كَأَنِّيْ بِالحُـسَـيـنِ على الرِمَالِ *** وَحِـيـداً نَازِفـــاً لُـغَـةَ المُحَالِ
تُقَطِّعُهُ عُيُونُ الصَمتِ حَتَّى *** تَــوَارَى نَحــرُهُ بـيـنَ الـظِـلَالِ
وَيَشرَبُ مِنْ دِمَاهِ الليلُ قهراً *** فَيَكسِرُ صَـوتُــهُ جُـنـحَ اللَيَالِيْ
يُرَى مُلقىً فَيُكشَفُ نُورُهُ مِنْ *** وَرَاءِ دَماهُ في وَجــهِ الهِــلَالِ
يُدْيرُ الطَــرفَ محـزونـاً خَفِيّاً *** لِيُبصِرَ مَا رَأتْ عيـنُ العِيَالِ
فَيَجلِسُ تارةً وَيَطِيـــحُ أخرى *** وَخَـيلُ الظُلمِ تَسـحَقُ بالجَلَالِ
يُمَرِّغُ وجهَهُ في التُربِ فَرضاً فَصَارَ التُربُ مِنْ طُهرِ الخِصَالِ
صُرَاخُ الماءِ مـخـنـوقٌ بِـثَـغـرٍ *** يُـرَاوِدُ صَـوتُهُ نَـحرَ التِـلَالِ
تُـجِـيبُ لَهُ حَـرارَةُ ســوطِ شِمرٍ *** أَلَا بُـعـداً لأشـبـاهِ الـرِجَـالِ
كَأَنِّي بالحُسَيــنِ يموتُ ظـامٍ *** فَـيَـعـطَشُ ثـغرُ أمِّيَ بالوصَالِ
وَأشـربُ مـاءَهُ دون اشـتــعالٍ *** فـيـا ويـلـي لِمَا فَعَلَ اشتِعَالي
ياسين عدنان
اترك تعليق