وديعة الله

إلى سيدة الصبر العظيم زينب بنت أمير المؤمنين (صلوات الله عليهما)

لا ترفعْ السوطَ قلـبُ الـعـرشِ يـنـفـطـرُ *** كزينبٍ في يـدِ الأغلالِ تنصهرُ

لا ترفعِ الصوتَ غُضَّ الطرفَ عن جبلٍ *** من الضياءِ عليهِ القدسُ ينتشرُ

لا تهـززِ الـرمـحَ.. هـذا الـرأس جـبـهـتهُ *** مـشكاةُ نـورٍ لوجهِ اللهِ يا شَمِرُ

يا حاديَ الركبِ.. لا تسرعْ.. فـنـاقـتُها *** لا تـملـكُ العـذرَ .. كي للهِ تعتذرُ

فـذي الـقـواريـرُ كـان الـبـدرُ كـافـلَـهـا *** والـيومَ غابَ.. فلا خدرٌ ولا قمرُ

ولا لعينيكِ يا أختاهُ وابتشري *** أو اسـعدي بل يـسـبُّ الرجسُ من طهروا

وذي الرياحينُ.. يكويـها النداءُ ..(أبي) *** أيا حسينُ أجب من دمعها مطرُ

فـلا مـجـيـبَ سـوى رأسٍ يـدورُ عـلـى *** رمـحٍ تـرتّـلـه الآيـاتُ والـسـورُ

لا تـرفـع السوطَ.. أطفالُ الحسينِ بلا  *** حـولٍ ..ولا عمّهمْ عباسُ ينتصرُ

تـكـبّـرون؟! ومـا الـتـكـبـيـرُ غـيـرُهمُ *** الله أكـبـرُ مـنـكـم .. قـالـها الحجرُ

يا أدعـيـاء تُـرى هـل في نسائكمُ   ***   من صانها البرُّ أو من زانها الخفَرُ

هل فـي نـسـاءِ الـدنـى ظـلٌّ لـفاطمةٍ *** كـي تـفـخـروا بـانتسابٍ منه ينحدرُ

ليسـت سـوى زينبٍ الحوراءِ تشبهُها *** لـذا سـعـيتـمْ لـهـا بـالـنـارِ تـسـتعرُ

لـذا سـعـيـتـم لـهـا بـالـسـوطِ يـلـهبها *** لـذا كـسرتم لها أضلاعَ من نُحِروا

(رقيةٌ).. من جـمـالِ اللهِ سـحـنـتُـهـا *** بـراءة الـفـطـرةِ الأولـى بـهـا زَهـرَ

لا تقطفوا الزهر قلبُ الزهرِ من رهفٍ *** عـلـى دمـاءِ حسينٍ سوف ينهمرُ

لا تقتلوا الوردَ في أحداق مبسمها *** (سكينة) الـطفِّ يغزو روحَها الخطرُ

أتسلبُ القـرطَ ؟ ما الأقـراطُ تـؤلـمـهـا *** لـقـد سـلـبتمْ حِماها وهْي تحتضرُ

والأمّـهـاتُ فـدت لـلحـقِّ فرحتَها *** ولـوعـةً حـمـلـت مـن بـعـدهـا الـشجَرُ

أم الشهـيـدِ الـتـي لـم تـقـفُ زفَّـتَهُ *** سارتْ إلى السبيِّ.. والأحشاءُ تُعتصرُ

سارت إلى السبي يـا للشامِ ما فعلت *** بـخـدرِ من ليس يرقى خدرَها نظَرُ

لكنـهـا الـشـمسُ تبقى دون مسطعها *** أنـظـارُ كـلِّ عـيـونِ الـخـلقِ تنحسرُ

يا سادة الـلـؤم يا من قصّرت لغتي *** فـي نـعـتِـهم ..واشمأزتْ فعلَهم سقرُ

هذي الـنـسـاءُ كسيراتُ الجناحِ فلا *** تـوسّـعـوا الـجرحَ حتى القلبَ ينكسرُ

إن الـنـسـاءَ وديـعـاتُ الإلـهِ ومَـن *** يـخونُ ربَّ العـلا ..قل: كيف يعتذرُ؟

أسرار العكراوي

الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة

المرفقات

: أسرار العكراوي