147 ــ محمد باقر أحمد جابر: ولد (1406 هـ / 1986 م)

محمد باقر أحمد جابر (ولد 1406 هـ / 1986 م)

قال من قصيدة في رثاء الإمام الحسين وأهل بيته الشهداء (عليه السلام):

صِرنا نُمَوْسِقُ أحلاماً، ونَزرَعُها     فــي (كربلاءَ)، إذن تَردادُها عَبَقا

كُلٌّ يعـــــوذُ بِرَبِّ الحُبِّ مِنْ أرَقٍ     مــا أسْكَرَ العَيْنَ إمّا طَرفُها عَشِقا

يا مُبْدِعَ الغُنَّةِ الأولى انسيابُكَ في     أضالِع الكونِ أغرى الدَّمعَ فانْدَلَقا (1)

ومنها:

مــا افْتَنَّ بالماءِ حينَ الماءُ راوَدَهُ     في (كربلاء)، فغِيضَ الماءُ مُخْتَنِقا

وراح يركضُ للعبَّاسِ، فارتَعَدَتْ     فرائــصُ الماءِ، ما للماءِ قد صُعِقا؟

أيَشْــــــرَبُ الماءَ عبَّاسٌ، وزَيْنَبُهُ     فــــــؤادُها بجِمارِ الوَجدِ قد غَرِقا!!

ومنها:

و(كربلاءُ) مدى الإبداعِ حيثُ ترى     أبـــاً وإبناً غريبَا البَسْمَةِ اعتنقا

أبـــــــــي شِفاهِيَ يكويها لظى ظمإٍ     بُـــنَيَّ هاكَ فمي ذبلانَ مُحتَرِقا

إذنْ بُنَيَّ إلـــــــــــــى حَربٍ مُقَدَّسَةٍ     نروي بمهجتنا مَنْ كابدَ الحُرَقا

الشاعر

محمد باقر بن أحمد بن جابر، ولد في لبنان، ويعمل مُدَرِّساً لمادة الرياضيات للمرحلة الثانوية ويعد من الشعراء المؤثرين في الحركة الثقافية في لبنان.

أما تحصيله العلمي فهو:

1- إجازة في الرياضيات البحتة – maîtrise en mathématiques pures

2- يتابع دراسة الماجيستير البحثي في الجامعة اللبنانية ــ قسم الفلسفة.

3- حائز على الكفاءة التربوية في تعليم الرياضيات للمرحلة الثانوية (ما قبل الجامعية).

له ثلاث مجاميع شعرية هي:

1 ــ ألحان الصبا (2003)

2 ــ هكذا يُغنّي البيلسان (2015)

3 ــ تُرجمان الماء (2018)

شارك في العديد المسابقات والمهرجانات والبرامج الشعرية منها:

1 ــ مهرجان ربيع الشهادة العالمي العاشر في العراق (2014)

2 ــ مهرجان السفير الثقافي السادس في العراق عن مسلم بن عقيل (عليه السلام) 2016

3 ــ نهائيات مسابقة كتارا في قطر في الموسم الأول عام 2016.

4 ــ برنامج أمير الشعراء الموسمين الخامس والسادس في دولة الإمارات العربية المتحدة (2013) و(2015)

5 ــ مهرجان الشعر العربي في العراق لأربع مرات متتالية: المهرجان الثالث (2014) والرابع (2015) والخامس (2016) والسادس (2017).

6 ــ مهرجان المحبة الشعري في سوريا 2007

7 ــ مهرجان صالح العلي في سوريا 2017

9 ــ مهرجان البينات الشعري عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في إيران 2018.

وقد حصل على العديد من الجوائز في هذه المشاركات منها:

1 ــ مسابقة الجود العالمية للشعر في العراق- 2014

2 ــ جائزة سعيد فياض للإبداع الشعري عام 2014 عن مجموعته الشعرية "هكذا يغني البيلسان"

3 ــ جائزة شاعر الحسين – البحرين 2014

4 ــ المركز الثاني في جائزة سيد الأوصياء الدولية – العراق 2016

5 ــ المرتبة السادسة في مسابقة المكتبة الأدبية المختصة الشعرية عن الحشد الشعبي المقدس العراق

شعره

الصورة الجميلة، الشعور الصادق، الذائقة الفنية هي أبرز الخصائص التي تميّز بها شعر جابر والذي غلب عليه الطابع الديني الولائي، فالمفردات المرتبطة بالعقيدة من أسماء وأماكن والتي عبر من خلالها عن انتمائه الصميم إليها، قد امتزجت بعاطفة صادقة وانصهرت مع نفسه فجنح فيها بخياله في أجواء السمو الروحي فجاءت غاية في الروعة وهي تتمازج مع رقة الموسيقى وتسيل مع عذوبة الألفاظ. لتترك إيحاءً متناسقاً ومتناغماً عند المتلقي فكوّنت قصائد: (سفين الوالهين) و(عرض السماء) و(الشمس في كنف البتول ربيبة) و(مناجاة عاشق القمر) و(لوحة الإيثار) و(على ضفاف العسكريين) و(صيَّادُ النبوءات) و(هم فكرة الضوء) عالماً رائعاً ليس أدل على وصفه من القول: (إن من البيان لسحرا)

قال من قصيدة (سفين الوالهين) وهي إلى أميرِ المؤمنين وقائدِ الغرِّ المحجَّلين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

لو تُدِّنِي إنَّ بي حـــــــــــــــــــبَّاً أكتمُه     يَخفَى على الناسِ لـكن أنتَ تعـــلمُه

ترنّمَ القلبُ وانســــــــــــــابتْ لواعجُه     وســـــــــــالَ كالنـهرِ دفّاقاً ترنّــــمُه

وكان قــــــــــــلبيَ حينَ البحرُ أشرعةٌ     إمّا تقاذفني مـــــــــــــوجٌ أحــــطمُه

بلى أحطّمه لا شيءَ يــــــــــــــحجبُني     عن اعتناقِ جميـلٍ ضــــــاءَ مبسمُه

ترى فؤاديَ يــــــــــــا مولايَ مُرتعِشاً     صادٍ.. وقلبُكَ نـهرٌ فــــاضَ زمزمُه

ترى تفاقمَ أوجـــــــــــــاعي ترى دلِهاً     أضناهُ بُعدكَ حـــــــتى جفَّ برعمُه

لملمْ شَتَــــــــــــاتَ رؤاهُ، الريحُ عاتيةٌ     وهــــــــــــــــــبهُ كفاً بتحنانٍ تلملمُه

أليسَ خفقُ فـــــــــــــؤادي صوته وَلِهٌ     عليْ، عليْ؟ أوليسَ اخضرَّ موسمُه؟

وهــــــــــــل يليقُ بمشغوفٍ بهِ خضلٍ     صدٌّ إذا اعتادَ طــرقَ البابِ مُلهمُه؟

صبَّ التماعـكَ في آفـــــــــاقِ أوردتي     لكي يضيءَ من الـــــوجدانِ مظلمُه

وضُمَّني في سفينِ الــــــــوالهينَ وخُذ     قلبي الصغيرَ بـ (يا كــــرار) تختمُه

ليستقرَّ على جـــــــــــــودِيِّ مملكةِ الـ     ـمعنى وأنتَ من الطوفـــانِ تعصمُه

عليُّ كان بحقلِ اللهِ ســــــــــــــــوسنةً     تـــــــــــسبِّحُ اللهَ من عــــطرٍ تتمتمُه

وكلما فوّحـــــــــــــــتْ رشتْ ملائكةً     من فرطِ تــــسبيحهِ راحـــتْ تعظِمُه

مُـــــــــــذَّاكَ علّمها التهليلَ فانفطرتْ     على الولايةِ فــــــــــالتوحـــيدُ توأمُه

يقطرُ النــــــــــــورُ في طينٍ به عبقٌ     ماءُ الـــــــولايةِ.. لا عــــــتمٌ فيعتمُه

كـــــــــــــذا تشكّلَ من والى أبا حسنٍ     كــــــــــذا تضمّخَ بالمعنـــــى مُتيّمُه

عليُّ لا عـاشقٌ في الكــــــــونِ يُشبهه     لــذاكَ كلُّ وحـــوشِ الأرضِ تظلمُه

وليسَ يؤلمُـــــــــــــــــه سيفٌ لغادرةٍ     لكــنّ ما يؤلـــــــــــمُ الزهراءَ يؤلمُه

يا أجــــــــــودَ الدمعِ هيماناً أتيتُ إلى     ضفــافِ عينيكَ لـــو طيـــــفاً فألثمُه

لو جئـــــتَ إني بطورِ الشوقِ منتظرٌ     وبي مــن الحزنِ مـــا أرجو تبلسمُه

وفــــــــي يميني زهورُ الوجدِ ظامئةٌ     خجلى.. تــرقّبُ عطـــراً منكَ تغنمُه

ألستُ مـوساكَ.. هل هيّأتَ لي قبـساً؟     وهل حـــنــوتَ على صـــبٍّ تكلمُه؟

ماذا أقول؟ بقلبي يصطلي شــــــغفٌ     جنونُه بســــنا عينيـــــــكَ يـــضرمُه

وأنتَ أنتَ.. عليٌّ رائــــــــــــــعٌ ألِقٌ     بريشةِ النـــــورِ ربُّ الـنورِ يــرسمُه

وأنتَ أنتَ تــــــــــجلي الله.. مـكتنزاً     رؤى النبييـــــنَ للمعــــــــنى تُــتَمِّمُه

وليس يحويكَ عقلي قد مضى صعقاً     هناك حيث بـــــطورِ الحـــبِّ مــأتمُه

لا تعذلــــــــــــــنَّ بياني يا أبا حسنٍ     ما عذرُ ممتدحٍ إن ضـــــاقَ معــجمُه

عذري بأنكَ أصــــــفى من مُـخيَّلتي     عذري بأنكَ سرٌّ لســـــــــــتُ أفــهمُه

لكنني كلما للحبِّ قد رفــــــــــــــعوا     صوتَ الأذانِ لكم قلبــــــــــي أيــمْمِّه

وقال من قصيدة (عرض السماء) وهي أيضاً إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

غريباً رماهُ القــــــــــهرُ والموتُ طالبُه     ودهرٌ تجـافى ليسَ تصفو مشاربُه

وحيداً ينــــــاجي الغيبَ مُذ طلّقَ الثرى     وترسو عـــلى شطِّ السماءِ رغائبُه

يئنُّ فتنسابُ الشجونُ نــــــــــــــــــــديةٌ     ومن كـــــــلِّ جرحٍ تستفيقُ نوادبُه

لهُ موعدٌ والحـــــــــــــزنَ في كلِّ لـيلةٍ     فـــــلا الأنـسُ يلقاهُ وليسَ يصاحبُه

تـــــــــــــعوَّدَ نزفَ الدمعِ فانداحَ يـأسُه     وروّى شتولَ العزمِ فاخضرَّ جانبُه

عصيٌّ على الأيـــــــــــامِ ما ذلّه الـخنا     وكمْ صَبَغَتـه بالإباءِ تجــــــــــاربُه

يزمِّله ليلٌ تــــــــــــــــــــوضَّأ بالـهدى     يصلّي كأنْ قد عانقَ اللـــيلَ راهبُه

وإنْ مسَّه وحيٌ مع الفجــــــــرِ هامسٌ     ألمْ ترَ كيفَ الليـلُ تــــــعدو مواكبُه

وكيفَ تعودُ الشمسُ تبســـــــطُ نورَها     على عالمٍ إن عـــــــاندتها سحائبُه؟

يثورُ على وهـــــــــــــــنٍ ويطبعُ قبلةً     على ثــــــغرِ صـبحٍ لا تحدُّ مواهبُه

ويــــــــــــمضي فلا أمسٌ كئيبٌ يردُّه     هــــــــزيلاً ولا غـدرُ الزمانِ يغالبُه

وحيداً وأشلاءُ الكرامةِ زَخـــــــــرَفت     جــــــــــبيناً بهياً يـرهـبُّ الليلَ ثاقبُه

تنفّسَ حبَّاً للضيـــــــــــــــــــــاءِ كأنّما     إلى دوحةِ الإشـراقِ حنَّـتْ مضاربُه

يخالجُه بوحُ الضلوعِ بــــــــــــــــلهفةٍ     ليمسَكَ كـــــــــــــفّاً للــسـماءِ تراقبُه

وتلقي له حبلَ العـــــــروجِ إلى العلى     فتحفلُ بالضوءِ المـــــــــجيدِ كواكبُه

شفيفٌ كروحِ الــــــــماءِ حُرٌّ إذا همى     على وجعِ الصحراءِ يــــفترُّ شاحبُه

وإمَّا ســــــــــرى صمتٌ يضمِّدُ وهنَه     ويهتفُ: هذا الليلُ خــرَّتْ ذوائــــبُه

فــــــــــــهبِّي رياحُ الثأرِ إنَّ دمَ الهدى     إلى ساحلِ الأمجادِ ســارتْ مراكبُه

أفيقي, فجيدُ الأرضِ مزَّقَ طــــــــوقَه     وعاندَ وهمَ الذلِّ فانـــــــدكَّ غاصبُه

له هيبةُ البيتِ العتيـــــــــــــــقِ ومنعةٌ     فإن نازعوا البنيانَ ثـــــارتْ ترائبُه

وإن عطشتْ أرضٌ إلى العزمِ ناشدتْ     دماً حيدرياً يرعبُ المـــــوتَ ساكبُه

عـــــــــــروبتُه عرضُ السماءِ وسيفُه     جلاءُ الدُّجى مهما استطـالتْ مذاهبُه

وإشراقُه خِــــــــــــدرُ القداسةِ والنُّهى     وســــــــفرُ خلودٍ يُبـهرُ المجدَ كاتبُه

وقال من قصيدة (الشمس في كنف البتول ربيبة):

من أيِّ بابٍ للقصيـــــــــــــــدةِ أدخلُ     أدنو تفرُّ مواجـــــــــــــــعي فأؤجِّلُ

أبكي فيستعرُ الحنيـــــــــــنُ بأضلعي     فكأنّها نــــــــــــــــارٌ وقلبيَ مرجلُ

من ألفِ قـــــــــــــافيةٍ فـررتُ لأنّني     لازلتُ فــي دربِ البيانِ أهـــــرولُ

لم أدَّخرْ إلّا الدمــــــــــــــوعَ صبابةً     وثقى لأهلِ البيتِ لا تــــــــــــــتبدَّلُ

شغفُ المـــــــــــواعيدِ التي سجـَّلتُها     في دفترِ العشّــــــــــاقِ عـنهمْ يسألُ

مــــــــــــــنذُ اندلـعتُ قصيدةً علويةً     منذُ القصيدةُ زهرةٌ تــــــــــــــــتبدّلُ

منذُ المنــــــــــــــاجاةِ التي أسـمِعتُها     في رحمِ أمّي مُـــــــــذْ بكتْ تتوسَّلُ

لا بُرأ للشجنِ العتيقِ ســــــــــوى يدٍ     تحنو عــــــــــليهِ ســوى أبٍ يتكفّلُ

أبتي عليٌّ أنــــــــــــتَ تعـلمُ حيرتي     تـــــــــدري بـأنّي مــن ولائِكَ أنهلُ

أبتي تضــــجُّ الروحُ في صـلصالِها     غِيْضَ اصطبارُ الــصبرِ وهوَ مُكبَّلُ

أبــــــــــــتي أبي قد ماتَ كان يدُلّني     وأنــــــــــــــــا فتــىً في فيئهِ أتدللُ

أومى إلـى النجفِ الشريفِ وقال لي     كُنْ شاعراً لأبـــــــي الحسينِ يرتّلُ

أبتي عـليٌّ أينَ بابُــــــــــــــــكَ دلني     قد قيلَ إنكَ لليتــامـــــــــــــى موْئلُ

أتصدّني حـــــــــــاشاكَ أنتَ غَمامةٌ     من أوَّلِ الأزمــانِ غيثاً يهــــــــطلُ

لا أهتدي للبابِ عــــــــــاينتُ الدخا     نَ فإذْ بنيــرانٍ هنالكَ تشــــــــــــعلُ

في دارِ فاطمةٍ مصابٌ صـــــــارخٌ     في كلِّ بــيتٍ للنبــــــــــــــيِّ يزلزلُ

في خيمةِ الحوراءِ نــــــــارٌ مثلُ تلـ     ـكَ الــنارِ من غدرِ السقيــــفةِ تنزلُ

في دارِ صادقِ آلِ بيتِ مـــــــــحمدٍ     صــــــاحتْ بناتُ الوحـي لمَّا أقبلوا

بالنارِ يا للناسِ ذكــــــــــرى ألهبتْ     قــلبَ الإمــــــــــامِ فراحَ منها يثكلُ

وبدارِ حيدرَ حين طوِّقــــــتِ الرسا     لةُ حيثُ دينُ اللهِ ديــــــــــــنٌ أعزلُ

إلّا مِن الصبرِ الجميـــلِ على مصا     ئبَ سنَّها ذاكَ الــسفـــــــــيهُ الأرذلُ

أبتي عليٌّ قيلَ تعصرُ فـــــــــــاطمٌ     ثأراً لأنّكَ كـــــــــــــــــــلَّ قرمٍ تقتلُ

مِــــــــــــمَّن رأوا بأساً ببدرٍ عندما     نازلتَ من سادوا الوغى واستبسلوا

ممن رأوكَ ولا تــــــــــثنِّي ضربةً     فـــــــــــإذا ابـنُ ودٍ عنفوانُ مجندلُ

يا جحفلاً يسري كأســرعِ من بريـ     ـقِ الرمحِ لـــــم يثبتْ أمامَكَ جحفلُ

يا عبقريَّ الحربِ يا صـــمصامَها     أمّا تواجهكَ الخطـــــــــــوبُ النزّلُ

حدِّث سليمُ بما جرى أومــــا حكى     سلمانُ ما فعلَ العتاةُ الــــــــــــجُهَّلُ

حدِّث سليمُ عن الحسينِ وزيــــنبٍ     عن مستوى الأطهارِ كيفَ تــحمَّلوا

عن محسنٍ يهوي أيــــــــدري أنه     موؤودةٌ يومَ القيـــــــــــــــامةِ تَسألُ

ومتى سجى ليلٌ وخانتْ أمــــــــةٌ     ومتى رُمي أسَدٌ ويُتِّمَ أشبـــــــــــــلُ

الشمسُ في كنفِ البتـــــولِ ربيبةٌ     تبــــــــــكي دماً عندَ الغروبِ وتأفلُ

والوحيُ بلبلُ ليلِــــــــــها وأنيسُها     مُـــــــــذْ ألحدتْ هجرَ البسيطةَ بلبلُ

والذكــــــــرُ خـفّاقٌ يؤوِّلُ فضلَها     فلمـــــــــــــــنْ بعيدَ رحيلِها سيؤولُ

الكوثرُ الزهراءُ من خُلقت لها الـ     ـجناتُ مشربُــــها المصابُ الحنظلُ

كانتْ مــــــــــــدللةَ السماءِ زكيةً     تومي بها للأقحــــــــــــــوانِ فيرفلُ

واليومُ تدفنُ في الـــــبقيعِ غريبةً     تشكو ويسمعُها النبيُّ المُــــــــــرسلُ

في دارِ فاطمةٍ عزاءٌ قــــــــــائمٌ     حتّى يُؤذّنَ للصــــــــــــــــلاةِ مؤمَّلُ

وقال من قصيدة (مناجاة عاشق القمر) وهي إلى سيد الماء والإيثار أبي الفضل العباس (عليه السلام):

ركبـتُ غمارَ الحبِّ يتبعُــــــــني ظِلّي     أجدِّفُ والأشواقُ راعــــــــــــفةٌ مثلي

أرتّـبُ ألفاظي وبـــــــــــي لهفةُ الندى     إذا ارتسمتْ في الأفــــقِ رائعةٌ تجلي

وكنـتُ اعتصـرتُ الشعرَ خمرَ نبوءةٍ     متى وضعوا كأسَ الــبلاغةِ في رحلي

وسكـران لا مــن صفوةِ الراحِ من يدٍ     تقلّبُني بيـــــــــــــــن الرياحينِ والطلِّ

أرى لـــــغةَ الألحاظِ محضَ ارتعاشةٍ     إذا مـــــــرَّ تهوي كالفراشةِ في الحقلِ

كما الـعطرِ في دارِ الخزامى يَمرُّ بي     حبيبي كما الوحيِ المُساورِ في الرسلِ

أحاييـنَ كانَ الليلُ دفترَ صبــــــــوتي     حملتُ مناجاتي إلى همزةِ الوصــــــلِ

تراءيـتَ يا عباسُ في طورِ حيــرتي     يقيناً بأن النورَ أيـــــــــــــنعَ في عـقلي

وأنّـك مذ أومأتَ لي واتخــــــــــذتني     نجيّاً تتبعتُ انسكابَكَ في الـــــــــفضلِ

ظـــــــمأتُ ولي عيناكَ مـدرارُ كوثرٍ     وكـــــــفّاكَ ما كفاكَ؟ ما حرفةُ البذلِ؟

وما رَيَـــعَانُ الجودِ في خـاطرِ النّدى     سوى لـــفتةٍ من غصنِ أروعَ مخضلِّ

أبا الفضــــلِ لا أحتاجُ بينَـك أخضراً     ولوعاً بأنــــــــــــــــسامِ المحبةِ والنبلِ

عطوفاً كحـضنِ الأرضِ يـنبعُ بالوفا     ظليلاً كما الدفلى كـــــــــشامخةِ النخلِ

أتيتُ على كـــــــــــفٍّ أميرٍ مخضَّبٍ     تكحّلُ رمشَ الحسنِ يا روعـــةَ الكحلِ

وتحملُ آمالَ الوجــــــــــــــودِ بلا يدٍ      بقلبٍ بتحنــــــــــــــــــانِ الإمامةِ مُبتلِ

وكنتَ رأيتَ الطفَّ كـنتَ رأيـــــــتَه     سبيلاً لغمدِ السيفِ في مــــــهمهِ الجهلِ

وكنتَ حملتَ الجـــــودَ درعَ رجولةٍ      فما همَّ لو ترميكَ حــــــــــــــاقدةُ النبلِ

تعاليتَ عن كلِّ الجـراحِ سـوى التي      بقلبِ حسينِ الوحي حاشـــــاكَ تستعلي

تنبّأتَ منذ اعشوشبــتْ ربوةُ الـهدى     بأنَّ رياحَ الناسِ مالتْ إلى الــــــــجهلِ

وأن مرايـــــا الوقتِ يرسمُها الـجَفا     وأن صحيحَ الغابِ عن فعــــــــلِ معتلِ

وأن غديراً مــــــــــــن إباءٍ مـكربلٍ     سيجري بلى يجري على وَجَــعِ الرملِ

وإنّكَ حينَ استُضعِـفَ الحقُّ فـارسٌ     عليٌّ ومــــــــــن يقفو الغضنفرَ كالشبلِ

نبوءتُكَ الحمراءُ حنَّاءُ عــــــــــــالمٍ     ســــــــــــــــيقتله الموتى ليزهرَ بالقتلِ

ستظمأ لا للماءِ للأمــــــــــــلِ الذي      تراءى ترانيـــــــــــماً على شفةِ الطفلِ

حببتُكَ مُذ أطلـــــــقتَ كفّيكَ شاعراً      غيوراً على المعنى خــــــــفيفاً بلا ظلِ

مَداكَ مَـــــــــــدايَ ضَعْ بأفقيَ باقةً     من النورِ وانزعْ ليلَ داجيــــــــــةِ الغلِّ

كـــــــــــلانا شهيدٌ أنتَ أولُ عاشقٍ     حمى قربةَ الإيثارِ من لدغـةِ الـــــنصلِ

بحثتُ عن الفضلِ الذي شغلَ النُهى     فلمْ ألتمسْ فضلاً كفضلِ أبـي الفـــضلِ

وقال من قصيدة (لوحة الإيثار) وهي أيضاً إلى قمر العشيرة أبي الفضل العباس (عليه السلام)

تَسَلَّقْتُ جِذْعَ المَــــــــــجْدِ آنَسْتُ لوْحَةً     بها رُسِمَتْ نارٌ وقافِلَــــــــــــــــــــةٌ تَعدو

ونَهْرٌ جريحٌ ضفَّتاهُ مواجِــــــــــــــــعٌ     وطِفْلٌ ذبيحٌ فـــــــــــاضَ مِنْ نَحرهِ الرِّفْدُ

وكفَّا ضياءٍ تُــــــــــــــــــرْفَعانِ كأنَّما     جـــــــــــــــناحاً وَلِيٍّ فيهما الحُبُّ والحَمْدُ

سألْتُ، وكانَ اللَّيْلُ سكرانَ مُرْبَـــــــكاً     وشَمْسُ الرُّؤى في القَلْبِ ما انفَطَرَتْ بَعْدُ

لماذا أُريقَ الضَّوْءُ مِنْ مُقْلَةِ الـــــهُدى      وضُرِّجَ خَــــــــــــدُّ البَدْرِ فاستَعَرَ الخَدُّ؟!

هناكَ على شطِّ الفُراتِ تزاحَــــــــمَتْ     جموعٌ مهيباتٌ فشـــــــــــــــــــــتَّتَها فَرْدُ

أجل! إنَّهُ العبَّاسُ في الحَرْبِ مُـــطْلَقٌ      وصَوْتٌ سماوِيٌّ، إذنْ عُرِفَ الــــــــضِّدُّ

تجاسَرَتِ الدُّنيا لِتَكْسِرَ سَــــــــــــــيْفَهُ      فما رَجِعَتْ إلا وهـــــــــــــــــامَتُها غِمْدُ!

وكانَ يرى الأيتامَ تَــــــــغْلي شِفاهُهُمْ      كصَحْـــــــــــــــراءِ حَرٍّ كانَ طَلَّقَها البَرْدُ

مضى، واليتــــــامى طامِحونَ لجودِهِ      وفي عَيْنِهِ دَمْعٌ وفـــــــــــــــــي قَلْبِهِ وَقْدُ

يُؤَرْجِـــــــــحَ في كَفَّيْهِ ماءً، ويمتطي     جوادَ المنــــــــــايا قُل: هُوَ الشَّوْقُ والوِدُّ

وتَعْرُجُ كَفَّاهُ ابتِهالًا كــــــــــــــــــأنَّها     إلى الكَوْثَرِ العُلْـــــــــــــوِيِّ تَمْتَدُّ.. تَمْتَدُّ!

وفيها رؤى الأطفـــــالِ، فيها جَداوِلٌ     مِنَ النَّغَمِ المسفوحِ مِنْ حُـــــــــــرَّةٍ تَحدو

وبَسْمَلَة الأرْضِ التـــي اشْتاقَ رَمْلُها     ليَعْبَقَ مِنْ عِــــــــــــــــــزٍّ ويَنْعقدَ المجدُ!

أبا الفَضْلِ: هذا القَلْبُ مُذْ كانَ لمْ يَقُلْ      لِغَيْرِكَ أدْرِكني، فأنْتَ لِــــــــــــــيَ الزَّنْدُ

نـــــــــــزيفُكَ في قلبِ الزَّمانِ قِيامَةٌ      على الحِقْدِ، حَتَّى يغْرَقَ الغِلُّ والـــــــحِقْدُ

وَفَضْلُكَ أَن عَـــــــــلَّمْتَ كُلَّ كريمةٍ     مهارةَ هَزِّ الغَيْمِ إنْ غَفِلَ الرَّعـــــــــــــــدُ

وقال من قصيدة (على ضفاف العسكريين)

رَدْحاً من الحبِّ كنّا نُسرعُ الـــــخَطوا      نعيشُ أحلامَنا مـــــــــــشغوفةَ النجوى

على ضفافِ غديرِ العشــــــقِ كان لنا      عهدٌ وكـــــــــــانتْ حكـاياتٌ لنا تُروى

وكمْ هزَزنا نخيلاً حينَ جــــــــــــــلّلنا     وحـــــــــيُ الإباءِ فأهوى اللهُ ما أهوى

وكمْ حفرْنا على الغيــــــــــماتِ عزَّتنا      كيْ يشربَ الكونُ من إصرارِنا صفوا

تفتّح الــــــــــــــــوردُ فينا كلُّ نرجسةٍ     تنادمُ الحبَّ من وجدانِــــــــــــنا تُروى

مُذْ عاشَ فينا عليٌّ لم يـــــــــــمتْ أبداً      حرٌّ ولا قتـــــــــــــــــلتْ آلامنا البلوى

كذا حُيينا, وفي كــــــــــلِّ القلوبِ نَما     عليهما فتغاوى خفقُـــــــــــــــــها زهوا

على ضفافِ إمــــــامينِ احتفتْ لُغتي     كمْ يعذبُ الشعرُ إمّا يدركُ الفـــــــحوى

النورُ رشــــــــــحةُ لطفِ اللهِ يرسمُها     أئمةٌ يلبســــــــــــــــــونَ البِرَّ والـتقوى

أتــــــــــيتُ والعسكريانِ اكتمالَ نُهى      وما وجدتُ لأربابِ النُّــــــــــــهى كفوا

كي ينضجَ الفكرُ ما أنّبتُ في لــــغتي     إلا سنابلَ ما أوَّلـــــــــــــــــــــتها جفوا

متى رواها عليٌّ رحتُ أحــــــصدُها      هدى وأرفعُ كفَّ الشكرَ والــــــــــرجوا

عليُّ أحيا على اســــــــــم الله كوكبةً      من العقولِ وجاءته الــــرؤى حـــــــبوا

سادَ الوجودَ وهـــــــمْ باتوا على قُللٍ     وآثرَ العلمَ لمّا آثـــــــــــــروا اللـــــــهوا

سكرتُ بالشـــــــعرِ مُذْ ألفيتُ قافيتي     ولهى وصرتُ بآياتِ الهوى أغـــــــوى

أصحو علــى رئةٍ في القلبِ تأخذُني      إلى غصــــــــــــــونٍ عليها أتقنُ الشدوا

أرنو إلــــــى الحسنِ المظلومِ يقتلني      شوقٌ وتصدحُ فــــــي أرجـائيَ الشكوى

مـــــــــولايَ مُدَّ غياثاً لستَ تتركني     وفـــــيَّ روحُ فتىً للـــــــمرتضى يهوى

أشيمُ في صلبِكَ الميمونِ ما انتظرتـ     ـه كلُّ مـثكـــــولةٍ كمْ عاقــــــرتْ شجْوا

ضــــــــــــمَّ ابتهالَ جنوبيٍّ بهِ وجعٌ      قد ذاقَ طـــــــــعمَ الرَّدى في حبِّكمْ حِلوا

مولايَ كمْ فجَّروا حقداً وكمْ كسروا      ضلــــــعاً وكمْ تــــــركوا أحلامَنا تُكوى

كبا الزمانُ وفــــــــينا جرحُ فاطمةٍ     يروي الترابَ فتــــــردي أرضَنا الغزوا

نمضي إلى الشمــسِ لا ليلٌ يُزمِّلُنا      وليسَ يــــــرهبُنا الــــــــــتكفيرَ والفتوى

أرسى النبيُّ بنا ديـــــــــناً ومعرفةً      وقالَ: يا أمــــــتي لا تتركــــــــي العفوا

متى استبدَّتْ بنا الأوهـــامُ كان لنا     نورٌ أبى اللهُ أن يُــــــطفا وأن يُطــــــوى

أبا المخلّصِ ضجَّ الشوقُ في دمِنا      أتتركُ البحرَ فـي وجـــــــــــــدانِنا رَهْوا؟

خُذنا إليكَ لســـــــــــامراءَ إنَّ بها      مُنذُ ارتحـــــــــــلتَ إليهـــــا جنةُ المأوى

وقال من قصيدة (صيَّادُ النبوءات) وهي إلى أبطال الحشد الشعبي المقدس:

عَهِدْتُـكَ لا تُغْضِي، وَقَلْبِي يُرَفْــــــــرِفُ      أيَشْدو على غُصْنٍ، وغُصْنُكَ أَهْيَفُ؟

عَــــهِـدْتُكَ قلباً غُطَّ بالحُبِّ والنَّـــــــــدى      وأنـــــــــــتَ كهذينِ الجميلينِ تَنْزِفُ

جِراحُــــــكَ مُنْذُ النَّخْلِ تجــــــــري أبيَّةً      فُراتٌ (دِلِلُّـــــــولَ) الحزيناتِ يَعْزِفُ

ودِجْـلَةُ مَــــسْفـوحٌ علــــــــى خَدِّ شاعِرٍ     حُدَاءٌ كَدمعِ الطَّــــــــفِّ لـيسَ يُكَفْكَفُ

ورأسُكَ مرفـــــــــــــوعٌ على ألفِ بـاتِرٍ     يُرَتِّلُ: كَلَّا.. والحَمــــــــائِمُ مِصْحَفُ

وتأبى اصْفِراراً، غُصْنُ جودِكَ أخـضَرٌ     وتأبى انْكِساراً، والغريبـــــونَ خُوَّفُ

وأهلوكَ سُمَّارٌ لِمَــــــــــــــــــجْدٍ مُـعَتَّقٍ     مُضيئونَ حَتَّى والمغيرات تَــــعْصِفُ

صَغارٌ لمِسلوبِ الكرامةِ مَنْ يـــــــــرى     بِأَنَّكَ إنْ أوغلتَ في الحُزْنِ تَـــضْعُفُ

فَحُزْنُكَ تَطْرابٌ لِــــــــــــــعَزْمٍ مُـؤصَّلٍ     كَنَخْلِكَ أســـــــرارَ المروءاتِ يَكْشِفُ

بِلادٌ رزاياها علاماتُ نَصْـــــــــــــرِها      وآهاتُ جرحاهـــــــــــــا أبابيلُ تَقْذِفُ

بِلادُ النّدى كانَ النَّدى في حقولِــــــــها     على سُنْبُلاتِ ال"لا يمــوتونَ" يَعْطِفُ

على الرَّملِ مسفوحاً على وَجنَةِ الردَّى     ويحضنهُ، فالماءُ للرَّمـــــــــلِ مِعْطَفُ

يَقُولُونَ أنَّ الشَّمْــــــــسَ كَانَتْ جَريحَةً     وكـــــانتْ على صَدْرِ العِراقِيِّ تَرْعَفُ

وكانَ ترابٌ ظامئٌ يرتــــــــــــوي دماً     مضيـــــــئاً، وكانت سنبلاتٌ تؤرشفُ

تَغَسَّلَ طِينٌ في دِمــــــــــــــــــــاءٍ أبِيّةٍ     ورُوحٌ مِـــنَ الإيثارِ في الطِّينِ تُذْرَفُ

وما كانَ عرّافٌ ليُنــــــــــــــــــبئَ أنهُ     سيغرقُ في بـــــــغدادَ من جاء يزحفُ

وسوفَ تَرُدُّ الشَّمْسَ عِـــــــــــمَّةُ عَالِمٍ      مِــــنَ النَّجَفِ الوَحْيَ السَّمَاوِيَّ تَرشِفُ

وكانَ عراقُ التِّيهِ يُنْـــــــــــــــــبِئُ أَنَّهُ      سَــــــيُولَدُ مَنْ يَحْمِي العِرَاقَ ويُنْصِفُ

إذا وطَنُ الآسادِ شِيْءَ ارتـــــــــــحالُهُ     عَنِ المجــــــدِ، قالَ الرائعونَ: توقَّفوا!

عنادٌ بأصلاب الرجـــــــــــــالِ وهِمَّةٌ     وعـــــــــزمٌ وتَصْهَالُ الرُّؤى والتَّعَفُّفُ

نِضــــــــــــالٌ شَهِيٌّ فالنِّصَالُ شَغُوفَةٌ      وأَفْـــــــــــئِدَةُ الأَعْدَاءِ تَصْغَى وتَرْجُفُ

بواسِلُ ترجو الـــــشُّهْبُ سُكنى أكفِّهم     لتُرمى علــــــــــــــى ليلٍ أتى يتخطَّفُ

وما خمدتْ أنفاسهُـــــــــــمْ إثر طعنةٍ      أُصيبوا بها من أقـــــــــــــربين تخلفوا

سِراعاً يجوزون المُلِمَّاتِ حُـــــــــشَّداً     وما غِيضَ عَزْمٌ فالشراييـــــــــنُ نُزَّفُ

وقد نذروا للأرضِ تَـــــــــعلاءَ رايةٍ     على هامَةِ النَّخــــــــــلِ الأبـيِّ تُرفرفُ

إذا نَزَفَ الطفلُ العِراقِيُّ دَمــــــــــعةً      وراحَ بها وَجْهَ السَّمــــــــــاءِ يُزَخرفُ

يخُطُّ أمانيهِ سحـــــــــــــــاباً مُـبَعثراً      رغيفاً وألعــــــــــــــاباً وحُلْماً سيُقْـطَفُ

فَقُلْ إنَّ طِفْلَ العِشْقِ فَـــــوَّضَ أمـرَهُ     وفَزَّتْ أمانيه وفزَّ التـــــــــــــــــــــلهُّفُ

وأعلنَ أنَّ الحُزْنَ مِشعالُ ثــــــــورةٍ     سيحيا بها شَعـــــــــــــــبٌ غيورٌ مُثَقَّفُ

وأنَّ نزيفَ الأمَّهــــــــــــاتِ خـميرةٌ     لخُبْزِ انتصاراتٍ لها الكـــــــــونُ يَهْتِفُ

وقال من قصيدة (هم فكرة الضوء) وهي لأبطال الحشد المبارك الذي قضى على أسطورة دولة الخرافة (داعش)

هُمْ فِكرةُ الضَّوءِ لــــــمَّا اللَّيلُ باغَتَهُمْ     تَـــــــوزَّعوا في المدى كالأنْجُمِ الزُّهْرِ

مضوا إلى حيثُ كانَ الموتُ مُحتَشِداً      مُذْ قالتِ الأرضُ: أجسادُ الأُلَى مَهْري

وكانَ فيــــــــــهِمْ فتًى مِنْ فَرْطِ لَهفَتِهِ      لبَّى الـــــــنِّداءاتِ مَشنوقاً على الجِسْرِ

لا يُـــــــقْفِرونَ مـنَ الإيثارِ أهلُ نَدًى      حتَّى وَلَوْ لَــــــــــــــوَّعتهُمْ طَعنَةُ الفَقْرِ

حَشْدٌ مِنَ الظَّفَرِ المكنـونِ في رئةِ الـ     أرضِ الشهيدةِ حُرّاسُ الــــــــمدى الثَّرِّ

وهُـــــــــم أفانينُ مَجْـدٍ شاهقٍ خَضِلٍ      مُخَضَّبٍ بِدمِ العـــــــــالـــينَ.. مُخْضَرِّ

لا يُجْدِبُونَ، وإنْ أزرى الـزَّمانُ بِهِمْ      ولا يصيرونَ مِنْ أوراقِهِ الــــــــــصُّفْرِ

شَبُّوا علــى عِزَّةٍ واجَّاذبوا مَـطَرَ الـ     ـمجدِ الأثيلِ وخَطُّوا ســـــــــورَةَ الدَّهرِ

أنَا الجَنوبِيُّ، هذي الأرض تَـعْرِفُني      مُرّاً، وما كُنْتُ أُعْطِـــيهم سِــوَى مُرِّي

كانَتْ شَظَــايايَ فـي الوِدْيانِ مُـوْلَعَةً     بالسِّنْدِيانِ، وُكُنْــــــتُ النَّهْرَ إِذْ يَــجْري

لمَّا مَرَرْتُ عــــــلى القِنْدَوْلِ حَمَّلَني     شَوْكَ الإبــــــــاءِ، وأشْلاءً مِنَ الـــزَّهْرِ

مَضَيْتُ أَحْمِلُ فــــي اليُمْنى مُقاوَمَةً     وَضِــــــــــيئَةَ الفِكْرِ، إِرْثاً مِنْ أَبـــي ذَرِّ

وريشَةُ الحُبِّ فــــي يُسْرايَ راعِفَةٌ      لِتَرْسُمَ المَجْدَ مِنْ جُرْحي على الصَّـــخْرِ

..................................................

1 ــ زودني الشاعر بسيرته وقصائده عبر الانترنيت

كما جاءت ترجمته وأشعاره في: كربلاء في الشعر اللبناني ص 233 ــ 240

المرفقات

كاتب : محمد طاهر الصفار