خضر القزويني: (1323 هـ - 1357 هـ / 1905 ــ 1939 م)
قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) تبلغ (20) بيتاً:
ما بالُ هاشمَ لا تثيرُ عرابَها نسِيتْ رزيّةَ (كربلا) ومــصابَها
أو لم تسقْ أبناءُ حربٍ زينباً حسرى وقد هتكت بذاكَ حجابَها
حسرى بلا حامٍ لنغـلِ سميَّةٍ والـوجـدُ أنـحـلَ جـسمَها وأذابَـها (1)
وقال من حسينية أخرى تبلغ (10) أبيات:
ما للأســـودِ الهاشمية نـــــسِيتْ فعالَ بني أمية
هلّا يــــثورُ بها الحفا ظُ وهل تثورُ بها الحمية
فتــــرى وفي أيمانِها بيـــضَ الظبا والسمهرية
وتصبُّ سوطَ عذابِها في (كربلاءَ) عــلى أمية
فمتى تهبُّ لها ضحى فوق المذاكي أو عـــشية (2)
الشاعر
السيد خضر بن علي بن محمد بن جواد بن رضا بن مير علي بن محمد بن محمد علي بن مير قياس بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن بن أبي الحسين بن علي بن زيد بن علي الغراب ابن يحيى المعروف بـ (ابن عنبر) بن علي بن أبي البركات محمد بن أحمد بن محمد ــ صاحب دار الصخرة بالكوفة ــ ابن زيد بن علي الحماني ــ الشاعر المشهور ــ ابن محمد الخطيب ابن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) شاعر وخطيب ولد في النجف الأشرف من أسرة علوية شريفة تعرف بآل القزويني برز منها كثير من العلماء والأدباء منهم: الشاعر السيد صالح القزويني الشهير بالبغدادي وولده السيد راضي وهم غير الأسرة القزوينية في الحلة والنجف والهندية. (3)
عرف السيد خضر بصوته الرخيم قال عنه السيد جواد شبر: (خطيب أديب ولوذعيّ لبيب وغرّيد فريد نظم فأجاد، له ديوان اسمه (الثمار) يشتمل على أبواب: الحماسيات، الاجتماعيات، الرثاء ....) (4)
وقال الخاقاني: (كان مثالاً للخلق الرفيع والنفس العالية، مرموقاً في وسطه، محبوباً عند مختلف الطبقات، أريحي الطبع ذكياً رقيق الأسلوب..) (5)
وقال عنه الحاج حسين الشاكري: (قرض الشعر وهو ابن عشرين عاماً، وامتهن الخطابة فكان مفوَّهاً بارعاً حسن الصوت، جمع بين أدب النفس وأدب الصنعة متفانياً في حب أهل البيت (عليهم السلام)، مثابراً على طلب الفضل وتحصيل العلوم والأخلاق، مشاركاً في أندية النجف الأدبية ومحافلها مزاملاً للأدباء والنابهين من معاصريه حتى انفرد بموهبة مميزة). (6)
وقال عنه الأستاذ كاظم عبود الفتلاوي: (قرأ المقدّمات الأدبية والشرعية، واتجه في سيره إلى الخطابة الحسينية فكان موفقاً بها، وقد حباه الله الذكاء، وحسن الصوت فتفوق على كثير من زملائه وكان جميل الخلقة، قرض الشعر وهو ابن عشرين سنة فكان من الشعراء الّذين لهم الفضل بالتجديد الأدبي، وشارك به في أغلب المناسبات الدينية والاجتماعية). (7)
وقال عنه السيد محمد علي الحلو: (ترعرع في بيئة علمية أخذت بيده إلى مراقي الكمال حتى اذا بلغ شوطاً من شبابه قرّظ الشعر ونظم القصائد، فجمع إلى موهبة الشعر فن الخطابة والتبيلغ فصار خطيباً بارزاً وأديباً مبدعاً...) (8)
أصيب القزويني بداء السل وتوفي بعمر (33) عاما ودفن في الصحن العلوي الشريف. (9)
شعره
قال من قصيدة في أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) تبلغ (19) بيتاً:
فلعمري ما أنتَ في الـناسِ إلا نفــــــــــــسُ طه وما بذاكَ ارتيابُ
وأخوهُ ومن لماضيِه دانــــــتْ أرؤسُ الشركِ في الوغى والرقابُ
والمحامي عنه بـــبـدرٍ وأحــدٍ وحـنـيـنٍ إذ فــــــــــرّتِ الأصحابُ
ومبيدُ العدى وقـاتــــلُ عمـرو وعـلـى ذاكَ تــشهــــــــدُ الأحزابُ
فلكمْ ذادَ دون أحـمــــدَ حــتـى رضـخـتْ للـرســــــــالةِ الأعـرابُ
ووصيُّ الرسولِ حيث أتاهُ الـ أمـرُ فـيـه من السما والخطـــــــابُ
فدعا باسـمِـه ونـوَّهَ عـــــــنـه يـوم خـمٍّ والـمسلمـــــــونَ استجابوا
يا لـه يـوم غـبـطـةٍ تـمَّ فيــــه لـعـلـيٍّ مـن ربِّـه الانـتـــــــــــخـابُ (10)
وقال في يوم الغدير من قصيدة تبلغ (31) بيتاً:
عيدُ الغديــــــرِ بكَ العربْ بلغتْ مُــــنــاها والأربْ
وغدا لها بكَ في الورى الـ ـمجدُ الأثيــلُ ولا عجبْ
أولم يـكـن بـكَ صــرَّحَ الـ ـهـادي وبـــلّـغَ ما وجبْ
أمْ لمْ يكن نصبَ الــوصيَّ وفي ولايـتِهِ خـــــــطبْ
لا غروَ لو كـــــانَ الـغـديـ ـرُ غـديرُ فخـرٍ لـلعربْ
فبهِ الخلافةُ أصبــــــــحتْ لوصــــيِّ طـه المنتخبْ
ذاكَ الإمــــــــــامُ ومنْ له أعلـى المواهبِ والرُّتبْ
بطلُ الهدى ودلـــــــــــيلُه والـمـرتضى والمنتجب
وأخو النبـــــــــيِّ وطالما عن وجههِ كشفَ الكربْ
سلْ عنه أحداً قــــد جثتْ فيها الرماةُ على الـركبْ
وبني النضيـرِ فهل تـرى أحـــــــداً سواهُ بها وثبْ
وبني قريـــــظة إذ ســقى أبطالَـــــها كأسَ العطبْ
وثنى الخيولَ فــــــلمْ تجدْ في وســـعِـها إلّا الهربْ
وكذاكَ بـــــدراً حين ضا قتْ فـي كـتائـبِها الرحبْ
لولاهُ مــــــا اندحرَ العدو بـذي الفـقارِ ولا انسحبْ
وسلِ السلاسلَ كـيفَ أطـ ـفأ سـيفُــه ذاكَ الــلـهـبْ
وانـظرْ غـداةَ العــامـريّ بعــــــزةِ الإثمِ اغـتصبْ
من ذا الذي انتخبَ النبيُّ لـه ســـــــواهُ ومـن ندبْ
فقضى عليــــــه وجيشه بـسوى الخسارةِ ما ذهبْ
وبخيـبـرٍ مـــن ذا الـذي قلـــــعَ الرتـاجَ وقد رسبْ
وإذا أردتَ فــــسلْ حنيـ ـناً فهـــي عـنوانُ العجبْ
ستخالَ فيها سيـــــــــفَه أفعى المنــــــونِ إذا لسبْ
وسنانَ لهـــــــــذمِه بها صـلَّ القضــــاءَ إذا وقبْ (11)
وقال في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) من قصيدته التي تبلغ (20) بيتاً وقد قدمناها:
نسيتْ وهل تُنسى غـــداةَ تجمَّعتْ وعـلـى ابـــــنِ طـه حـزّبتْ أحزابَـها
حتى أحاطتْ بالحسيـــنِ ولم تكنْ حـفـظــــتْ بــذاكَ نـبـيَّــهـا وكــتـابَـها
وعـدتْ عـلـيـــه فـغـادرتـه وآلـه وذويـــــهِ صــرعـى كـهـلـهـا وشبابَها
فتخالها الأقمارُ وهيَ على الثرى صـرعى وقد أضحى النجيعُ خضابَها
والطهرُ زينـبُ مُذ رأتهمْ صُرّعاً حـنّـتْ وقـارضـــــــت الحسينَ عتابَها
أأخيَّ تـرضـــى أن تجاذبَ زينباً أيـدي بـنـي حـربِ الـطــــــغـاةِ نقابَها
وقال من قصيدة يستنهض فيها الإمام الحجة (عجل الله فرجه الشريف) ويذكر المصائب التي جرت على أهل البيت (عليهم السلام) تبلغ (19) بيتاً:
أتغضي وتــنسى أمَّك الطهرَ فـاطـمـاً غـــــــــداة عليها القومُ قد هجموا جهرا
أتغضي وشـــبّوا النارَ في بابِ دارِها وقد أوسعوا في عصرِهم ضلعَها كسرا
أتغضي ومنها أسقطوا الطهرَ محسناً وقادوا عــــــــليَّ المرتضى بعلها قسرا
أتغضي وســــــوط العبدِ وشّح متنَها ومن لطمةِ الطـــاغي غدتْ عينُها حمرا
أتـغـضـي وقد مــاتتْ ومـلءَ فؤادِها شـجـاً وعـلـيٌّ بـعـــــــــد شـيَّـعـهـا سـرّا
أتغضي وقد أردى حــسامُ ابنِ ملجمٍ علياً وطرفُ الشركِ حــــــين قضى قرّا
أتغضى وقد ألـوى لــــويّـاً مـصـابـه وغـادرَ حتـى الـحشرَ أكبـــــــادَه حرَّى
أتغضي وقد دسَّ السمــامَ أخو الشقا إلى المجتبى كيـما به يفجعُ الــــــــزهرا
أتغضي وقد أودى بـه فـــتـقـطّـعـتْ غـداةَ بـه أودى قلـــــــــوبُ الورى طرَّا
أتـغـضي ويـومُ الـطـــــفِّ آلُ أمـيـةٍ بـقـتـلِ سـلـيـلِ الطهرِ أدركــــــتِ الوترا
أتغضي وفـيـه مـثّــــــلـتْ بـعـدَ قتلِهِ ومـــــــن دمِهِ قد روّت البيضَ والسمرا (12)
وقال من حسينية أخرى تبلغ (19) بيتاً:
أهاشمَ هـــــبِّي إنَّ سبطَ محمدٍ به فــــتكتْ حربٌ ببيضِ الصوارمِ
لقد جزَّرته بالطفوفِ وصحبُه عطاشى بجنبِ الماءِ جزرَ السوائمِ
وقد رفعتْ فوقَ المُثقّفِ رأسَه ورضَّــــــت قراهُ بالجيادِ الصلادمِ
وقـــــــد تركته بالعراءِ مجدَّلاً ثلاثاً علـــــــى البوغا بحرِّ السمائمِ (13)
وقال من أخرى تبلغ (17) بيتا
أجلْ أينَ مِن أبناءِ فهرٍ حفـــــــــــاظُها؟ وأينَ الإبا مــــنها وأينَ مباديها؟
أهلْ فقدتْ بيضُ المـــــــــواضي أكفَّها فقرَّت عـــــلى لينِ المهادِ أعاديها
يميناً إذا لــــــــــــــم تمتطِ الخيلَ شُزَّباً وتطوي الفيـافي سهلَها ورواسيها
ســـــــــيذهبُ رغمَ المجدِ والعزِّ ثارُها ويطمعُ داني الخلقِ فيها وقاصيها
وتنسى الورى يومَ الطفوفِ وما جرى به من رزايا كـــانَ جبريلُ ناعيها (14)
وقال من قصيدة في رثاء مسلم بن عقيل (عليه السلام) تبلغ (31) بيتاً
تاللهِ ما نـــــــسيته وكيفَ أنسى مسلما
غداةَ للكوفةِ فــــي دعـوى أتاها معلما
فبايعته ثــــــــم قد خانــته غدراً بعدما
وازدلـــفتْ لحربِهِ يقودُ جـيشَها العمى
فغادرَ الوجودَ في ماضيهِ مـــنها عَدَما (15)
........................................................................
1 ــ شعراء الغري ج 3 ص 369 ــ 370 / الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 1 ص 178 ــ 179 عن ديوان شعراء الحسين ج 1 ص 232 ــ 233 / ذكر منها (14) بيتاً في أدب الطف ج 9 ص 179
2 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 281 عن ديوان شعراء الحسين ج 1 ص 235
3 ــ شعراء الغري ج 3 ص 359
4 ــ أدب الطف ج 9 ص 179
5 ــ شعراء الغري ج 3 ص 361
6 ــ علي في الكتاب والسنة والأدب ج 5 ص 71
7 ــ مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف ص 128
8 ــ أدب المحنة ص 390
9 ــ أدب الطف ج 9 ص 180
10 ــ شعراء الغري ج 3 ص 367 ــ 368
11 ــ شعراء الغري ج 3 ص 368 ــ 369
12 ــ أدب المحنة ص 389 ــ 390 شعراء الحسين ص 230
13 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 119 عن ديوان شعراء الحسين ج 1 ص 233 ــ 234
14 ــ الإمام الحسين في الشعر النجفي ج 3 ص 261 عن ديوان شعراء الحسين ج 1 ص 234
15 ــ شعراء الغري ج 3 ص 377 ــ 378
كما ترجم له:
الشيخ محمد هادي الأميني / معجم رجال الفكر والادب ج 3 ص 992
حيدر المرجاني / خطباء المنبر ج 1 ص 262
أغا بزرك الطهراني / الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 9 ص 269
كوركيس عواد / معجم المؤلفين العراقيين ج 1 ص 410
كامل سلمان الجبوري / معجم الشعراء ج 2 ص 187
اترك تعليق