاً مع الصليبين وسلمهم القدس بالكامل فأصيب الناصر بخيبة أمل كبيرة.

قال ابن العديم في ترجمته: (اشتغل بالفقه والأدب وحصل منهما طرفا صالحا، وقرأ المنطق على شمس الدين الخسروشاهي، ولازمه مدة دولته، وملك دمشق حين توفي أبوه الملك المعظم عيسى في سنة أربع وعشرين وستمائة فقصده عمه الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب فسير الى عمه الملك الأشرف موسى يعتضد به إلى سنجار، وكنت رسولاً عند الملك الأشرف بسنجار، فتوجه إليه إلى دمشق وأقام عنده بها والملك الكامل على تل العجول، فصالح الفرنج وتوجه الملك الأشرف إلى أخيه الملك الكامل ليصلح أمر ابن أخيه داوود، فاستماله الملك الكامل وجعل له دمشق، وكان الملك الأشرف يحب دمشق حباً مفرطاً فاتفقا جميعا على قصد دمشق وإخراجها من يد داوود فقصداه وحصراه في دمشق إلى أن سلمها إليهما، وملكها الملك الأشرف) (2)

وقال ابن شاكر الكتبي: (سار عمه الكامل من مصر ليأخذ دمشق منه، فاستنجد بعمه الأشرف، فجاء لنصرته، ونزل بالدهشة، ثم تغير عليه ومال لأخيه الكامل، وأوهم للناصر أنه يصلح قضيته، فاتفقا عليه وحاصراه أربعة أشهر وأخذا دمشق منه، وسار إلى الكرك وكانت لوالده، وأعطي معها الصلت ونابلس وعجلون وأعمال القدس) (3)

حكم الناصر بعد خروجه من دمشق، الصلت والكرك ونابلس وعجلون غير إنها انتُزعت منه أيضاً وآل الأمر به إلى التشرّد في البلاد وسُجن بقلعة حمص ثلاث سنوات ثم أقام في الحلة التي كانت تحكمها الأسرة المزيدية فترة وانتهى به المطاف في مسقط رأسه دمشق فتوفي في قرية البويضاء بالطاعون. (4)

وقال عنه ابن شاكر الكتبي: (سمع ببغداد من القطيعي وغيره، وبالكرك من ابن اللتي، وأجاز له المؤيد الطوسي؛ وكان حنفي المذهب عالماً فاضلاً مناظراً ذكياً، له اليد البيضاء في الشعر والأدب، لأنه حصل طرفاً جيداً من العلوم في دولة أبيه وولي السلطنة سنة أربع وعشرين بعد والده، وأحبه أهل دمشق) (5)

وقال عنه الذهبي: (كان فقيهاً حنفياً ذكيّاً، مناظراً، أَديباً شاعراً بديع النَّظم، مشارِكاً في علوم..) (6)

وقال عنه حاجي خليفة: (كان فقيهاً، أديباً واسع النَّفْس، محباً للعلماء وله أشعار ومنظومات) (7)

وقال عنه الزركلي: (صاحب الكرك، وأحد الشعراء الأدباء... كان كثير العطايا للشعراء والأدباء، له عناية بتحصيل الكتب النفيسة، وله شعر. وجمعت رسائله في كتاب: الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية) (8)

وقد احتوى هذا الكتاب الذي ذكره الزركلي على مجموعة من خطبه ورسائله من ضمنها رسالة إلى السيد الشريف رضي الدين علي بن موسى بن طاووس (589 ــ 664 هـ / 1193 ــ 1266 م)، رئيس الشرفاء بمشهد أمير المؤمنين (عليه السلام). (9)

عاش الأيوبي حياة مليئة بالأحداث والمعاناة وكان أشد ما كابده من الألم وما مني به من الانكسارات هو تسليم عمه الكامل القدس للصليبيين بعد اتفاقية عقدها مع الامبراطور فريدريك عام (625 هـ / 1227 م)

يقول النويري: (ولما وصلت الأخبار بتسليم بيت المقدس للفرنج، عملت الأعزية فى جميع بلاد الإسلام، بسبب ذلك. وأشار الملك الناصر داود - صاحب دمشق - إلى الشيخ شمس الدين أبى المظفّر: يوسف سبط ابن الجوزى، أن يذكر ما جرى على القدس في مجلس وعظه بجامع دمشق، ليكون ذلك زيادة في الشناعة على عمه الملك الكامل.

فجلس ووعظ، وقال: انقطعت عن بيت المقدس وفود الزائرين! يا وحشة للمجاورين! كم كانت لهم في تلك الأماكن ركعة! كم جرت لهم في تلك المساكن من دمعة. بالله لو صارت عيونهم عيوناً لما وفت. ولو انقطعت قلوبهم أسفاً لما اشتفت. أحسن الله عزاء المسلمين. يا محلّة ملوك المسلمين. لهذه الحادثة تسكب العبرات، ولمثلها تنقطع القلوب من الزفرات، لمثلها تعظم الحسرات.

ثم أنشد قوله:

أعينىّ لا ترقي من العبراتِ     صلي بالبكا الآصالَ بالبكراتِ) (10)

وهذا البيت الذي ذكره النويري هو من قصيدة ليوسف بن يعقوب بن محمد بن علي الشيباني الدمشقي المعروف بـ(ابن المجاور) (601 – 690 هـ) قاله في هذه الفاجعة وقد ذكر القصيدة أبو شامة المقدسي (11)، وأشار إلى هذا التسليم فقال: (ثمَّ إِن الفرنج استولوا عَلَيْهِ صلحاً في سنة خمس وعشرين وست مئة) (12)

أما القصيدة فهي:

أَعَينَيَّ لا تَرْقَي من الــــــــــــــــــعَبَرَاتِ     صِلِــــــي بالبُكا الآصال بالبُكُراتِ

وأَذْرِي دمــــــــــــــوعاً كالشَّرارِ يطيرُه     لهيبُ الحشا من عاصفِ الزَّفراتِ

لَـــــــــــــعَلَّ سيول الدمع يطفئ فيضها     تــــــــوقد مَا فِي الْقلب من جمرات

وَيَا قلب أَسعر نَار وَجدك كـــــــــــــلما     خبت بادكار يبْعَث الحــــــــــسرات

وَيَا فَم بح بالشجـــــــــــــــــو مِنْك لَعَلَّه     يروح مَا ألْـــــــــــــقى من الكربات

على المسجدِ الأقصى الذي جَـــلَّ قَدْرُه     على مــــوطنِ الإخْـباتِ والصَّلواتِ

على منزل الأملاكِ والوحــــي والهُدَى     عــــــــــلى مَشْهَدِ الأبـدال والبَدَلاتِ

على سُلَّمِ المعراجِ والــــــــصَّخْرة التي     أنافَتْ بما في الأرضِ من صَخَراتِ

على القِبْلة الأُولى الـــــــتي اتَّجهتْ لها     صـــــلاةُ البرايا في اختلافِ جهاتِ

على خيرِ مــــــــــــعمورٍ لأكرمِ عامرٍ     وأشـــــــــــــــــرفِ مبنيٍّ لخـيرِ بُناةِ

ومعمارِ داودٍ ذو الأَيــــــــــــــــدِ وابنه     سليمانَ ربّ المُـــــــــــلْك والـزّلفاتِ

وَمَـــــــــــــــــــا زَالَ فِيهِ لِلنَّبِيِّينَ معبد     يوالونَ فِي أرجائهِ الســـــــــــــجداتِ

عَفا الْمَسْجِد الْأَقْصَى الْمُبَارك حوله الـ     ـرفيع الْعِمَاد الـــــــــــعالي الشرفاتِ

عَفا بَــــــــــعْدَمَا قد كَانَ للخيرِ موسماً     وللبرِّ والإحسانِ والقربـــــــــــــــاتِ

يوافي إِلَيْهِ كـــــــــــــــــل أَشْعَث قَانِت     لمَوْلَاهُ برٌّ دَائِـــــــــــــــــــمُ الخلواتِ

خلا مِن صَلَاةٍ لَا يملُّ مـــــــــــــقيمُها     توشّحُ بِالْآيَاتِ والســـــــــــــــــوراتِ

خلا من حـــــــــــنينِ التائبينَ وحزنِهم     فَمن بَين نوَّاحٍ وَبَين بكــــــــــــــــــاةِ

لتبكِ على الْقُدسِ الْــــــــــبِلَادُ بأسرِها     وتعلنُ بالأحـــــــــــــــزانِ والترحاتِ

ونقل ابن الجوزي ــ المعاصر للحادثة ــ والذي استنكرها بشدة في خطبته فيقول في أحداث تلك السنة: (وفيها أعطى الكامل بيت المقدس للإنبرور، ووصلت الأخبار بتسليم القدس إلى الفرنج، فقامت القيامة في بلاد الإسلام، واشتدت العظائم بحيث إنه أقيمت المآتم. وأشار الملك النَّاصر داود بأن أجلس بجامع دمشق، وأذكر ما جرى على البيت الُمَقّدس، فما أمكنني مخالفته، ورأيت من جملة الديانة والحمية للإسلام موافقته. فجلستُ بجامع دمشق وحضر النَّاصر داود على باب مشهد عليّ، وكان يوماً مشهوداً، لم يتخلف من أهل دمشق أحد. ومن جُمْلة الكلام: انقطعتْ عن بيت المقدس وفود الزَّائرين، يا وَحْشَة المجاورين، كم كان لهم في تلك الأماكن من ركعة، كم جَرَتْ لهم على تلك المساكن من دمعة، تالله لو صارت عيونهم عيوناً لما وَفَتْ، ولو تقطَّعت قلوبُهم أسفاً لما شفت، أحسن الله عزاء المسلمين، يا خجلة ملوك المسلمين، لمثل هذه الحادثة تسكب العبرات، لمثلها تنقطع القلوب من الزّفرات، لمثلها تعظم الحسرات، وكان بعض أصدقائي نظم أبياتاً، فاقتضى الحال إنشادها، وهي هذه الأبيات: أَعَينَيَّ لا تَرْقَي من العَبَرَاتِ....) (13)

شعره

قال الملك الناصر داود بن عيسى الأيوبي من قصيدة في مدح رسول الله (صلى الله عليه وآله):

عليكَ سلامُ اللَه يا خيــــــرَ مُرسَلِ     أتاهُ صريحُ الوحي مِن خيرِ مُرسِلِ

إليك امتطينا اليعمـــلاتِ رواسماً     يجُبنَ الفلا مــــا بين رضوى فيذبُلِ

إلى خيرِ من أطرتهُ بالمدحِ ألسُنٌ     فـصــدَّقـها نــــــصُّ الكتابِ المُنزَّلِ

لديكَ رسولَ اللَهِ قـــمتُ مجُمجِماً     وقــــد كـلَّ عـن ثـقلِ البلاغةِ مِقولي

وأدهشني نــــــــورٌ تألّقَ مشرقاً     يلوحُ عــلى سامي ضريحِكَ مِن علِ

ثنتنيَ عن مدحــي لمجدِكَ هيبةٌ     يـــــراعٌ لــهـا قـلبي ويرعـدُ مِفصلي

وعلمي بــأنَّ اللَه أعطاكَ مِدحةً     مُـــــفـصَّـلـهــا في مُجملاتِ المفصَّلِ

فماذا يقولُ المـادحـونَ بمدحِهم     لِــــــمـن مـدحُهُ يعـلو على كلّ مُعتلِ (14)

وقال من قصيدته في الإمامين علي والحسين (عليهما السلام) والتي تبلغ (41) بيتاً ــ وقد قدمناها ــ:

مقامُكَ أعلى في الصُّدورِ وأعــــــــظمُ     وحلمُكَ أرجَى في النفـوسِ وأكرمُ

فلا عجبٌ ان غُصَّ بالقـــــــــولِ شاعرٌ     وفُـوّةَ مـصـطـكُّ الـلّهـاتيآنِ مُعجمُ

وأنّي بــقـولٍ والـمــــــــــحـلُّ مـعــظّـمٌ     ولم لا وما يُرجى مِن الحلمِ أعظمُ

إلـيـكَ أمـيـرَ الـمـؤمنيـن توجُّــــــــــهي     بـوجـهِ رجـاءٍ عـنـده مـنـكَ أنـعُـمُ

إلـى مـاجـدٍ يـرجـوه كـلّ مُــــــــــمجّـدٍ     عـظـيـمٍ فـلا يــــغـشـاهُ الا المعظّمُ

ركبتُ اليهِ ظهرَ يهــــــماءَ قـــــــــفرةٍ     بها تُسرِجُ الأعـــداءُ خـــيلاً وتُلجِمُ

فأشجارُها ينعٌ وأحجـــــــــــارُها ظُـبى     وأعشابُها نـــــــبلٌ وأمـــواهُها دمُ

رميتُ فيافيها بـــــــــكلِّ نجـــــــــــيبةٍ     بنسبتها يعلو الجدِيلُ وشـــــــــــدقَمُ

إذا ما انبـــــــــرتْ قلتُ الخُفيددُ جـافِلٌ     وان أُوقفت قلتُ الـــــكثيبُ يُـــلملمُ

فراكبُها إمَّا عـــــــــسِيفٌ مِـــــــــهجّرٌ     وإمّا عَسوفٌ فــــي الدُّجُنّةِ مُفـــحمُ

يجاذبُنا فضلَ الأزمّـــــــــــــــــةِ بعدما     براهُنَّ موصولٌ مِن السّيرِ مبـــرمُ

تساقينَ مِن خـــــــــــمرِ الكلالِ مُـدامةً     فلا هُــــــــــنَّ أيقاظٌ ولا هُنَّ نُـــوّمُ

فأصــــــــــبحنَ مِن جعدِ اللُّغامِ كواسياً     كــــــــــــنجّادِ بُرسٍ بالنّديفِ مُعمّمُ

يطسنَ الحـــصا في جمرةِ القيظِ بعدما     غدا يتبـــعُ الجبّـــــارَ كلبٌ ومِرزمُ

فلوحُ سبــــــــــــــــاريتِ الفلاةِ مُسطّرٌ     بأخفافِــــــــــها منه فصيحٌ وأعجمُ

يُــــــــــــــجوّدنَ بالإِرقالِ نظم حروفهِ     بــــــــخطّ أســــرٍّ أو بوشيٍ مُخذّمُ

تخالُ ابيضاض القاعِ تحتَ احمرارِها     قراطيسَ ورّاقٍ عــــــــلاهنَّ عَندمُ

فــــــــــلما تـوسطنَ السّماوةَ واغتدت     تلفّتُ نــــــحوَ الدارِ شـــوقاً وتُرزِمُ

وأصبحَ أصـحابي نشاوى مِن السُّرى     يدورُ عليهم كوبُهُ وهو مُــــــــــفعمُ

تنكّرَ للخرّيتِ بـــــــــــــــــالبيدِ عُرفُهُ     فلا عَلمٌ يعلو ولا النـــــــجـــمُ ينجُمُ

فظلَّ لأفراطِ الأســـــــــــــــى مُتندّماً     وان كان لا يُجـدي الأسى والـــتندُّمُ

يسوفُ الرُّغامَ ظِلُّه لــــــــــــــــهدايةٍ     ومن بالرُّغامِ يهتــــدي فهو يُـــرغمُ

يُناجي فِجاجَ الدوِّ والدوُّ صــــــــامتٌ     ولا يسمعُ النجــــــــوى ولا يتـــكلمُ

على حين قال الظبي والظلُّ قــالصٌ     وأوقِدت الـــــــمَــعزاءُ فهي جَـــهنّمُ

وجفّ مزادُ الــــــــــــقومِ فهي أشنّةٌ     وخفّ لوردِ المــوتِ كفٌّ ومِعـــصمُ

ووسّعَ ميدانُ المنايا لخـــــــــــــــيلهِ     فضاقَ مجالُ الــرّيقِ والــتحمَ الـــفمُ

فوحشُ الرّزايا لــــــــــلرزيّةِ خُضّرٌ     وطـــيرُ الـــــــــمنــايا بالمنيّـةِ حُوّمُ

فلما تبدّت كربلا وتُبيّـــــــــــــــــنت     قِبابٌ بــــها السّبطُ الــزّكيُّ الــمكرّمُ

ولـــــــــــــذتُ بهِ مستشفعاً مُتحرّماً     كــمــــا يــــفعلُ المستشفعُ المتــحرّمُ

وأصبحَ لــــــــي دونَ البريّةِ شافعاً     إلــــــى مَن بـــهِ مُعوجُّ أمري يُــقوّمُ

أنـخـتُ ركـابــي حـيثُ أيـقنتُ أنّني     بـبـــابِ أمــيــــرِ الـمـؤمـنينَ مُــخيّمُ

بـبـابٍ يُـلاقـي الـبشــر آمـالُ وفـدِه     بـــوجـــــهٍ إلـــــى إرفـادِه يَـتـبــــسّـمِ

بـحـيـثُ الأمـانـي لــلأمانِ قـسـيمةٌ     وحـيثُ الــعطايا بـــالعواطفِ تُقـــسمُ

وحيثُ غصونُ المجــدِ تهتزُّ للنّدى     بزعـزعِ جــودٍ من ســـجاياهُ يســـجمُ

عليكَ أمـيـر الـمـؤمـنـــيـنَ تهجّمي     بـنـفـسٍ عـلــى الجـــوزاءِ لا تتهـــجّمُ

تـلـوّمُ أن تـغـشـى الـملــوكَ لحاجةٍ     ولـكـنّـــهـا بـــي عـنــــكَ لا تـتــــلوّمُ

تـضـنُّ بـمـاءِ الـوجـهِ لكــنّ رِفدكم     لـه شــــرفٌ يـــنـتـابـهُ الــــمُتــــعظّمُ

فصُن ماءَ وجهي عن ســواكَ فإنّهُ     مصونٌ فصــــوناهُ الحيا والـــتـــكرّمُ

ألـسـتُ بـعـبـدٍ حُزتني عــن وراثةٍ     لـه عـنـدكـم عـــــهدٌ تقـادمَ مُــــــحكمُ

ومـثـلـي يُـخـبـي للفُتوقِ ورتـــقِها     إذا هُـزَّ خـطـيّ وجُــــــرّدَ مُـخـــــــذمُ

فلا زلتَ بالأمـلاكِ تـبقى مــسُـلّماً     لتبني بـك الأمـلاكَ وهـــي تُــــــــسـلّم

............................................................

1 ــ تاريخ الإسلام للذهبي تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى، دار الكتاب العربي لبنان / بيروت 1407 هـ / 1987 م ج 48 ص 244 ــ 246

2 ــ بغية الطلب في تاريخ حلب تحقيق: زكار ج 7 ص ٣٤٥٣

3 ــ فوات الوفيات ج 1 ص 419

4 ــ الأعلام للزركلي ج ٢ ص ٣٣٤

5 ــ فوات الوفيات ج 1 ص 419

6 ــ سير أعلام النبلاء ج 23 ص 377

7 ــ كشف الظنون ص 816

8 ــ الأعلام للزركلي ج ٢ ص ٣٣٤

9 ــ عبد القادر أحمد عبد القادر ــ كنوز المخطوطات، الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية جريدة البيان الإماراتية بتاريخ: 11 / 10 / 2005

10 ــ نهاية الأرب في فنون الأدب ج 29 ص 152 أحداث سنة ست وعشرين وستمائة

11 ــ الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية ج 4 ص 335

12 ــ نفس المصدر ص 337

13 ــ مرآة الزمان في تاريخ الأعيان ــ تحقيق الدكتور كامل سلمان الجبوري / دار الكتب العلمية ــ بيروت ج 14 ص 45 ــ 46

14 ــ تاريخ الإسلام للذهبي تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى، دار الكتاب العربي لبنان / بيروت 1407 هـ / 1987 م ج 48 ص 246

كما ترجم له وكتب عنه:

ابن العماد / شذرات الذهب ج ٥ ص ٢٧٥

ابن خلكان / وفيات الأعيان ج ٣ ص ٤٩٦

ابن تغري بردي / النجوم الزاهرة ج ٧ ص ٦١

المقري / نفح الطيب ج ٢ ص ٤٠٧

ابن كثير البداية والنهاية ج 17 ص 376

النويني / ذيل مرآة الزمان ج ١ ص ١٢٦

تقي الدين بن عبد القادر التميمي الداري الغزي المصري الحنفي / الطبقات السنية في تراجم الحنفية ج 1 ص 275

أبو العباس أحمد القلقشندي / صبح الأعشى ج ٤ ص ١٧٥

صلاح الدين الصفدي / الوافي بالوفيات ج ١ ص ١٥٦

ابن خلكان / وفيات الأعيان ج ١ ص ٣٩٧

معجم الشعراء العرب / حرف الدال ص 254

ناظم رشيد / الفوائد الجلية في الفرائد الناصرية: رسائله وشعره / لداود بن عيسى الأيوبي ــ تحقيق

ناظم رشيد / المدائح النبوية في أدب القرنين السادس والسابع للهجرة ج 1 ص 44

إسراء خليل فياض ــ شعر داود بن عيسى الايوبي - دراسة موضوعية فنية

الدكتور إبراهيم فرغلي محمد ــ الناصر داود صاحب الكرك ودوره في النزاع الداخلي للأسرة الأيوبية / مجلة كلية الآداب ــ جامعة بني سويف

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار